أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة بعنوان: ليلة القدر فضلها وخصائصها، للدكتور خالد بدير بتاريخ 26 رمضان 1437هـ – 1 يوليو 2016م

خطبة بعنوان: ليلة القدر فضلها وخصائصها، للدكتور خالد بدير بتاريخ 26 رمضان 1437هـ – 1 يوليو 2016م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

عناصر الخطبة:

العنصر الأول: خصوصية أمة محمد بنفحات وبركات.

العنصر الثاني: خصائص وفضائل ليلة القدر

العنصر الثالث: ليلة القدر دعوة لإصلاح ذات البين

العنصر الرابع: بداية الصفحة وآخرها..

     المقدمة:                                                            أما بعد:

العنصر الأول: خصوصية أمة محمد بنفحات وبركات.

عباد الله: من فضل الله تعالي على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل لهم مواسم للطاعات تتضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ويغفر فيها كثير من المعاصي والسيئات، ومن هذه النفحات العشر الأواخر من رمضان بما فيها ليلة القدر؛ لهذا حثنا صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه النفحات حيث قال:” إن لربكم في أيام الدهر نفحات ، فتعرضوا لها ، لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا “( أخرجه الطبراني)، ولو نظرنا إلى أعمار الأمم السابقة لوجدنا أنهم كانوا يعيشون المئات بل الآلاف من السنين، فهذا نوح عليه السلام لبث في قومه 950 سنة، فلو قارنت عمرك وحسبت صلاتك وصومك وجميع أعمالك في عمرك الذي يتراوح بين الستين والسبعين، فكم تكون أعمالك بين هذه الأعمار المديدة؟! لذلك خص الله هذه الأمة بنفحات تتمثل في أوقات قليلة تشمل فضائل ورحمات غزيرة حتى تلحق هذه الأمة غيرها من الأمم في الأجر والفضل والثواب، وإليك بعض الأمثلة مدعمة بالأدلة الصحيحة من القرآن والسنة:-

أولاً: كثرة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت

 فقد أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ؛ فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ. فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً؟!! قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟! قَالُوا: لَا ؛ قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ .”  فمضاعفة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، خصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: شهر رمضان المبارك: فشهر رمضان من أعظم نفحات وخصوصيات أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنك إذا وُفِّقت فيه لعمل صالح فإنك ستسبق الجميع إلى الجنة حتى الشهيد. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ!! فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟!! “( السلسلة الصحيحة، الألباني)، فمع أنهما أسلما في يوم واحد ومات الأول شهيداً، إلا أن الآخر سبق الشهيد إلى الجنة لأنه أدرك شهراً من رمضان زيادة على صاحبه.

ثالثاً: صلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة

فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة”( أخرجه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين)، فصلاة واحدة تعدل مائة ألف صلاة، ولو قسَّمنا مائة ألف صلاة  على خمس صلوات في اليوم، ثم السنين لخرج الناتج 55 سنة و6 أشهر و20 يوماً، هذه صلاة واحدة فما بالك لو صليت شهراً أو شهرين في المسجد الحرام؟؟؟؟!!!

رابعاً: ليلة القدر تعدل ألف شهر

قال ابن كثير في تفسيره عن مجاهد: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لَبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، قال: فَعَجب المسلمون من ذلك، قال: فأنزل الله عز وجل: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ؛ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ؛ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } ( القدر : 1-3) التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فليلة واحدة خير من عبادة 83 سنة من الأمم الماضية، فما بالك لو صادفتك ليلة القدر عشرين سنة مثلاً.” وعَنْ الِإمَامِ مَالِك أَنَّهُ سَمِعَ مَنْ يَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ:” إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ أَعْمَارَ النَّاسِ قَبْلَهُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ؛ فَكَأَنَّهُ تَقَاصَرَ أَعْمَارَ أُمَّتِهِ أَنْ لَا يَبْلُغُوا مِنْ الْعَمَلِ مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ غَيْرُهُمْ فِي طُولِ الْعُمْرِ؛ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” ( موطأ مالك)؛ وهناك أمثلةٌ  كثيرةٌ لمضاعفة الأجر والفضل لا يتسع المقام لذكرها، وما ذكر على سبيل المثال لا الحصر، وأنت بذلك خبير في معرفة بقية الأمثلة من الكتاب والسنة.

