أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdf

خطبة الجمعة 11 ديسمبر 2020م : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 26 من ربيع الآخر 1442هـ – 11 ديسمبر 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة11 ديسمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد : كما يلي:

 

العنصر الأول: أهمية المال في حياة الإنسان

العنصر الثاني: سياجات الحفاظ على المال في الإسلام

العنصر الثالث: تحرى أكل الحلال

العنصر الرابع: مسئوليتنا عن المال يوم القيامة

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد : كما يلي:

 

 

المـــوضــــــــــوع

الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ؛ ونؤمن به ونتوكل عليه ؛ ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.  أما بعد:

العنصر الأول: أهمية المال في حياة الإنسان

عباد الله: إن للمال أهمية كبرى في حياة الإنسان؛ فالمال من الإنسان بمنزلة الروح من الجسد ، ولأهمية المال في الإسلام، جُعل إحدى الضرورات التي أوجب الشارع حفظها  .

والمال سلاح ذو حدين يبني ويدمر ؛ فقد يكون سبباً في سعادة الإنسان ، إذا اكتسبه من حله ؛ واستثمره في حله ؛ وأنفقه في حله؛ فيؤجر عليه ويكون من الصدقات الجارية وفي موازين حسناته في الآخرة ؛ فَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». ( مسلم). ”  وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ؛ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ؛ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ؛ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ؛ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ؛ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ؛ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ”.( ابن ماجة بإسناد حسن ) . وهنا يمدح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من الناس فيقول: ” نعم المال الصالح للرجل الصالح . ( أحمد والبخاري في الأدب المفرد ).

وفي المقابل قد يكون المال سببًا في شقاء الإنسان وإيجاد قطيعة بين الوالد وولده ، أو بين الأخ وأخيه ، أو بين الصديقين ، مما يكدر صفو الحياة ، ويحدث نتائج خطيرة في الأسرة والمجتمع؛ فيكون صاحب المال في شقاء دائم في الدنيا والآخرة؛ وفي هذا الصنف يقول صلى الله عليه وسلم : ” تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ؛ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ؛ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ ” . (البخاري) .

فالمال في حياة البشر كالنار يدفئ ويطهر ، وأيضاً يلسع ويحرق ، لهذا كله حذرنا البني صلى الله عليه وسلم من فتنه المال.  فعن كعب بن عياض قال : قال صلى الله عليه وسلم: ”  إن لكل قوم فتنة وإن فتنة أمتى في المال ” . ( أحمد وابن حبان والحاكم وصححه ) . فالمال فتنة ؛ كما قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ } أي: اختبار وابتلاء من الله لخلقه. ليعلم من يطيعه ممن يعصيه؛ فالله أنعم عليك بالمال؛ وبين لك طرق الحلال لتسلكها؛ وطرق الحرام لتجتنبها؛ كما سيأتي في عنصرنا التالي إن شاء الله تعالى:

العنصر الثاني: سياجات الحفاظ على المال في الإسلام

أيها المسلمون: لقد وضع الإسلام سياجات متينة وأعمدة رصينة ووسائل حصينة للحفاظ على المال؛ فنظام المال في الإسلام نظام  فريد من نوعه؛ فهو يحمي أفراده من عبث العابثين، ونهب الطامعين، وتعدي الظالمين.

لذلك حرم الإسلام كل طريقة تعدٍّ على مال الآخرين، فحرم الاختلاس، والحرابة، والسرقة، والسطو، والربا، والقمار ومنع الزكاة، والرشوة، والتربُّح من الوظيفة، واستغلال الجاه والسلطان ؛ وصور خيانة الأمانة في المعاملات المالية؛ والإنفاق في الحرام؛ لأن الإنسان قد يملك المال ويفسده بإنفاقه في الحرام والمهلكات والمخدرات والمسكرات؛ فعن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها؛ فإنّه من أعمر عمرى فهي للّذي أعمرها – حيّا وميّتا – ولعقبه» ( مسلم) والعمرى: يقال: أعمرتك هذه الدار- مثلا- أو جعلتها لك عمرك أو حياتك، أو ما عشت؛ فيلزمه الحفاظ عليها ولعقبه بعده.

 أحبتي في الله: ومن عناية الإسلام بحفظ المال أنه جعل الحدود زجراً وردعاً للآخرين، فعظَّم جريمة السرقة، فجعل عقوبتَها القطع؛ { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ } [المائدة: 38].ونهى عن الغَصْب والنهب والخيانة، ووبَّخ مَن فَعَل ذلك، وجعل له عقوبة رادعة؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ } [النِّسَاء: 29]، وقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في خُطبته يومَ النَّحْر في حجَّة الوداع: “إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ”( متفق عليه ). وعن أبي هريرة، أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: “كلُّ المسلِم على المسلم حرامٌ: دمُه، وماله، وعِرْضه” (مسلم)، وعن أنس: أنَّ النبي  صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “لا يَحِلُّ مال امرئ مسلِم إلاَّ بطِيب نفسه” (الدارقطني والبيهقي بسند جيد ). والنصوص مِن القرآن والسُّنَّة في هذا المعنى كثيرة لا يتسع المقام لذكرها .

