أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 8 أكتوبر 2021م للدكتور خالد بدير “فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام”

خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م : فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 2 ربيع الأول 1443هـ – 8 أكتوبر 2021م.

 

لـ تحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير :  فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير: فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

و لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام : كما يلي:

 

أولًا: فضلُ الشهادةِ في سبيل الله

ثانيًا: منزلةُ الشهيدِ في الإسلام

ثالثًا: فلسفةُ الحربِ في الإسلام

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : فضل الشهادة ومنزلة الشهيد وفلسفة الحرب في الإسلام : كما يلي:

 

الحمدُ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونتوبُ إليه ونستغفرُه ونؤمنُ به ونتوكلُ عليه ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا؛ ونَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه؛ صلى اللهُ عليه وسلم.أما بعدُ:

أولًا: فضلُ الشهادةِ في سبيل الله

نحن نعيشُ هذه الأيام ذكرى عزيزة علينا ألا وهي ذكرى نصرُ أكتوبر المجيد؛ وقد أكرمُ اللهُ – عز وجل – جنودَنا البواسلَ بالحسنيين : النصرِ ؛ والشهادةِ في سبيل اللهِ لمن لقي اللهَ – عز وجل – في هذا اليومِ الأغرِّ ؛ ومن المعلومِ أنّ لذةَ الشهادةِ في سبيل اللهِ لا يحصرُها قلمٌ، ولا يصفُها لسانٌ، ولا يحيطُ بها بيانٌ، وهي الصفقةُ الرابحةُ بين العبدِ وربهِ؛ قال تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة:111].

ولهذا كان الصحابةُ رضي اللهُ عنهم يتمنون الشهادةَ في سبيلهِ لما لها من هذه المكانةِ العظيمةِ.

فهذا حنظلةُ تزوجً حديثًا وقد جامعَ امرأتَه في الوقتِ الذي دعا فيه الداعي للجهادِ فيخرجُ وهو مجنبٌ ليسقطَ شهيدًا في سبيل اللهِ.

ليراه النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بيدِ الملائكةِ تغسلهُ ليُسمّى بغسيل الملائكةِ.

وهذا مثالٌ آخرُ لطلبِ الشهادةِ :

ففي غزوةِ بدرٍ ، قالَ صلى اللهُ عليه وسلم لأصحابِهِ : ” قوموا إلى جنَّةٍ عرضُها السَّمَواتُ والأرضُ، فقالَ عميرُ بنُ الحمامِ الأنصاريُّ:

يا رسولَ اللهِ، جنَّةٌ عرضُها السَّمواتُ والأرضُ؟ قال: نعَم ، قال: بخٍ بخٍ ، فقالَ رسولُ اللهِ وما يحملُكَ علَى قولِ بخٍ بخٍ؟ قال:

لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، إلَّا رجاءَ أنْ أَكونَ من أَهلِها ؟ قال: فإنَّكَ من أَهلِها . . . فأخرجَ تمراتٍ من قرنِهِ، فجعلَ يأْكلُ منْهنَّ. ثمَّ قال:

لئِن أنا حييتُ حتَّى آكلَ تمراتي هذِهِ إنَّها حياةٌ طويلةٌ ، فرمى ما كانَ معَهُ منَ التَّمرِ ثم قاتَلَهم حتَّى قُتلَ َ. ” ( مسلم ).

ونظراً لأنّ فضلَ الشهادةِ عظيمٌ فقد تمنىَّ – صلى اللهُ عليه وسلم – الشهادةَ مقسمًا فقال:

” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ.” ( متفق عليه ).

ولذا قال ابنُ بطالٍ في شرحهِ على البخاري:” فيه فضلُ الشهادةِ على سائرِ أعمالِ البرِّ لأنُه  – صلى الله عليه وسلم –  تمناهَا دون غيرِها، وذلك لرفيعِ درجتِها، وكرامةِ أهلِها لأنّ الشهداءَ أحياءٌ عند ربِّهم يرزقون، وذلك واللهُ أعلمُ لسماحةِ أنفسِهم ببذلِ مهجَتِهم في مرضاةِ اللهِ وإعزازِ دينِه، ومحاربةِ مَن حادهُ وعاداهُ، فجازَاهُم بأن عوضَّهم مِن فَقْدِ حياةِ الدنيا الفانيةِ الحياةَ الدائمةَ في الدارِ الباقيةِ، فكانتْ المجازاةُ مِن حُسنِ الطاعةِ.”أ.ه

فينبغي لك – يا عبدَالله- أنْ تسألَ اللهَ الشهادةَ وتضحي بنفسِكَ وأهلِكَ مِن أجلِ اللهِ والوطنِ:

وتتمني الشهادةَ بصدقٍ وبنيةٍ خالصةٍ، فعن سهلِ بن حنيفٍ-رضي الله عنه- قال: – صلى الله عليه وسلم – ” مَن سأَل الشَّهادَةَ بصِدقٍ ، بلَّغَه اللهُ مَنازِلَ الشُّهَداءِ ، وإنْ مات على فِراشِه ” ( مسلم )، لذلك كان عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقولُ في دعائِه :

” اللهمَّ ارزقْنِي شهادَةً في سبيلِكَ ، واجعلْ موتِي في بلَدِ رسولِكَ – صلى الله عليه وسلم -.” ( البخاري )، واستجابَ اللهُ دعاءَه ورزقَه اللهُ الشهادةَ ودُفنَ بجوارِ المصطفي -صلى الله عليه وسلم -.

فنسألُ اللهَ أن يكتبَ لنا الشهادةَ في سبيلِه, مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين والصديقين والشهداءِ والصالحين, وحسنُ أولئك رفيقًا .

ثانيًا: منزلةُ الشهيدِ في الإسلام

إنّ مِن أرفعِ المنازلِ عند اللهِ في الآخرة منزلةَ الشهيدِ . وشهيدُ المعاركِ والحروبِ والقتالِ مع الأعداء له أحكامٌ معروفةٌ في الإسلامِ، فهو لا يُغسلُ، ولا يُكفَّنُ، ولا يصلى عليه؛ ويُدفنُ في ثيابِه التي تَضمَّختْ بالدِّماء الزَّكيَّةِ، ويُدفنُ في المكان الذي وقعَ فيه صريعًا, فهو لا يصلى عليه لأنّ الصلاةَ شفاعةٌ له عند اللهِ تعالى وهو قد بلغَ منزلةً عُليَا وليس في حاجةٍ إلى ذلك , ويُدفنُ على حاله في ثيابه لتشهد له أمامَ اللهِ تعالى في الآخرة .

إنّ ثمراتِ الشهادةِ وكراماتِ ومنازلَ الشهداءِ كثيرةٌ في الدنيا والآخرةِ، وقد جمعَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم بعضًا منها في حديثِه النبويِّ الشريفِ؛ فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ :

” لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ : يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَانِ ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ”. (أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه).

ومن هذه المنازلِ والفضائلِ والكراماتِ أيضًا: الحياةُ بعد الاستشهادِ مباشرة :  قال تعالى:

{ وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ( البقرة: 154)، وقال تعالى:

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) .

ومنها: أنّ الشهيدَ يأتي يومَ القيامةِ اللونُ لونُ الدمِ والريحُ ريحُ المسكِ :

فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال صلى اللهُ عليه وسلم:

” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ؛ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ. ” (البخاري).

ومنها: أنّ الشهيدَ في الفردوسِ الأعلى :

 فقد أخرجَ البخاريُّ في صحيحِه أنّ أمّ حارثةَ أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت:

” يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ؛ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ. قَالَ:

يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى.”

ومنها: أنّ الملائكةَ تظلُ الشهيدَ بأجنحَتِها :

 فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

” جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي قَوْمِي؛ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو؛ فَقَالَ:

لِمَ تَبْكِي أَوْ لَا تَبْكِي؛ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا.” ( البخاري ومسلم) .

ومنها : أنّ الشهيدَ لا يشعرُ بألمِ القتلِ وسكراتِ الموتِ : 

فقد روى الترمذيُّ وغيرُه بسندٍ حسنٍ , من حديث أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم : 

” ما يجدُ الشهيدُ من مسّ القتلِ إلا كما يجدُ أحدُكم من مس القرصة” . وكان عليٌّ – رضي اللهُ عنه –  يحضُّ على القتالِ ويقولُ :

” إنْ لم تُقتلوا تموتوا ، والذي نفسي بيدهِ لألفِ ضربةٍ بالسيفِ أهونُ من موتٍ على فراشٍ ” . ( ابن أبي الدنيا ) .

هذه هي كراماتُ الشهداءِ وفضائلُهم في الدنيا والآخرةِ .

ثالثًا: فلسفةُ الحرب في الإسلام

إنّ فلسفةَ الحربِ في الإسلام تقومُ على جميعِ المعاني الإنسانيةِ والأخلاقيةِ في الحروب والغزواتِ ومنها:

عدمُ البدءِ بالقتال:

فجميعُ غزواتِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم إنما جاءتْ دفاعًا عن الوطن، ولم تكنْ يومًا من بابِ الاعتداءِ على الآخرين دونَ وجهِ حقٍ.

ومنها: مراعاةُ الضعفاءِ والنساءِ والشيوخِ والأطفالِ:

ففي الحربِ التي تأكلُ الأخضرَ واليابسَ وتزهقُ فيها الأرواحُ وتدمرُ المدنُ والقرى ويموتُ الصغيرُ والكبيرُ أمرَ الإسلامُ بالسماحةِ والعدلِ وحرمَ الظلمَ.

فقد روى مسلمٌ في صحيحهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

” كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ:

اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا”

فلا يجوزُ أنْ يُقصدَ بالقتال مَن ليسوا بأهلٍ له، كالنِّساءِ والأطفالِ والشُّيوخِ، والزَّمنى والعُمي والعَجَزةِ، والذين لا يُباشرونَه عادةً كالرُّهبانِ والفلاَّحينِ، إلاَّ إذا اشتركَ هؤلاءِ في القِتالِ وبدؤوا هم بالاعتداءِ، فعندها يجوزُ قتالُهم.

ومنها: النهيُ عن الإغارةِ على العدو ليلًا حتى يصبحَ:

فقد كان صلى اللهُ عليه وسلم لا يغيرُ على عدوهِ ليلا وهم نائمون  ولا يأخذُهُم وهم نائمون. فعَنْ ‌حُمَيْدٍ قَالَ:

سَمِعْتُ ‌أَنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ:

« كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ حتَّى يُصْبِحَ، فإنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وإنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَ ما يُصْبِحُ، فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلًا.»(البخاري).

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الأسرى:

فقد كان صلى اللهُ عليه وسلم يدفعُ الأسيرَ إلى بعضِ صحبِه ويقولُ: {أحسن إليه} فيؤثرُ على نفسهِ وأهلهِ إمعانًا في العملِ بوصيةِ رسولِ الله، وأملًا في دخولِه ضمنَ أبرارِ عبادِ الله، وهذا معنى قوله تعالى:

{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا }.( الإنسان: 8 ؛ 9 ) قال البيضاوي:

“مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا يعني أسراء الكفارِ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يُؤتى بالأسير فيدفعهُ إلى بعضِ المسلمين فيقول: أحسن إليه” . أ. ه

وها هو أبو عزيزٍ – أحدُ الأسرى وشقيقُ مصعب بن عمير – يحكي ما حدثَ فيقولُ:

“كنتُ في رهطٍ من الأنصارِ حين أقبلوا بي من بدرٍ, فكانوا إذا قدموا غداءَهم وعشاءَهم خَصَّوْنِي بالخبز, وأكلوا التمرَ لوصيةِ رسولِ الله إياهم بنا, ما تقعُ في يد رجلٍ منهم كسرةَ خبزٍ إلا نفحني بها؛ فأستحي فأردّها فيردّها عَلَيَّ ما يمسّها!

وكان أبو عزيز هذا صاحبُ لواء المشركين ببدرٍ بعد النضرِ بن الحارث. (السيرة النبوية لابن كثير).

وعاتبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جندَه على قتلِ رجلٍ مشركٍ رحمةً بامرأةٍ تحبه. فقد روى الطبراني في الأوسط بسند حسن:

أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعث سريةً فغنموا، وأخذوا رجلا منهم، فقال:

إني لستُ منهم، إني عشقتُ امرأةً فلحقتُهَا، فدعوني أنظرُ إليها ثم اصنعوا ما بدا لكم، فلما رآهَا قال: أسلمي حُبَيْش قبل نفادِ العيش. قالت:

نعم فديتُك. ثم قدموه وضربوا عنقَه. فوقعتْ عليه وشهقتْ شهقةً أو شهقتين ثم ماتتْ حَزَنًا، فلما قدموا على رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أخبرُوه بما جرى فقال:

” أما كان فيكم رجلٌ رحيم ٌ” ؟!

وهناك صورٌ ومجالاتٌ أخرى كثيرةٌ في فلسفةِ الحرب وأخلاقِه وإنسانيتِه في الإسلام لا يتسعُ المقامُ لذكرها.

ويكفي في ذلك مقولةُ أحد المفكرين: لو لم يكن من مظاهرِ العدلِ في الإسلام إلا قوانينه الحربيةِ لكان في ذلك ما يقنعُ المنصفين على اعتناقهِ .

أيها الإخوةُ المؤمنون: إنّ فلسفلةَ الحربِ في الإسلام لم تقتصرْ على النهي عن الاعتداء على بني البَشرِ فقط؛ وإنَّما تجاوزَ ذلك ليشملَ النهيَ عن الإتلافِ، وقطعَ الشَّجرِ، وقتْلَ الحيواناتِ، وتخريبَ الممتلكاتِ والمنشآتِ العامةِ، وهذا سُموٌّ أخلاقيٌّ لم تعرفْ له البشريةُ مثيلًا في تاريخها قديمًا وحديثًا!!

نسأل الله أن يرزقَنا عيشَ السعداءِ ؛ وميتةَ الشهداءِ ؛ ومرافقةَ الأنبياءِ ،،،،،،

الدعاء،،،،           

                 وأقم الصلاةَ،،،،                    

                كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

و للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »