د. ناهـد الخراشى تكتب : وقفة عرفات
يحيا الانسان في ظلال التوجيه الرباني الذي هداه الي الحج الصحيح حيث عرفنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الحج عرفة. والوقوف بعرفه هو ركن رئيسي من اركان الحج، وهو شعور له مذاق يشعرك بقمة العبودية لله عز وجل, يعطيك الاحساس بالأمان والسلام,هناك في هذا المكان الجليل العظيم انت ضيف الرحمن ، وما دمت ضيف الرحمن فأنت آمنا سالما من كل سوء.
أليس الوقوف في عرفات.. هو يوم الوقوف العظيم حيث الأمن والسكينة، والرحمة والمغفرة الواسعة ، وآيات الحب الرباني ولمسات الحنان الالهي ، ونسمات الرضا والسلام ترفرف عليك, انه يوم تشرق فيه وتمتليء بالنفحات النورانية ,انها ومضات لا تنطفيء وفيوضات لا تنتهي ,انه يوم تتخلص فيه من الكبر والتسلط والرياء وتتساوي فيه مع الخلق اذ تشعر بالرضا والقناعة ، وتتنافس فيه المنافسة الشريفة ولا يفوز الا من أتي الله بقلب سليم.
انه يوم الهدي والايمان يسبح فيه القلب في أنوار الرحمن علي خطي القرآن.. طامعا في القبول والرضوان, أليس الوقوف بعرفات نعمة تستحق الشكر، ومن اجمل لحظات الحمد ، اللحظة التي تنوي فيها بقلب مخلص صادق ألا يقتصر حمدك لله بالقول فقط ، وانما ايضا بالسلوك الي الله, حمد وشكرا له عز وجل حيث الارتقاء بالسلوك ، والاتفاع فوق الأحداث، والتجاوز عن أخطاء البشر في حقك, وفي الحج تكثر لحظات الصفاء وخاصة يوم عرفة حيث تبدأ هذه المشاعر الصافية النورانية توجهك الي كل ما هو خير وفاضل وكريم.
ومن آداب الوقوف في عرفة عدم تجاذب أطراف الحديث مع اخوانك في أمور الدنيا، والتعاون علي البر والتقوي، وعدم ايذاء الغير، ومساعدة أي حاج يحتاج الي العون سواء أكان مريضا أو مسنا أو امرأة ، فان طرق الخير كثيرة ومفتوحة دائما ولا تحتاج الا لصفاء النفس ونقاء القلب.. فلتسارع الي الخيرات طامعا في رحمة الله وعفوه ورضاه واحسانه وحبه.
ومن الآداب الهامة أن تنشغل بذكر الله عمن سواه، وان تكثر من تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار ، انها لحظات جليلة تتجلي فيها الرحمة والمغفرة الواسعة.
فاحرص علي أ لا تفوتك، ولتجعل يوم عرفة بداية لمرحلة جديدة من حياتك مرحلة تسعي فيها الي الله،و تستعد لأخرتك.. تطهرك من الذنوب بأمر الله ومشيئته وليكن الحج بداية لهجر المعاصي والاقبال علي طاعة الله عبادة وخلقا وسلوكا حبا وحمدا لله عز وجل مما يرشدك الي سر السعادة القلبية، وسبيل الحياة الآمنة المطمئن .