ولحرمة المال والحفاظ عليه شرع للإنسان الدفاع عن ماله من الاعتداء عليه بأية صورة من الصور السابقة، واعتبره شهيداً إن مات دفاعاً عن ماله، فعن أبي هريرة قال: جاء رجلٌ فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن جاء رجلٌ يريد أخْذ مالي؟ قال: “فلا تُعطِه مالك”، قال: أرأيتَ إن قاتلني؟ قال: “قاتِلْه”، قال: أرأيتَ إن قتلني؟ قال: “فأنت شهيد”، قال: أرأيت إن قتلتُه؟ قال: “هو في النَّار”. (مسلم)، وعن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما -: أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ” (متفق عليه).

وإذا كان الإسلام جعل لمال الإنسان الخاص حرمة وقداسة، فإنه لم يغفل عن حرمة المال العام، بل أعلى من شأن هذه الحرمة فجعلها أشد حرمة من المال الخاص، وعني عنايةً عظيمة بالمحافظة على أموال المسلمين، وأمَرَ بصيانتها، وحرَّم التعدي عليها، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم يقول: ” مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا (إبرة) فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا (خيانة وسرقة) يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.(مسلم).

فالمال العام أعظم خطراً من المال الخاص الذي يمتلكه أفراد أو هيئات محددة، ذلك لأن المال العام ملك الأمة وهو ما اصطلح الناس على تسميته ” مال الدولة ” ، ويدخل فيه: الأرض التي لا يمتلكها الأشخاص، والمرافق، والمعاهد والمدارس، والمستشفيات، والجامعات غير الخاصة، .. ، وكل هذا مال عام يجب المحافظة عليه، ومن هنا تأتي خطورة هذا المال، فالسارق له سارق للأمة لا لفرد بعينه، فإذا كان سارق فرد محدد مجرماً تقطع يده إن كان المسروق من حرز وبلغ ربع دينار فصاعداً، فكيف بمن يسرق الأمة ويبدد ثرواتها أو ينهبها ؟! كيف تكون صورته في الدنيا وعقوبته في الآخرة ؟!

أيها المسلمون: إن تشريع الإسلام لحماية الملكيتين الخاصة والعامة له علاقة وثيقة بأمن البلاد والعباد، فإذا آمن الفرد بأن ملكيته مصونة ومحترمة، وأن جميع طرق العدوان محرمة، فإن الفرد يأمن على ماله وعرضه، ويؤدي ذلك إلى علاقة محبة وتواد بين أفراد المجتمع وإلى استقرار وسلامة المجتمع من كل خوف أو رعب أو تهديد.

العنصر الثالث: تحرى أكل الحلال

 عباد الله: يجب عليكم تحري الحلال في مأكلكم ومشربكم وجميع شئون حياتكم؛ ولتكن لكم القدوة في سلفنا الصالح في تحري الحلال، فقد ورد أن الصديق رضي الله عنه شرب لبنًا من كسب عبده ثم سأل عبده فقال: تكهنت لقوم فأعطوني، فأدخل أصابعه في فيه وجعل يقيء حتى ظنَّ أن نفسه ستخرج، ثم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء.

انظر إلى ذلك وإلى حالنا ؛ فكثير من الناس يهتم بجمع المال دون النظر إلى مصدره أمن حلال أم حرام؟!! فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ” ( البخاري ).

عباد الله: حق عليكم تحري الحلال والبعد عن المتشابه والحرام، والرشاوى والوساطة والمحسوبيات، احفظوا حقوق الناس؛ أنجزوا أعمالهم أوفوا بالعقود والعهود، اجتنبوا الغش والتدريس والمماطلة والتأخير واتقوا الله جميعاً في أنفسكم وفي أولادكم لا تطعموهم الحرام فإنهم يصبرون على الجوع ولا يصبرون على حر النار، فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به .

أختم هذا العنصر بهذه القصة الجميلة – في تحرى أكل الحلال – جاء رجل إلى الإمام الشافعي يشكو له ضيق حاله وأخبره أنه يعمل أجيرا بخمسة دراهم؛ وأن أجره لا يكفيه؛ فما كان من الشافعي إلا أن أمره أن يذهب إلى صاحب العمل ويطالبه بإنقاص أجره إلى أربعة دراهم بدلا من خمسة؛ وامتثل الرجل لأمر الشافعي رغم أنه لم يفهم سببه!! وبعد فترة عاد الرجل إلى الشافعي وقال :لم يتحسن وضعي إنما مازالت المشكلة قائمة؛ فأمره الشافعي بالعودة إلى صاحب العمل وطلب إنقاص أجره إلى ثلاثة دراهم بدلا من أربعة دراهم.؛ ذهب الرجل ونفذ ما طلب منه الإمام الشافعي مندهشاً!!! وبعد فتره عاد الرجل إلى الشافعي وشكره على نصيحته؛ وأخبره أن الثلاثة دراهم أصبحت تغطي كل حوائجه وتفيض؛ بعدها سأله عن تفسير هذا الذي حدث معه؛ فأخبره الإمام الشافعي: أنه كان من البداية يعمل عملا لا يستحق عليه إلا ثلاثة دراهم وبالتالي الدرهمان الباقيان لم يكونا من حقه؛ وقد نزعا البركة عن بقية ماله عندما اختلط به. وأنشد:

جمع الحرام على الحلال ليكثره ……. دخل الحرام على الحلال فبعثره

فيا من همك التوقيع في سجل الحضور والانصراف!! ويا من همك الدراهم والدنانير دون النظر إلى مصدرها!! ويا من تطعم أولادك حرام!! ويا من تراشي وتحابي رئيسك ومديرك من أجل هروبك من العمل وتقصيرك فيه؛ أو من أجل الوصول إلى وظيفة أو منصب أو جاه!! اتقوا الله ولا تطعموا أولادكم وأهليكم حراما.

فينبغي على العبد أن يسلك طرق الحلال في أخذ المال واستثماره وإنفاقه؛ ” قال عيسى عليه الصلاة والسلام : في المال ثلاث آفات : أن يأخذه من غير حله ، فقيل إن أخذه من حله ؟ فقال : يضعه في غير حقه ، فقيل : إن وضعه في حقه ؟ فقال : يشغله  إصلاحه عن الله تعالى وهذا هو الداء العضال” . ( إحياء علوم الدين ).

أيها المسلمون: ألا فليسارع كل منا إلى تحرى الحلال؛ وأعدوا لما ستسألون عنه جوابا، ولا تنظروا إلى من تخوَّضوا في المال الحرام كم جمعوا؛ فإنهم زائلون، وأموالهم تثقل يوم القيامة ظهورهم، ومن اغتصب شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين فاحذروا ثم احذروا.

العنصر الرابع: مسئوليتنا عن المال يوم القيامة

أحبتي في الله: اعلموا أنكم مسئولون عن أموالكم يوم القيامة؛ فالعبد يسأل عن جميع أعماله مرة واحدة وعن ماله مرتين، فعن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ – رضي الله عنه – أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال: ” لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ : عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ، وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ؟”( الترمذي)، وقال تعالى في ذلك: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر: 8]، قال ابن القيم – رحمه الله -: “والنعيم المسئول عنه نوعان: نوع أخذ من حله، وصرف في حقه، فيسأله عن شكره، ونوع أخذ بغير حله، وصرف في غير حقه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه”؛ اهـ.

وعلم يا عبدالله أنك لن تأخذ من مالك شيئًا فاتق الله في مالك ؛ وإليك هذه الوصية من أحد الملوك :

أوصى ملك وهو على فراش الموت قائده ثلاث وصايا قائلا:

وصيتي الأولى : أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي .

والوصية الثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة التي جمعتها طيلة حياتي.

والوصية الأخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وأبقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.

حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره ، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال ، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث ؟!

 أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درسًا لم أفقهه إلا الآن !!

 أما بخصوص الوصية الأولى : فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.

وأما الوصية الثانية : حتى يعلم الناس أننا لن نأخذ معنا من أموالنا شيئًا حتى فتات الذهب .

وأما الوصية الثالثة : ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك.

 فيا أيها المسلمون: يا من تمنعون حقوق الفقراء والمساكين؛ عليكم بالزكاة والصدقات قبل أن يأتيكم الأجل وأنتم لا تشعرون؛ وقتها يتمني أحدكم الرجوع ليخرج زكاة ماله ويتصدق؛ ولكن هيهات هيهات!! {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} (المنافقون: 10)؛ وهنا وقفة مع هذا التصوير القرآني لمانع الزكاة والصدقات؛ الميت تمنى الرجوع قائلاً: فأصدق؛ ولم يقل لأصلي أو لأصوم أو غير ذلك!! قال أهل العلم: ﻣﺎ ﺫﻛﺮ الميت ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ إلا ﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ فضل ثوابها وأثرها بعد موته”؛ ولذلك قال عمر بن الخطّاب: «إنّ الأعمال تباهت، فقالت الصّدقة أنا أفضلكنّ»(إحياء علوم الدين)

فالمؤمن الكيس الفطن هو الذي يدخر صدقته لتنفعه في أُخراه ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي!! وإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى؛ أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى؛ أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى؛ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ” ( مسلم ). قال أحدهم :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى………….ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله …………وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

فبادر أيها الحبيب إلى الصدقات والخيرات؛ وسارع إلى الصالحات , تنل البركات؛ وتستجاب منك الدعوات ؛وتفرج لك الكربات؛ وتنل المرضات من رب البريات؛ وتزود بالطاعة لتفرح بلقاء رب الأرض والسماوات !!!

اللهم ارزقنا الرزق الحلال وبارك لنا فيه ؛؛؛؛؛؛

 الدعاء……..                                وأقم الصلاة،،،،                                كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                             د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »