خطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقاف

خطبة تحت عنوان (الدرر الحسان فى اغتنام أفضل الأيام ) للشيخ ماهر خضير

للتحميل بصيغة word

للتحميل بصيغة pdf

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عناصر الخطبة

العنصر الأول / عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا

العنصر الثاني /  أعظم الأعمال لتلك الأيام

العنصر الثالث /  من أحكام الأضحية

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، خير من وطئ الثرى، المبعوث من أم القرى، عمَّ خيره جميع الورى

أما بعد: عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، وخشيته تبارك وتعالى في الغيب والشهادة، فإن تقوى الله جل وعلا أزين ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وأعظم ما ادخرتم أما بعد

أيها المسلمون عباد الله /

ففى تلك الايام يستقبل المسلمون موسمًا عظيمًا، وأيامًا كريمة ، رفع الله قدرها، وأعلى مكانها، وفضلها على بقية أيام الشهور والأعوام ، كما فضل بعض النبيين على بعض , وجعلها تاج في جبين الدهر والسنين، إنها أيام العشر، أعني العشر الأُوَل من ذي الحجة، هذه الأيام المباركة التي اختصها الله بمزيد من الشرف والكرامة، وجعلها ميدانًا للسباق الى الخيرات  ومجال لتعويض ما مر من التقصير والهفوات .

وإن شرف هذه الأيام، أمر معلوم فى دين الإسلام، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة موضحة ومبينة لفضلها، وقدرها، فلقد أقسم الله تعالى بها تشريفًا لها، وتنبيهًا على فضلها فقال سبحانه)وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ(الفجر

والليالي العشر: هي عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. و”الوتر” قيل: هو يوم عرفة، لكونه التاسع، والشفع هو يوم النحر، لكونه العاشر. وهذان اليومان داخلان في الأيام العشر، ولكن الله خصهما بالقسم؛ اهتمامًا بشأنهما، وبيانًا لمزيد شرفهما، وأنهما أفضل أيام العشر، التي هي أفضل أيام الدهر.

وهذه الأيام العشر، هي الأيام المعلومات التي قال الله تعالى عنها: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) الحج

وإنما قيل لها معلومات: للحرص على علمها لأهميتها وعظيم شأنها، ولأن وقت الحج في آخرها.وهي أيام شهد لها الرسول-صلى الله عليه وسلم-بأنها أفضل أيام الدنيا, فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضي الله عنهما- قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء) [1]

وقال صلى الله عليه وسلم: “أفضل أيام الدنيا أيام العشر” [2]
وكان سعيد بن جُبيرٍ إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه.
فاغتنم تلك الأيام وسارع بالاعمال الصالحة فيها لانك لا تدرى أتعود عليك وانت فارغ ام مشغول أتعود عليك عليك وانت صحيح ام مريض أتعود عليك وأنت سالم ام مفتون أتعود عليك وأنت حي أم مع أهل القبور

فمن اراد الفوز واغتنام تلك الايام فعليه بـــــ

القيام بما افترضه عليهم ربهم ، وأداؤه على الوجه الذي يحبه ويرضاه، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: “من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه

والمحافظة على الفرائض في كل وقت لاسيما في مثل هذه الأزمنة الفاضلة.
وعليه: بالذكر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير؛ حيث دلت السنة على المحافظة عليه فيها بخصوصه.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وقال البخاري رحمه الله: كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
وذكْرُ الله سمة من سمات العشر؛ بل هو سمة من سمات الحج الذي فضلت العشر بسببه.
وبعض الناس يُهمل هذا الهدي، ويُعنى بأعمال صالحة أخرى لم تدل السنة على فضلها فيها بخصوصها، والأولى أن نعمل بما نقدر عليه من أي عمل صالح، وأن نُعنى أكثر بما حضت عليه السنة بخصوصه.
فالذكر من أجل القربات، ومن أعظم العبادات:
فبه تشكر النعم، وأعظمها نعمة الهداية:
قال الله تعالى: “كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِّنكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ ءَايَـٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَٱذْكُرُونِىۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ”.
وقال تعالى: “ولتكبروا الله على ما هداكم” الآية.
وذكر الله هو النجاة من عذابه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله”. رواه أحمد من حديث معاذ.
وهو في جملته خير من الجهاد والصدقة.. قال صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ذكر الله”. رواه الترمذي من حديث أبي الدرداء.
ولهذا جعله عديلاً وبديلاً لما شرعه الله من الشرائع؛ فقد سأله رجل من أصحابه فقال: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأنبئني منها بشيء أتشبث به قال: “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل” [3]

فالذكر حياة القلب وسلوة النفس وسبب الثبات على الدين والاستقامة على الشرعة.
فإن وظف المسلم هذا الموسم في ذكر الله أصبحت هذه العبادة له ديدنا، وصارت له سنة وطريقة، ومن ضيعه فهو لما سواه أضيع. ومن المعلوم أن الذكر اللساني إنما هو طريق إلى ذكر القلب، ومن ثم استقامة الجوارح على ذكر الله.
ومن العمل الفاضل فيها صوم يوم عرفة:

فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال: “يكفر السنة الماضية والباقية” رواه مسلم.  ورواه أبو داود وغيره بلفظ: “صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله”.

وإن من الواجبات التي تتأكد في هذه الأيام: التوبة الصادقة النصوح

 والتوبة واجبة في كل وقت، ومن كل ذنب كما قال تعالى(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)  النور ولكنها في مثل هذه المواسم آكد وأوجب، وصاحبها أرجى بالقبول والإجابة، وأن تكفر سيئاته، وتُمحى زلاته، وتقال عثراته، بل وأن تبدل سيئاته حسنات، فإنه إذا اجتمع للمسلم توبة نصوح، مع أعمال فاضلة، في أزمنة فاضلة كان ذلك عنوان الفلاح والتوفيق، قال الله تعالى(فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) القصص:6 وقال(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)طه

والتوبة بالنسبة للحاج أوجب عليه من غيره؛ لأن قبول حجه وتكفير جميع ذنوبه مشروط بالتوبة الصادقة، وترك الفسوق، والندم على ما فرط منه من الذنوب، والعزم الأكيد على عدم العودة إليها بعد انقضاء موسم الحج، قال الله تعالى)فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ(البقرة

والمعنى أن من دخل في الحج وجب عليه ترك الرفث والفسوق والجدال الذي لا طائل من ورائه، ولا مصلحة تدعو إليه. والرفث: هو الجماع ومقدماته القولية والفعلية، وهي من محظورات الإحرام. والفسوق: هو الخروج عن طاعة الله تعالى إلى معصيته. ومن ترك المعاصي حال حجه وهو عازم على معاودتها بعد الحج، فإنه لم يتب توبة صادقة، ولم يترك الفسوق على الحقيقة، بل لا يزال متصفًا بالفسق؛ لأنه لم يتب حقيقة من الذنب، حتى لو قال: اللهم تبْ عليَّ واغفر لي؛ لأنه يعلن التوبة بلسانه ويكذبها بأفعاله، فهي توبة الكذابين، ونوع من الأماني والغرور، والله تعالى يقول: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)النساء)

 فلا يعد حجه مبرورًا، ولا يحصل له تكفير جميع الذنوب المذكور في قول النبي : “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.

والحاج يجتمع له ثلاث فضائل لا تجتمع لأحد غيره، وهي: فضل الزمان، وفضل المكان، وفضل الحال، فهو في عشر ذي الحجة التي هي خير أيام الزمان، وفي أطهر بقعة على وجه الأرض، حيث تضاعف الصلاة الواحدة بمائة ألف صلاة، وفي أفضل حال، وهي الحج، الذي ليس له جزاء إلا الجنة، فينبغي أن يكون ذلك دافعًا إلى المبادرة إلى التوبة، والتعرض لنفحات الله تعالى ورحماته، واستثمار هذه الفضائل فيما يقرب إلى الله تعالى وتستجلب به محبته ورضاه.

ومن الوجبات والاعمال فى تلك الايام الحج: فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” قيل: وما بره؟ قال: “إطعام الطعام وطيب الكلام”[4].
ينبغي عليه أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور

ومن الاعمال الصالحة فى هذه الاعمال: الأضحية
عرَّف الفقهاء الأضحية بأنها : هي ذبح حيوان مخصوص بنية القربة في وقت مخصوص

وهى مشروعة بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم ) القولية والفعلية وانعقد الإجماع على ذلك أما الكتاب الكريم فقوله تعالى( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )سورة الكوثر الآية 2.

قال القرطبي قوله تعالى ( فَصَلِّ ) أي أقم الصلاة المفروضة عليك، كذا رواه الضحاك عن ابن عباس.

وقال قتادة وعطاء وعكرمة ) فَصَلِّ لِرَبِّكَ ) صلاة العيد يوم النحر. ( وَانْحَرْ) نُسُكك.

وأما السنة النبوية الفعلية، فقد ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يضحي وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه – صلى الله عليه وسلم – فمن ذلك:  ما رواه البخاري بإسناده عن أنس – رضي الله عنه – قال: (ضحى النبي – صلى الله عليه وسلم – بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمِّي ويكبر فذبحهما بيده).   وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (أقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة عشر سنين يضحي) [5]

وأما السنة النبوية القولية، فقد وردت أحاديث كثيرة في الأضحية منها:  عن البراء – رضي الله عنه – قال قال النبي – صلى الله عليه وسلم ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء)

وقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية

وأما عن فضل الأضحية فقد روى الترمذي بإسناده عن عائشة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما عمل آدمي من عمل يوم النحر، أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفساً)

فاللهم تب علينا وتقبل منا واغفر لنا ياكريم وأقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم فاستغفروه انه غفور رحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نهاية الخطبة الاولى ………………………

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين وبعد

أيها المسلمون عباد الله /  ما هى الحكمة من مشروعية الأضحية   

قال أهل العلم إن الأضحية شرعت لحكم كثيرة منها:

أولاً: إحياءً لسنة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، حينما رأى في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل، ورؤيا الأنبياء حق وصدق

ثانياً: إن ذبح الأضحية وسيلة للتوسعة على النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق على الفقراء. وقد مضت السنة منذ عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في التوسعة على الأهل وإكرام الجيران والتصدق على الفقراء يوم الأضحى، فقد ثبت في الحديث عن أنس … – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من ذبح قبل الصلاة فليعد. فقال رجل: هذا يوم يشتهى فيه اللحم

وذكر هَنَةً من جيرانه فكأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عذره، وقال عندي جذعة خير من شاتين فرخص له النبي – صلى الله عليه وسلم – … ) الحديث رواه البخاري ومسلم

ثالثاً : شكراً لله سبحانه وتعالى على نعمه المتعددة: فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على الإنسان بنعمٍ كثيرةٍ لا تُعَدُ ولا تُحصى كنعمة البقاء من عام لعام. ونعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر والمال؛ فهذه النعم وغيرها تستوجب الشكر للمنعم سبحانه وتعالى، والأضحية صورةٌ من صور الشكر لله سبحانه وتعالى، فيتقرب العبد إلى ربه بإراقة دم الأضحية امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى ، حيث قال جلَّ جلاله: {فصلِّ لربك وانحر} سورة الكوثر الآية

حكم الأضحية  اختلف الفقهاء في حكم الأضحية على قولين:

القول الأول: الأضحيةُ سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر، وهذا قول أكثر العلماء، وممن قال به أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب

القول الثاني: الأضحيةُ واجبةٌ، وبهذا قال جماعة من أهل العلم على اختلافٍ بينهم في حق من تجب:

فقال ربيعة الرأي والليث بن سعد والأوزاعي ومالك في قولٍ عنه، الأضحيةُ واجبةٌ على المقيم والمسافر الموسر إلا الحاج بمنى فلا تجب عليه وإنما المشروع في حقه الهدي.  وقال أبو حنيفة الأضحيةُ واجبةٌ في حق المقيم الموسر، وهو قول زفر والحسن ورواية عن أبي يوسف ومحمد

أيهما أفضل الأضحية أم التصدق بثمنها؟

إن الأضحية شعيرة من شعائر الله، وسنة مؤكدة من سنن المصطفى – صلى الله عليه وسلم -.والمطلوب من المسلم أن يعظم شعائر الله وأن يقتدي برسول الله – صلى الله عليه وسلم قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

لذا كانت الأضحية أفضل من التصدق بثمنها كما هو مذهب جمهور أهل العلم، بما فيهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وربيعة وأبو الزناد وابن تيمية وغيرهم و سعيد بن المسيب قال: (لأن أضحي بشاة أحب إليَّ من أن أتصدق بمئة درهم)

قال الحافظ ابن عبد البر: الضحية عندنا أفضل من الصدقة.

شروط الأضحية

الشرط الأول / أن تكون الأضحية من الأنعام .. اتفق جمهور أهل العلم بما فيهم أصحاب المذاهب الأربعة (2) على أنه يشترط في الأضحية أن تكون من الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم. ويشمل ذلك الذكر والأنثى من النوع الواحد

الشرط الثاني / أن تبلغ سن التضحية .. فلقد اتفق جمهور أهل العلم على أنه لا يجزئ من الإبل والبقر والمعز إلا الثني فما فوقه ويجزئ من الضأن الجذع فما فوقه. عن جابر – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا تذبحوا إلا مسنةً إلا أن يَعسر عليكم فتذبحوا جذعةً من الضأن) رواه مسلم

الشرط الثالث /  أن تكون الأضحية سليمة من العيوب المانعة من صحة الأضحية عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أربعٌ لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين عرجها والكسير التي لا تنقي). قال: – أي الراوي عن البراء وهو عبيد بن فيروز – قلت: فإني أكره النقص في السن.

ويجوز  اشتراك سبعة في بقرة أو ناقة للتضحية بها، سواء كانوا كلهم أهل بيت واحد، أو متفرقين، أو بعضهم يريد اللحم، وبعضهم يريد القربة، وسواء كانت أضحية منذورة أو تطوعاً. وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.

عبد الله  طُوبَى لمن في مراضِي ربِّه رغِبَا وعن مصارعِ أهل اللهوِ قد هرَبَا

قد وطَّن النفسَ أن اللهَ سائلُه ففرَّ منه إليه مُنيبًا هرَبًا

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )

الدعاء ……………………. وأقم الصلاة

أعدها الفقير إلى عفو ربه

ماهر السيد خضير

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف الإسكندرية

[1] أخرجه الترمذى

[2] رواه البزار من حديث جابر بن عبدالله.

[3] رواه ابن ماجه من حديث عبدالله بن بسر.

 

[4] رواه أحمد وابن خزيمة، وهو حديث جيد

[5] رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »