أخبار مهمةالأوقافشهر رمضان المباركعاجل

سلسلة فقه الصيام ، الدرس السادس عشر: الاعتكاف فضائل وأحكام ، للدكتور خالد بدير

سلسلة فقه الصيام ، الدرس السادس عشر: الاعتكاف فضائل وأحكام ، للدكتور خالد بدير

لتحميل الدرس بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الدرس بصيغة pdf أضغط هنا

 

ولقراءة الدرس كما يلي:

(سلسلة فقه الصيام) الدرس السادس عشر: الاعتكاف فضائل وأحكام

 

الاعتكاف معناه:  لزوم الشيء وحبس النفس عليه، خيرا كان أم شرا. قال الله تعالى: { مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}. (الأنبياء: 52). أي مقيمون متعبدون لها.

والمقصود به هنا: لزوم المسجد والإقامة فيه بنية التقرب إلى الله عز وجل.

والاعتكاف من أعظم العبادات في العشر الأواخر من رمضان؛ فقد كان حريصاً على سنة الاعتكاف في رمضان كل عام؛ وقد استن بهذه السنة أزواجه والصالحون من بعده ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:” أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ؛ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ” (متفق عليه)؛ وفي العام الذي لم يعكتف فيه النبي لكثرة الاختلاط قضاه في شوال؛ وهذا يدل على أهمية الاعتكاف وفضله؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:” أَنَّ النَّبِيَّ أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ؛ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ؛ إِذَا أَخْبِيَةٌ: خِبَاءُ عَائِشَةَ؛ وَخِبَاءُ حَفْصَةَ؛ وَخِبَاءُ زَيْنَبَ؛ فَقَالَ: آلْبِرَّ تَقُولُونَ بِهِنَّ؟! ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَعْتَكِفْ؛ حَتَّى اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ”(متفق عليه). يقول الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي تعليقاً على سبب تركه الاعتكاف ثم اعتكافه في شوال: ” لأنه رآهن عنده في المسجد وهو في المسجد؛ فصار كأنه في منزله بحضوره مع أزواجه؛ وذهب المهم من مقصود الاعتكاف وهو التخلي عن الأزواج ومتعلقات الدنيا وشبه ذلك” .

لذلك عندما تؤدي سنة الاعتكاف أخي الصائم فإنك تحي سنة نبوية كريمة مهجورة منذ أزمنة طويلة؛ فعن الإمام الزهري رضي الله عنه قال:” عجبا للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن الرسول ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل” .

إن الاعتكاف فيه تسليم المعتكف نفسه بالكلية إلى عبادة الله تعالى طلب الزلفى، وإبعاد النفس من شغل الدنيا التي هي مانعة عما يطلبه العبد من القربى، وفيه استغراق المعتكف أوقاته في الصلاة، لأن المقصد الأصلي من شرعية الاعتكاف انتظار الصلاة في الجماعات، وتشبيه المعتكف نفسه بالملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ويسبحون الليل والنهار لا يفترون.

والاعتكاف المستحب ليس له وقت محدد، ولك أن تجمع بين عملك واعتكافك؛ فيكون اعتكافك ليلا وعملك نهارا؛ فهو يتحقق بالمكث في المسجد مع نية الاعتكاف طال الوقت أم قصر حتى ولو لحظة؛ ويثاب ما بقي في المسجد، فإذا خرج منه ثم عاد إليه جدد النية إن قصد الاعتكاف، فعن يعلى بن أمية قال: إني لأمكث في المسجد ساعة ما أمكث إلا لأعتكف.(فقه السنة للشيخ سيد سابق) .

وينبغي على المعتكف أن ينشغل في اعتكاف بالذكر والصلاة والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من القربات والطاعات، لأنه عكف نفسه على طاعة الله تعالى.

ويكفي المعتكف أنه ترك الدنيا وشهواتها وأقبل على الله بقلبه وجوارحه؛ واقفا على بابه متعلقا بأعتابه؛ يدعوه ويبتهل إليه راجيا رحمته ورضوانه. قال عطاء – رحمه الله-:” مثل المعتكف كرجل له حاجة إلى عظيم؛ فجلس على بابه ويقول لا أبرح حتى تقضي حاجتي؛ وكذلك المعتكف يجلس في بيت الله ويقول: لا أبرح حتى يُغفر لي” .

ويبطل الاعتكاف بالخروج من المسجد لغير حاجة، أما الخروج لتشييع جنازة أو عيادة مريض فجائز.

كما يبطل بالجنون وبمباشرة النساء أو الحيض والنفاس. قال تعالى: { وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ}. (البقرة: 187).

والله أعلم،،،،

كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

____________________________________________________________________

و للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »