أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ، كيف تفرد الإسلام في العناية الفائقة باليتيم؟ د/ أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ كيف تفرد الإسلام في العناية الفائقة باليتيم؟ بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 4 شوال 1446هـ / 4 إبريل 2025م .

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 4 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ : كما يلي:

خطبة الجمعة بعنوان:
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ
كيف تفرد الإسلام في العناية الفائقة باليتيم؟

بقلم المفكر الإسلامي
الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الجمعة: 4 شوال 1446هـ / 4 إبريل 2025م

الحمد لله الذي أمر بالرحمة والتضامن والإحسان، وجعل في رعاية الأيتام رقةً في القلب، ورفعةً في الدنيا، ورضوانًا يوم القيامة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) (الضحى: 9)، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبده ورسوله، الذي وُلد يتيمًا فكان أرحم الناس باليتامى، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والموحدين، قال تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).. أما بعد،،،
عباد الله: حديثنا اليوم عن اليتيم، ذلك الإنسان الذي فقد أحد والديه أو كليهما، ووجد نفسه في الحياة بلا سند، فينظر حواليه فيجد زميله أو صديقه مع أبيه، في الشارع، وفي المسجد، وفي النادي، وفي المدرسة، لكنه:
 لم يكن يومًا منسيًّا في شرع الله
بل جعل له الإسلام مكانة عظيمة
وأمر بالإحسان إليه ورعايته، وجعل له حقوقًا ربما تزيد عن حقوق الطفل الذي لم يفقد أباه، ويا له من إكرام إلهي لهذا المخلوق الضعيف الذي أحاطه الله بمزيد عنايته وأسوار حفظه!.
وحذّر من ظلمه أو قهره أو الاعتداء عليه أو على ماله أو عرضه أو دينه….إلخ.
فهنيئًا لمن كان سببًا في مسح دمعة يتيم، ورسم البسمة على وجهه، وسدّ حاجته، فإن ذلك من أعظم أبواب الخير والقربات إلى الله.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل البر، وأن يُعيننا على نصرة الضعفاء ورعاية الأيتام، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مَن هو اليتيم؟
اليتيم في اللغة:
الجذر الثلاثي “ي ت م” يحمل معنى الانفراد، ومنه اشتُقَّت كلمة “اليتيم”، وهي تطلق على مَن فقد والده وهو صغير. قال أهل اللغة: “اليَتيمُ هو مَن مات أبوهُ وهو صَغيرٌ دونَ سِنِّ البُلوغِ، فإذا بلَغَ زال عنه اسمُ اليُتم”.
في بعض الاستعمالات، يقال للأنثى يتيمة حتى تتزوج.
اليتيم في الاستعمال الشرعي:
يُطلق اليتيم في الشرع على الطفل الذي فقد أباه قبل البلوغ، سواءً أكان ذكرًا أم أنثى.
وبمجرد وصول الطفل إلى سن البلوغ، تزول عنه صفة اليُتم، فلا يُسمى يتيمًا إلا باعتبار ما كان (أي أنه كان يتيمًا في صغره).
وبناء على ما سبق فاليُتم هو فقدان الأب قبل البلوغ، وتزول هذه الصفة عن الذكر عند بلوغه، بينما تظل الأنثى يتيمة حتى تتزوج.
يتيم الحيوان: يُطلق لفظ اليتيم في الحيوانات على من فقد أمه، وليس أباه؛ لأن الأم هي التي تقوم برعايته وتغذيته.
أنواع اليُتم:
1. يتيم الأب: وهو الأكثر شيوعًا، حيث يكون الطفل قد فقد والده.
2. يتيم الأم: وهو من فقد أمه فقط.
3. اليتيم المزدوج: وهو من فقد أبويه معًا.
الفرق بين اليتيم والمسكين:
– اليتيم قد يكون غنيًّا إذا كان له مال موروث، لكنه بحاجة إلى العطف والرعاية.
– المسكين هو الفقير الذي قد يكون له والدان، لكنه بحاجة إلى المال والطعام.
اليتيم والحرمان:
يعيش اليتيم حياةً يملؤها الحرمان، يفتقد فيها دفء الأبوة أو الأمومة أو هما معا، ونظرة الرحمة الحانية من أبيه أو أمه. فقد أباه في البيت والنادي والشارع وفي المسجد وفي المدرسة، وهو شخص ضعيف فَقَدَ مصدر الأمن والحنان والحماية ويواجه قسوة الخوف والوحدة… إنه حقًّا مسكين هذا اليتيم.
عناية الإسلام البالغة بالطفل اليتيم:
لا يمكن ونحن نتحدث عن اليتيم ألا نتحدث عن سيدنا رسول الله (ﷺ)…
يُتْم النبي (ﷺ) رسالة ربانية تحمل دلالات عظيمة ومستدامة في عمق (الزمان والمكان والحال):
إن ولادة نبينا العظيم سيدنا محمد (ﷺ) يتيمًا تُعدّ رسالة بليغة من الله (سبحانه وتعالى) تحمل دلالات عميقة ومستمرة في أعماق الزمان والمكان والحال؛ حيث شاء الله (سبحانه وتعالى) أن يُولد سيدنا محمد ويعيش يتيما؛ ليتولى الله (تعالى) بنفسه تربية عبده ونبيه محمد بن عبد الله؛ وليكون ذلك دافعًا لنا لإكرام اليتيم والاهتمام به.
لقد شاء الله عز وجل “أن ينشأ الرسول (ﷺ) يتيمًا بعيدًا عن تربية أبيه وأمه وجده؛ وكان رسول الله (ﷺ) قد فقد أبويه، وهو صغير؛ لأن أباه توفي وهو حمل، وقيل: بعد ولادته بشهرين، وتوفيت أمه، وهو ابن ست سنين، وكفله جده عبد المطلب، ثم مات جده، وهو ابن ثمان سنين، ثم كفله عمه أبو طالب، وقضى معظم فترة طفولته الأولى ببادية بني سعد بعيدًا عن أسرته كلها.
ولقد مَنَّ الله تعالى على نبيه بنعمة الإيواء من اليتم، قال سبحانه: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ) (الضحى: 6) .
الحكمة من يتم النبي (ﷺ):
إن في يتمه (ﷺ) حكمًا كبيرة وكثيرة، منها على سبيل المثال:
1.من أبرز الحكم ألا يكون للمبطلين سبيل إلى إدخال الريبة في قلوب اليتامى، ولعل في يتمه (ﷺ) أسوة للأيتام في كل زمان ومكان؛ ليعرفوا أن اليتم ليس نقمة، بل تكريمًا لليتامى فقد شاء الله تعالى أن يكون نبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله (ﷺ) يتيمًا.
2.تقوية عزيمته على فضيلة التوكل على مولاه سبحانه، فإذا حزبه أمر لا يقول: أبي ولا أمي ولكن يقول: ربي الله تعالى.
3.أن يكرم اليتامى في شخصه، فإن الطفل من أطفال المسلمين إذا نشأ يتيمًا ورأى الأطفال ينعمون بآبائهم، فإن سلوته في أن الرسول (ﷺ) نشأ يتيمًا، ومن هنا يهون عليه يتمه ما دام فيه شبه بالنبي (ﷺ).
4.حتى لا يكون لأحد كائن من كان فضل عليه فيما هو فيه من نعمة؛ لأن فضله مستمد من الله تعالى مباشرة، وليس من إنسان.
5.الوصية باليتامى؛ لأنه نشأ يتيمًا وقاسى آلام اليتم، والحكمة في يتم النبي (ﷺ) أن يعرف قدر الأيتام، فيقوم بأمرهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (ﷺ): (كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ) – وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى ([() أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.]).
والناظر في ابتلاءاته (ﷺ) باليتم بفقد أبويه، يجد أن فيه تعليمًا وتوجيهًا لأولئك الأيتام من أمته (ﷺ) إلى قيام الساعة؛ بأن يحتمل أولئك ابتلاء اليتم ويصبروا عليه، وأن يتذكروا أنهم ليسوا هم الأيتام فقط، فقد كان خير الناس وسيد ولد آدم محمد (ﷺ) يتيمًا.
وفي تذكر هذا والنظر فيه ما يخفف الآلام الكثيرة التي يجدها اليتيم في حياته، وما تجده أم اليتامى التي تقوم عليهم في حياتها” ،

حديث القرآن الكريم عن اليتيم (ومشتقاته):
ورد لفظ اليتيم ومشتقاته في القرآن الكريم (23) مرة، على النحو التالي:
أولا: ورد لفظ (الْيَتَامَى) في القرآن الكريم (12) مرة
(1)، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ) (البقرة: 83) .
(2)، قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة: 177) .
(3)، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة: 215)..
(4)، قال تعالى: (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (البقرة: 220) .
(5)، قال تعالى: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) (النساء: 2) .
(6)، قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) (النساء: 3) .
(7)، قال تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا) (النساء: 6) .
(8)، قال تعالى: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) (النساء: 8) .
(9)، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) (النساء: 10) .
(10)، قال تعالى: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ ([() والمدقق في الآية السابقة يلحظ أن الله، عطف بحرف “الواو” ليفيد مطلق الجمع بين المتعاطفين، وكأن الإحسان إلى الوالدين وذي القربى واليتامى… إلخ من عبادة الله (عز وجل)، ولا يَقِلّ عنها بل يأتي مرتَّبًا بعدها مباشرة.
]) وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) (النساء: 36) .
(11)، قال تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنفال: 41).
(12)، قال تعالى: (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر: 7) .
ثانيا: كما ورد لفظ (الْيَتِيم) في القرآن الكريم (5) مرات
(13)، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأنعام: 152) . 
(14)، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) (الإسراء: 34) . 
(15)، قال تعالى: (كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (الفجر: 17).
(16)، قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) (الضحى: 9).
(17)، قال تعالى: (فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (الماعون: 2) . 
ثالثا: كما ورد لفظ (يَتِيمًا) (3) مرات
(18)، قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (الإنسان: 8) .
(19)، قال تعالى: (يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) (البلد: 15) .
(20)، قال تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ) (الضحى: 6) .
رابعا: ورد لفظ (يَتَامَى) مرة واحدة
(21)، قال تعالى: (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ…) (النساء: 127) .
خامسا: ورد لفظ (لِلْيَتَامَىٰ) مرة واحدة أيضا
(22)، قال تعالى: (…وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا) (النساء: 127) .
سادسا: في حين ورد لفظ (يَتِيمَيْنِ) مرة واحدة:
(23)، قال تعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) (الكهف: 82) .
تحليل الآيات الكريمة التي تحدثت عن اليتيم ومشتقاته:
أولًا: التحليل الإحصائي والرياضي
وردت مشتقات كلمة “اليتيم” في القرآن الكريم (23) مرة .
التوزيع كالتالي:
”اليتامى” (12 مرة).
”اليتيم” (5 مرات).
”يتيمًا” (3 مرات).
”يتامى” (مرة واحدة).
”لليتامى” (مرة واحدة).
”يتيمين” (مرة واحدة).
الصيع: (8) مرات بصيغة الإفراد، و (مرة) بصيغة التثنية، و (14) مرة بصيغة الجمع.
أكثر السور التي وردت فيها مشتقات “اليتيم” هي سورة النساء (8 مرات).
لماذا عُنيت سورة النساء بالذات باليتيم؟
سورة النساء من السور المدنية التي اهتمت بتأسيس القواعد الاجتماعية والحقوقية، وركزت على الأيتام؛ لضمان حصولهم على حقوقهم وتحفيز النفوس على ذلك، وأيضا حمايتهم من الظلم والاستغلال.
(1) تحقيق العدالة الاجتماعية
أكدت السورة على رعاية حقوق الأيتام وضرورة حفظ أموالهم ومنعت أكلها بالباطل، مما يرسخ مبدأ العدالة الاجتماعية، كما تناولت حماية الفئات المستضعفة في المجتمع.
(2) تنظيم الميراث والوصاية
وضعت السورة ضوابط دقيقة لضمان حصول الأيتام على نصيبهم المشروع من التركة، كما شددت على دور الوصي في حفظ أموال اليتيم، وحذرته من الاستيلاء عليها أو تبديدها.
(3) التحذير من الظلم والاستغلال
جاءت آيات صريحة تحذر من التعدي على أموالهم، مع تهديد بعقوبات شديدة لمن يخالف ذلك.
ولم يقتصر الاهتمام باليتيم على المال فقط، بل شمل التربية السليمة لضمان نشأته في بيئة كريمة.
إن الاهتمام باليتيم في سورة النساء يعكس فلسفة الإسلام في تحقيق العدل وحماية الأفراد المستضعفين ويعكس فلسفة الإسلام في تكريم الضعفاء والحرص على حقوقهم.
ثانيا: التحليل التشريعي والاجتماعي
جاءت أحكام الأيتام واضحة في القرآن، ومنها:
حفظ أموالهم وإدارتها بحكمة (النساء: 6).
عدم الاستيلاء على حقوقهم (النساء: 2).
الاختبار قبل تسليمهم أموالهم (النساء: 6).
إدخالهم في مشاريع الصدقات والزكاة والغنائم…إلخ (البقرة: 177، الأنفال: 41).
ثالثا: التحليل البلاغي لآيات اليتيم ومشتقاته
ونعرض لبلاغة الآيات فيما يلي:
(1) التنوع في استخدام الألفاظ
استخدم القرآن الكريم صيغة الجمع “اليتامى” عند الحديث عن حقوق الأيتام بشكل عام، بينما استخدم “اليتيم” في سياقات فردية؛ للتأكيد على أهمية العناية بكل الأيتام عمومًا، والعناية بكل بكل فرد منهم على حدة، وفي ذلك مزيد اهتمام بهذه الفئة الضعيفة.
تكرار كلمة “اليتامى” 12 مرة يعكس العناية الكبيرة بهذه الفئة في الشريعة الإسلامية.
تنوع الألفاظ (يتيمًا، اليتيم، يتامى) يمنح مرونة بلاغية تخدم سياق كل آية.
(2) الأساليب البلاغية في الحديث عن اليتيم
المفارقة والتقابل: في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا…) (النساء: 10)، نجد مفارقة بين الظلم والعذاب، حيث يُصوَّر العقاب بصيغة حسية شديدة.
التشبيه والاستعارة: في قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) (الضحى: 9)، استعارة تشبّه القهر بالقمع النفسي، مما يوحي بضرورة الرفق باليتيم.
بلاغة الوعيد والنهي: في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا…) (النساء: 10)، تأتي الصورة البلاغية “يأكلون في بطونهم نارًا” لتعكس شدة العقوبة وتأكيد حرمة التعدي على أموالهم.
(3) الإعجاز في شمولية التعامل مع اليتيم في شتى الجوانب
لم يقتصر القرآن الكريم على الجانب المادي في رعاية الأيتام، بل شمل الجوانب النفسية، والاجتماعية، والروحية، مما يعكس تكامل التشريع الإسلامي.
(4) التوازن بين الحقوق والواجبات
القرآن الكريم يحقق توازنًا بين حقوق اليتيم وواجب المجتمع تجاهه، حيث يؤكد على حفظ أمواله، كما يدعو إلى رعايته في الجوانب الحياتية الأخرى.
في قوله تعالى: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ) (النساء: 2)، نجد دعوة صريحة للحفاظ على أموالهم، وهو ما يعكس عدالة توزيع الثروات في الإسلام.
(5) البعد الاجتماعي والتشريعي
آيات اليتيم في القرآن تدعو إلى تأسيس نظام تكافلي يضمن حقوقهم، كما في قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ) (البقرة: 220)، مما يدل على أهمية دمجهم في المجتمع بصورة تحفظ كرامتهم وحقوقهم.
ولقد جاءت الرؤية القرآنية لتؤكد أن كفالة اليتيم ورعايته وصيانته والقيام على أموره من أعظم أبواب الخير والبر والرحمة.
وهكذا تحمل آيات اليتيم في القرآن الكريم رسالة عظيمة في الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتشير إلى أهمية العناية بالضعفاء.
كما تعكس البلاغة القرآنية عمق التشريع الإسلامي في تحقيق العدالة وحماية حقوق الأفراد، وكلما ضُعفت الفئات كلما زادت العناية بهم؛ مما يجعل القرآن العظيم أنموذجًا متكاملًا ودستورا فريدا لرعاية اليتامى والمستضعفين وضمان حقوقهم.
عناية السنة الشريفة باليتيم:من مظاهر تكريم الإسلام لليتيم:
حق اليتيم في التملك وماله خط أحمر:
إنشاء صندوق استثماري قومي لرعاية الأيتام:
حقوق اليتيم على الدولة
اليتامى بين الإسلام والقوانين الدولية:
الاستثمار الاستراتيجي في اليتامى:
كيف نرتقي باليتيم؟
دمج اليتيم في المجتمع
لسيدة فاطمة النبوية ورعايتها للأيتام
معنى آخر لليتيم:
الخطبة الثانية
يتامي غيروا مجري التاريخ:
واجب المسلمين تجاه يتامى غزة:
نسأل الله السلامة لنا ولأولادنا، ولمجتمعنا ولشعبنا..اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وأقم الصلاة.

خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com

يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد

 

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى