د. محمود بكار يكنب : الأزمة المصرية السعودية ما بين التطبيل والتهليل
تعد العلاقات المصرية السعودية من أقوي العلاقات في منطقة الشرق الأوسط والتي كان لها دور كبير في تجنب المنطقة لسيناريوهات سيئة يجري التخطيط لها منذ زمن بعيد خلال السنوات الماضية، ولكن من الطبيعي أن تحدث بلبله في هذة العلاقة فالاتفاق التام بين أي دولتين أمر مستحيل مهما بلغ اتفاقهما ورؤية كل دوله لمصالحها يجعلها تتخذ مواقف تخالف حليفتها في بعض الأحيان، وفي ظل الأزمة الأخيرة بين مصر والسعودية والتي نشبت نتيجة تصويت مصر لصالح المشروع الروسي بشان سوريا والتي قررت علي أثرها السعودية ايقاف امداد مصر بالبترول، ظهر أعلامنا كعادته بشكل يتفق حسب الموقف الحالي متناسيا مواقفه السابقة في حالات أخري مشابهة.
حيث واصل اعلاميون مصريون حملتهم ضد المملكة العربية السعودية في تصاعد واضح للأزمة السياسية بين البلدين وانتقلت حملات التراشق بين الطرفين إلي مواقع التواصل الاجتماعي، فقد واصل الاعلاميون هجومهم فزعم بعضهم أن كل الكوارث والنكبات التي حلت ببعض الدول العربية بسبب السياسات التي تتبعها المملكة العربية السعودية، كما قام البعض الأخر بإطلاق هشتاج مصر لن تركع في إشارة ضمنية للسعودية .
وانتقل البعض الأخر إلي اللجوء لبعض اساليب الكذب والتدليس حيث زعم بعضهم استعداد دول أخري لتزويد مصر بالبترول وفق شروط ميسرة عن شروط المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي قدم أخرون اقتراحًا بوقف رحلات الحج والعمرة لتوفير 6 مليارات جنية ينفقها المصريون علي الحج والعمرة سنويًأ اقتراحًا لم يكن يخطر ببال قريش لو كانت مجتمعة في دار الندوة في وقتنا هذا.
والقضية ليست في مهاجمة هؤلاء للملكة العربية السعودية فلو أن أحدًا من المشاهدين لم يعرف هؤلاء الاعلاميين من قبل لظن أن سبب تلك الحملة العنيفة هو حب الوطن، ولكن من شاهد هؤلاء أثناء ازمة جزيرتي تيران وصنافير ودعمهم الغير مسبوق لأحقية المملكة العربية السعودية في الجزيرتين والتمجيد في قدر الدعم المقدم لنا من المملكة، سيعلم تمام العلم أن كل ما يوجه هؤلاء هو المصلحة الشخصية جنبًا إلي جنب مع الحصول علي أجر مادي لو علمه كلا منا لعرف سبب ما نحن فيه من فقر وجهل وبطاله،، حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء.