أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان “من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات” للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 5 محرم 1443هـ ، الموافق 13 أغسطس 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م بصيغة word بعنوان : من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م بصيغة pdf بعنوان : من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م بعنوان : من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات ، للدكتور محمد حرز:

 

أولاً: التخطيط والتنظيم سبل النجاح. 

ثانيـــًا: اعتماد الكفاءات في شتى المجالات مطلب شرعي ووطني.

ثالثـــًا: خطط لأُخْرَاك كما تخطط لدنياك. 

رابعًا: قف مع نفسك قبل فوات الأوان .   

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م  بعنوان :من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات : كما يلي:

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : من دروس الهجرة المشرفة: التخطيط واعتماد الكفاءات

د. محمد حرز   بتاريخ: 4 من المحرم 1442هــ –  13 أغسطس2021م

الحمد لله الذي خضع كل شيء لإرادته ,وذل كل شيء لعزته ,وتواضع كل شيء لكبريائه واستسلم كل شيء لقدرته ,الحمد لله القائلِ في محكم التنزيل﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾  التوبة: 40،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الوتر الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : أفضلُ الصيامِ بعدَ رمضانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ., أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِرواه مسلم, فاللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي  المختار وعلى آله وصحبه الأطهار وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

   أما بعد …..فأوصيكم ونفسي أيها الأخيار بتقوى العزيز الغفار { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران :102)

   ثم أما بعد :(( من دروس الهجرة المشرفة: التخطيط واعتماد الكفاءات)) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا

عناصر اللقاء: 

أولاً: التخطيط والتنظيم سبل النجاح. 

ثانيـــًا: اعتماد الكفاءات في شتى المجالات مطلب شرعي ووطني.

ثالثـــًا: خطط لأُخْرَاك كما تخطط لدنياك. 

رابعًا: قف مع نفسك قبل فوات الأوان .                                                           

خطبة الجمعة بعنوان : من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات

أيها السادة : ما أحوجنا إلي أن يكون حديثنا عن هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وخاصة والأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها تحتفل بذكرى هجرة المصطفى العدنان صلى الله عليه وسلم ,وخاصة وأن هجرة البني صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن تكون ماضيًا أبدًا  بل إننا مطالبين أن  نحول سيرة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى منهج حياة وإلى دماءٍ تتدفق في عروق الأجيال والمستقبل , وكيف لا ؟ والله جل وعلا لم يبعث محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ليكون قدوة متجددة على مر الأجيال والقرون ، و ليكون مثلاً أعلى لكل زمان ومكان فهو أسوتنا وهو قدوتنا وهو معلمنا وهو مرشدنا بنص من عند الله  ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ))سورة الأحزاب: 21فلقد كانتْ هجرة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – دَحْرًا للفساد في العقائد، والضلال في الأفكار، كما كانتْ فتحًا جديدًا في تاريخ الإنسانيَّة، ونصْرًا مُؤَزَّرًا, والهجرة كلها دروس وعبر .

أولاً: التخطيط والتنظيم سبل النجاح.

أيها السادة : بعد فِرار الصحابة الأخيار بدينهم وتركوا ديارهم وأموالهم لإعلاء كلمة التوحيد في مدينة سيد الرجال صلى الله عليه وسلم , حينها عقدت قريش أخطر اجتماع  لها في التاريخ كله في دار الندوة  بحضور الشيطان الرجيم في صورة شيخ من نجد  لإصدار قرار بالإجماع للقضاء على نبي الإسلام ,للقضاء على حامل لواء الدعوة إلى الله للقضاء على نور الهداية المحمدية  فكان القرار كما قال أبو جهل: أرَى أَنْ نَأْخُذَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ فَتًى شَابَّا جَلِيدًا  نَسِيبًا وَسِيطًا فِينَا، ثمَّ نُعْطِي كُلَّ فَتًى مِنْهُمْ سَيْفًا صَارِمًا، ثمَّ يَعْمِدُوا إلَيْهِ فَيَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَيَقْتُلُوهُ فَنَسْتَرِيحُ مِنْهُ؛ فَإِنَّهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِكَ تَفَرَّقَ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ جميعًا، فَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عَلَى حَرْبِ قَوْمِهِمْ جميعًا، فَرَضُوا مِنَّا بِالْعَقْلِ أي الدية فَعَقَلْنَاهُ لَهُمْ. فَقَالَ الشَّيْخُ النَّجْدِيُّ: الْقَوْلُ مَا قَالَ الرَّجُلُ، هَذَا الرَّأْيُ الَّذِي لاَ رَأْيَ غَيْرَهُ ‏, وهنا تعلن السماءُ حالةَ الطوارئ ليهبط أمين السماء جبريل ليخبر النبي الأمين بما دار في الاجتماع وليخبره بأمر الهجرة  بقرآن يتلى إلى يوم الدين( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ سورة الأنفال:30ويعلم النبي r بهذا الاجتماع الخطير، فماذا صنع المصطفى r؟ بدأ في التخطيط الدقيق ، والتنظيم المحكم فيضع النبي صلى الله عليه وسلم  خُطة الهجرة بمنتهى الدقة والحكمة .

