خطبة الجمعة 25 يونيو 2021م “تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد” للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م : تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 14 ذو القعدة 1442هـ – الموافق 25 يونيو 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد : كما يلي:
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا جماعة الإسلام: “وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ”(الشعراء:151-152).
عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن: “تبصير العباد بصور ومخاطر الفساد” فما هو الفساد؟ وما هي صوره وصفات المفسدين في القرآن الكريم؟ وما هي نهاية المفسدين؟
إخوة الإسلام: الفساد في أدق عبارة وأرق إشارة هو: خروج الشيء عما كان عليه من الاعتدال والسلامة، قليلاً كان الخروج أو كثيراً.. قال ابن تيمية: “كل قول أو عمل يبغضه الله فهو من الفساد”
والفساد له صور متعددة ومن صوره:”
الفساد الوطني أي فساد البلد التي نعيش فيها وينتج عن فشل التعليم والجهل والظلم والغش في الامتحانات.. مما يعيق التقدم والرقى ومن صوره عدم توجيه الوقف في مصادره وتنفيذ حجة الواقف لبناء وعمارة المساجد ودروس العلم وتجديد الخطاب الديني وتحفيظ القرآن وبر الأرامل واليتامى والمساكين.. الخ.
عباد الله: “وهناك الفساد الأخلاقي وهو نشر وتعليم الأبناء بفعل الأخطاء والفواحش والبلطجة والبعد عن التعاليم والتربية.. والذي ينتج عنه:”
الغش سواء أكان غشًّاً في الكم أم في النوع، في الكم بتطفيف الكيل أو الميزان أو المقياس أو الكميات، وفي النوع بمحاولة إظهار الرديء في صورة الجيد، والنبي صلي الله عليه وسلم مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: “ما هذا يا صاحب الطعام؟،قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: “أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّنا فليس منا”(مسلم).
عباد الله: “ومن صور الفساد الأخلاقي: “سفك الدماء: فالمفسدون لا يبالون بالدماء فأصبحت دماء الأبرياء رخيصة يستبيحونها تحت شعارات كاذبة خاطئة “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ”(البقرة/30).
ومن صور الفساد: “ترويع الآمنين وزعزعة أمن البلاد والعباد لذا شرع الله تعالى محاربة هؤلاء المفسدين فقال: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”(المائدة: 33، 34).
وحرم صلى الله عليه وسلم تخويف المسلم وترويعه، ونهى عن إدخال الرعب عليه بأي وسيلة “لأنَّهم كانوا يسيرون مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنام رجلٌ منهم فانطلق بعضُهم إلى حبلٍ معه فأخذه ففزِع فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا”(أبوداود). ونَهى عن الإشارة بالسلاح فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ”(مسلم).
عباد الله: “ومن صور الفساد الأخلاقي: “قطيعة الأرحام: وهو من الفساد الاجتماعي الذي يذر المجتمع ممزقاً متحاسداً متباغضاً.. قال تعالى و هو يصف المفسدين: “الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”(البقرة/27).فالقطيعة سبب الخسران في الدنيا و الآخرة، وهي أيضا سبب اللعن و الطرد من رحمة الله ودخول جهنم والعياذ بالله قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ”(الرعد/ 25).
عباد الله: ومن صور الفساد: “الغدر والخيانة نعم المفسدون أهل غدر وخيانة يتلونون كما تتلون الحرباء و يلبسون للناس جلود الضأن وقلوبهم قلوب ذئاب فكم جر هؤلاء على الأمة من الويلات و النزاعات من أجل نزواتهم وأطماعهم قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”(البقرة: 204 – 207).
عباد الله: ومن صور الفساد، الفساد الإداري: ومنه الاعتداء على المال العام أو على أملاك الدولة أو أي من مرافقها بدون حق، ومنه: الاعتداء بأي صورة من الصور على أعيان الوقف وأمواله، أو محاولة الاستفادة منها بأقل من القيمة العادلة، أو التهرب من سداد مستحقاتها.
والفساد الإداري من أخطر الأشياء وهو داء يقتل الطموح، ويدمر قيم المجتمع، ويعَد خطرًا مباشرًا على الوطن، ويقف عقبة في سبل البناء والتنمية، يبدد الموارد، ويهدر الطاقات. ويؤثر على المصالح كلها، ويسبب ضعفاً في موارد الدولة، وتُصاب العقول بالفساد والعطب، وتجمد مواهب المفكرين والمبدعين، وتضيع جهود العاملين المخلصين، وتذهب بأيُّ خير يرجى، فكيف ننتظر خيراً من مجتمع مِقياس الكفاءة فيه لمن يتزلف لرؤسائه بالهدايا؟!
وأيُّ إنتاج وإنجازات ترجى ممن لا تسير عنده المصالح والأعمال إلا بعد تقديم الهدايا والرشى؟!، لذلك وقف صلى الله عليه وسلم لهؤلاء بالمرصاد عندما استعمل رجلاً على صدقات بنى سليم يدعى ابن اللُّتْبِيَّة، فلما جاء حاسبه، فجعل يقول هذا لكم وهذا ما أهدي الي: “فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: “مَا بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ إِلَيَّ. أَفَلا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَبَيْتِ أُمِّهِ حَتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَ إِلَيْهِ أَمْ لا؟!وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَأْخُذُ مِنْهَا شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِمَّا بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ “(البخاري).
وقد توعد القرآن السارق من المال العام بالفضيحة يوم الموقف العظيم فقال تعالي: “وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”(أل عمران/161). وعليه فنحن سوف نعرف يوم القيامة فاسدين يفضحهم الله علي رؤوس الأشهاد يوم القيامة فنعرف من يحملون فوق رؤوسهم عمارات وكباري وطرق وبنوك اختلسوها.. يحملون فوق رؤوسهم وفي أعناقهم أراضي نهبوها كما قال صلي الله عليه وسلم: “من اقتطع شبراً من أرض بغير حق طوق بها من سبع أراضين يوم القيامة”(مسلم).
عباد الله: “أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم أو كما قال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين أما بعد فيا عباد الله.. لا زلنا نواصل الحديث حول صور الفساد ومخاطره. ومن صور الفساد الإداري، الوساطة والمحسوبية، والرشوة، كذلك اعتبار القرابة العائلية، أو السياسية، أو المذهبية في تحقيق مصلحة ما كإسناد الوظائف أو الترقيات أو غيرها لغير مستحقيها وإسناد الأمر لغير أهله بالمحاباة والمجاملة وهوما يدخل في باب إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، كهذا المدير الذي تزوج من أخت بواب المدرسة وذات يوم تغيب أحد المدرسين فقال للبواب قف علي الفصل وراقب التلاميذ حتي لا يخرجوا وتمادي المدرس في الغياب ووقف البواب علي الفصل وترقي مدير المدرسة لمدير إدارة فثبت الفراش نسيبه مدرساً ثم ترقي مديراً عاماً للتعليم فرقي الفراش مديراً للمدرسة ثم ترقي وزيراً للتعليم فرقي الفراش مديراً عاماً لمديرية التربية والتعليم وذات يوم أصدر الوزير قراراً بمراجعة الشهادات والمؤهلات في الوزارة والمديريات فاتصل عليه صهره وقال له ألم تعلم أنني ليس معي شهادة وسيفتضح أمرنا؟ فقال له ألم تعلم أنت أنني عينتك رئيساً للجنة النظام والمراجعة بالوزارة؟
أخي المسلم: “إذا استطعت أن تقنع الذباب أن الزهور أفضل من القمامة تستطيع أن تقنع المفسدين بأن أرواح البشر أغلي من المال، فقمة الفساد في فساد القمة، الفاسد يلوي عنق الأخلاق. يلوي عنق المنطق ليسوغ فساده ويمنحه بعض الشرعية، الفاسد يتمادى طالما أمن العقاب يسيء الأدب طالما استسهل الإفساد يبني مجده علي أنقاض الأخرين وغناه علي إفقارهم وسعادته علي تعاستهم، أيها الفساد أهلكتنا أعييتنا أتعبتنا أغرب عن وجوههنا، أيها الفاسدون قريباً ستزوركم أعمالكم فلا تستغربوها ستزوركم أعمالكم فلا تتفاجئوا منها!
فلنتق الله عباد الله، ولنعمل على إصلاح أنفسنا وليعلم المفسد إنه لو أفلت من حساب الخلق فلن يفلت أبدًا من حساب الخالق جل شأنه “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَابَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”(الشعراء 88). فالفساد نقمة والإصلاح نعمة: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”(هود/ 117).
فالله الله في الإصلاح الله الله في الصلاح الله الله في عدم الإفساد في الأرض.. اللهم أصلح فساد قلوبنا وطهر نفوسنا، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك يا رب العالمين
وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة ..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف