طوبى للوافدين … بقلم الدكتور غانم السعيد
تجاذبت معه أطراف الحديث ، انبهرت بلغته العربية الفصحى التي ينطلق بها لسانه في عفوية وتلقائية ، وكأنه مقبل عليك لتوه من بادية نجد في عصر ما قبل الإسلام بعد أن انتقى معجمه اللغوي من أسهل ألفاظ اللغة وأيسرها وأوضحها وأعذبها .
قلت له — وأنا معجب بأدائه الرائع ، وبشرته السمراء الكادحة — : من أي البلاد أنت ؟؟.
قال وهو ينحني محييا كعادة الطلاب الوافدين في إجلالهم لأساتذتهم :
من موزمبيق … شيخي وأستاذي .
قلت : في أي سنة تدرس ؟
قال :-من طلابك في السنة الأولى ، الشعبة العامة .
قلت : ومن أين تشريت الفصحى حتى وصلت إلى هذا الحد من طلاقة البيان ؟؟.
قال : من مصدرين أستاذي :
الأول : المنبع الرائق الصافي والسلبيل العذب الذي لم ولن يجف رواؤه ……. ( القرآن الكريم ) الذي أحفظه عن ظهر قلب .
والآخر : الأزهر المعمور بشيوخه وعلمائه.
كم أسَرَني هذا الطالب الموزمبيقي الأزهري ، بطلاوة حديثه ، ووقاره وجلاله ، واعتزازه بدينه وأزهريته .
فطوبى لطلابنا الوافدين.
الذين يزرعون فينا الأمل والتفاؤل عندما نرى فيهم ثمار جهودنا حية ناطقة بكل براءة وعفوية .