خطبة الجمعة بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 20 صفر 1444هـ، الموافق 16 سبتمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م بصيغة word بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة.
أولًا: فضلُ صلةِ الأرحامِ.
ثانيــــًا: عقوبةُ قطعِ الأرحامِ.
ثالثـــًـا: بأيِّ شيءٍ تكونُ صلةُ الأرحامِ ؟
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة : كما يلي:
خطبة الجمعة: حقوقُ ذوي الأرحامِ في القرآنِ والسنةِ د. محمد حرز بتاريخ: 20 صفر 1444هــ – 16 سبتمبر 2022م
الحمدُ للهِ الذي لم يتخذْ ولدًا ولم يكنْ له شريكٌ في الملكِ وما كانَ معهُ مِن إلهٍ المستحقِّ لجميعِ أنواعِ العبادةِ ولذا قضَي أنْ لا نعبدَ إلّا إياهُ، ذلك بأنَّ اللهَ هو الحقُّ وأنَّ ما يدعونَ مِن دونهِ هو الباطلُ وأنَّ اللهَ هو العلىُّ الكبيرّ، أحمدُكَ يا ربِّ وأستعينُكَ وأستهديكَ واستغفرُكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ عزَّ جاهُكَ وعظمَ سلطانُكَ ولا إلهَ غيرُكَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ البشيرُ النذير، السراجُ المنير، خيرُ الأنبياءِ مقامًا، وأحسنُ الأنبياءِ كلامًا، الداعِي إلى خيرِ الأقوالِ وأحسنِ الأفعالِ، أرسلَهُ ربُّه والناسُ صنفانِ مغضوبٌ عليهم جفاةٌ وضالون غلاة، فجاءَ بالدينِ الوسطِ وحذرَ مِن الزيغِ والشططِ وتركنَا على المحجةِ البيضاءِ ليلُهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنهَا إلَّا هالكٌ ولا يتمسَّكُ بها إلَّا كلُّ مُفلحٍ راشدٍ .فاللهُمّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ عليهِ وعلى ألهِ وصحبهِ وكلِّ مَن سارَ على نهجهِ واقتفَي أثرَهُ إلى يومِ الدينِ أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسِي بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [سورة أل عمران (102).
عبادَ الله: حقوقُ ذوي الأرحامِ في القرآنِ والسنةِ عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.
أيُّها السادةُ: بدايةً ما أحوجنَا إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن حقوقِ ذوي الأرحامِ وفضلِ صلةِ الأرحامِ، وعن خطورةِ قطعِ الرحمِ، وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا قُطعتْ فيهِ الأرحامُ بينَ الناسِ لتشكِي حالَهَا إلى الكبيرِ المتعالِ. وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا تجدُ الرجلَ لا يعرفُ أقاربَهُ ولا أرحامَهُ، بل تسمعُ عن العجبِ العجابِ أنْ يمنعَ الرجلُ أولادَهُ مِن زيارةِ أقاربِهِ وأرحامِهِ، وكأنَّ الأبَّ هو الذي يدعُو أولادَهُ إلى قطعِ الأرحامِ، في الوقتِ الذي حثَّنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم على معرفةِ الأنسابِ ومعرفةِ الأقاربِ لنصلَ بها الأرحامَ المهجورةَ والمقطوعةَ، وما أكثرُهَا في هذه الأيامِ التي تدابرَ وتخاصمَ فيها المسلمون إلّا ما رحمَ اللهُ جلَّ وعلا مع أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم قالَ كمَا في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ) رواه الترمذي.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة
أولًا: فضلُ صلةِ الأرحامِ.
أيُّها السادةُ: صلةُ الأرحامِ هي الإحسانُ إلى الأقاربِ على حسبِ حالِ الواصلِ والموصولِ فتارةً تكونُ بالمالِ وتارةً تكونُ بالخدمةِ وتارةً تكونُ بالزيارةِ وتارةً تكونُ بالسلامِ وتارةً تكونُ عن طريقِ التليفونِ وغيرِ ذلك. والرحمُ نوعان رحمٌ عامةٌ، ورحمٌ خاصةٌ، والرحمُ العامٌّ : هو رحمُ الدينِ فكلُّ مَن يقولُ لا إلهَ إلّا الله بينكَ وبينهُ رحمٌ، ورحمٌ خاصٌ: وهم الأقاربُ لهنَّ حقوقٌ، وعليهنَّ واجباتٌ .وصلةُ الرحمِ واجبةٌ، مَن وصلَهَا وصلَهُ اللهُ، ومَن قطعَهَا قطعَهُ اللهُ . وصِلَةُ الرَّحِمِ لها خاصِّيَّةٌ في انشراحِ الصدرِ، وتيسُّرِ الأمرِ، وسَماحةِ الخُلُق، والمحبَّةِ في قلوبِ الخلقِ، والمودَّةِ في القُربَى، وطِيبِ الحياةِ وبركتِهَا وسعادتِهَا. وصلةُ الأرحامِ وصيةُ ربِّ العالمين، قالَ سبحانَهُ {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة:215].
وصلةُ الأرحامِ مِن أعظمِ القرباتِ إلى اللهِ، قالَ ربُّنَا { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ } (سورة النساء آية 1) قال ابنُ عباسٍ واتقُوا الأرحامَ أنْ تقطعُوهَا، ولكنْ بروهَا وصِلُوهَا، قال عمرُو بنُ دينارٍ (ما مِن خَطْوةٍ بعد الفريضةِ أعظمُ أجرًا من خَطوةٍ إلى ذي الرّحم) فصلةُ الرحمِ لها فضلٌ عظيمٌ عندَ اللهِ جلَّ وعلا ، وكيف لا؟ واللهُ تباركَ وتعالى أمرنَا بالإحسانِ إليهِم في كلِّ وقتٍ وحينٍ وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فقالَ جلَّ وعلا{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } سورة الإسراء (90)بل لقد أخذَ اللهُ العهدَ والميثاقَ على بنِي إسرائيلَ، وهم بنو إسرائيلَ بأنْ يُحسنُوا إلى الأرحامِ فكيف بنا؟ قالَ ربُّنَا (وَإِذْ أَخَـذْنَا مِيـثَاقَ بَنِي إِسْـرَائِيلَ لَا تَعْـبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْـسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَـتَامَى وَالْمَـسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّـاسِ حُـسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّـلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَـاةَ) [البقرة/83].ولما سـألَ هـرقلُ ملكُ الرومِ أبا سـفيانَ عن رسـولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم في مطلـعِ رسـالتهِ ماذا يأمركُـم بهِ ؟ قال: يقـولُ: أعـبدُوا اللهَ وحـدَهُ ولا تشـركُوا بهِ شـيئًا، واتركُـوا ما يقـولُ آباءُكُـم، ويأمـرُنَا بالصـلاةِ والصـدقِ والعـفافِ والصـلةِ).
بل لقـد قرنَ اللهَ الأمرَ بالإحسانِ إلى الأقاربِ والأرحامِ بالأمرِ بتوحـيدهِ وطاعتهِ جلَّ في علاه، فقالَ عـزَّ وجـلَّ (وَاعْـبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْـرِكُوا بِهِ شَـيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْـسَانًا وَبِذِي الْقُـرْبَى ) [النساء/36]. بل صلةُ الأرحامِ سببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنةِ، قالَ ربُّنَا( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) ما جزاؤُهُم وما هو ثوابُهُم ( أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)جنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) بل عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ مَا لَهُ مَا لَهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَبٌ مَا لَهُ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ) متفق عليه، وفي حديثِ عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ -رضي اللهُ عنه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قال أوَّلَ مقامٍ بالمدينة: “أيُّها الناسُ: أفشُوا السلامَ، وأطعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصلُّوا بالليلِ والناسُ نِيامٌ؛ تدخُلُوا الجنةَ بسلامٍ”. رواه البخاري.فصلةُ الأرحامِ سببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنةِ، ياربّ اجعلنَا مِن أهلِ الجنةِ ..ليس هذا فحسب بل صلةُ الأرحامِ علامةٌ مِن علاماتِ الإيمانِ كما قالَ النبيُّ المختارُ صلَّى اللهُ عليه وسلم مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)متفق عليه وكيف لا؟ وصلةُ الأرحامِ تزيدُ العمرَ ففي الصحيحين مِن حديثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخاري وفي لفظٍ لعلىٍّ رضي اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوءِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )
وكيف لا؟ وصلةُ الأرحامِ تعمرُ الديارَ فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ) رواه أحمد.
ليس هذا فحسب بل صلةُ الأرحامِ سببٌ مِن أسبابِ إرضاءِ اللهِ ومَن رضي اللهُ عنه فقد فازَ بخيرِ الدنيا والآخرةِ .ففي الصحيحين مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } وفي حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ) رواه الترمذي.
ليس هذا فحسب بل صلةُ الأرحامِ تغفرُ الذنوبَ والمعاصي والآثامَ فعن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ قَالَ لَا قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبِرَّهَا) رواه الترمذي.
لذا كانت الصدقةُ على القريبِ أفضلَ مِن الصدقةِ على غيرهِ لقولِ النبيِّ المختارِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ( الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ ) رواه الترمذي بل كفي بصلةِ الأرحامِ شرفًا وفضلًا أنَّها صفةُ سيدِ الواصلين ورحمةِ اللهِ للعالمين صلَّى اللهُ عليه وسلم فلقد قالتْ له خديجةُ رضي اللهُ عنها عندما رجعَ إليها مِن غارِ حراء يرجفُ فؤادُهُ قالتْ له خَدِيجَةُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ) متفق عليه
بل لقد أوصَي الإسلامُ بصلةِ الأرحامِ ولو كانُوا أهلَ قطيعةٍ وأهلَ عداوةٍ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَهُ حَسَنٌ وَفِطْرٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا) رواه البخاري بل هذا رجلٌ جاءَ يشكُوا أقاربَهُ إلى النبيِّ المختارِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يحسنُ إليهِم ويسيئونَ إليهِ فماذَا قالَ لهُ النبيُّ المختارُ صلَّى اللهُ عليه وسلم اسمع فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إلى وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ على فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رواه مسلم فكمْ مِن أرحامٍ قطعنَاهَا؟ وكمْ مِن أرحامٍ يحسنونَ إلينَا ونحنُ نسيءُ لهم ويصلونَنَا ونقطعُهُم أليسَ كذلك؟ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، فصلةُ الرحمِ تُصلُ ولو كانوا كفارًا فلقد حثّنَا سيدُ الواصلينَ ورحمةُ اللهِ للعالمين صلَّى اللهُ عليه وسلم على ذلك فعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فَقَالَ يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا ) رواه مسلم فوجبَ على كلِّ مسلمٍ أنْ يصلَ رحمَهُ وأنْ يحسنَ إليهم ولو بالسلامِ [ صلوا أرحامَكُم ولو بالسلامِ ]
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة
ثانيــــًا: عقوبةُ قطعِ الأرحامِ.
أيُّها السادةُ: أكَّدَ اللهُ جلَّ وعلا على صِلَةِ الأرحامِ وأمرَ بها في مواضِعَ كثيرةٍ مِن كتابهِ العزيزِ وعلى لسانِ حبيبهِ المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقالَ تعالَى)) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) ((الإسراء: 26. وعن أبي ذرٍّ -رضي اللهُ عنه- قالَ: أوصَانِي خليلِي -صلَّى اللهُ عليه وسلم- بخِصالٍ مِن الخيرِ: أوصَانِي ألَّا أنظُرَ إلى مَن هو فَوقِي وأنْ أنظُرَ إلى مَن هو دُوني، وأوصَانِي بحبِّ المساكين والدنُوِّ منهم، وأوصَانِي أنْ أصِلَ رَحِمِي وإنْ أدبَرَت، وأوصَانِي ألّا أخافَ في اللهِ لومةَ لائِمٍ))رواه أحمد وابن حبَّان وروى مسلم عن أبي هريرةَ، قال: لمَا أنزلتْ هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء:214]، دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قريشًا، فاجتمعُوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: يا بني كعبِ بنِ لؤيٍّ ، يا بني مرةَ بنِ كعبٍ ، يا بني عبدِ شمسٍ ، ويا بني عبدِ منافٍ ، ويا بني هاشمٍ ، ويا بني عبدِ المطلبِ ، أنقذوا أنفُسَكم من النارِ ، ويا فاطمةُ أنقذي نفسَكِ من النارِ ، إني لا أملكُ لكم من اللهِ شيئًا ، غيرَ أنَّ لكم رحمًا سأبُلُّها ببلالِها (أي: سأصلُها) صحيح مسلم , ومع هذا كلِّهِ فقطيعةُ الأرحامِ مِن الأمورِ التي تفشتْ في المجتمعاتِ المسلمةِ إلّا ما رحمَ اللهُ، وخاصةً في هذا العصرِ، وخاصةً وأنَّ بنيانَ المسلمين قد تصدعَ، وأنَّ أرحامَ المسلمين قد قطعتْ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ. وقطيعةُ الرَّحِم شُؤمٌ في الدنيا ونكَدٌ، وشرٌّ وحرجٌ، وضيقٌ في الصدر، وبُغضٌ في قلوب الخلق، وكراهةٌ في القُربَى، وتعاسةٌ في أمورِ الحياة، وتعرُّضٌ لغضبِ اللهِ وطردِه. لذا شددَ الإسلامُ أشدَّ التشديدِ على كلِّ مَن يقعُ في هذه الجريمةِ الشنعاءِ البشعةِ، فمَن قطعَ رحمَهُ قطعَهُ اللهُ جلَّ وعلا، وقاطعُ الرحمِ مطرودٌ مِن رحمةِ الرحمن، يارب سلم كمَا قالَ جلَّ وعلَا { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) } بل اعلمْ يا مَن تقطعُ الرحمَ انَّك لن تدخلَ الجنةَ لحديثِ سيدِ الأنامِ صلَّى اللهُ عليه وسلم (( قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ))، صلةُ الأرحامِ يا مسلمون التي قُطعتْ بسببِ المواريثِ بسببِ المواسمِ بسببِ الزواجِ بسببِ الطلاقِ بسببِ الخلافاتِ؟ صلةُ الأرحامِ يا مسلمون تشتكِي حالَهَا إلى الكبيرِ المتعالِ؟ صلةُ الأرحامِ يا مسلمون التي قال اللهُ لها أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ))واعلم يا مَن تقطعُ الرحمَ أنَّ اللهَ يعجلُ لك العقوبةَ في الدنيا مع ما يدخرُهُ لك في الآخرةِ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تعالى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ) رواه أبو داود
بل قاطعُ الرحمِ لا يقبلُ اللهُ منه عملَهُ يومَ القيامةِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ) رواه أحمد، سلمْ ياربِّ سلمْ، كمْ مِن أرحامٍ قُطعتْ؟ فمِن الناسِ لا يعرفُ أرحامَهُ ولا أقاربَهُ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ ولا يجوزُ للزوجِ أنْ يمنعَ زوجتَهُ مِن صلةِ رحمِهَا إلّا لعذرٍ شرعيٍّ بأنْ يتغيرَ حالُهَا بالذهابِ إلى أمِهَا ,فانتبهْ يا قاطعَ الرحمِ أنت على خطرٍ عظيمٍ أنت على طريقِ الهلاكِ في الدنيا والآخرةِ، فأيُّ عاقلٍ يريدُ لنفسهِ أنْ يجنِي هذا الحصادَ المرَّ فانتبهْ ولا تكنْ مِن الغافلين ولا تكنْ مِن الذين لا يعرفون أقاربَهُم إلَّا بعدَ مماتِهِم فكمْ مِن قريبٍ يموتُ جوعًا وله قريبٌ يتقلبُ في النعيمِ ليلًا ونهارًا ,وكم مِن قريبٍ يقعُ في مأزقٍ ويحتاجُ إلى مساعدةٍ وله قريبٌ لا يساعدُهُ ,وكم مِن قريبٍ يريدُ أنْ يبني بيتًا وله قريبٌ يستطعُ أنْ يساعدَهُ ويرفضُ ؟ وكم مِن قريبٍ له بنتٌ يريدُ أنْ يجهزَهَا وله قريبٌ يستطعُ أنْ يساعدَهُ ويرفضُ وينفقون أموالَهُم على شهواتِهِم الحقيرةِ ؟ فأين رحمةُ الإسلامِ يا سادة ؟ أين صلةُ الأرحامِ يا سادة ؟فإياكَ وقطعَ الأرحامِ، فقطيعةُ الرحمِ :تؤدِّي إلى العداوةِ المتوارثةِ بين الأجيالِ وتؤدِّي إلى تمزيقِ الشملِ وتفتتِ وحدةِ المجتمعِ وتؤدِّي إلى الحرمانِ مِن المغفرةِ والحرمانِ مِن الجنةِ قال ابنُ القيمِ -رحمَهُ اللهُ-: وَلَيْسَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ تَرْكُ الْقَرَابَةِ تَهْلَكُ جُوعًا، وَعَطَشًا، وَعُرْيًا، وَقَرِيبُهُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مَالًا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَاجِبَةٌ وَإِنْ كَانَتْ لِكَافِرٍ، فَلَهُ دِينُهُ وَلِلْوَاصِلِ دِينُهُ. ولكنْ بأيِّ شيءٍ تكونُ صلةُ الرحمِ؟ أرجئُ الحديثَ عنها إلى ما بعد جلسةِ الاستراحةِ أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم.
الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ولا عدوانَ إلَّا على الظالمين والعاقبةُ للمتقين، الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وبعدُ…..
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة
ثالثـــًـا: بأيِّ شيءٍ تكونُ صلةُ الأرحامِ ؟
أيُّها السادة:ُ إنَّ للرحمِ شأنًا عظيمًا وأهميةً كبيرةً، وحقوقًا كثيرةً، ويكفيهَا مكانةً وفضلاً أنَّ مَن وصلَ رحمَهُ وصلَهُ اللهُ تعالَى بلُطْفِهِ وَرَحْمَتِهِ وإِحْسَانِهِ وَنِعَمِهِ، ومَن قطعَهَا قطعَهُ اللهُ، وأولُ حقوقِ الأرحامِ الزيارةُ، زيارةُ الأحياءِ ليس الأموات، فلقد رأينَا أقوامًا لا يعرفون أقاربَهُم إلّا بعدَ مماتِهِم فإذا جاءَ خبرُ وفاتِهِم تحركُوا ليقفّوا في أولِ طابورِ استقبالِ المعزين ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ.
تكونُ صلةُ الرحمِ: بتفقدِ أحوالِهم والسؤالِ عنهم والإهداءِ إليهم وإنزالِهم منازلَهُم والتصدقِ على فقيرِهِم، والتلطفِ مع غنيِّهِم، وتوقيرِ كبيرهِم، ورحمةِ صغيرِهِم. تكونُ صلةُ الرحمِ: باستضافتِهِم وحسنِ استقبالِهِم، تكونُ صلةُ الرحمِ بمشاركتِهِم في أفراحِهِم ومواساتِهِم في أحزانِهِم، وتفرحُ لفرحِهِم وتحزنُ لحزنِهِم تكونُ صلةُ الرحمِ: بعيادةِ مريضِهِم وإجابةِ دعوتِهِم، تكونُ صلةُ الرحمِ: بالهدايَا بدونِ إسرافٍ أو تبذيرٍ حتى لا تؤدِّي إلى الخلافاتِ، تكونُ صلةُ الرحمِ: ببذلِ المعونةِ والمعروفِ، وإسداءِ النُّصْحِ والمشورةِ، وطلاقةِ الوجهِ وطِيبِ الكلمةِ، والغضِّ عَنْ هفواتِهِم.ومن حقوق صلةِ الرحمِ النصرةُ لهم في الحقِّ وردِّ الظلمِ عنهم: فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ»
فاتـقوا اللهَ عـبادَ اللهِ: ومَن كان بينَهُ وبينَ رحمٍ لهُ عداوةٌ فليبادِرْ بالصّلةِ ، وليعفُ وليصفحْ ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ))وصـلُوا أرحـامَكُم، وقدمُـوا لهم الخـيرَ ولو جـفوا، وصـلُوهم وإنْ قطـعُوا، يدمُ اللهُ عليكـم بركـاتَهُ، ويـبسـطُ لكـم في أرزاقِكُـم، ويـبارَك لكـم في أعمالِكُـم وأعمارِكُم قال جلَّ وعلا ( وَأُولُـو الْأَرْحَـامِ بَعْـضُـهُمْ أَوْلَى بِبَعْـضٍ فِي كِـتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُـلِّ شَـيْءٍ عَلِـيمٌ)- [الأنفال/75].فاللهَ اللهَ في الأرحامِ، اللهَ اللهَ في صلتِهَا، والحذرَ الحذرَ مِن قطعِهَا فمَن وصلَ رحمَهُ وصلَهُ اللهُ، ومَن قطعَ رحمَهُ قطعَهُ اللهُ، فالجزاءُ مِن جنسِ العملِ.
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
عبادَ اللهِ : اذكروا اللهَ يذكرْكّم واستغفرُوه يغفرْ لكم وأقمْ الصلاةَ
كتب خطبة الجمعة بعنوان : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة العبد الفقير إلى عفو ربه د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف