خطبة الجمعة 19 مارس 2021م : الحق في القرآن الكريم، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 19 مارس 2021م : الحق في القرآن الكريم، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 6 شعبان 1442هـ – الموافق 19 مارس 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مارس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحق في القرآن الكريم.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مارس ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحق في القرآن الكريم، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مارس ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحق في القرآن الكريم، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحق في القرآن الكريم: كما يلي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن الحق في القرآن الكريم، فمن الألفاظ المحورية في القرآن لفظ (الحق)، فهو لفظ ذو حضور بارز في العديد من الآيات القرآنية. ولا عجب في ذلك، فإن القرآن الكريم هو الحق القويم، ودعوة الله إلى الحق المبين.
وأصل (الحق) لغة: المطابقة والموافقة.
والحق: الصواب والصحيح، وضده: الباطل. ولهذا قيل في الله تعالى: “هو الحق”.
عباد الله:” ولفظ (الحق) ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وثمانين ومائتي (283) موضعا، جاء في أكثرها بصيغة الاسم، نحو قوله تعالى: “إنا أرسلناك بالحق”(البقرة:119). وجاء في اثنين وعشرين موضعاً بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: “وحق عليهم القول”(فصلت:25).
عباد الله:” ولفظ (الحق) ورد في القرآن الكريم على معان عدة، نذكر منها:
جاء بمعنى الله سبحانه، واسم من أسمائه الحسني في عشرة مواضع من ذلك قوله تعالى:” وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ “(المؤمنون/71). قال مجاهد وغيره: الحق هو الله عز وجل. وقال تعالي: “هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا”(الكهف/ 44). وقال تعالي: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”(الحج/ 6). وقال :”َتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”(المؤمنون/116).
وجاء بمعنى القرآن الكريم، من ذلك قوله تعالى:” فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ”(الأنعام:5).قال البغوي: القرآن”
وجاء بمعنى الإسلام، من ذلك قوله تعالى: “وَقُلْ جَاء الْحَقُّ”(الإسراء:81). قال القرطبي: يعني دين الله الإسلام.
وجاء بمعنى العدل، من ذلك قوله تعالى:” وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ”(النور:25). قال ابن كثير: أي: وعده ووعيده وحسابه هو العدل، الذي لا جور فيه.
وجاء بمعنى التوحيد، من ذلك قوله تعالي: “لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ”(الرعد:14). قال ابن عباس “دعوة الحق” لا إله إلا الله.
وجاء بمعنى الدَّين الذي في الذمة: من ذلك قوله تعالى:” وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ”(البقرة:282). قال ابن كثير: وليملل المدين على الكاتب ما في ذمته من الدَّين.
وجاء بمعنى الأولوية والأحقية، من ذلك قوله تعالى: “وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ”(البقرة:247). أي: نحن أولى بالملك منه.
وجاء بمعنى الحظ والنصيب، من ذلك قوله تعالى:” وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ”(المعارج/24). قال ابن كثير: أي: في أموالهم نصيب مقرر لذوي الحاجات.
وجاء بمعنى الحاجة، من ذلك قوله تعالى:” قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ”(هود:79). أي: ليس لنا فيهن حاجة..
هذه أهم المعاني التي جاء عليها لفظ (الحق) في القرآن الكريم. وبالوقوف على مدلولات هذا اللفظ يتبين لنا سعة دلالته، وسبب اعتناء القرآن به؛ تبياناً لمفاهيم الإيمان، وتثبيتاً لأحكام الإسلام.
عباد الله :” وكما ورد الحق في القرآن ورد في السنة المطهرة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ” …أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ”( مسلم)
عباد الله ما هو حظ المؤمن من اسم الله الحق؟
وحظ المؤمن من اسم الله الحق : “طلب العلم والرسوخ فيه و تحقيق الإيمان واليقين, وأن تثبت ولا تتزعزع عن الحق”
والثبات له أسبابه الكثيرة منها السماع للموعظة وفعلها: “وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا”(النساء/66). فلو امتثلت وتأدبت لأمر الله ورسوله يترسخ الفعل عندك ويصير ثابتًا لا يتزعزع، أما إذا أعرضت وأخذت ما يناسب هواك وعلى حسب الحالة الإيمانية عندك وما يناسب الوسط الاجتماعي ونقول هذا لا ينفع في زماننا، يقول الله: “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وتكفرون بِبَعْضٍ” (البقرة:/85).
ولك أي من حظ هذا الاسم الحق العدل: “أن تكون عادلاً ولا تظلم مثقال ذرة كما قال تعالى في الحديث القدسي “يا عبادي! إني حرَّمتُ الظلم َعلى نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا. فلا تظَّالموا”(مسلم)فلا تظلم نفسك بارتكاب المعاصي فهذا سوف يزعزع ثباتك، فالظلم ظلمات. ولا تظلم غيرك فإن من أعظم الذنوب تعجيلاً بالعقوبة البغي والعقوق وكن منصفًا.
عباد الله:” أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطية الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فيا عباد الله لا زلنا نواصل الحديث حول الحق في القرآن الكريم..
عبـــاد الله: إن المتاجرة بكلمة الحق والعدول عنها إلى الباطل والنفاق والمجاملة ليست من سلوكيات المسلمين ولا من صفاتهم, وإنما هي صفات أمم غضب الله عليها ولعنها من اليهود والنصارى, قال تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ”(النساء/171).وقال تعالى: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”(المائدة:78، 79).
وواقعنا اليوم يشهد بأن هناك خلل وضعف وتهرب من قول كلمة الحق، فحدث الشقاق والنزاع وحدثت الخلافات بين أفراد هذه الأمة، واستطال المسلم في عرض أخيه وماله ودمه، ولماذا يلجأ المرء إلى المتاجرة بكلمة الحق والسكوت عن قولها، هل خوفاً من الموت وطلباً للحياة؟! فأنها بيد الله، أم من أجل حفنة من المال؟!، أم طمع في منصب أو جاه؟! فإن ما عند الله خير وأبقى، ثم إن قول كلمة الحق لا يقرب من أجل ولا يحرم من رزق، يقول صلى الله عليه وسلم-: ” ألَا لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم رَهْبةُ النَّاسِ أنْ يقولَ بحَقٍّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه؛ فإنَّه لا يُقرِّبُ من أجَلٍ، ولا يُباعِدُ من رِزْقٍ؛ أنْ يقولَ بحَقٍّ أو يُذكِّرَ بعَظيمٍ.”(أحمد). وفي حديث أخر قال: “لا يمنعن رجلا هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه”(صحيح).
أخي المسلم: “أين إيمانك؟، وأين عقيدتك؟، وأين خشيتك من الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: “لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى”(الترغيب والترهيب).
عباد الله: ولأن الله هو الحق فقد تكفل بإظهار الحق، وإعلاء الحق، ونصرة الحق، مهما تكالب أهل الباطل ومهما اجتمع الأعداء، قال تعالي: “وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ”(الأنفال:7).وقال تعالي: “وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”(الإسراء:81).
عباد الله: ما أَقلَّ ما قلنا (كلمةَ الحق) في مواقف الرجال، وما أكثر ما قصَّرنا في ذلك، إن لم يكن خوفاً فضعفاً، ونستغفر الله، أما آن الأوان لنقولها ما استطعنا؛ كفَّارةً عما سَلَف من تقصير، وعما أَسْلَفْتُ من الذنوب، ليس لها إلَّا عفوُ الله ورحمته، والعمر يجري بنا سريعاً، والحياة توشك أن تبلغ منتهاها. والساكت عن الحق شيطان أخرس.. وليسألن يوم القيامة عن كل ما خرس عنه..
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف