قبيل انطلاق ندوة ثقافية تتناول الكتاب بجناح الأزهر.. التعريف برسالة “الحث على البحث” للأشعري
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب “رسالة الحث على البحث” المشتهرة باسم “استحسان الخوض في علم الكلام”، بقلم الإمام أبي الحسن الأشعري (المتوفى في سنة ٣٢٤هجرية)، من إصدارات مركز الإمام الأشعري بالأزهر.
تعالج الرسالة، إشكالية الاشتغال بعلم الكلام، بين المعارضين من غلاة النصيين، والموافقين من العقليين، وحكم النظر العقلي والاستدلال به في مسائل العقيدة، وربما كانت أول مُؤَلَّف خاص، يعالج هذا الموضوع الخلافي المحتدم في عصره، بين علماء أهل السنة والجماعة: الأثريين منهم والعقليين، وإن كان المعتزلة – ومنهم الجبائي، شيخ الأشعري الأول – قد سبقوا إلى هذا، وكذلك أفرد القاضي عبد الجبار، له مجلدا كاملا ضمن موسوعته: «المغني في أبواب العدل والتوحيد»، بيانا لموقف المعتزلة.
ورسالة «الحث»، وإن كانت صغيرة الحجم، إلا أنها تتسم بالعمق، والبراعة في استنباط الأدلة، وتوظيفها في إثبات المطلوب، وهو جواز الاشتغال بهذا العلم، والحث على الخوض في أبحاثه، ووجوب «النظر» في أصول الدين، ورد شبهات الخصوم، ومحاولة الفصل في هذا الشأن الدقيق.
ويظهر أن رسالة “الحث” من المؤلفات التي كتبها الإمام الأشعري، بغرض بيان آرائه هو ، وضمنها الرد على أقوال المخالفين في المسائل التي يذكرها، وهي تعالج مسألة اختلفت فيها الآراء وتعارضت فيها الأقوال، بين أهل السنة والمخالفين، وهي: حكم الاشتغال بالنظر العقلي والاستدلال به على قضايا العقيدة الإسلامية خاصة، وقد عاصر الأشعري أنصار هذه الاتجاهات المتباينة، وبرع في تحديد المشكلة، والرد عليها، فلم يترك للمعارضين قولا، إلا فنده، استنادا إلى منهجية علمية منضبطة، مستدلاً على قوله بأدلة النقل والعقل معا، فكانت وافية في علاج موضوعها، رغم صغر حجمها، ليصل مؤلفها -رحمه الله- إلى القول: بأن النقل الصحيح والعقل المستقيم، قاطعان بالاشتغال بالنظر والاستدلال، بلا حرمة أو كراهة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.