* فيأذن لسائر المؤمنين بالهجرة ويأمر أن يبقى أبو بكر وعلى رضى الله عنهما.

* ويختار النبي صلى الله عليه وسلم الصاحب والصديق فكلما أراد أبو بكر الخروج يقول: “لا تَعْجل يا أبا بكر لعل الله يجعل لك صاحبًا” فيَطمع أبو بكر أن يكونَ رسولُ الله صاحبَه في الهِجرة فيذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كان لا يذهب إليه فيه وهو وقت الظهيرة ويخبره بالهجرة فقال: «إنّ الله قدْ أذِن لي في الخروج والهِجرة»، قالت: فقال أبو بكر: الصُّحبةَ يا رسولَ الله، قال: «الصحبةَ

* ويأتي  المصطفى صلى الله عليه وسلم  بعلىّ بن أبي طالب رضى الله عنه؛ لينام على فراشه ذلكم الفدائي العظيم الذي علَّم الدنيا حقيقة التضحية، وشرف البطولة، وعظمة الفداء ، ويلتف ببرده الشريف حتى يضلل القوم بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم لا يزال نائمًا.

* ويخرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلًا , ويتجه جنوبًا ناحية اليمن مع أن المدينة المنورة تقع ناحية الشمال ليضلل المطاردين ، وهذا من المكر في الأخذ بالأسباب.

* والأمر يحتاج إلى دابة قوية فيجئ الصديق براحلتين قويتين ويقوم على أمرهما.

* والطريق يحتاج إلى رجل خبير لا يعرف الطرق الممهدة فقط بل يعرف الطرق الجانبية والفرعية التي يمكن أن تُسلك ليتمكنوا من الفرار من المطاردين فجاء بعَبْد اللّهِ بْن أُرَيْقِط اللّيْثِي ليدلهما على الطريق ، وكان مشركًا بعدما تيقن النبي صلى الله عليه وسلم من أمانته.

* ولن تهدأ قريش في الأيام الثلاثة الأولى – لا في الليل ولا في النهار – عن البحث عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه . إذن فلا بد من الاختفاء في الغار في هذه الأيام.

* وكيف تُعرف الأخبار ؟ّ والخطط التي تدبرها قريش؟!

يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي بكر لينقل كل ما سمع من أخبار وقبل الفجر يكون في مكة كأنه بات فيها.

* وكيف التغلب على آثار الأقدام على الرمال وأهل مكة يجيدون معرفة الآثار؟!جاء النبي صلى الله عليه وسلم بعَامِر بْن فُهَيْرَةَ مولى أبي بكر الصديق رضى الله عنه ليرعى الأغنام فتمحو الآثار ويحلب لهما اللبن ، ويقدم لهما الطعام .

* إنه التخطيط والتنظيم يا سادة فما أحوجنا إلى التخطيط في كل مجالات حياتنا ، اقتداءً برسولنا  صلى الله عليه وسلم .

*حيطة بالغة  ودقة محكمة لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلاً وهذا هو المعنى الحقيقي للتوكل على الله عز وجل.. الأخذ بالأسباب المشروعة مع عدم الاعتماد عليها، إنما يكون الاعتماد على مسبب الأسباب وهو الله تبارك وتعالى لذا لما انقطعت الأسباب المشروعة تعلق نبي الإسلام برب الاسباب جل شأنه عندما دار حوار هامس خفي بين الصديق الخائف على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خوفه على نفسه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء أبو جهل والقوم معه ووقفوا أمام باب الغار,  ويُفاجأ الصدِّيق بمفاجأة تهز قلبه هزًّا، فتنحبس أنفاسه، وهو ينظر إلى الطغاة المطاردين، والبغاة المجرمين يحاصرون المكان، فقال: يا رسول الله  لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لرآنا, فيرد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم  بلغة يحدوها الأمل.. ، وبقلب يملأه اليقين. « يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما » يا أبا بكر « لا تحزن إن الله معنا» رواه  البخاري. الله أكبر فو الله ثم والله  لو جمع أبو جهل  الأحياء كلهم بل إن شئت وأخرج الأموات من قبورهم  يجرون أكفانهم خلف أبي جهل وفتشوا الصحراء رملة رملة ..، وزحزحوا الجبال عن أماكنها .، ما وصلوا إلي  اثنين الله ثالثهما (إلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))سورة التوبة 40 إنه التخطيط والتنظيم والأخذ بالأسباب المشركة والتوكل على الله يا سادة فمن توكل عليه كفاه , ومن فوض إليه الأمر هداه , ومن سأله أعطاه ومن وثق في الله نجاه , قال تعالي: ((أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ..)) [الزمر:36].ومن صفا مع الله صافاه .. و من أوى إلى الله أواه .. و من فوّض أمرهُ إلى الله كفاه .. و من باع نفسَهُ إلى الله اشتراه ، و جعل ثمنه جنّـته و رضاه. فإذا أردت النجاح في حياتك فعليك بالتخطيط الجيد التخطيط ضرورة من ضرورات الحياة للإنسان اسمعوا إلى قِصةِ أربعةٍ وضعوا لهم أهدافًا وخططوا لها وسَعوا لتحقيقِها، ووصلو إليها بالفعل، يقولُ أبو الزِّنادِ -رَحمَه اللهُ-: “اجْتَمَعَ فِي الْحِجْرِ مُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ -رضيَ اللهُ عَنهم-، فَقَالُوا: “تَمَنَّوْا”، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَكِينَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، قَالَ: فَنَالُوا كُلُّهُمْ مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ“.  واسمعْ إلى من وَضعَ الأهدافَ العِملاقةَ، وسعى لتحقيقِها بنفسٍ توَّاقةٍ، يقولُ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ -رحمَه اللهُ- لرجاء بنِ حَيوة يا رجاءُ، إنّ لي نَفساً توَّاقةً، وما حَقَّقتْ شيئًا إلا تَاقتْ لما هو أَعلى منه؛ تَاقتْ نفسي إلى الزواجِ من ابنةِ عَمي فاطمةَ بنتِ الخليفةِ عبدِ الملكِ فتزوجتُها، ثم تَاقتْ نفسي إلى إمارةِ المدينةِ فولِّيتُها، وتَاقتْ نفسي إلى الخِلافةِ فنلتُها، والآنَ يا رجاءُ .. تَاقتْ نفسي إلى الجَنَّةِ، فأرجو أن أكونَ من أهلِها)) فالتخطيط من هدى النبي العدنان صلى الله عليه وسلم فخطط لحياتك تسعد وتهنأ في الدنيا والآخرة.

من يدعي حب النبي ولم يفد   من هديه  فسفاهة وهراء

فالحب أول شرطه وفروضه      إن كان صادقًا طاعة ووفاء

ثانيـــًا: اعتماد الكفاءات في شتى المجالات مطلب شرعي ووطني .                                                                                                       

أيها السادة : اعتماد الكفاءات في شتى المجالات مطلب شرعي ووطني ومن هدى النبي العدنان صلى الله عليه وسلم حيث وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكان هذا واضحًا جليًا في أحداث هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولِمَ لا؟

   والمسؤولية أو الوظيفة أمانة ثقيلة، سيسأل عنها المرء يوم القيامة بين يدى الله جل وعلا فيحاسب ويعاقب، كمن تطبب وليس بالطب عالمًا، وكمن تصدر للفتوى وليس بفقيه؛ (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ‏) (الصافات: 24)، وقال جل وعلا(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء(88 ,89) وهذا هو الصحابي الجليل أبو ذر لما طلب المسؤولية والوظيفة رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ ،وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا

وكيف لا؟  وعدم الاعتماد من الكفاءات من علامات الساعة يا سادة  أن يوسد الأمر لغير أهله، وهذه كارثة كبرى ومصيبة عظمى, كما قال نبينا صلى الله عليه وعلى وسلم، كما في صحيح البخاري، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ؟ قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ،قَالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ قَالَ :كَيْفَ إِضَاعَتُهَا ؟قَالَ : إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ألم يقع ما أخبر به الصادق الأمين  في عدم الاعتماد على الكفاءات في الكثير والكثير من المجالات ؟!!!

فضياع الأمانة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وترك الكفاءات من علامات الساعة قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود :”أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخَرُ مَا يَبْقَى الصَّلاةُ، وَلَيُصلىنَّ قَوْمٌ لا إِيمَانَ لَهُمْ”.

 ثالثـــًا: خطط لأُخْرَاك كما تخطط لدنياك.

أيها السادة : كما واجب على المسلم أن يخطط لدنياه هكا واجب عليه أن يخطط للآخرة والآخرة هي دار القرار … الآخرة خير وأبقى …والآخرة خير لمن اتقى …والآخرة لمن خطط وسعى لها.. فكلُّ مسلمٍ له هدفٌ عظيمٌ في هذه الحياةِ، وهو رِضا اللهِ -تعالى- ودخولُ جنَّتِه لذا اجعل عملك كله لله (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام: 162), وعلَّمنا نبينا صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ أن يكونَ لنا طُموح وأهداف تتعدَّى السَّماءَ، فقال كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله: ((إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهَا أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ يُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ(( . ووالله الذي لا إله إلا هو ستندم يوم لا ينفع الندم  إن فرطت في هذا ،وستأتي عليك ساعة، وستعرف قدر ما ضيعت من ساعات بلا عمل وتخطيط لدين الله ، انظروا إلى حسان ابن سنان لما نام على  فراش الموت قالوا كيف تجدك؟ قال بخير أن نجوت من النار .فقيل له ماذا تشتهي ؟قال: ليلة أحيي ما بين طرفيها بماذا ؟ بالجلوس أمام المسلسلات بالجلوس أمام الأفلام كلا ورب الكعبة أحيي ما بين طرفيها بذكر الله تبارك وتعالى .                 

بل هذا هو عامر بن قيس لما نام على  فراش الموت أخذ يبكي قالوا : ما يبكيك ؟ قال: ثلاثة أشياء: ليلة نمتها ـ يا رب سلم ـ ،وساعة غفلت عنها ،ويوم أفطرته ، يا رب سلم.

فيا هذا نَفَسُك معدود، وعمرك  محسوب، فكم أملت أملاً، وانقضي الزمان وفاتك ،ولا أراك تفيق حتى تلقي وفاتك . فاحذر ذلل قدمك، وخف طول ندمك ،واغتنم حياتك قبل موتك  دقات قلب المرء قائلـــةٌ له *** إن الحياة دقـــــائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ***   فالذكر للإنسان عمر ثان

وتذكَّر أن الدنيا إلى زوال وأن الدنيا تفنى ويفنى نعيمها وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي  فتب إلى ربك واستعد ليوم الفقر الأعظم  وخطط للآخراتك كما قال أبو ذر،  أتدرون ما يوم فقري ؟ قالوا بلي .قال يوم أدخل قبري.

 تالله لو عاش الفتى من دهره***     ألفًا من الأعوام مالك أمره
متلذذًا فيها بكل نفيسة      ***  متنعمًا فيها بنعم عصره

لا يعتريه السقم فيها مرة       ***       كلا ولا ترد الهموم بباله
ما كان ذلك كله في    ***     أن يفي بمبيت أول ليلة في قبره

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعد

رابعًا: قف مع نفسك قبل فوات الأوان .

أيها الحبيب : قف مع نفسك لحظات ،عام هجري  انتهي قربك إلى باب القبر عامًا ،وباعدك عن الدنيا عامًا !!!لقد مضى عام من عمرك ، فقربك إلى الله عامًا، وأبعدك عن الدنيا عامًا.

فهل تأملت وتدبرت هذا ؟  وهل سألت نفسك ما الأعمال الحسنة التي فعلتها لتداوم على فعلها، وما  الأعمال السيئة التي ارتكبتها لتندم على  فعلها ولتعزم على أن لا تعود  إليها، لعل هذا يكون آخر عام لي ولك ، وسل نفسك متى تهاجر إن لم تهاجر الآن؟! متى تترك المعصية إن لم تتركها الآن؟! متى سيرق قلبك إن لم يرق قلبك الآن؟! متى ستدمع عينيك إن لم تدمع الآن؟! عد إلى الله –جلَّ وعلا- .. هاجر من المعاصي إلى الطاعات .. هاجر حيث الرضا إلى مرضات الله –جل وعلا- .. إلى مرضات الرسول صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ. وصدق المصطفي صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ إذ يقول كما في حديث عبد الله بن عمرو ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  : وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ” رواه البخاري. فهيا بنا نهجر الذنوب والمعاصي نهجر الشهوات والشبهات نهجر الحقد والبغضاء والحسد لنهاجر إلى الألفة والمحبة والتعاون والمؤاخاة، وإلى صلة الأرحام، وغير ذلك من الأعمال الصالحة, فحاسب نفسك قبل فوات الأوان وقل لنفسك:

يا نفس لا تتكبري  ***  فسيأتى يوما وترحلي

إن طال أو قصر الزمان *** فعلى الأعناق ستحملي

ستزوري بيت الدود حتما ***وفى التراب ستدفني

يا نفس عودي للعهد  ***  وتفكري وتعقلي

وبهدي محمد اقتدي  ***  ولله وحده فانحني

الله غافر كل ذنب ***  ومن رحمته لا تسأمي
يا نفس قد أزف الرحيل  ***فبالصالحات تجملي
يا نفس لا تتكبري ***   العمر فان فافهمي
أقدارنا كتبت لنا ***   وعلى البلاء فاصبري
يا نفس لا تتكبري   *** الكل فان فتعقلي

فتُب إلى ربك و اندم على ما فعلت، فالله كريم يقبل توبةَ التائبين ، ويغفر ذنوب المستغفرين .. ويمحو سيئات النادمين (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (سورة الزمر : 53)                                      

   كتب خطبة الجمعة بعنوان : من دروس الهجرة النبوية المشرفة : التخطيط واعتماد الكفاءات العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                   إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!