كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، خطبة الجمعة 18 سبتمبر للدكتور خالد بدير
خطبة الجمعة القادمة 18 سبتمبر 2020م : كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، بتاريخ: 1 من صفر 1442هـ – 18 سبتمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة : كما يلي:
عناصر خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير: كيف نكتسب قيمنا وأخلاقنا الجميلة :
العنصر الأول: أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام
العنصر الثاني: نماذج وصور مشرقة في حسن الخلق
العنصر الثالث: وسائل اكتساب الأخلاق
المـــوضــــــــــوع
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } ( آل عمران: 159). وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ شهد له ربه من فوق سبع سماوات بحسن الخلق فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } . (القلم: 4) . أما بعد :
عباد الله: إن للأخلاق أهمية كبرى في الإسلام، فالخلق من الدين كالروح من الجسد، والإسلام بلا خلق جسدٌ بلا روح، فالخلق هو كلُّ شيء، فقوام الأمم والحضارات بالأخلاق وضياعها بفقدانها لأخلاقها.
قال أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت …………فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال: وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم………. فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمـــاً وَعَـــــويــــلا
وقال: صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ…………… فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ
وإننا لو نظرنا إلى الدين الإسلامي لوجدناه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: عقيدة وتتمثل في توحيد الله تعالى، وشريعة: وتتمثل في العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها، وأخلاق: وتتمثل في الأخلاق الفاضلة في التعامل مع الآخرين. وكل قسم من هذه الأقسام الثلاثة يمثل ثلث الإسلام، فالعقيدة تمثل ثلث الإسلام، لذلك كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لاشتمالها على الجانب العقدي، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ” (متفق عليه )، وكذلك العبادات تعدل ثلث الإسلام، والأخلاق- التي يظن البعض أن لا علاقة لها بالدين – تعدل ثلث الإسلام، بل الإسلام كله ؛ وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن الهدف من بعثته غرس مكارم الأخلاق في أفراد المجتمع فقال:” إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ صالحَ الأخلاقِ” [أحمد والبيهقي والحاكم وصححه].
قال المناوي: “أي أُرسلت لأجل أن أكمل الأخلاق بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة.”
ولأهمية الأخلاق أصبحت شعاراً للدين ( الدين المعاملة ) فلم يكن الدين صلاة ولا زكاة ولا صوم فحسب.
قال الفيروز آبادي رحمه الله تعالى: “اعلم أن الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق؛ زاد عليك في الدين”.
واعلموا – رحمكم الله – أن حسن الخلق طريقٌ إلى الجنة ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ:” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ “. [ أحمد والترمذي وصححه ] .
وقد وقفت كثيرًا عند هذا الحديث متسائلًا: لماذا اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على هذين الأمرين ؟!
قال العلماء في ذلك : لأن تقوى الله تصلح ما بينك وبين الله ؛ فتمتثل الأوامر وتنتهي عن المحرمات !!
وحسن الخلق يصلح ما بينك وبين الناس ؛ فلا تكذب على أحدٍ ؛ ولا تخون أحداً ؛ ولا تحقد على أحدٍ … إلخ
وهكذا تظهر أهمية الأخلاق ومكانتها في الرسالة المحمدية حتى أصبحت شعاراً للدين تمثله كله.
أيها المسلمون: كلنا نقرأ في الأخلاق!! وكلنا نحفظ آيات وأحاديث في الأخلاق!! وكلنا نسمع صورًا مشرقةً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين!! ولكن هل طبقنا ذلك عمليًا على أرض الواقع؟!!
أحبتي في الله: علينا أن نتأسى بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وسلفنا الصالح- رضي الله عنهم- في تطبيقهم العملي الواقعي لمكارم الأخلاق؛ وسأضرب لك بعض الأمثلة:
لما أوذي صلى الله عليه وسلم إيذاءً شديدًا قيل له ادع على المشركين فقال:” إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة” (مسلم) ، وقال عن أهل مكة – لما جاءه ملك الجبال ليأمره بما شاء- : ” بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ” (البخاري ومسلم)، ولما أصيب في أحد قال له الصحابة الكرام ادع على المشركين فقال:” اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون” (شعب الإيمان للبيهقي) .
ومن صور عفو النبي – صلى الله عليه وسلم – أيضاً ؛ موقفه مع أهل مكة: ” لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين ، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيرًا، ونظن خيرًا: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت، قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف صلى الله عليه وسلم:{ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين }.[يوسف:92]. اذهبوا فأنتم الطلقاء ” . ( البيهقي ). وكان صلى الله عليه وسلم قادرًا على إبادتهم أجمعين ؛ وقد فعل ذلك كله – صلى الله عليه وسلم – امتثالًا لأمر ربه القائل: { خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ}. [الأعراف:199] . لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما هذا يا جبريل؟” قال: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك.”( تفسير ابن كثير).
وانظروا – أيها المسلمون – إلى عفو أبي بكر – رضي الله عنه – عن الرجل الذي سبه وشتمه: فعن أبي هريرة رضي الله عنه: ” أن رجلًا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب، ويتبسم، فلما أكثر ردَّ عليه بعض قوله؛ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقام فلحقه أبو بكر، فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال: إنه كان معك مَلَك يردُّ عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان؛ فلم أكن لأقعد مع الشيطان “. (أحمد والبيهقي؛ وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح) . فالله وكل ملكا يرد عنك إذا سبك أحد ؛ فإذا رددت انصرف الملك وحضر الشيطان يمارس هوايته ؛ ولك أن تتصور ما النتيجة إذا حضر الشيطان ؟!!
لذلك قال الشافعي: يخاطبني السفيه بكل قبح……….. فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلماً………..كعود زاده الإحراق طيبا
وقال: إذا نطق السفيه فلا تجبه……….. فخير من إجابته السكوت
إن كلَمته فرَجت عنه ………..وإن تركته كمداً يمـوت
ولذلك ضرب بالأحنف بن قيس المثل في الحلم والصفح وحسن الخلق ، فقيل له: كيف وصلت إلى هذه المنزلة؟ فقال: ما آذاني أحد إلا أخذت في أمره بإحدى ثلاث : إن كان فوقي عرفت له فضله، وإن كان مثلي تفضّلت عليه، وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه.
فما أعظمها من مُثُل وما أجملها من أخلاق، لو طبَّقنا ذلك عمليًا على أرض الواقع ؛ وكنا أمثلة حية مشرقة تمثل الإسلام .
أيها المسلمون: إننا في حاجة إلى أن نقف وقفة مع أنفسنا وأولادنا وأهلينا في غرس مكارم الأخلاق والتحلي بها ؛ نحتاج إلى نولد من جديد بالأخلاق الفاضلة؛ نحتاج إلى نغير ما في أنفسنا من غل وحقد وكره وبخل وشح ؛ إلى حب وتعاون وكرم وإيثار ؛ بذلك نستطيع أن نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة .
عباد الله: قد يقول قائل: كيف أكتسب تلك الأخلاق الحسنة وأطبقها؟! أقول: هناك وسائل لتحصيل حسن الخلق منها:-
أولاً: الدعاء بحسن الخلق: كما كان صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك :” وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا َنْتَ؛ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ” (الترمذي)، كذلك كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من سوء الخلق فكان يقول : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الْأَخْلَاقِ ” . ( أبو داود والنسائي).
ثالثاً: المداومة على العبادة والطاعة: لأن العباداتِ كلَّها شرعت من أجل تهذيب الأخلاق؛ كالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها ؛ والنصوص الدالة على ذلك كثيرة وأنت بها خبير .
رابعًا: أن يتخذ الناس مرآة لنفسه: فكل ما كرهه، ونفر عنه من قول أو فعل أو خلق فَلْيَتَجَنَّبْه، وما أحبه من ذلك واستحسنه فليفعله. وصدق من قال: إذا أعجبتك خصـال امرئٍ………… فكنْهُ تكن مثل ما يعجبك
فليس على المجد والمكرمات……..إذا جئتها حاجب يحجبك
يقول لقمان الحكيم: تعلمت الحكمة من الجهلاء, فكلما رأيت فيهم عيبًا تجنبته !! ولهذا كان الصحابة يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير؛ وحذيفة – رضي الله عنه- يسأله عن الشر مخافة أن يدركه.( انظر صحيح البخاري) .
خامسًا: مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة: فالمرء شديدُ التأثر بمن يصاحبه؛ فينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته، كما قيل: الصاحب ساحب، فإذا أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ فسأل عن أصحابه.
قال الشاعر: عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ ………… فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
وقال آخر: واحـذرْ مُصاحبـةَ اللئيـم فـإنّـهُ …………. يُعدي كما يُعدي الصحيـحَ الأجـربُ
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [ أحمد والترمذي وحسنه ].
سادسًا: الاقتداء بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم: فهو القدوة والأسوة والمثل الأعلى في مكارم الأخلاق حيث شهد له ربه في علاه بقوله:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.(القلم: 4 ) ؛ وكان الصحابة دائمًا يسألون عن أخلاقه ليمتثلوا به ويقتدوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم؛ فقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أخلاقه فقالت:” كان خلقه القرآن ” ( مسلم) .
ثامناً: النظر في سير السلف الصالح: فالنظر في سيرهم؛ وقراءة تراجمهم مما يحرك العزيمة على اكتساب المعالي ومكارم الأخلاق؛ ذلك أن حياة أولئك تتمثل أمام القارئ، وتوحي إليه بالاقتداء بهم، والسير على منوالهم.
عباد الله: هذه هي وسائل اكتساب الأخلاق فالزموها وعلموها أبناءكم ؛ فلو أن كل فرد نشَّأ أسرته على القيم والأخلاق الفاضلة؛ فإننا بذلك ننشد مجتمعًا فاضلًا تسوده علاقات الود والمحبة والإخاء والإيثار والتعاون؛ وجميع القيم الفاضلة .
اللهم كما حسنت خلقنا فحسن أخلاقنا ؛ اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ؛ اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والزلازل والمحن ؛ وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ,,,,
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف