أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 22 شوال 1444 هـ ، الموافق 12 مايو 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان :

أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان :

أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان :

أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا : كما يلي:

 

أولًا: أهميةُ معرفةِ أسماءِ اللهِ الحُسنَى.

ثانيًا: أقسامُ أسماءِ اللهِ الحُسنَى وعددُهَا.

ثالثًا: ثمراتُ معرفةِ أسماءِ اللهِ الحُسنَى.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  5 مايو 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان :

أسماء الله الحسنى بركتها وأثر فهمها في حياتنا : كما يلي:

خطبة بعنوان: أسماءُ اللهِ الحُسنَى بركتها وأثرُ فهمِهَا في حياتِنَا

بتاريخ: 22 شوال 1444هـ – 12 مايو 2023م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: أهميةُ معرفةِ أسماءِ اللهِ الحُسنَى.

إنَّ معرفةَ أسماءِ اللهِ الحُسنَى مِن الأهميةِ بمكانٍ في حياةِ الفردِ؛ لأنَّ حياتَهُ الإيمانيةَ كلَّهَا قائمةٌ على فهمِ هذه الأسماءِ، لذا اهتمَّ القرآنُ والسنةُ بذكرِ هذه الأسماءِ ولزومِ معرفتِهَا وفهمِهَا والعملِ بمقتضاهَا، قالَ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[الأعراف:180]، وقالَ تعالى:

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}. (طه: 8)، وقالَ سبحانَهُ وتعالَى:

{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }. (الإسراء: 110).

وسببُ نزولِ هذه الآيةِ أنَّ المشركينَ سمعُوا رسولَ اللهِ يدعُوا” يا اللهُ يا رحمانُ” فقالُوا:

كان مُحمدٌ يأمرُنَا بدعاءِ إلهٍ واحدٍ وهو يدعُو إلهين، فنزلتْ. قالَهُ ابنُ عباسٍ.(تفسير القرطبي).

وقد ذكرَ اللهُ بعضَ هذه الأسماءِ في قولهِ تعالَى: { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. (الحشر: 22 – 24).

 ومِن السنةِ ما جاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» .( متفق عليه). لذلك يجبُ على العبدِ معرفةُ الأسماءِ الحُسنَى؛ لأنَّها أصلُ عبادةِ اللهِ تباركَ وتعالَى، فعن أُبي بنِ كعبٍ رضي اللَّهُ عنه أنّ المشركين قالُوا للنبيِّ : يا محمدٌ، انسبْ لنَا ربَّكَ، فأنزلَ اللهُ تعالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.(سورة الإخلاص).

قال أبو القاسمِ التيميُّ الأصبهانيُّ في بيانِ أهميةِ معرفةِ الأسماءِ الحُسنَى : قالَ بعضُ العلماءِ: أولُ فرضٍ فرضَهُ اللهُ على خلقهِ معرفتُهُ، فإذا عرَفَهُ الناسُ عبدُوه، قالَ تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ } (محمد : 19). فينبغِي للمسلمين أنْ يعرفُوا أسماءَ اللهِ وتفسيرَهَا، فيعظمُوا اللَّهَ حقَّ عظمتهِ. قالَ: ولو أرادَ رجلٌ أنْ يتزوجَ إلى رجلٍ أو يُزَوِّجهُ أو يُعاملهُ طلبَ أنْ يعرفَ اسمَهُ وكنيتَهُ ، واسمَ أبيهِ وجدِّهِ ، وسألَ عن صغيرِ أمرهِ وكبيرهِ، فاللَّهُ الذي خلقنَا ورزقنَا ونحن نرجُو رحمتَهُ ونخافُ مِن سخطتهِ أولَى أنْ نعرفَ أسماءَهُ، ونعرفَ تفسيرَهَا.

فمثلًا:

فمَن عرف أنَّهُ حييٌّ كريمٌ، قويَ فيهِ رجاؤهُ وازدادَ فيهِ طمعهُ

فعَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:

«إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ».( أبوداود والترمذي وحسنه).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: أقسامُ أسماءِ اللهِ الحُسنَى وعددُهَا.

 يتوقّفُ المسلمُ في أسماءِ اللهِ الحُسنَى على ما جاءَ منها في الكتابِ والسنّةِ، كما أنّ أسماءَ اللهِ الحُسنَى توقيفيّةٌ لا يجوزُ الزيادةُ فيهَا أو الإنقاصُ منهَا، ولا مجالَ للعقلِ في نفيٍ أو إنكارٍ أو زيادةٍ أو استنتاجِ شيءٍ منهَا، والتوقّفُ فيهَا على النصِّ الواردِ واجبٌ، قالَ تعالَى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.( الإسراء: 36). وقد علّمَ اللهُ -تعالَى- عبادَهُ بعضَ أسمائهِ وصفاتهِ، وأخفَى عنهم أسماءً وصفاتٍ أُخرى واستأثرَ بهَا في علمِ الغيبِ، فلا يعلمُهَا أيٌّ مِن مخلوقاتهِ سواءً كان نبيًّا مرسلًا أو ملكًا مقرّبًا، وقد جاءَ قولُ النبيِّ:

” أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ”.(أحمد وابن حبان بسند صحيح ).

 وأسماءُ اللهِ تعالى لا تُعدُّ ولا تُحصَى، حيثُ قسَّم هذا الحديثُ أسماءَ اللهِ الحُسنَى إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

 قسمٌ سمَّى اللهُ -تعالى- بهِ نفسَهُ وعرّفَهُ بعضًا مِن خلقهِ إلّا أنّه لم ينزلْ في كتبهِ.

وقسمٌ عرّفَهُ لعبادهِ، وذلك الذي أنزلَهُ في كتابهِ.

وقسمٌ أخفاهُ عن خلقِهِ كلِّهم واستأثرَ هو بعلمهِ، فلم يطّلعْ عليهِ أحدٌ.

وقد جاءَ في التخصيصِ في عددِ أسماءِ اللهِ الحُسنَى بأنّها تسعةٌ وتسعونَ اسمًا لشهرتِهَا ولكونِهَا أظهرُ مِن حيثُ المعنَى، وذلك لا ينفِي وجودَ أسماءٍ أُخرَى عداهَا، وقد أرادَ الحديثُ الذي وردَ في أنّ الأسماءَ الحُسنَى هي تسعٌ وتسعونَ أنّها كثيرةٌ، ولم يصرّحْ بالحصرِ. يقولُ الإمامُ النوويُّ: ” واتفقَ العلماءُ على أنّ هذا الحديثَ – أي:

حديثُ إنّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا-  ليسَ فيه حصرٌ لأسمائهِ سبحانَهُ وتعالَى، فليس معناهُ أنَّه ليس لهُ أسماءٌ غير هذه التسعةِ والتسعين، وإنّما مقصودُ الحديثِ أنّ هذه التسعةَ والتسعين مَن أحصاهَا دخلَ الجنةَ، فالمرادُ الإخبارُ عن دخولِ الجنةِ بإحصائِهَا لا الإخبارُ بحصرِ الأسماءِ، ولهذا جاءَ في الحديثِ الآخرِ: (أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ…………)”.(شرح النووي).

وهكذا يتبينُ لنَا أنّ العددَ في الحديثِ لا يعني الحصرَ،

وعلى المسلمِ أنْ يعرفَ جميعَ أسماءِ اللهِ الحسنَى وفهمَهَا.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: ثمراتُ معرفةِ أسماءِ اللهِ الحُسنَى.

إنّ معرفةَ العبدِ لأسماءِ اللهِ الحُسنَى لها آثارٌ وثمراتٌ تعودُ على نفسهِ وسلوكهِ، منها ما يأتي:

 يذوقُ العبدُ حلاوةَ الإيمانِ ومحبةَ اللهِ تعالى:

فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

” ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا؛ وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ؛ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ.”(متفق عليه). قال ابنُ حجرٍ:” قال البيضاوِيُّ: وإنَّما جعلَ هذه الأمورَ الثلاثةَ عنوانًا لكمالِ الإيمانِ؛ لأنَّ المرءَ إذا تأملَ أنّ المنعمَ بالذاتِ هو اللهُ تعالَى، وأنَّ لا مانحَ ولا مانعَ في الحقيقةِ سواهُ، وأنّ ما عداهُ وسائطٌ، وأنّ الرسولَ هو الذي يبَيِّنُ مرادَ ربِّه، اقتضَى ذلك أنْ يتوجّهَ بكليتيهِ نحوَهُ : فلا يحبُّ إلّا ما يحبُّ، ولا يحبُّ مَن يحبُّ إلّا مِن أجلهِ”[فتح الباري].

ومنها: الاشتياقُ إلى لقاءِ اللهِ ورؤيتهِ:

فاللهُ هو الباعثُ والمحيِي والمميتُ، والعبدُ المؤمنُ صاحبُ الأعمالِ الصالحةِ وما يحملهُ مِن حسناتٍ يفرحُ بلقاءِ اللهِ والقدومِ عليهِ، وعلى العكسِ مِن ذلك فإنّ العبدَ الطالحَ صاحبَ المعاصِي والبضاعةِ السوءِ وما يحملهُ مِن آثامٍ وذنوبٍ يكرَهُ لقاءَ اللهِ والقدومَ عليهِ، فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:

” مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ؛ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ” قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ:” لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.” ( متفق عليه ).

 فالطاعةُ والعبادةُ دليلُ الحبِّ والشوقِ للقدومِ على اللهِ والفرحِ بلقائهِ، والمعاصي والذنوبُ دليلُ الكرهِ والخوفِ مِن لقاءِ اللهِ. قالَ سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ لأبِي حازمٍ يا أبَا حازمٍ: كيف القدومُ على اللهِ عزّ وجلّ؟ فقالَ: يا أميرَ المؤمنين أمَّا المحسنُ فكالغائبِ يأتِي أهلَهُ فرحًا مسرورًا، وأمّا المسيءُ فكالعبدِ الآبقِ يأتِي مولاهُ خائفًا محزونًا.

ومنها: استحضارُ مراقبةِ اللهِ تعالَى:

فاللهُ هو الرقيبُ، ومراقبةُ اللهِ – عزّ وجلّ –  في الأقوالِ والأفعالِ مِن أعلَى درجاتِ الإحسانِ، قالَ ابنُ منظورٍ- رحمَهُ اللّهُ-:

فسّرَ النّبيُّ ﷺ الإحسانَ حين سألَهُ جبريلُ، صلواتُ اللّهِ عليهمَا وسلامُهُ، فقال:

” هو أنْ تعبدَ اللّهَ كأنّكَ تراهُ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنّهُ يراكَ. أرادَ بالإحسانِ الإشارةَ إلى المراقبةِ وحسنِ الطّاعةِ، فإنّ مَن راقبَ اللّهَ أحسنَ عملَهُ.” ( لسان العرب ).

فيا أيُّها المؤمنُ، إنّ عينَ اللهِ تلاحقُكَ أين ما ذهبتَ، وفي أيِّ مكانٍ حللتَ، في ظلامِ الليلِ، وراءَ الجدرانِ، وراءَ الحيطانِ، في الخلواتِ في الفلواتِ، ولو كنتَ في داخلِ صخورٍ صمٍّ، هل علمتَ ذلك، واستشعرتَ ذلك فاتقيتَ اللهَ ظاهرًا وباطنًا، فكانَ باطنُكَ خيرٌ مِن ظاهرِكَ.

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ……خلوتُ ولكن قْلْ علي رقيبُ

ولا تحسبنَ اللهَ يغفلُ ساعةً………..ولا أنّ ما تخفيهِ عنهُ يغيبُ

ومنها:  التفاؤلُ وعدمُ اليأسِ وحسنُ الظنِّ باللهِ:

فهذا يعقوبُ – عليه السلام – يغيبُ عنه أحبُّ الأبناءِ إليهِ أكثرَ مِن أربعين عامًا، ومع ذلك يخاطبُ أبناءَهُ بروحٍ متفائلةٍ خلّدَهَا القرآنُ فقالَ:{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }. (يوسف: 87). كما أرشدَنَا الحبيبُ إلى الأملِ والتفاؤلِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ ؛ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ “.  (أحمد بسند حسن ).

ويعودُ إليه يوسفُ مرةً أُخرى كمَا سجلَ ذلك القرآنُ الكريمُ. فإذا نزلَ بك همٌّ أو غمٌّ أو كربةٌ؛ لا تتأففْ ولا تتضجرْ، فبابُ الأملِ مفتوحٌ وموجودٌ، فالجأْ إلى اللهِ بالدعاءِ، كما كان يفعلُ حبيبُنَا وقدوتُنَا .

فعلى العبدِ أنْ يكونَ حسنَ الظنِّ بربِّهِ وأنّه لا يخيبُ آمالَهُ وأحلامَهُ، بذلك يتحققُ لهُ أملُهُ ومرادُهُ، وكما قِيلَ: تفاءلُوا بالخيرِ تجدُوه، فكنْ حسنَ الظنِّ بربِّكَ يبلغكَ مرادَكَ أينمَا كنت، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ :

” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي،  فَلْيَظُنَّ عَبْدِي مَا شَاءَ، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ “. ( أحمد والطبراني والبيهقي وابن حبان ) . فإنْ أحسنتَ الظنَّ بربِّكَ وبمستقبلٍ مُشرقٍ كان لك ذلك، والعكسُ. يقولُ الإمامُ المناوي: ” المعاملةُ تدورُ مع الظنِّ، فإذا أحسنَ ظنَّهُ بربِّهِ وفىَّ لهَ بما أملَ وظنَّ، والتطيرُ سوءُ الظنِّ باللهِ وهروبٌ عن قضائهِ فالعقوبةُ إليهِ سريعةٌ والمقتُ لهُ كائنٌ ” . ( فيض القدير ) .

تابع / خطبة الجمعة القادمة

ومنها:  التواضعُ وعدمُ التكبّرِ:

لأنَّ اللهَ تعالى انفردَ بهذه الصفةِ ( المتكبر)، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ “يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:

الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ ينَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ” (ابن ماجة وابن حبان بسند صحيح).

فيشعرُ العبدُ بعظمةِ اللهِ تعالى وعلّوهِ وقوّتهِ على عبادهِ.

ومنها: إجابةُ الدعاءِ:

فقد سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

«لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ». (ابن ماجة وابن حبان بسند صحيح).

 وفي رواية: ” دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ صَلَّى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَيَقُولُ:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ:

«قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ». (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

وهكذا لفهمِ أسماءِ اللهِ الحسنَى دورٌ كبيرٌ في حياةِ المسلمِ

وتثبيتِ العقيدةِ في قلبهِ

فلا يسأل غيرَ اللهِ

ولا يلجأ إلّا إلى اللهِ

ولا يستعن إلّا باللهِ

فيفوزَ باليقينِ والسعادةِ في دنيَاه

وبالجنةِ والنعيمِ المقيمِ في آُخرَاه .

نسألُ اللهَ أنْ يزيدَنَا علمًا وفهمًا ويقينًا

وأنْ يحفظ َ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ،،،

الدعاء،،،،،،،      

 وأقم الصلاة،،،،،  

  كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »