خواطر الخطيب / الليلة الثانية من رمضان :أقباط مصر يشكون إلى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)للشيخ ماهر خضير
أقباط مصر يشكون إلى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)
عمر بن الخطاب الخليفة العادل هكذا يلقب من الأقباط بعد أن رأوا العدل يمشى على الأرض فى صورة عمر بن الخطاب عندما وضع قادة فرنسا بيانا لثورتهم 1789م ، تفاجأ خطيب الثورة الفرنسية لافاييت، بل صُدم عند قراءته البيان الأول للثورة وقرأ {يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده} فيرفع لافاييت رأسه قائلاً
“أيها الملك العربي العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذي حققت العدالة كما هي“
من المعلوم ان سيدنا عمر بن الخطاب يمثل مدرسة القوة(البدنية والإيمانية والنفسية ) ومعروف بحزمه وشدته شهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم له “ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً آخر يا عمر “رواه البخاري ومسلم
وفى السنن الكبرى ” ان الشيطان ليخاف منك ياعمر” وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بجريان الحق على لسانه وقلبه وان العدل طريقته وفعله كما عند الإمام احمد وأبى داود عن أبى ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)
هذا الرمز الاسلامى الشامخ والنجم الساطع يعطى درساً عملياً عن الإسلام وتطبيقه ان صح التعبير (بأشد صورة وأقصى تطبيق ) انه وبلا شك أظهر التسامح والتعايش القائمان على العدل وإعطاء الحقوق لأصحابها بلا منة ولا تفضل كيف لا لها صاحب المقولة المشهرة (متى اسيتعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً) والتى تستحق ان تكون ميثاقا لحقوق الانسان وقد قيلت لتنصف قبطياً من أهل مصر وممن؟؟ من ابن والى مصر أنذاك . فإن عمرو بن العاص رضى الله عنه، عندما كان واليًّا على مصر فى خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط فى سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطى اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطى المضروب بالسفر بصحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة صحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما فى نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
وفى فتح بيت المقدس ضرب أروع الأمثلة في حضوره للتصديق على شروط الصلح والتسليم والتي أعطت المسيحيين حقوقهم كاملة بلا انتقاص على الإطلاق لا فى أموالهم ولا فى دورهم ولا فى كنائسهم . يقول المؤرخ الأمريكي ( ول ديوارت ) واصفاً مجيء عمر إلى بيت المقدس”وجاء الخليفة نفسه للتصديق على شروط التسليم ، جاء من المدينة في بساطة أفخر من الفخامة ” قصة الحضارة
وصف جوستاف لوبون دخوله القدس، وتسامحه مع النصارى فقال: “ويُثبت لنا سلوك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في مدينة القدس ، مقدار الرفق العظيم الذي كان يُعامل به العربُ الفاتحون الأمم المغلوبة–والذي ناقضه الصليبيون ما اقترفوه في القدس بعد بضعة قرون مناقضةً تامَّة- فلم يُرِد عمر أن يُدخِل مدينة القدس ومعه غير عددٍ قليلٍ من أصحابه، وطلب من البطريرك صفرونيوس أن يُرافقه في زيارته لجميع الأماكن المقدسة، وأعطى الأهلين الأمان، وقطع لهم عهدًا باحترام كنائسهم وأموالهم، وبتحريم العبادة على المسلمين في بِيَعِهِم”
اننا نتكلم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه والذى أعطى فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين و منع هدم كنائس النصارى
اننا نتكلم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى شكت له امرأة من أهل الكتاب الدَين فدفعه من بيت المال ولم يتعرض لعقيدتها مستغلا حاجتها ومكانته .
وبعد ….
ياترى لو شكا اليه اهل كنيسة القديسين والكنيسة المرقسية وكنيسة طنطا والاسكندرية وهذا الحادث الاليم الاخير اتوبيس العزل الابرياء فى المنيا الذى يضم اطفال ونساء واناس ابرياء ؟ ياترى كيف سيكون رده فلقد غضب لمجرد نزول ضرب ابن الوالى لقبطى فى سباق ولعب . ودعا الوالى وابنه ولم يهدأ حتى رضى القبطى ورضى . وبعد ان اقتص عاد القبطى معتزا بدينه ولم يرغمه احد ولم يهضم احدا له حقا على اساس الدين وهو اعتراف اصيل بحق المواطنة القائمة على العدل والحرية وتكافئ الحقوق للجميع وكان هذا فى حضور سائر الصحابة رضى الله عنهم . ولقد فطن سيدنا عمر الى ان امثال هذه الاحداث ما هى الا باباً لفت عضد الدولة وزرع بذور فتنة فيها فعلاجها سيدنا عمر من توهه وساعته ليحافظ على الدولة قوية عفية لينعم فيها الجميع
فكيف سيكون رد سيدنا عمر على اشلاء ممزقة ودماء أسيلت وزوجات ترملت وأبناء تيتمت وأمهات تثكلت ؟؟؟
هذه اقواله رضى الله عنه
لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل.-
اللهم أشكو إليك جَلد الفاجر، وعجز الثقة
لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احبتى ان تلك الفرق والجماعات المارقة المتطرفة لا تمت الى دين بصلة ولا تمت الى الإنسانية بحال من الأحوال ولا تفرق بين مسلم ومسيحيى فلينتبه أبناء الوطن وليقفوا متسلحين بالعلم والفهم المستنير
الفقير الى عفو ربه
ماهر السيد خضير
امام وخطيب بوزارة الاوقاف