خطبة الجمعة 13 نوفمبر 2020م : أدب الحوار والتعبير عن الرأي ، للدكتور خالد بدير
خطبة الجمعة القادمة 13 نوفمبر 2020م : أدب الحوار والتعبير عن الرأي ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 27 من ربيع الأول 1442هـ – 13 نوفمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : أدب الحوار والتعبير عن الرأي:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : أدب الحوار والتعبير عن الرأي ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : أدب الحوار والتعبير عن الرأي ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 13 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : أدب الحوار والتعبير عن الرأي : كما يلي:
العنصر الأول: أهمية الحوار ومقاصده وأهدافه
العنصر الثاني: آداب الحوار في الإسلام
العنصر الثالث: نماذج من الحوار في القرآن والسنة
العنصر الرابع: الحوار في واقعنا المعاصر بين الواقع والمأمول
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : أدب الحوار والتعبير عن الرأي : كما يلي:
المـــوضــــــــــوع
الحمد لله القائل في كتابه الكريم: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (النحل : 125 ) . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . أما بعد:
العنصر الأول: أهمية الحوار ومقاصده وأهدافه
عباد الله: إن الحوار من أفضل الطرق لقوام المجتمع ووحدته وائتلافه، والحوار الهادئ المقنع يفعل – في أكثر الأحيان- ما لا تفعله قوةُ المدافع والطائرات، وإذا كان كذلك، وأراد المسلمون أن يحموا أوطانهم، ويحفظوا وحدة أمتهم، فعليهم بالحوار؛ لأنه لا غنى لهم عنه، فهو وسيلة أساسية للتواصل مع الآخرين، وإقناع أصحاب الانحراف الفكري والعقدي.
إن الداء الأكبر الذي استشرى في زماننا، وأدى إلى ظهور كل هذه التناقضات هو غياب سنة الحوار التي هي أولى الأولويات وأهم المهمات؛ فقواعد الحوار والاختلاف وضوابطه هي العاصم للمتحاورين من الغلو وشتم الآخرين إن كان الحق هو الرائد والمطلوب؛ أما إذا كان الخلاف انتصارًا لأهواء سياسية وتعصبًا أعمى، فهذا أمر لا ينفع معه قواعد ولا ضوابط، إذ إن الهوى ليس له ضوابط ولا موازين، ولذلك حذرنا المولى -عز وجل- من اتباع الهوى فقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص: 50] .
أيها المسلمون: إن للحوار أهدافا ومقاصد سامية حتى يؤتي ثماره المرجوة منها: إقامة الحجة؛ فالغاية من الحوار إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي؛ والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
ومنها: الدعوة بالتي هي أحسن؛ فالحوار الهادئ مفتاح للقلوب وطريق إلى النفوس قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] .
ومنها: تقريب وجهات النظر؛ فمن ثمرات الحوار تضييق هوة الخلاف، وتقريب وجهات النظر، وإيجاد حل وسط يرضي الأطراف في زمن كثر فيه التباغض والتناحر.
ومنها: كشف الشبهات والرد على الأباطيل، لإظهار الحق وإزهاق الباطل، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:55] .
فالغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي؛ فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
يقول الحافظ الذهبي:” إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ “.
العنصر الثاني: آداب الحوار في الإسلام
عباد الله : ينبغي للمحاور -إذا أراد أن يكون حوارُه ناجحًا – أن يتحلى بصفات وآداب المحاور الناجح؛ كأن يكون متواضعًا هادئًا سلسًا، مخلصاً؛ حسن الإلقاء، بعيدًا عن رفع صوته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم -كما نقلت عائشةُ رضي الله عنها-:” يُحدِّثُ حديثًا لو شاء العادُّ أن يُحصِيَه لأحصاه، لم يكن يسرِدُ الحديثَ كسردِكم” [البخاري ومسلم]؛ فلا بد للمحاور من التجرد في طلب الحق، والحذر من التعصب والهوى، وإظهار الغلبة والمجادلة بالباطل.
وعلى المحاور كذلك: أن يُرتِّب أفكاره التي سيطرحها على محاوره، وأن يكون ذا علم وفهم، حتى لا يخذل الحقَّ بضعف علمه، وحتى لا يقتنع هو بالباطل الذي مع خصمه، لجهله وضعف علمه، وقد ذم الله عز وجل الذين يجادلون في الله بغير علم، فقال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}( الحج: 8 )
ومن آداب المحاور: أن يكون هَمُّهُ طلب الحق وإيصاله للآخرين، وليس الانتصار للنفس، يقول الإمام الشافعي:” ما ناظرتُ أحدًا قط، إلا أحببتُ أن يوفَّق ويسدّد ويعان ويكون عليه رعايةٌ من الله وحفظ، وما ناظرت أحدًا، إلا ولم أبالِ بيّن اللهُ الحق على لساني أو لسانه” [أبو نعيم في الحلية]؛ ويقول الإمام أبو حامد الغزالي:” أن يكون المحاور في طلب الحق كناشد ضالة، لا يفرّق بين أن تظهر الضالة على يده، أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا، ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق”.
ويضاف إلى الصفات السابقة للمحاور صفات الذكاء وسرعة البديهة والقدرة على دحض الشبهات ؛ ولنضرب – مثلا – الإمام الشافعي؛ ففي يوم من الأيام، ذهب أحد المحاورين المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له: كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟! ففكر الشافعي قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له الشافعي: هل أوجعتك؟! قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟! فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله من نار، وسوف يعذبه بالنار.
وذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل. ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت. فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعي: “ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! “.إنه الله سبحانه وتعالى خالق الكون العظيم!
العنصر الثالث: نماذج من الحوار في القرآن والسنة
لقد حفل القرآن الكريم وسنة النبي الأمين بنماذج عديدة لأسلوب الحوار الراقي والهادف إلى بناء أمة على أسسٍ قويمةٍ وعُمُدٍ متينةٍ ؛ وفي الحقيقة لا تسعفنا هذه الدقائق في ذكر جميع هذه النماذج؛ فقد أُفردت فيها مؤلفات ومصنفات؛ وأجيزت فيها بحوث علمية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه؛ ولكني أقف مع بعض النماذج على سبيل المثال لا الحصر .
ولقد ورد لفظ الحوار في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع:
الأول:{ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} (الكهف: 34)
الثاني: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا }( الكهف: 37)
الثالث: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}(المجادلة:1)
ولقد قدم القرآن العظيم نماذج كثيرة من الحوار- ذكرتُ رقم الآية الأولى من كل حوار- منها ما دار بين الله عز وجل وملائكته في موضوع خلق آدم عليه السلام ( البقرة: 30)، ومنها ما دار بين الله سبحانه وتعالى وبين إبراهيم عليه السلام عندما طلب من ربه أن يريه كيف يحي الموتى( البقرة: 260)؛ وقصة موسى عليه السلام حين طلب من ربه أن يسمح له برؤيته( الأعراف: 143)، وقصة عيسى عليه السلام إذ سأله ربه عما إذا كان طلب من الناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله؟(المائدة: 116)؛ والحوار في قصة أصحاب الجنتين( الكهف: 32)، وقصة قارون مع قومه(القصص: 76)، وقصة داود عليه السلام مع الخصمين(ص: 21)، وقصة ابني آدم(المائدة: 27)، وقصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح(الكهف: 65)، والحوار بين السادة والأتباع يوم القيامة(سبأ: 31).
ومن اطلع على هذه النماذج وغيرها يتأكد لنا أن القرآن الكريم يعتمد اعتماداً كبيراً على أسلوب الحوار في توضيح المواقف، وجلاء الحقائق؛ وهداية العقل وتحريك الوجدان، واستجاشة الضمير، وفتح المسالك التي تؤدي إلى حسن التلقي والاستجابة.
ولو انتقلنا إلى سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لوجدنا نماذج عديدة للحوار بينه صلى الله عليه وسلم وبين جميع أطياف وأفراد المجتمع: صغارا وكبارا؛ نساء ورجالا ؛ شبابا وشيوخا؛ مسلمين وغير مسلمين؛ مطيعين وعاصين؛ محسنين ومسيئين !!
فهذه عائشة رضي الله عنها؛ يحاورها النبي صلى الله عليه وسلم ويراعي صغر سنها؛ فقد دخل عليها يوما وهي تلعب بالبنات فقال: ما هذا يا عائشة ؟ فقالت : خيل سليمان ، فضحك”.(الطبقات لابن سعد)؛ وكانت تحاوره بكونه تزوجها بكرا دون غيرها؛ وكانت تفتخر بهذا وتدل أحيانا به إدلال الحبيب أمام النبي صلى الله عليه وسلم فتقول له: أرأيت لو نزلت واديا، وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرا لم يأكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: ” في الذي لم يرتع منها ” ( البخاري).
وكان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى للحوار في حل الخلافات العائلية: فعن عائشة قالت: ” دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . فقال: ما يبكيكي؟ فقلت : سبتني فاطمة . فدعا فاطمة فقال: يا فاطمة! سببت عائشة ؟ فقالت: نعم ! يا رسول الله . فقال: ألست تحبين من أحب ؟ قالت : نعم ! . قال : وتبغضين من أبغض ؟ قالت : بلى ! قال: فإني أحب عائشة ، فأحبيها . قالت فاطمة : لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا “. (رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح).
وكان صلى الله عليه وسلم يحاور العجائز ويداعبهم ويلاطفهم؛ فقد أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : ” يا أم فلان ! إن الجنة لا تدخلها عجوز ” . قال : فولت تبكي . فقال : ” أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول :{إِنَّا أَنشَأْناهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أبْكًارًا عُرُبًا أُتْرَابًا}” (الشمائل للترمذي) .
ثم تأمل معي هذا الحوار الذي دار بينه وبين غلام صغير كان يرمي الشجر بالحجر؛ ليأكل من البلح: فعن رافع بن عمرو الغفاري، قال: كنت وأنا غلام أرمي نخلاً للأنصار، فأتي النبي – صلى الله عليه وسلم – فقيل: إن ها هنا غلامًا يرمي نخلنا، فأُتي بي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ” يا غلام، لِمَ ترمي النخل؟، قال: قلت: آكُلُ، قال: فلا ترمِ النخل، وكُلْ ما يسقط في أسافلها، ثم مسح رأسي وقال: اللهم أشبِعْ بطنَه.” (مسند أحمد).
فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يعلِّمه الفرق بين الحلال والحرام، تمامًا مثل الفرق بين ما يسقط منها بفعل الرياح أو الطير أو غيره، وبين ما نسقطه نحن برميها بالحجارة، إنه يعلمه أن يحتاط دائمًا في طعامه، ولا يأكل إلا حلالاً، وكان يمكن للنبي – صلى الله عليه وسلم – أن ينصحه مباشرة؛ لكنه آثر أن يحاوره؛ ليسمع منه، ثم يوجهه إلى ما فيه الخير.
والمواقف والقصص في حوار النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصى في هذا العجالة السريعة؛ ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق؛ وقد رأيناه صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة أرق ما يكون أسلوباً في حواره، وأفسح ما يكون صدراً لمخالفيه، وضرب أروع الأمثلة في حسن الاستماع. وهكذا كانت حوارات النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الكبار، ومع الصغار، ومع الخصوم، ومع الأصدقاء، ومع الرجال، ومع النساء، ومع أهل بيته، حاور صلى الله عليه وسلم الجميع، واستمع إلى الجميع.
العنصر الرابع: الحوار في واقعنا المعاصر بين الواقع والمأمول
إن من ينظر إلى واقعنا المعاصر يجد أن الحوار اتخذ مسلكاً عكسياً؛ وهذا ملموس وواقع في الحوار بين الفئات المختلفة في المجتمع؛ فانظر إلى الحوار داخل الأسرة؛ وبين الزوجة وزوجها؛ وبين الولد ووالده؛ وبين الجار وجاره؛ وبين المعلم وتلميذه؛ وبين العامل ورئيسه؛ وبين الصديق وصديقه؛ وقبل كل ذلك بين الأحزاب والجماعات المختلفة والمتفرقة والمتشاحنة؛ والتي يدعي كل فرد منها أنه على حق وهدي ورشاد؛ وما سواه على باطل وضلال وتيه؛ فضلا عن أسلوب الطعن والتجريح والسخرية وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز؛ والطرف الآخر المحاور يبادله بنفس الشعور والإحساس. يقول إسحاق نيوتن: “كل فعل له رد فعل يساويه في القوة ويعارضه في الاتجاه”؛ فلذلك كل إنسان تحاوره يوم ترفع صوتك يرفع صوته، ويوم تحترمه يحترمك، ويوم تكنيه يكنيك، يقول أحدهم وهو يحاور خصمه:
أكنيه حين أناديه لأكرمه…..كذلك أدبت حتى صار من أدبي
ولا ألقبه السوءة اللقب …..أني وجدت ملاك الشيمة الأدب
أيها المسلمون: إن الحوار وسيلة من وسائل الشورى والتعاون والتناصح على البر والتقوى، وهذا هو طريق النضج وسبيل الكمال؛ ولن يتم تصحيح الأخطاء، أو تدارك النقص، وتقويم مسيرة النهوض والتقدم وبناء المجتمع إلا إذا اتسعت صدورنا للحوار، وروضنا أنفسنا على قبول النقد والمراجعة، وعندها تكون حواراتنا تربوية منهجية، تثري الأمة الإسلامية بالدراسات الشرعية والأطروحات العلمية؛ والخطط الاقتصادية.
ونحن جميعاً نتحرك في سفينة واحدة، في بحر متلاطم الأمواج، وتزداد خروق هذه السفينة يوماً بعد آخر، وقد يسهم الحوار في ترقيع هذه الخروق، وحماية هذه المسيرة من العقبات التي تواجهها.
أختم هذا اللقاء بهذا الحوار الذكي الذي دار بين مسلم وغير مسلم في بلاد الغرب؛ ففي إحدى البلاد الغربية جاء وقت الصلاة، فدخل أحد المسلمين حمام أحد المراكز ليتوضأ، وكان هناك أجنبي غير مسلم ينظر إليه باندهاش، وعندما وصل أخينا المسلم إلى غسل القدمين، رفع رجله ووضعها على المغسلة وهنا صاح الأجنبي بصاحبنا المسلم: ماذا تفعل؟! أجابه المسلم بابتسامة قائلاً: أتوضأ. قال الأجنبي: أنتم المسلمون لستم نظيفين، دائماً توسخون الأماكن العامة، والآن أنت تدعي بأنك تنظف نفسك بينما أنت توسخ (المغسلة) بوضع قدمك الوسخة فيها، هذه المغسلة لغسل اليدين والوجه، يجب أن تكون نظيفة فلا توسخها. فقال المسلم: هل لي أن أسألك سؤالاً وتجيبني بكل صراحة؟ قال له: تفضل. قال المسلم: كم مرة في اليوم تغسل وجهك؟ قال: مرة واحدة، عندما استيقظ من النوم، وربما مرة أخرى إذا أحسست بتعب أو إرهاق. فأجابه المسلم مبتسماً: أما أنا فأغسل رجلي في اليوم خمس مرات، فقل لي ما الأنظف، قدمي أم وجهك؟! فسكت الأجنبي وانسحب من المكان!
عباد الله: ما أشدَّ حاجتَنا اليوم إلى الحوار! الذي بدأ ينقطع حتى داخل الأسرة الواحدة، مسببًا بذلك كثيرًا من المشكلات والأزمات ؛ فكلنا بحاجة إلى الحوار الهادف لبناء المجتمع ووحدته وائتلاف؛ حوار الأب مع ابنه والعكس, والمعلم مع طلابه , والمسؤول مع موظفيه؛ والمجتمع مع بعضهم البعض؛ إننا إن فعلنا ذلك نعيش في وحدة وتواد وأمن وسلام!!
اللهم اجعلنا هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين،،،،،،،،
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف