دكتورموسى محمود شومان يكتب :من أسرار الصيام فى شهر الصيام
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، فى مبدأ الأمر ومنتهاه، أما بعد: فهذه رسالة موجزة حول بعض أسرار الصيام خاصة فى شهر رمضان شهر الصيام، ونفتتح بالحديث عن الشوق والحنين، ونبدأه بوقفة هامة فى بيان أهمية الحنين والشوق إلى رمضان تأسيا بسيدنا رسول الله حيث كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبلغنا رَمَضَانَ، فما كان لقوله إلا بيانا للأمة لأهمية الشوق والحنين لرمضان، وما فيه. ولذلك قيل إن فى هذا الحديث دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها، فحتى من كان على صلاح وتقى وأعَمَر أيامه كلَّها بالعمل الصالح، وكان فى ارتقاء دائم، إلا أن رمضان قد جاءه يزيد فى ثواب أعماله، أضعافا مضاعفة، فى خصوصية لرمضان تتمثل فى كون الصوم هو الإمساك والرفعة. والإمساك هو عن المفطرات وهى ثلاث درجات كما قال العارفون: صوم الشريعة: وهوصوم الغافلين وطبيعة الإمساك فيه تكون عن الأكل والشرب والجماع. وهو صوم مؤقت بالشهر وغيره. ويجرى عليه أحكام الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، رخصة وعزيمة وهو صوم العوام. صوم الطريقة: وهوصوم السالكين وطبيعة الإمساك فيه تكون عن المحرمات والمناهى والذمائم والغيبة والنميمة والكبر والحقد والحسد وسائر أمراض القلوب. وهو صوم مؤبد فى جميع عمر العبد محاسبا نفسه ومراعيا أنفاسه، فكل نفس تبديه لله فيك قدر يمضيه. وهو صوم الخواص صوم الحقيقة: وهوصوم العارفين وهو إمساك الفؤاد عما سوى الله وإمساك السر عن محبة غير الله. وهو لخواص الخواص، وهو خارج عن حدود الزمان والمكان حيث لا حيث فهو إقبالك بكلك على الله، فهو “صدق التوجه إلى الله”، وهذا هو فقه المعرفة بالله. * ولكل صوم ما يفسده، ومن فسد صومه شريعة بشهوة البطن أو الفرج وجب عليه القضاء اصطلاحا “فقهيا” بأن يأتى بغيره على تفصيل فقهى، أى إصلاح ما أفسده من عبادة. أما من فسد صومه طريقة باقتراف الصغائر وعدم حفظ الجوارح، أو فسد صومه شريعة بالفكر فيما سوى الله، فلزمه قضاؤه صلاحا وإصلاحا لا اصطلاحا، أى إصلاحا لأمره مع أكوان ربه لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشَّرْبِ فَقَطْ. إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ. فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقَلْ: إِنِّى صَائِمٌ، وصلاحا لما أفسده فى سره بينه وبين ربه أَلاَ كُلُّ شَىْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ، وهو أن يرجع إلى صيانة نفسه عن المحرمات وغيرها، وترميم البيت “القلب” وإصلاحه بأن يرجع إلى محبته ولقائه تعالى دنيا وآخرة، ولا يتم له ذلك إلا عبر قلب من استغنى عن الأكوان، وكان فى وصال دائم مع الله، صائما عن غير الله، حيث قال عن نفسه الشريفة كما فى الصحيحين إِنِّى لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّى يُطْعِمُنِى رَبِّى وَيَسْقِينِ. * كم من صائم مفطر، ومفطر صائم: قالوا كم من صائمٍ مُفْطِر: فهو صائم شريعة ولكنه واقع فى الغيبة والنميمة، وبعيد عن الله فهذا كمن ساوى بين مسح الوجه واليدين والرجلين فى الوضوء فإنه يقال له إنك على غير وضوء والمطلوب منك غسل الأعضاء التى مسحتها لتصح طهارتك. وقالوا كم من مُفْطِر صائم: حيث أفطر لعذر شرعى فلم يمتنع عن الأكل والشرب، إلا أنه صَام طريقة، بحفظ أعضائه وجوارحه، وصَام حقيقة عن الأغيار والسِّوَى، فصام عما سِوَى الله، ولم يتعلق قلبه إلا بالله، فرأى الله فى كل ما يراه، وما ذلك إلا لأنه فى مقام الإحسان الذى بينه المعصوم فى حديث الصحيحين أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وهؤلاء هم أهل رمضان الدائم، فى صوم لا يحده الزمان ولا المكان، ناظرين إلى الأكوان بنظر الله عبر مرآة الحق للأكوان ، صائمين عن الأكوان إيمانا واحتسابا: شريعة بطلب الثمن من إدراك الثواب والنجاة من العذاب، وطريقة ثقة بالله، وعملا على إرضائه والتقرب إليه، بغير نظر إلى ثمن، وحقيقة بالقيام بحق العبودية المطلقة وطلب وجه الله تعالى لا سواه. وهذا من الأسرار، فكان الواحد منهم لا يرى إلا الله فى كل ما يراه، فيصير من صفا خلاصة خاصة الخاصة. والصوم فى الحقيقة ترك وليس بعمل: قال الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر: ]فهو نعت سلبى إذ هو ترك المفطرات واسم العمل إذا أطلق عليه فيه تجوّز كإطلاق لفظة الموجود على الحق تجوّزاً إذ من كان واجب الوجود، ووجوده عين ذاته لا تشبه نسبة الوجود إليه نسبة الوجود إلينا فإنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [. والرفعة قال الشيخ الأكبر: ] يقال صام النهار إذا ارتفع، لأنه لما ارتفع الصوم عن سائر العبادات كلها في الدرجة سمي صوماً. ولقد رفعه سبحانه بنفي المثلية عنه في العبادات التي شرع لعباده، فلكل عبادة ثواب مقدر من عشرة أمثال وسبعمائة ضعف، وغير ذلك، إلا الصوم، حيث قال عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ وكذلك بسلبه عن عباده مع تعبدهم به وأضافه إليه سبحانه وجعل جزاء من اتصف به بيده فقال تعالى فى الحديث القدسى الصَّوْمُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ [. فالصوم على خلاف النسبة فى مفهوم القاعدة “الله تعالى خلقنا وخلق أعمالنا وتفضل علينا ونسب العمل إلينا” وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ، وكما قال فى الحكم العطائية “إذا أرَادَ أنْ يُظْهِرَ فَضْلَه عليكَ، خَلَقَ الْعَمَلَ ونَسَبَه إليْكَ”. أما الصوم فنسبه إلى نفسه تعالى، ومن ثم فمن صام حقيقة كان صائما عما سواه تعالى، فحق له الفرحتان وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ وفرحته عند لقاء ربه حيث أورثه الصوم لقاء الله، وهو القرب والمشاهدة، إذ كان لا يرى من ليس كمثله شيء إلا من ليس كمثله شيء. * تحقيق الشوق: وذلك يبدأ عمليا قبل رمضان بتكرار الدعاء السابق اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ، ويظهر متجليا بوضوح فى مراقبة أول شهر رمضان وذلك بمتابعة رؤية دار الإفتاء لرؤية الهلال، وبيان فضيلة مفتى الديار ، والاستماع إلى بيانه الذى يُعطر الأذان، وتنشرح به الصدور، والفرح بذلك أيما فرح، وحمد الله تعالى أن جعلنا من أهل رمضان، وياله من شرف عظيم أن نكون من أهل رمضان الذين هم أهل القرآن، وهؤلاء أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ فكيف بك إذا كنت من أهل الله وخاصته، هل يُضَيِّعك الله؟ فحقق الشوق حتى إذا اتصلت وصلت. * موعد بدء الصوم، والإفطار، والغاية منه: من المعروف أن بدء الصوم شريعة يكون مع هلال أول ليلة من ليالى رمضان استماعا لبيان فضيلة المفتى ، كما أن الأفطار يكون عند الغروب، بتحقيق رؤية هلال ليلة العيد لحديث لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ، وعلى الحقيقة كان بدء الصوم عن الأغيار يوم ألست يوم شاهدنا وشهدنا كما جاء فى سورة الأعراف وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ وعَلِمْنا أن الفاعل على الحقيقة هو الله، وأنه ليس لنا سوى الله تعالى محبوب ولا مرغوب ولا مطلوب فى الدنيا ولا فى الآخرة، وأن الصوم حقيقة إنما يكون عن الأغيار والسوى. وأما يوم الفطر الأعظم فهو التحقق بنداء سيدنا رسول الله أَفْطِر عندنا يا عثمان، فمن تمثل لنفسه هذا النداء من سيد الأكوان، وقال كما قال بلال وغيره من الصحابة غدًا ألْقَى الأحِبَّة: مُحَمَّدًا وصَحْبًه التحاقا بحضرته النبوية الدائمة حيث فطره الحقيقى الدائم الذى لا ينتهى ولا يتخلله صوم عند دخول الجنة بالأكل بما فيها من النعيم كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً مصداقا لما جاء فى الصحيحين قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِى الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنَ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنَ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) فيأخذه الحبيب المحبوب العالى القدر العظيم الجاه فيدخله إلى الحضرة القدسية، ومن ثم حقت له الرؤية كما فى الصحيحين إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِى رُؤْيَتِهِ بنظر السِّر معاينة، تحقيقا لقوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ. * الصوم سر وله أسرار: أسررتُ الشئَ أخْفَيْتُه، ويقال فلانٌ فى سِرِّ قَوْمِه أى فى أفضلهم، وسِرُّ الوادى أفضل وأخصب موضع فيه، وفى ذلك إشارة إلى الكمال والرفعة والأفضلية. ولكن لما لم يكن فى وسع الناس الوصول إلى مرتبة الكمال، فى الحضور الدائم مع اللَّه، والصوم الكامل عن الأغيار، تأسيا بالمصطفى المختار منبع الأنوار وسر الأسرار ، افترض اللَّه عليهم الفرائض، ليكون وسيلة إلى نيل مقامات الكمال خاصة بفريضة الصيام بشرط الوجود فى بؤرة “قلب” مرآة الحق للأكوان. ثم إن الشرع قد نعت الصوم من طريق المعنى بالكمال الذي لا كمال فوقه حين أفرد له الحق باباً خاصاً باسم خاص يطلب الكمال يقال له باب الريان منه يدخل الصائمون، والرِّيّ درجة الكمال في الشرب فإنه لا يقبل بعد الريّ الشارب شرباً أصلاً. ولما كان مجيء رمضان سبباً في الشروع في الصوم فتح الله أبواب الجنة والجنة الستر فدخل الصوم في عمل مستور لا يعلمه منه إلا الله، وما ذلك إلا لأنه سر بين العبد وربه. ولا يتم ذلك للعبد ولا يكمل إلا عبر من كان مرآة الحق للأكوان، فكما جاء عند أبى داود والبيهقى أنالْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، والمؤمن الأول على العموم هو قلب العبد، وعلى الخصوص هو قلب سيدنا رسول الله ، والمؤمن الثانى هو الله تعالى. سر وضع الله الصيام بين الإيمان والتقوى في آية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: قال تعالى يا أيها الذين آمنوا، ولم يقُل: يا أيُّها الناس، ولم يقل: يا عبادي، إنما خاطب المؤمنين لأنَّ الذي يستجيب لأمر الله هو المؤمن، والإيمان التَّصديق بالغيب ومحله القلب. فهو ما وقر في القلب وصدَّقه العمل. إذن هو أمر سرى. والتقوى كما قال الإمام عليّ الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل وعند ابن مسعود أن يطاع الله فلا يُعْصَى، وأن يُذْكَر فلا يُنْسَى، وأن يُشْكَر فلا يكفر. والتقوى محلُّها القلب التَّقْوَى هَا هُنَا إذن هى أمر سرى. وكذلك الصيام سر بينك وبين ربِّك لا يعلمه إلاَّ هو، إذن الصيام أمر سرى، ومحله القلب فهو صوم سرك عما سوى الله. فإذا كان الإيمان أمرًا سريًّا، وكانت التقوى أمرًا سريًّا، وكان الصيام أمرًا سريًّا، فناسب ذلك أن يأتي الصيام بين الإيمان والتقوى؛ لأنَّ الثلاثة أمورٌ سرّيَّة لا يطَّلع عليها إلا علام الغيوب، ولذلك يؤكد مولانا سرّيَّة الصيام فيقول كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ. ولكن انتبه للترتيب فالصوم مترتب على الإيمان أى الاعتقاد فى الله وإلا فلمن تصوم، وثمرته التقوى التى هى مراقبة الله، وهذا مقام الإحسان أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، ومن ثم فمن حَصَّلَ ذلك كان من أهل التصريف الذين تُقْضَى حوائجهم قبل أن تُرْفَع حواجبهم، فعقب مولانا لذلك بقوله تعالى وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ وحق لهم ذلك فهم الصائمون، وهم فى مقام القرب والرفعة بإمساكهم عما سوى الله مصداقا لقوله إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ. * لا صوم إلا بنية: وختاما فالصيام عبادة تحتاج إلى نية، وحقيقة النية هى عدمُ غير المَنْوِىّ. والنية بالقلب للأكابر الذين استحكمت فيهم عظمة الله تعالى حتى منعتهم من القدرة على النطق بها، فهم دوما مع الله، ممسكين عما سوى الله، ومحققين لحقيقة النية بعدم غير المنوى أى عدم الأغيار والسوى، فلا نية للمؤمن إلا الله، والتعظيم لله. ومن ثم كانت النية ركن من أركان الصيام ولا تكفى فى ذلك نية واحدة أول الشهر عند العارفين، بل لابد منها فى كل ليلة من ليالى الشهر، وعلى الحقيقة لا تعزب النية عن قلوب العارفين منذ بدء صومهم يوم ألست، وحتى لقاء ربهم وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ فاللهم ارزقنا عين سيدنا رسول الله ننظر بها نظر الله إلى الأكوان: اللَّهُمَّ صََلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا مُحَمَّدٍ مِرْآةِ الْحَقِّ للأكْوَانِ.