أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 30 يونيو 2023م : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 12 ذو الحجة 1444هـ ، الموافق 30 يونيو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م بصيغة word بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م بصيغة pdf بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: الأمــنُ مِن أعـظـمِ نعـــمِ اللهِ علي عبـادِه.

ثانيًا: الإيمـــانُ والاستقامةُ مصــدرُ الأمـــنِ.

ثالثًا: الأمـــنُ سبيلُ السعـــادةِ والطمـأنينةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

حديثُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ المشرفةِ عن الأمنِ.

12 ذو الحجة 1444 هـ – 30 يونيو 2023م

الموضوع

الحمدّ للهِ جعلَ الإيمانَ أمانًا ونورًا للقلوبِ، وجعلَ الإسلامَ سلامةً وشرحًا للصدورِ، وجعلَ الهدايةَ سعادةً ونعيمًا للنفوسِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكٌ وله الحمدُ يحيي ويميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُه، وصفيُّه مِن خلقِه وخليلُه، ختمَ به الأنبياءَ والمرسلين، وجعلَهُ سيدَ الأولين والآخرين، وأرسلَهُ كافةً للناسِ أجمعين، وبعثَهُ رحمةً للعالمين، فهدَى بهِ مِن الضلالةِ، وأرشدَ به مِن الغواية، وبصرَ به مِن العمى، فاللهُمّ صلِّ عليه وعلي آلهِ وصحبهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ .

 وبعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة 30 يونيو 2023م : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن

أولًا: الأمنُ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ علي عبادِه.

عبادً الله: إنّ الأمنَ نعمةٌ كبيرةٌ  مِن نعمِ اللهِ علي عبادِه، ومنحةٌ عظيمةٌ، جعلَهُ اللهُ قرينًا لأهلِ الإيمانِ في الدنيا إنْ قامُوا بواجبِهِم  في امتثالِ الأوامرِ واجتنابِ النواهِي، قال تعالي: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }(55)(النور).

{وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً} فقد كان السائرُ في الجاهليةِ لا يستطيعُ أنْ يمشي بضعَ خطواتٍ مطمئنًا على نفسِه أو مالِه، فجاءَ الإسلامُ فأحلَّ الوئامَ مكانَ الخصامِ، والوفاقَ مكانَ الشقاقِ، والحبَّ مكانَ الكراهيةِ، والعطفَ والحنانَ مكانَ البغضِ والحقدِ.( أوضح التفاسير).

ووعدَ اللهُ بالنصرِ الذين آمنُوا وعملُوا الأعمالَ الصالحةً، بأنْ يورثَهُم أرضَ المشركين، ويجعلَهُم خلفاءَ فيها، مثلمَا فعلَ مع أسلافِهِم مِن المؤمنين باللهِ ورسلهِ، وأنْ يجعلَ دينَهُم الذي ارتضاهُ لهُم وهو الإسلامُ دينًا عزيزًا مكينًا، وأنْ يبدلَ حالَهُم مِن الخوفِ إلى الأمنِ، إذا عبدُوا اللهَ وحدَهُ، واستقامُوا على طاعتِه، ولم يشركُوا معه شيئًا.(التفسير الميسر).

وفي الأخرةِ يأمنُ أهلُ الطاعةِ مِن الفزعِ، قال تعالي {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ }(89)(النمل )، فكلُّ مَن أتَى بالحسنةِ في الدنيا وهى الإيمانُ والإخلاصُ في الطاعةِ فلهُ في الآخرةِ الثوابُ الأعظمُ مِن أجلِ ما تقدم، وأصحابُ هذه الحسناتِ آمنونَ مِن الخوفِ والفزعِ يومَ القيامةِ.(تفسير المنتخب).

والنبيُّ يبيّنُ أنّ الأمنَ  أعظمُ مطلبٍ للمسلمِ في الحياةِ الدنيا، و بحصولِهِ كأنَّ المسلمَ ظفرَ بمَا في الدنيا كلِّهَا مِن متاعٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا )(سنن الترمذي). ويشهدُ لهذا الحديثِ قولُهُ تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش (3، 4) ] ، فإذا كان المسلمُ آمنًا في محلِّه، صحيحًا عندَهُ مِن القوتِ ما يكفُّهُ عن سؤالِ الناسِ، فهو في نعمةٍ عظيمةٍ.(تطريز رياض الصالحين ).فلولا الأمنٌ لفسدتْ الحياةُ بشتَّي مناحِيهَا .

لذلك قدّمَهُ إبراهيمُ عليه السلامُ في دعائِهِ {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }(35)(إبراهيم).

قال إبراهيمُ عليه السلامُ مناديًا ربَّهُ: يا ربِّ اجعلْ هذا البلدَ ذا أمنٍ وسلامٍ واستقرارٍ ، وقدَّمَ إبراهيمُ عليه السلامُ في دعائِهِ نعمةَ الأمنِ على غيرِهَا؛ لأنَّها أعظمُ أنواعِ النعمِ، و إذا فقدَهَا الإنسانُ، اضطربَ فكرُهُ، وصعبُ عليهِ أنْ يتفرغَ لأمورِ الدينِ أو الدنيا بنفسٍ مطمئنةٍ، وبقلبٍ خالٍ مِن المنغصاتِ والمزعجاتِ.

قال الإمامُ الرازي: «سُئِلَ بعضُ العلماء: الأمنُ أفضلُ أم الصحة؟ فقالَ: الأمنُ أفضلُ، والدليلُ علي ذلك أنّ الشاةَ لو انكسرتْ رجلُهَا فإنّهَا تصحُّ بعدَ زمانٍ، ولا يمنعُهَا هذا الكسرِ مِن الإقبالِ على الرعي والأكلِ والشربِ.

ولو أنَّهَا رُبطَتْ وهي سليمةٌ في موضعٍ، ورُبطَ بالقربِ منها ذئبٌ، فإنَّها تُمسكُ عن الأكلِ والشربِ، وقد تستمرُّ على ذلك إلى أنْ تموت ، وذلك يدلُّ على أنّ الضررَ الحاصلَ مِن الخوفِ أشدُّ مِن الضررِ الحاصلِ مِن ألمِ الجسدِ.(التفسير الوسيط).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة 30 يونيو 2023م : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن

ثانيًا: الإيمـــانُ والاستقامةُ مصــدرُ الأمـــنِ.

عبادَ الله: الإيمانُ والعملُ الصالحُ همَا مصدرُ الأمنِ بأنواعهِ، قال تعالي :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (82)(الأنعام). أي هؤلاء الذين أخلصُوا العبادةَ للهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولم يشركُوا به شيئًا هم الآمنون في يومِ  القيامةِ المهتدون في الدنيا والآخرةِ، و عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال : لمّا نزلتْ هذه الآيةُ: { الذين آمَنُواْ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شقَّ ذلك على الناسِ، فقالوا: « يا رسولَ اللهِ أيُّنا لا يظلمُ نفسَه؟ قال : » إنَّه ليس الذي تعنون، ألم تسمعُوا ما قال العبدُ الصالحُ: { يا بني لاَ تُشْرِكْ بالله إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] إنَّما هو الشركُ .( تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير).

فالشركُ سببٌ لذهابِ الأمنِ، ومحقِ البركاتِ والخيراتِ، وللهِ درُّ القائل:

إذا الإيمانُ ضاعَ فلا أمان           ولا دنيا لمَن لم يحي دينَا

ومَن رضيَ الحياةَ بغيرِ دينٍ        فقد جعلَ الفناءَ لها قرينَا

والاستقامةُ علي الإيمانِ والعملِ الصالحِ مِن أعظمِ أسبابِ تحقيقِ الأمنِ في الدنيا والآخرةِ، قال تعالي :{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الأحقاف).

أي: إنّ الذين أقرُّوا بربِّهم وشهدُوا له بالوحدانيةِ والتزمُوا طاعتَهُ ودامُوا على ذلك، و {اسْتَقَامُوا} مدةً حياتِهم {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} مِن كلِّ شرٍّ أمامهم، {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} على ما خلفُوا وراءَهُم.(تفسير السعدي).

وقال ابنُ القيمِ: إِنَّ الطَّاعَةَ حِصْنُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ، مَنْ دَخَلَهُ كَانَ مِنَ الْآمِنِينَ مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ خَرَجَ عَنْهُ أَحَاطَتْ بِهِ الْمَخَاوِفُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ انْقَلَبَتِ الْمَخَاوِفُ فِي حَقِّهِ أَمَانًا، وَمَنْ عَصَاهُ انْقَلَبَتْ مَآمِنُهُ مَخَاوِفَ، فَلَا تَجِدُ الْعَاصِيَ إِلَّا وَقَلْبُهُ كَأَنَّهُ بَيْنَ جَنَاحَيْ طَائِرٍ، إِنْ حَرَّكَتِ الرِّيحُ الْبَابَ قَالَ: جَاءَ الطَّلَبُ، وَإِنْ سَمِعَ وَقْعَ قَدَمٍ خَافَ أَنْ يَكُونَ نَذِيرًا بِالْعَطَبِ، يَحْسَبُ أَنَّ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِ، وَكُلَّ مَكْرُوهٍ قَاصِدٌ إِلَيْهِ، فَمَنْ خَافَ اللَّهَ آمَنَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. (الداء والدواء).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة 30 يونيو 2023م : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن

ثالثًا: الأمـــنُ سبيلُ السعـــادةِ والطمـأنينةِ.

عبادَ الله: يُتعِبُ كثيرٌ مِن الناسِ نفسَهُ ليلَهُ ونهارَهُ، ويشقَى صبحُهُ ومساءُه، ليجمعَ مِن عرضِ الدنيا ما يكثرُ بهِ مالُه، وما يعظمُ به رصيدُه، طلبًا للسعادةِ والهناءِ في الدنيا، ويذلُّ كثيرٌ مِن الناسِ نفسَهُ، ويحكمُ كيدَهُ، ويدبرُ أمرَهُ لينالَ المنصبَ والجاهَ، أو ليحوزَ النفوذَ والسلطانَ؛ طلبًا لسعادةٍ وعزةٍ وعظمةٍ في هذه الحياةِ، وآخرون يتفننون ويبتكرون، ويقبلون ويدبرون مٍن أجلٍ أنْ يفوزُوا بقلبِ فتاةٍ حسناء ، طلبًا للذةٍ مِن لذاتِ هذه الحياةِ الفانيةِ.

ويضربُ الناسُ شرقًا وغربًا، ويذهبون يمينًا وشمالًا، كلُّهُم في هذه الحياةِ يبغِى السعادةَ والهناءً، يبحثُ عمّا ترغبُ فيه نفسُه، ويطربُ له قلبُه، وتسكنُ إليه جوانحُه، وتطمحُ له آمالٌه، وكثيرٌ مِن هؤلاء قد يحوزون مِن الأموالِ الشيءَ الكثيرَ، وقد ينالون مِن الجاهِ أعظمهُ وأكثرهُ، وقد يفوزون مِن لذائذِ الدنيا بأحلاهَا وأجملِهَا، ومع ذلك ترى في صدورِهِم حرجًا، وترى في نفوسهِم غمًّا وهمًّا، وترى على قلوبِهِم قترًا وظلمًا وظلامًا، لا يجدون طعمًا للراحةِ، ولا يجدون لذةً للحياةِ إذا كانوا بعيدين عن الإيمانِ باللهِ عزّ وجل، وعن لذةِ الطاعاتِ، بعيدين عن سعادةٍ العبوديةِ للهِ سبحانه وتعالى، قال تعالي : {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه).

أمّا المؤمنُ الصادقُ فعندهُ الذي يفقدهُ الكثيرون، عندهُ نعمةُ الإيمانِ، ولذةُ الطاعةِ، وحلاوةُ العبوديةِ، ونعمةُ الاستقامةِ، عندهُ  كتابُ اللهِ سبحانه وتعالى، فيه الهّدى والنورُ: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء)،وعندهُ سنةُ المصطفَى تشرقُ أنوارُهَا في كلِّ جانبٍ مِن جوانبِ الحياةِ، وتضيءُ معالمُهَا كلَّ دربٍ مِن دروبِ هذه الدنيا، قال رَسُولُ اللهِ 🙁 إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا : كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي)(مستدرك الحاكم ).

عبادَ الله : إنّ الإيمانَ والاستقامةَ سبيلُ الأمنِ، وإنّ الأمنَ سبيلُ السعادةِ في الدنيا والآخرةِ ، فصاحبُ المالِ والجاهِ  إذا فقدَ الإيمانَ والاستقامةَ يعيشُ في خوفٍ ورعبٍ لا يسعدُ بمالِه ولا بجاهٍه، ، بل ربُّمَا يطلبُ سكينةَ ساعةٍ وهدوءَ يومٍ ولو بذلَ في ذلك مالَهُ كلَّهُ، والمؤمنُ قد وعدَهُ اللهُ عزّ وجلّ في دنياهُ وأخراهُ بالأمنٍ والطمأنينةِ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(يونس).

وفي الحديثِ القدسِي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.(صحيح البخاري).

تابع / خطبة الجمعة 30 يونيو 2023م : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن

يكونُ ربانيًّا يحظَى بوعدِ اللهِ عزّ وجلَّ، قال تعالي : {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج )، يحظَى بتحقيقِ وعدِ اللهِ عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد)، إنّ الصحابةَ رضوانُ اللهِ عليهم وهم كوكبةُ نجومٍ حولَ القمرِ الساطعِ نبيِّنَا ، يقابلونَ المصاعبَ والشدائدَ وقلوبُهُم أثبتُ مِن الجبالِ الشوامخِ، لا يهتزونَ ولا يخافونَ؛ لأنًّ الإيمانَ قد سكبَ في قلوبِهِم أمنًا وطمأنينةً، واللهُ سبحانَه وتعالى قد قال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}(الأنعام) ، ترى طمأنينةَ المؤمنِ، وسكينةً نفسِه، وهدوءَ بالِه مِن أثرِ إيمانهِ وتعلقهِ بربِّه سبحانَه وتعالى.

مرتْ بهم المواقفُ العصيبةُ كيومِ الأحزابٍ، قال تعالي : {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}( الأحزاب)، في ذلك الموقفِ العصيبِ، يبشرُ النبيُّ أصحابَهُ، فتنزلُ بشرياتُه طمأنينةً على القلوبِ، وأمنًا وسكينةً في النفوسِ، فلا تجد المؤمنَ جزعًا ولا هلعًا ولا خائفًا،  لأنّ أمنَ الإيمانِ هو أعظمُ أمنٍ يمكنُ أنْ يكون، يراقبُ العبدُ ربَّهُ، ويخلصُ لمولاه، ويسعى لرضا اللهِ سبحانه وتعالى، فتعودُ الحياةُ أمنًا وأمانًا، وسلامةً وإسلامًا، ليس فيها هذا العدوانٌ، ليس فيها هذا الإجرامُ، ليس فيها هذا الكيدُ والمكرُ السيئُ الذي امتلأتْ به دنيا الناسِ اليوم، فلم يعدْ أحدٌ يطمئنُّ إلى جارٍ، ولا يأمنُ إلى صديقٍ، فضلاً عن أنْ يركنَ إلى غريبٍ أو بعيدٍ، ولذلك تبقَى الحياةُ شعلةً مِن نارٍ، وتبقَى جمرةً مِن شقاءٍ عندما يفقدُ الناسُ الأمنَ، وعندما يفقدون الطمأنينةَ، ولا أمنَ إلّا في ظلالِ الإسلامِ، قال تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(البقرة).

اللهم اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهم احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوء، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين  وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!