أيها الإخوة المسلمون: إن من أعظم نفحات أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الإطلاق ( ليلة القدر )؛ وهذه هبة ربانية لا تكون إلا للأمة المحمدية؛ أمة العمل القليل والأجر الكبير والفضل العظيم، لتحمد الله أن جعلك من أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:

وممــــــا زادني فخـــــــــراً وتيهـــــــاً        وكـــــدت بأخمــــــــــصي أطــــأ الثــــــــــريـا

دخولي تحت قولك يا عبادي     وأن صــــــــــــــــــــــــــــــــــــيَّرت أحمد لي نبيـــــــاً

العنصر الثاني: خصائص وفضائل ليلة القدر

عباد الله: ليلة القدر هبة وعطية وخصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ كما سبق بيانه في عنصرنا الأول؛ وفي هذا العنصر نقف حول سبب تسميتها بليلة القدر ؛ وخصائصها وعلاماتها والحكمة من إخفائها :-

◀لماذا سميت بليلة القدر؟

يلخص الإمام ابن الجوزي رحمه الله ذلك فيقول: ” وفي تسميتها بليلة القدر خمسة أقوال :

أحدها : أنها ليلة العظمة ، يقال : لفلان قدر قاله الزهري . ويشهد له قوله:{ وما قدروا الله حق قدره }.

والثاني : أنه الضيق . أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون قاله الخليل بن أحمد ويشهد له :{ ومن قدر عليه رزقه }.

والثالث : أن القدر الحكم كأن الأشياء تقدر فيها . قاله ابن قتيبة.

والرابع : لأن من لم يكن قدر صار بمراعاتها ذا قدر . قاله أبو بكر الوراق.

والخامس : لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر وينزل فيها رحمة ذات قدر وملائكة ذوو قدر . حكاه شيخنا علي بن عبيد الله .” ( زاد المسير).

◀خصائص وفضائل ليلة القدر

أحبتي في الله: ليلة القدر ليلة عظيمة مباركة اختصها الله عز وجل بفضائل وخصائص كثيرة عن غيرها من الليالى منها:

أولا: أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم في هذه الليلة: كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(القدر: 1). فعن ابن عباس – رضي الله عنهما-: “أن القرآن الكريم أُنْزِل في ليلة القدر جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلي بيت العزة في السماء الدنيا”(تفسير ابن كثير).

ثانياً: أن الله – عز وجل – عظَّم شأنها وذكرها بقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي: أن دراية علوها ومنزلتها خارج عن دائرة دراية الخلق، فلا يعلم ذلك إلا علام الغيوب جل جلاله؛ قال سفيان بن عيينة: كل شئ قال فيه: ” وما أدراك ” فإنه أخبر به، وكل شئ قال فيه: ” وما يدريك ” فإنه لم يخبر به.( تفسير القرطبي )؛ وقد أخبرنا الله أنها خير من ألف شهر .

 ثالثا: أن العبادة والعمل الصالح فيها: من الصيام والقيام والدعاء وقراءة القرآن خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}(القدر: 3). قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره: “عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر” . فالساعة الواحدة فيها تساوي ثمان سنوات من عمر الزمان؛ والدقيقة تساوي خمسين يوماً !!

 رابعاً: ليلة القدر لا يخرج الشيطان معها: ودليل ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود- رضي الله عنه – أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: “إن الشمس تطلع كل يوم بين قرني الشيطان إلا صبيحة ليلة القدر”. وعن ابن عباس قال: “في تلك الليلة تُصفَّد مردة الجن، وتُغلُّ عفاريت الجن وتفتح فيها أبواب السماء كلها ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب “(فتح القدير للشوكاني). وقال مجاهد: “هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوء ولا يحدث فيها أذى؛ ولا يُرسَل فيها شيطان ولا يحدث فيها داء” (تفسير ابن كثير).

خامساً: أن الملائكة والروح تَنَزَّل في هذه الليلة: قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}(القدر: 4).والمقصود بالروح: هو جبريل عليه السلام . وأخرج ابن خزيمة عن أبي هريرة  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : “ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين، وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى، والملائكة تنزل بالرحمات والبركات والسكينة، وقيل: تتنزل بكل أمر قضاه الله وقدره لهذه السنة”.

 ” واختلف في الحكمة من نزول الملائكة في هذه الليلة؛ وقيل في ذلك:” إن الملوك والسادات لا يحبون أن يدخل دارهم أحد حتى يزينون دارهم بالفرش والبسط، ويزينوا عبيدهم بالثياب والأسلحة، فإذا كان ليلة القدر أمر الرب تبارك وتعالى الملائكة بالنزول إلى الأرض، لأن العباد زينوا أنفسهم بالطاعات بالصوم والصلاة في ليالي رمضان، ومساجدهم بالقناديل والمصابيح، فيقول الرب تعالى: أنتم طعنتم في بني آدم وقلتم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} (البقرة: 30). فقلت لكم: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} اذهبوا إليهم في هذه الليلة حتى تروهم قائمين ساجدين راكعين لتعلموا أني اخترتهم على علم على العالمين.”(لطائف المعارف) .

سادساً: أن الأمن والسلام يحل في هذه الليلة على أهل الإيمان: قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر}(القدر: 5). فهي سلام من الشر كله، فلا يكون فيها إلا السلامة، فهي خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر .

 سابعاً: أنهـا ليلـة مبــاركة: قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ }(الدخان: 3). قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ” يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر كما قال عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وكان ذلك في شهر رمضان كما قال تبارك وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}(البقرة: 184).” أ.ه

ثامناً: أن الله يتم فيها تقدير مقادير السنة: قال تعالى:{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}(الدخان: 4). قال ابن رجب – رحمه الله : روي عن عكرمة وغيره من المفسرين: أنها ليلة النصف من شعبان، والجمهور: على أنها ليلة القدر، وهو الصحيح. اهـ

◀الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟

نحن نعلم – كما سيأتي في عنصرنا الثالث إن شاء الله تعالى- أن تعيين ليلة القدر رفع بسبب تشاحن بين رجلين؛ والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن ذلك خير لنا ؛ وهذا تصديق لقوله تعالي:{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216)؛ وفي الحقيقة هناك حكمٌ جليلةٌ في إخفاء ليلة القدر وأترك المجال للإمام الفخر الرازي رحمه الله ليحدثنا عن ذلك فيقول: ” أنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه:

أحدها: أنه تعالى أخفاها كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى وليَّه فيما بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف… فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان.

وثانيها: كأنه تعالى يقول: لو عينت ليلة القدر وأنا أعلم بتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية فوقعت في الذنب، فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك لا مع علمك؛ فلهذا السبب أخفيتها عليك.

روى أنه – عليه الصلاة والسلام -: “دخل المسجد فرأى نائماً، فقال: يا عليُّ نبهه ليتوضأ، فأيقظه عليُّ، ثم قال عليُّ: يا رسول الله إنك سبَّاق إلى الخيرات، فَلِمَ لم تنبِّهُه؟ قال: لأن ردَّه عليك ليس بكفر، ففعلت ذلك لتخفَّ جنايته لو أبى”

فإذا كانت هذه رحمة الرسول  صلى الله عليه وسلم  فكيف برحمة الله تعالى.

فكأنه تعالى يقول: إذا علمتَ ليلة القدر؛ فإن أطعت فيها اكتسبت ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها اكتسبت عقاب ألف شهر، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب.

وثالثها: أنى أخفيت هذه الليلة حتى يجتهد المكلف في طلبها حتى يكتسب ثواب الاجتهاد.

ورابعها: أن العبد إذا لم يتيقَّن ليلة القدر إنه يجتهد بالطاعة في جميع ليالي رمضان، على رجاء أنه ربما كانت هذه الليلة هي ليله القدر؛ فيباهي الله تعالى بهم ملائكته، ويقول: كنتم تقولون فيهم يفسدون ويسفكون الدماء، فهذا جدَّه واجتهاده في الليلة المظنونة، فكيف لو جعلتها معلومة له؛ فحينئذ يظهر سر قوله تعالى:{ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }(البقرة: 30)”أ.ه( تفسير الرازى).

◀علامات ليلة القدر:

عباد الله: هناك عدة علامات وردت في السنة لمعرفة ليلة القدر ومن هذه العلامات: أنها ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله قال في ليلة القدر:«ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح شمسها صبيحتها ضعيفة حمراء»(صحيح الجامع). ومن علاماتها: كثرة نزول الملائكة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :«ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى»(صحيح ابن خزيمة).

ومنها: أن الشمس تطلع بيضاء لا شعاع لها؛ فعن زر بن حبيش قال : سمعت أبي بن كعب يقول : وقيل له إن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – يقول : من قام السنة أصاب ليلة القدر ، فقال أبي : والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ، والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين ، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها.”(مسلم).

أحبتي في الله: علينا أن نجتهد في هذه الليالي بالذكر والقيام وقراءة القرآن والاستغفار؛ وقد بين لنا النبى صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر ليست فى ليلة معينة؛ وإنما أرشدنا إلى تحرى هذه الليلة المباركة وطلبها فى الليالى الوتر من العشر الأواخر.

كذلك نكثر من الدعاء في هذه الليلة؛ فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: ” اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”. (الترمذي وحسنه)

نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة ؛؛؛؛؛؛؛

العنصر الثالث: ليلة القدر دعوة لإصلاح ذات البين

عباد الله: إن هذه الليلة المباركة ليلة القدر دعوة إلى جميع الأفراد والعائلات والأمم والجماعات والدول إلى الألفة والمودة والتراحم والوحدة والاجتماع؛ وطهارة القلب من الشحناء والبغضاء والخلافات والخصومات؛ ونحن نعلم أن الشيطان لما طُرد من الجنة امتلأ غِلاً وبُغضًا لآدم وذريته، وأخذ عهدًا على نفسه بإغوائهم وإشقائهم؛ ومِن أعظم وسائله في ذلك زرعُ الغلِّ والبغضاء في النفوس، وقد كان ذلك أوَّل ذنب عُصي الله تعالى به في الأرض، وأدّى إلى قتل ابن آدم الأوّل لأخيه.

واليومَ ومع تسارُع إيقاع الحياة وشدَّة تنافس الناس في أمور الدنيا شاع هذا المرضُ القلبيّ وانتشر، وأرهق أصحابَه، وكدّر معيشتهم، وأساء علاقاتِ الناس بعضهم ببعض. قلَّما ترى اليوم رجلاً وقد سلِم قلبه من الغلِّ والبغضاء. ومن مظاهر ذلك التقاطعُ والتهاجر والكراهية بين الناس والسخريةُ والحطُّ من أقدار الآخرين، وفي حين أن الناسَ يهتمّون بطهارة ظاهرهم وثيابهم وهيئاتهم، فإنّ القليل منهم من يهتمّ بطهارة قلبه وسلامته.

أيها المسلمون: إنَّ سنةَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامرةٌ بالنصوص المؤكِّدة على أهمية طهارةِ القلوب وسلامتها من الغلِّ والشحناء والبغضاء، يُسأل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الناس أفضل؟ فيقول: ” كلّ مخموم القلب صدوق اللسان”، فيقال له: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فيقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “هو التّقي النقي، لا إثم ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد) (رواه ابن ماجه بإسناد صحيح” ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا”. (متفق عليه)، بل إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:” لا تدخُلوا الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا”. ( رواه مسلم) ويقول عليه الصلاة والسلام: ” ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟” قالوا: بلى، قال: ” إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين”. (رواه أبو داود بإسناد صحيح.)

أحبتي في الله: إن ليلة القدر دعوة لكل المتخاصمين والمتشاحنين والمتحاسدين والمتباغضين أن يصطلحوا حتى تتنزل البركات والرحمات؛ لأن البغضاء والشحناء سببٌ لرفع البركات؛ وقد وقفت مع نفسي وقفة وتأثرت كثيراً حينما قرأت حديثاً عن ليلة القدر في صحيح البخاري. فعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ :” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ” قلت: رفعت أعظم ليلة بسبب شجارٍ وخصامٍ بين رجلين !!! فما بالكم بواقع الأمة الآن؟!!!!!

ألا فلنسارع إلى المصافحة والمصالحة والعفو والسماحة ونغتنم قيام هذه الليلة حتى نفوز بمغفرة الله ورضوانه؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ( البخاري)

إما إذا انغمسنا في الدنيا والتقاطع والتشاحن فقد حرمنا الخير كل الخير ؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : دَخَلَ رَمَضَانُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : “إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَهَا , فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ.”( سنن ابن ماجة ).

وليكن لك القدوة في حبيبك صلى الله عليه وسلم في عفوه وصفحه وتسامحه من أجل الله ومن أجل تبليغ رسالته وإقامة مجتمعه على متانة الروابط الاجتماعية؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ؛ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ؛ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ؛ شَتَمْتُهُ؛ لَعَنْتُهُ؛ جَلَدْتُهُ؛ فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” ( مسلم) ؛ وانظر إلى عبدالله بن مسعود فقد جاءه رجل فقال: “إن لي جار يؤذيني ويشتمني ويضيق عليّ فقال ابن مسعود: اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه” (إحياء علوم الدين)

فأين نحن من هذه المعاني على أرض الواقع؟!! وأين نحن من التواد والتراحم والتضامن والتعاطف ؟!!

لذلك أخبرنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أحاديث كثيرة أن الشحناء والبغضاء والخصام سبب لمنع المغفرة والرحمات والبركات ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم)

وبين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ذلك كله يحلق الحسنات بل الدين كله فقال:” دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَالكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ “[ صحيح الترغيب والترهيب – الألباني ]

فبادر أنت بالخير إذا أعرض عنك أخوك وكن أنت الأخير ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ”(متفق عليه)

عباد الله: ما أفضل من شهر الرحمة من أن يتقرب المسلم فيه لربه بصلة رحمه، ابتغاء لمرضاته وعظيم ثوابه ، وإزالة لما قد يقع في النفوس من شحناء ، فالمبادرة بالزيارة والصلة وإن كانت شاقة على النفس ولكنها عظيمة القدر عند الله.

فحري بنا أن نتفقد أرحامنا في هذا الشهر المبارك وهذه الليلة المباركة بالزيارة والصلة والسؤال والصدقة وإصلاح ذات البين، ولا يتعذر أحد بانشغاله، فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة تزيل ما علق في النفس، وتدحر الشيطان، وتفتح أبواب الخير، فرمضان فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة مع أرحامنا؛ وهيا إلى تنقية قلوبنا من الشحناء والبغضاء والحقد والحسد، وليحل مكانها التراحم والتواصل والحب والسلام؛ والأمن والأمان .

العنصر الرابع: بداية الصفحة وآخرها..

أخي المسلم: ونحن في ختام الشهر الكريم أهمس في أذنيك بهذه النصيحة فأقول: ابدأ يومك .. ابدأ شهرك .. ابدأ عامك .. بطاعة واختمه بطاعة، فالبدايات والخواتيم عليها مدار الفوز والخسارة .. ابدأ يومك بصلاة فجر أو قيام سحر، واختمه بنوم على سلامة صدر وطهارة بدن، ابدأ شهر رمضان بطاعة واختمه بطاعة؛ فلو كان أول سطر في صحيفتك خيرا وآخر سطر فيها خيرا لمحا الله لك ما بينهما، وأنا أستبشر هنا ببشارة حبيبنا صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:” الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ؛ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ؛ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ؛ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ” ( مسلم )

وإذا كان كتاب عمرك أول سطر فيه أذانٌ قرع أذنك عقب ولادتك، فاستبشر بأن يكون آخر سطر فيه إن شاء الله كلمة التوحيد ينطق بها لسانك، لتكون جواز عبورك إلى الجنة.

أيها المسلمون: علينا أن نجتهد ونختم هذه العشر بالأعمال الصالحة؛ فالأعمال بالخواتيم؛ يقول الإمام ابن حجر بعد ذكره حديث اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر:” وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العشر الأخير إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة ، ختم الله لنا بخير آمين .” ( فتح الباري)

إن الإنسان الذي يداوم على الطاعة وأصبحت سجيةً له يستعمله الله – عز وجل-  في عمل الخير عند خاتمته؛ بل ويعسله كما جاء في الحديث؛ فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ”، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، وَمَا عَسَّلَهُ؟ قَالَ:”يُفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ”. ( أحمد والحاكم والطبراني واللفظ له)؛ وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ؛ فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ”( أحمد والحاكم والطبراني والترمذي واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح).

عباد الله: إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

وأخيراً نداءٌ لرمضان الراحل فنقول: يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق. نسأل الله أن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا!!!!

الدعاء،،،،                                                            وأقم الصلاة،،،،،

كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »