سلسلة فقه الصيام ، الدرس العشرون: حكم الاستمناء في نهار رمضان ، للدكتور خالد بدير
سلسلة فقه الصيام ، الدرس العشرون: حكم الاستمناء في نهار رمضان ، للدكتور خالد بدير
لتحميل الدرس بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الدرس بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الدرس كما يلي:
(سلسلة فقه الصيام) الدرس العشرون: حكم الاستمناء في نهار رمضان
خروج المني في نهار رمضان له صور كثيرة، وإليكم هذه الصور مع بيان حكم كل منها ودليله:
الصورة الأولى: عن طريق الجماع.
وقد سبق حكمه في درس خاص بالتفصيل، وأن عليه القضاء والكفارة كما جاء في الحديث الشريف.
الصورة الثانية: عن طريق الاحتلام: فلا شيء عليه، ولا قضاء ولا كفارة، وصومه صحيح.
قالت دار المصرية في فتوى لها عن ذلك: ” مِن جملة ما اتفق عليه الفقهاءُ مِن أحكام الصيام: أنَّ الاحتلام أثناء النهار لا يفسد الصوم؛ لقول النبي ﷺ: «ثَلَاثٌ لَا يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ: الْقَيْءُ -أي: غير المتعمد-، وَالِاحْتِلَامُ، وَالْحِجَامَةُ». (أخرجه الترمذي والنسائي والدار قطني في السنن، وأبو يعلى في المسند، وابن خزيمة في الصحيح).
ولأنَّ الصوم إنما يبطل بارتكاب المفطرات عمدًا، والاحتلام ليس كذلك، ولا يُكَلَّف الصائم بتجنُّبه حال نومه، بل التكليف مرفوع عن النائم حتى يستيقظ؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يكْبَرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ». (أخرجه الطيالسي وأحمد وأبو يعلى في المسند، وأبو داود والنسائي وابن ماجه في السنن، والحاكم في المستدرك وصححه).
وقال الإمام السرخسي الحنفي في “المبسوط” (3/ 56): [وإن احتلم نهارًا لم يفطر] اهـ.
الصورة الثالثة: عن طريق الاستمناء:
والاستمناء معناه: ” إخْرَاجُ الْمَنِيِّ بِغَيْرِ جِمَاعٍ… ويَكُونُ الاِسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ، أَوْ غَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمُبَاشَرَةِ، أَوْ بِالنَّظْرِ، أَوْ بِالْفِكْرِ”. (الموسوعة الفقهية).
وقد أجمع الرأي الشرعي في الأزهر والإفتاء على تحريم ممارسة الاستمناء (العادية السرية) سواء للذكر أو الأنثى، وحرمته مطلقًا، مستدلين بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}. [المؤمنون:7،6،5].
وقد أثبتَ الطبُّ من خلال الكشوفات والفحوصات الطبية أن الاستمناء يضرُّ بالبدن والفكر أضرارًا كثيرة، وأحيانًا يصيب الإنسان بالاكتئاب، ولا يزيد الأمر إلا تعقيدًا؛ لأنه يعتاد تلك العادة ويدمنها وتؤثِّر سلبًا على حياته، وقد وضع الإسلام العلاج لهذه الشهوة بالزواج لمن قدر عليه، أو الصِّيام لمن لا يقدر على الزواج وتكاليفه.
ونصحت الإفتاء من ابتُلي بشيء من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبةً نصوحًا، وأن يستغفر الله تعالى من هذا الذنب العظيم، وأن يعمل على غض بصره، وأن يكثر من الدعاء أن يتوب الله على من ابتلي بشيء من ذلك، وأن يعفه عن الحرام، وأن يرزقه الزواج الصالح.
ومَنْ مارس الاستمناء (العادة السرية) في نهار رمضان فقد بطل صومه، قال النووي رحمه الله: ” إذا استمنى بيده -وهو استخراج المني- أفطر بلا خلاف عندنا” انتهى من “المجموع” (6/ 322)، ويجب عليه الإمساك بقية النهار وقضاء ذلك اليوم، ولا كفارة عليه، لأن الكفارة المغلظة في الجماع لا غير.
الصورة الرابعة: عن طريق النظر أو التفكر في الشهوة:
فإذا نزل المني بسبب النظر بشهوة إلى صورة من غير احتكاك أو لمس؛ فلا يُفطر به الصائم، ولكنه يجب عليه التوبة من إثم المعصية.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: “لا يُفطر بفكر، وهو إعمال الخاطر في الشيء، ونظر بشهوة إذا أمنى بهما، أو بضم امرأته بحائل بشهوة، وإن تكررت الثلاثة بها، إذ لا مباشرة، فأشبه الاحتلام، مع أنه يحرم تكريرها وإن لم ينزل”. (انتهى بتصرف من مغني المحتاج (2/ 159).
والله أعلم،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
____________________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
