قانون ممارسة الخطابة يعيد لدعاة الازهر مكانتهم بقلم الشيخ محمد حسن داود
فقد انتشرت فى الاونة الاخيرة خطباء ما لهم من العلم نصيب ولا عندهم من الفقه دليل ولا لهم حصيلة علمية الا كتيبات الناشئين والهواه والمتفيقهين فأمسوا يعتلون المنابر ويفسرون الايات والاحاديث بناءا على علمهم القاصر وغلوهم وتشددهم فى الاحكام ناسين ان اسلامنا هو دين الوسطية والاعتدال والسماحة
مما ترتب على ذلك تخبط كثير من الناس فى امور دينهم مما يصدر من افواه هؤلاء المتفيقيهين اذ يفتون بغير علم فجعلوا الحلال حراما والجائز مكروها مستنبطين ذلك من كتيبات كتبها اشخاص لا نعرف من هم وما مقدار علمهم حتى يقدموا على الافتاء
غير ان كثيرا من فتواهم قسمت بين ابناء الوطن الواحد فاشعلوا نيران الفتن الطائفية
ليس ذلك فحسب بل فرقوا بين ابناء الدين الواحد
فزلت اقدامهم وضلت افهامهم فنشروا فكرة التكفير وحكموا على كثير ممن يخالفونهم الرأى بأكبر الكبائر وافظع الصفات واشدها وهو الكفر دون ان يعلموا للكفر شرطا ولا دليلا ولا علامة الا مخالفتهم الرأىوعدم اتباع اهوائهم و افكارهم مما جعل كثيرا من الناس يفقدون الثقة فى العلماء والدعاة فلا يفرقون بين ازهرى وغيره فكلهم امامهم يصعدون المنبر لا يدرون من هذا ومن ذاك
ان قانون ممارسة الخطابة والذى يقصر صعود المنابر على أبناء الأزهر الحاصلين على تراخيص صعود المنبر، أو المعينين في وزارة الأوقاف من أئمة ودعاة و وعاظ الأزهر الشريف هو اكثر القوانين دعما للدعوة وللدعاة يعيد للازهر مكانته ويعيد للامام مكانته ويعيد لوطننا هويته ويضبط هوية المنابر وهوية الخطاب الدينى
فدعاة الازهر ما صعدوا المنبر الا بعد دراسة وفقه وعلم بامور الدين يستنبطون احكامهم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تشدد او غلو فجميع دعاة الازهر ينهلون ويتعلمون من منبع واحد فلا تجد بينهم تخبط فى الاحكام
فما بنوا دعوتهم او فتواهم على هوى ولا يقدمون على حكم الا بدليله دون غلو او تشدد وانما على ضوء الكتاب والسنة
وهذا مما يجعل الناس اكثر اطمئنانا على دينهم واكثر ثقة فى الدعاة وفى منبع علومهم وهو الازهر الشريف رمز الوسطية والاعتدال
محمد حسن داود
مديرية اوقاف كفر الشيخ
