أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، للدكتور/ أحمد علي سليمان

بتاريخ 3 رجب 1446هـ/ 3 يناير 2025م

خطبة الجمعة بعنوان : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل للمفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بتاريخ 3 رجب 1446هـ/ 3 يناير 2025م. 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 3 يناير 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 3 يناير 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة جزء من خطبة الجمعة القادمة 3 يناير 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل : كما يلي:

 

خطبة علمية جديدة، بعنوان: 

(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

صناعة الأمل والتفاؤل

بقلم المفكر الإسلامي

الدكتور/ أحمد علي سليمان

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

 

الجمعة: 3 رجب 1446هـ/ 3 يناير 2025م

الحمد لله الذي جعل الأمل نورًا يضيء دروب العابدين، والتفاؤل طوق نجاة للمؤمنين، نحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ونشكره على آلائه التي لا تنقطع. 
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خير من تفاءل في الشدائد، وصبر في الملمات، وعلّمنا أن بعد العسر يسرًا.
أيها الأحبة في الله، الأمل هو نبراس المؤمن، والتفاؤل سر قوته وثباته. وما أحوجنا في هذه الأيام، وقد تكاثرت الهموم، أن نتمسك بالأمل الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف. فهو شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تسهم في تهذيب النفوس وتقوية العزائم. فلنغرس بذور الأمل في قلوبنا وقلوب مَن حولنا، ونجعل التفاؤل عنوان حياتنا، ليكون كل منا مصدر إلهام وعون لإخوانه. أسأل الله أن يملأ قلوبنا بالأمل، ويزرع في نفوسنا التفاؤل. 

تابع / خطبة الجمعة : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، للدكتور/ أحمد علي سليمان

اللَّهُمَّ أَغِثْنَا بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّكَ (ﷺ)، وَأَعِذْنَا بِهَا مِنْ شَرِّ أَنْفُسِنَا، ومِنْ شَرِّ الفِتَنِ مَا ظَهَرِ مِنْهَا ومَا بَطَن، وَاجْعَلْهَا لَنَا هُدًى وَفَتْحًا وَنُورًا وَبَرَكَةً؛ كَرَامَةً لِعَبْدِكَ وحَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (ﷺ، اللَّهُمَّ آمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
عِبَادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي المُقصِّرة بتقوى الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) (النساء: 131). 
فتَقْوَى اللهِ، زَادُ المُتَّقِينَ، وَنُورُ المُهْتَدِينَ، وَسَبِيلُ الفَوْزِ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمِ الدِّينِ.. أما بعد: 
أيها المؤمنون: 
ومع إشراقة شهر رجب 1446هـ، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا شهر رمضان، وإشراقة عامٍ ميلادي جديد، نسأل اللهَ العليَّ القدير أن يجعله عامًا سعيدًا مباركًا، مليئًا بالخيراتِ والبركاتِ والمسرَّاتِ والسلامِ لبلادنا وللبشريةِ جمعاء.  اللهم ارزقنا فيه وإيَّاكم ومَن تُحبُّون التوفيقَ والسَّداد، وأن يُوفِّق الجميعَ لما فيه الخير والصلاح، وأن ينشر الله تعالى فيه الأمنَ والأمانَ والرخاء والنماء في أوطاننا، ويحقِّق آمالَنا وتطلُّعاتنا.. اللهم افْرِش علينا جميعًا، وعلى المستضعفين وأهلنا في فلسطينَ ولبنانَ والسودانِ وسوريا، وفي كلِّ مكانٍ، أمنَك وأمانَك، واجعلنا جميعًا في ضمانِك يا الله.  اللهم نصركَ الذي وعدت.  وبارك يا ربَّنا في مصرَنا واحفظها بعينِك التي لا تنام، هي وبلادَ المسلمين والمحبِّين يا رب العالمين.  
اليأسَ بعيدٌ كل البعد عن الإسلام:
اليأسَ بعيدٌ عن الإسلام، بل إنَّ اليأس أعدى أعداء الإسلام. واليأس لا يَتمكَّن إلا مِن الضعيفِ الذي هزمَه الشيطانُ في عِراكِ الحياة.
وسيِّدنا رسول الله عليه الصَّلاةُ والسَّلام، لم ييْأس من شيءٍ أبدًا على مَدار كفاحِه وجهادِه لنَشْر الحقِّ في كلِّ مكان، بل إنه كان دائمَ الأمل والتَّفاؤل والاسْتبشار بتَوفيق الله وبنَصْره. لم يَيأسْ عندما أذاهُ المشركون.. لم ييأسْ لمّا عذَّبوا المسلمين.. لم ييأسْ من مُقاطعة المشركين له ولذويه وأقاربه وذَاقوا حينَها الفقرَ والمَرضَ والفاقَة.. لم ييأسْ لما تعدَّى عليه أهلُ الطائف.. لم ييأسْ لمّا خطَّطوا لقَتله.. لم ييأسْ هو وصاحبُه وهمَا في الغار والمشركون بخارجِه يريدونَ قتلَهما.. لم ييأسْ لمّا وصلَ إليه بعضُ المطارِدِين وهو في طريق الهِجرة.. لم ييأسْ لما دخلَ المدينةَ وهي بيئةٌ جديدةٌ عليه، وفيها ما فيها من التَّحدياتِ وقْتَذاك، وقد تركَ المهاجرون أموالَهم وأرضَهم وديارهم وكلَّ ما يَملكون في مكَّة، من أجلِ نُصرة دين الله.
لم ييأسْ لما دخلَ معركة بدرٍ وهو يعلم أنَّ ميزانَ القُوى غير متكافئ.. لم ييأسْ بعد هزيمة المُسلمين في أُحد.. لم ييأسْ يومَ الأحزاب وقد تكاثر عليه أهلُ الشَّر من كلِّ مكان.. لم ييأسْ من غَدر اليهود الذين خطَّطوا لقتله.. لم ييأسْ عندما توفِّي أولادُه واحدًا بعدَ الآخر… لم ييأسْ يومَ حُنين… لقد تحمَّل النبيُّ الكريم أحداثًا هائلة، بيدَ أنها مكَّنَتْه من تحمُّل عَظائم الأمور والشدائد.. وهكذا الكبار.. لم ييأسوا ولم يَقْنطوا؛ بل ظلّوا أقوياءَ بالله. 
الحياة متغيرة متبدلة متحولة:

تابع / خطبة الجمعة : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، للدكتور/ أحمد علي سليمان

لقد شاءت إرادة الله الحكيم ألا تكون الحياة ثابتة جامدة على نمط ثابت، أو على وتيرة واحدة، بل أرادها متغيرة متبدلة متحولة، لا تسير على إيقاع واحد، فيها المفرحات والمنغصات، فيها الخير والشر، فيها الغني والفقر، فيها الصحة والمرض، فيها العطاء والحرمان، فيها الطاعة والمعصية، فيها القوة والضعف… كما أراد الله أن يكون الابتلاء سنة كونية من سنن الله تعالى، وهو من طبيعة العيش في هذه الحياة؛ يأتي للتمحيص، والفرز والاختبار، ورفع الدرجات، وتكفير السيئات، ويأتي لتصحيح المسار، ولِحِكم كثيرة يعلمها الله، قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)(الكهف: 7)، وقوله: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)(العنكبوت: 2-3).

والأمل والتفاؤل منحة ربانية، له قيمة عظيمة، بيد أنه تتعاظم أهميته وقيمته ومكانته في معترك الحياة… في ضعفها وضغطها وملماتها وتحدياتها وآلامها بل وآمالها.
إن المربين النابهين هم أولئك الذين يزرعون الأمل التفاؤل في نفوس النشء؛ لتنمو أشجاره فتؤتي ثماره مع دخولهم غمار الحياة.
 لقد عَلَّمَنَا أهلونا، وأساتذتنا -قديما- التفاؤل والنظر إلى المستقبل ببصيرة الأمل، فمن الكلمات التي أسقينا إياها صغارا، ونعيش فيها، وتعيش فينا على الدوام (الخير قادم، الخير قادم، الخير قادم… المستقبل يحمل الخير)، فهذه الكلمات –التي يجب أن تكون حاضرة على الدوام في المناهج التربوية، والقوالب الإعلامية، والمناشط الثقافية، والدعوية- كفيلة بإقالة النفوس من عثراتها واستنقاذها من مثبطاتها، كفيلة بتعبيد سبل الحياة وإصلاحها؛ للسير الآمن المطمئن فيها… ويبقى للتفاؤل أسرار جليلة، وأنوار عظيمة؛ فهو من أهم المعينات الأساسية على انتظام حياة الناس وأشغالهم، وتحقيق الإنجازات، ولولاه لانهزم الإنسان عند اختباره في أول ملمة؛ لذلك حفل القرآن الكريم بعشرات الآيات، بل مئات الآيات التي يشع نورها أملا، وتفاؤلا وإقدامًا. 
ماهية التفاؤل ومراتبه:
التفاؤُل: مصدر من الفعل تَفاءلَ، وفي معاجم اللغة، التَّفَاؤُلِ تعني: الانْشِرَاحِ، وعَكْسُه التَّشَاؤُمِ، ومعنى قولهم: “تَفَاءلُوا بِالخَيْرِ تَجِدُوهُ”: أي غَلِّبُوا الخَيْرَ عَلَى الشَّرِّ. 
التفاؤل: هو استعداد نفسيّ يهيّئ لرؤية جانب الخير في الأشياء، والاطمئنان إلى الحياة، ويساعد على تحمُّل مصاعبها.
وقيل: هو ميلٌ، أو نزوعٌ نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقعُ أفضلِ النتائج.
 وأعلى مراتبِ التفاؤل: 
 توقعُ الشفاءِ عند المرض، والنجاحِ عند الفشل، والنصرِ عند الهزيمة، والفرجِ عن الكروب، وانقشاعِ الغمة عند المصائب والنوازل. والمؤمن -دائمًا- مقبل على ربه، مرتبط بمشيئته. 
ولقد مَنَّ اللهُ سبحانه وتعالى علينا بالإسلام، وجعل شرائعه الميمونة المباركة مناسبة لكل زمان ومكان، وجعل التفاؤل يسري بأنواره وأسراره وبركاته في تعاليمه؛ حتى تستقيم الحياة، ويسير المؤمن في طريق الله، موقنا بأن في نهاية هذا السبيل وعد الله بالفوز المبين.
والأمل التفاؤل سر من الأسرار، ونور من الأنوار، يشرح الصدور، ويرمم الأرواح المنكسرة، ويبعث الأمل في القلوب والدروب، ويرسم بسمات اليقين على قسمات الوجوه، وعلى عروش القلوب، وعلى سهول الوجدان…

تابع / خطبة الجمعة : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، للدكتور/ أحمد علي سليمان

ولقد حفل القرآن العظيم بمئات الآيات التي تزرع الأمل والتفاؤل في قلوب الإنسان والأوطان، ولقد قاسمت السُّنة الشريفة القرآن في ذلك، بل إن الناظر المدقق في روح الشريعة وشعائر الإسلام يجد التفاؤل يسري في أوصالها. 

القرآن والأمل والتفاؤل:
الأمل التفاؤل صناعةٌ إسلامية بامتياز.. وإذا تأملنا القرآن الكريم، وتتبعناه؛ لوجدنا مئات الآيات التي تمنح الإنسان التفاؤل والقوة، فتزيد المؤمن قوة إيمان، وقوة رضا، وقوة تسليم، وقوة علم وعمل..
والتفاؤل له أسرار وأنوار جليلة، نستلهمها من إشعاع القرآن في آياته العظيمة، التي ترسم لنا طريق الأمل العريض؛ حتى نعيش فيه، ويعيش فينا بلا إفراط ولا تفريط، وننعم برحمات الله، وعونه على الدوام.
النبي والأمل والتفاؤل:
النبي عليه الصلاة والسلام هو منبع الأمل ومعلمه، ومنه تنبثق أنهار التفاؤل… وكان يحبُ الفألَ الحسنَ.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يُعجبُهُ الفَألُ الحسَنُ، ويَكْرَهُ الطِّيرةَ)( )، قال الحافظ ابن حجر: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفألُ الحسن؛ لأن التشاؤمَ سوءُ ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤلَ حسنُ ظن به جل وعلا، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال. وقد كان عليه الصلاة والسلام يتفاءل في المشكلات، والأزمات، والملمات، وفي شأنه كله. 
أهمية الأمل والتفاؤل… ومخاطر التشاؤم:
الشخص المتفائل يبحث دائما عن الجديد والتجديد، بينما التشاؤم طاقة سلبية رهيبة، تجعل الشخص رهينة للوساوس والأوهام، وهذه الطاقة قادرة على إعاقة الأمل وإماتته، وغرس اليأس والإحباط في النفوس. والتشاؤم من أكثر الأشياء التي يمكن أن تهدم الفرد، والأسرة، والمجتمع، وتهزم الإنسان في أي معركة؛ لذلك فإن رفع الروح المعنوية كفيل لمواجهة الهدم بالبناء، والهزيمة بالنصر، والخمول بالعمل، واليأس بالأمل. 
الأمل والتفاؤل في حياة الإنسان لا يقل أهمية عن الطعام والشراب، فإذا كان الطعام والغذاء وقود الجسم؛ فإن الأمل والتفاؤل وقود النفس، والقلب، والعقل، والروح، والوجدان، ومن ثم؛ فلا حياة سليمة، ولا تجديد، ولا إبداع من دون أمل، وعمل، ورغبة في الحياة. 
أيهذا الشّـــــــــــــــــــاكي وما بك داء كيـــف تغدو إذا غـــــــدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجنــــــــاة في الأرض نفس تتوقّى، قبـــل الرّحيـــــــــل، الرّحيــــلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى أن تـــــــرى فوقهــــــــــا النّدى إكليلا
هو عبء علــــــــى الحيــــــــاة ثقيـل مَن يظــــــــــــنّ الحيـــــــاة عبئا ثقيـــــــــلا
والـــذي نفســــــــه بغــــــــــير جمــــــــال لا يرى فـــــي الوجود شيـــــئا جميلا
ليـــــس أشقى مّمن يــــرى العيــــش مـُـــــرًّا ويظـــــنّ اللّذات فيه فضـولا
أحكم النّــاس في الحيـــــــــــاة أناس عللّـــــــوهــا فأحســــــنوا التّعليــــــــــــلا
فتمتّع بالصّبــــــــح مـــــا دمت فيه لا تخــــــــف أن يــــــــــزول حتى يزولا
أيهــــذا الشـــــــــاكي ومــــا بك داء كـن جميلا ترى الوجـــــــود جميلا( )
الأمل التفاؤل.. والعلم الحديث:
الأمل التفاؤل وفوائده الصحية والنفسية:
الأمل التفاؤل جزء من الإيمان:
الأمل التفاؤل وحسن الظن بالله: 
من الكلمات النورانية الباعثة على الأمل والتفاؤل:
من الكلمات القرآنية التي تزرع الأمل والتفاؤل:

تابع / خطبة الجمعة : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، للدكتور/ أحمد علي سليمان

– كلمة “عسى”، وكلمة “لعل”: فهما يبعثان في النفس الأمل والتفاؤلَ والاطمئنان، وتزرعان فيها اﻷمل في حياة أفضل، يقول تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)(المائدة: 52)، وقوله: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)(الطلاق: 1).

– ومن الكلمات القرآنية التي تبعث على التفاؤل واﻷمل، قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ)(آل عمران: 26)، فهذه خمس صفات، ‏ومن يملك هذه الصفات الكاملة، فهو جديرٌ بأن ندعوه، ونخاطبه بقولنا: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ)(آل عمران: 26)، ويا لها من عبارة غاية في البشارة والتفاؤل، وتحقيق المطلوب؛ لأن مَن بيده الخيرُ هو على كل شيء قدير.
– ومنها قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا، وَصَابِرُوا، وَرَابِطُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ)(آل عمران: 200)، هذه أربعُ صفات، إذا اتَّصف بها العبد أفلح، ألم يَقُل الله تعالى بعدها: (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران: 200).
هل يمكن أن نتعلم التفاؤل:
وقد أشار معلم الإنسانية الأعظم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، إلى ذلك مبكرًا، فقال (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَر، فَكانَ خَيْرًا له)( ). 
كيف نتعلم الأمل نتفاءل؟ وما العوامل المعينة على ذلك؟
• ونقول لكل مُبتلى، ولكل إنسان دخل في غمار الحياة، وتحدياتها، ومشكلاتها، تذكر دائما هذه الكلمات:
لا تخف من أي شيء روعـــــك كن مع اللهِ يكن ربى معــــــــــــــــــك
وإذا نابك كـــــــــــــربٌ فاصطبــــر وادع مولاك وجفف أدمُعــــــــــك
ما لنــــــــــــــــــــــــــــــــــا إلا إلهٌ واحــــــدٌ فاسأل الكون وقل مَن أبدعـــك
واسأل الحمل جنينا في الحشى مَن رعاك الآن مَن ذا أشبعـــــــك
واسأل البدر مضيئا في الدجى باعثـــــــــــــــــا أنـــــواره ما أروعــــــــــــك
واسأل الشطآن عن أمواجهـــا واسأل البحــر أتدري منبعــــــــــك
واسأل الصبح تجلى مسفـــــــــرًا بعد ليل حالك مــــــــــــــــن أطلعك
واسأل سل رسول الله قل يا مصطفى يا شفيع الخلق من قد شفعـــــك
إنـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ربي إلـــــــــــــه واحد كن مع الله يكن ربى معـــــــك( )
مردود التفاؤل على الفرد الأسرة والمجتمع:
إننا في حاجة ماسة إلى الأمل والتفاؤل، في وقت تسلل إلى بعض من أبنائنا روح التشاؤم، يقول أ.د/ سعيد فكرة: “إن أحوج ما تحتاجه الأمة اليوم هو زرع فقه الأمل والتفاؤل في نفوس النشء والشباب، بشِّروا ولا تنفِّروا، يسِّروا ولا تعسِّروا.. إن غرس الأمل والتفاؤل لدى الشباب يزرع فيهم حب الحياة وتعميرها بالخير، وإن زرع التفاؤل للعاصي ومرتكب الجريمة يزرع في نفسه حب الخير والإقلاع عن الجريمة، وإن نشر الأمل والتفاؤل لدى المريض يزرع في نفسه الحياة، وإن نشر التفاؤل في المجتمع يزرع فيه حب البناء الفكري والإبداع والبناء بمفهومه الشامل، ويدفع عنه مغبة التنطع، والتعصب، والمغالاة، وإن تلقين المجتمعات- عمومًا- فقه الأمل والتفاؤل ، هو اللبنة الأساسية الأولى المنبثقة عن فقه الأركان الخمس، فالشهادة بوحدانية الله تعالى، وبنبوة رسوله (صلى الله عليه وسلم) هي عين معنى الحياة في كنف العبودية لله تعالى واتباع سنة نبيه الكريم، وإن تلقين معنى الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، معناه: نشر التفاؤل في النفوس؛ لتجمع بين فقه التوازن في طلب الحياة، وطلب الآخرة”( ). 
فاللهم أسكن السكينة في قلوبنا، وانثرِ الأمل والتفاؤلَ في عقولنا وصدورنا، وانشر الرضا في بيوتنا، وابذر بذور الخير والحب والإيمان والإخاء في بلادنا.. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنّا سيئها لا يصرف سيئها إلاّ أنت، استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا مِن بين أيدينا ومِن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومِن فوقنا ونعوذ بعظمتك أنْ نُغتال مِن تحتنا، واهدنا سُبُل السلام يارب العالمين.

تابع / خطبة الجمعة : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) صناعة الأمل والتفاؤل ، للدكتور/ أحمد علي سليمان

* اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَجْمَعُ بِهَا رُوحَ الْمُصَلَّى عَلَيْهِ، بالْمُصَلِّي عَلَيْهِ.

* اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بن عبد الله، مَا ضَاقت إلا وفَرَّجها اللهُ.
* اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلَاةً تُنَوِّرُ بِهَا قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا وَدُرُوبَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ.
نسأل الله السلامة لنا ولأولادنا، وأن يوفقنا للحفاظ على ديننا وهُويتنا ولغتنا، وأن يجعلنا ممن يخدمون لغة القرآن الكريم. 
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا. نسأل الله أن يوفقنا لرعاية أجيالنا، وأن يجعل أبناءنا قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة. 
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَجْمَعُ بِهَا رُوحَ الْمُصَلَّى عَلَيْهِ، بالْمُصَلِّي عَلَيْهِ.
وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة 
الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
 
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: 
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
 
 

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »