أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 27 محرم 1446 هـ ، الموافق 2 أغسطس 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي : كما يلي:

 

أولًا:  مفهومُ التقوَى وأهميتُهَا.

ثانيًا: التقوَى سببٌ مِن أسبابِ الرزقِ الخفيَّةِ.

ثالثًا: أثرُ المعاصِي في زوالِ النعمِ والأرزاقِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي : كما يلي:

 

الرزقُ وأسبابُهُ الخفِيَّةُ (2) التقوَى

27 محرم 1446هـ – 2 أغسطس 2024م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: تكلمنَا مع حضراتِكُم في اللقاءِ الماضِي عن السببِ الأولِ مِن سلسلةِ أسبابِ الرزقِ الخفيَّةِ وهو ( صلةُ الرحمِ )، واليومُ بمشيئةِ اللهِ حديثُنَا عن السببِ الثانِي وهو: ( التقوَي) وذلكَ مِن خلالِ العناصرِ الثلاثةِ التاليةِ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي

أولًا:  مفهومُ التقوَى وأهميتُهَا.

التقوَى مأخوذةٌ مِن الوقايةِ، تقولُ اتقيتُ الحرَّ: أي جعلتُ بينِي وبينَهُ وقايةً. واتقيتُ البردَ: أي جعلتُ بينِي وبينَهُ وقايةً. ومنهُ قولُ الرسولِ : (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ).

وقد عرّفَ التقوَى الإمامُ علىٌّ رضي اللهُ عنهُ بأنّهَا: “الخوفُ مِن الجليلِ، والعملُ بالتنزيلِ، والرضَا بالقليلِ، والاستعدادُ ليومِ الرحيلِ”. وقالَ طلقُ بنُ حبيبٍ: هي “أنْ تعملَ بطاعةِ اللهِ على نورٍ مِن اللهِ ترجُو ثوابَ اللهِ، وأنْ تتركَ معصيةَ اللهِ، على نورٍ مِن اللهِ، تخشَى عقابَ اللهِ”. وقال ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ: “تقوَى اللهِ: أنْ يُطاعَ فلا يُعصَى، وأنْ يُذكرَ فلا يُنسَى، وأنْ يشكرَ فلا يُكفر”. وقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِكَعْبِ الْأَحْبَار حَدِّثْنِي عَنِ التَّقْوَى فَقَالَ: هَلْ أَخَذْتَ طَرِيقًا ذَا شَوْكٍ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهِ قَالَ: حَذِرْتُ وَشَمَّرْتُ: قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ التَّقْوَى. (تفسير البغوي).

ولأهميةِ التقوَى كانتْ وصيةَ اللهِ لنَا ولِمَن قبلنَا، قالَ تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}. [النساء:131]. كما كانتْ وصيةَ كلِّ نبيٍّ لقومِهِ بقولِهِ: {أَلَا تَتَّقُونَ} كما جاءتْ في سورةِ الشعراء.

 كما كانتْ وصيةَ الرسولِ لأمتِهِ في قولِهِ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ».(الترمذي بسند صحيح).

ولأهميةِ التقوَى أيضًا كانتْ طريقًا إلى الجنةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ:” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ “.  [ أحمد والترمذي وصححه ] .

 وقد وقفتُ كثيرًا عندَ هذا الحديثِ متسائلًا: لماذا اقتصرَ النبيُّ في هذا الحديثِ على هذينِ الأمرينِ ؟!

قال العلماءُ في ذلك: لأنَّ تقوَى اللهِ تُصلِحُ ما بينكَ وبينَ اللهِ، فتمتثلُ الأوامرَ وتنتهِي عن المحرماتِ !!

وحُسنُ الخُلقِ يُصلِحُ ما بينكَ وبينَ الناسِ، فلا تكذبْ على أحدٍ، ولا تخنْ أحدًا، ولا تحقدْ على أحدٍ … إلخ

والتقوَى لهَا ثمراتٌ وفوائدُ خفيةٌ عظيمةٌ تتعلقُ بحياةِ الإنسانِ الدنيويةِ والأخرويةِ، وسيقتصرُ الحديثُ في هذا اللقاءِ عن التقوَى كسببٍ مِن أسبابِ الرزقِ الخفيَّةِ، كما في عنصرِنَا التالِي إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي

ثانيًا: التقوَى سببٌ مِن أسبابِ الرزقِ الخفيَّةِ.

إنَّ تقوَى اللهِ تعالَى مِن أهمِّ الأسبابِ الخفيَّةِ الجالبةِ للرزقِ والبركةِ، يدلُّ على ذلكَ قولُهُ تعالَى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. (الأعراف: 96). يقولُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ اللهُ: {قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا) أي: آمنتْ قلوبُهُم بمَا جاءَ بهِ الرسلُ وصدقتْ بهِ واتبعُوه، وَاتَّقَوْا بِفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَيْ قَطْرَ السَّمَاءِ وَنَبَاتَ الْأَرْضِ، وَلَكِنْ كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ فَعَاقَبْنَاهُمْ بِالْهَلَاكِ عَلَى مَا كَسَبُوا مِنَ الْمَآثِمِ وَالْمَحَارِمِ”. (تفسير ابن كثير).

فالتقوَى سببٌ خفيٌّ لزيادةِ الرزقِ مِن حيثُ لا تحتسبُ، قالَ تعالَى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }[الطلاق 2 ، 3] يقولُ ابنُ كثيرٍ: “يرزقُهُ مِن جهةٍ لا تخطرُ ببالِهِ”، وقالَ ابنُ عباسٍ: “مِن حيثُ لا يرجُو ولا يأملُ”.. وسببُ نزولِ الآيةِ الكريمةِ ما رُويَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ أَسَرُوا ابْنِي وَإِنَّهُمْ يُكَلِّفُونَهُ مِنَ الْفِدَاءِ مَا لَا نُطِيقُ، قَالَ: ابْعَثْ إِلَى ابْنِكَ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ: فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ فَقَالَهَا، فَغَفَلَ عَنْهُ الْمُشْرِكُونَ، فَاسْتَاقَ خَمْسِينَ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِهِمْ فَقَعَدَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْهَا حَتَّى أَتَى بِهَا أَبَاهُ، فأنزل الله الآية.

قال الطبريُّ: مَن يَخفِ اللهَ، فيعملُ بمَا أمرَهُ بهِ، ويجتنبُ ما نهاهُ عنهُ، يجعل لهُ مِن أمرِهِ مخرجًا”. (انظر تفسير الطبري)، ومِن أمثلةِ ذلكَ أمُّنَا هاجرُ عليهَا السلامُ لمَّا تركَهَا الخليلُ إبراهيمُ عليهِ السلامُ في مكانٍ لا زرعَ فيهِ ولا ماء، وأيقنتْ أنَّ اللهَ معهَا ولن يضيعَهَا لقوةِ إيمانِهَا وتقواهَا، أمرُ اللهُ الأرضَ فأخرجتْ الماءَ فشربتْ هي وابنُهَا، وظلتْ هذه البركاتُ في ماءِ زمزمَ شفاءَ سقمٍ، وطعامَ طعمٍ إلى أنْ تقومَ الساعةُ.

وهذه السيدةُ مريمُ عليهَا السلامُ لمَّا ازدادَ يقينُهَا باللهِ وتقواهَا لهُ، جاءهَا الرزقُ مِن عندِ اللهِ، حتى كانت فاكهةُ الشتاءِ في الصيفِ وفاكهةُ الصيفِ في الشتاءِ، قالَ تعالَى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. (آل عمران: 37).

كما نزلَ عليهَا الرطبُ مِن فوقِهَا، قالَ تعالَى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}. (مريم 24 – 26).

وهذا كلُّهُ تصديقٌ لقولِهِ تعالَى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }.

إنَّ أعظمَ ميراثٍ تتركُهُ لأهلِكَ ولأولادِكَ مِن بعدِكَ هو تقوَى اللهِ تعالَى، وهذه القصةُ تؤكدُ هذه الحقيقةَ:

روي أنَّ “مقاتلَ بنَ سليمان” رحمَهُ اللهُ، دخلَ على “المنصورِ” يومَ بُويعَ بالخلافةِ، فقالَ لهُ المنصورُ: عِظنِي يا مقاتل! فقال: أعظُكَ بما رأيتُ أم بما سمعتُ؟ قال: بما رأيتَ.. قال: يا أميرَ المؤمنين.. إنَّ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ أنجبَ أحدَ عشرَ ولدًا وتركَ ثمانيةَ عشرَ دينارًا، كُفِّنَ بخمسةِ دنانير، واشتُريَ لهُ قبرٌ بأربعةِ دنانير، وَوزّعَ الباقِي على أبنائِهِ. وهشامُ بنُ عبدِ الملكِ أنجبَ أحدَ عشرَ ولدًا، وكان نصيبُ كلِّ ولدٍ مِن التركةِ مليون دينار. واللهِ… يا أميرَ المؤمنين: لقد رأيتُ في يومٍ واحدٍ أحدَ أبناءِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ يتصدَّقُ بمائةِ فرسٍ للجهادِ في سبيلِ اللهِ، وأحدَ أبناءِ هشامٍ يتسوَّلُ في الأسواقِ! وقد سألَ الناسُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ رضي اللهُ عنهُ وهو على فراشِ الموتِ: ماذا تركتَ لأبنائِكَ يا عمرُ؟ قال: تركتُ لهُم تقوَى الله، فإنْ كانُوا صالحينَ فاللهُ تعالَى يتولَّى الصالحينَ، وإنْ كانُوا غيرَ ذلكَ فلن أتركَ لهُم ما يُعينُهُم على معصيةِ اللهِ تعالَى. فتأمَّلْ… كثيرٌ مِن الناسِ يسعَى ويكدُّ ويتعبُ ليؤمنَ مستقبلَ أولادِهِ ظنًا منهُ أنَّ وجودَ المالِ في أيديهِم بعدَ موتِهِ أمانٌ لهُم، وغفلَ عن الأمانِ العظيمِ الذي ذكرَهُ اللهُ في كتابِهِ وهو تقوَى اللهِ تعالَى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء:9].

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : الرزق وأسبابه الخفية (2) .. التقوي

ثالثًا: أثرُ المعاصِي في زوالِ النعمِ والأرزاقِ.

عرفنَا أنَّ تقوَى اللهِ جالبةٌ للأرزاقِ والبركاتِ، وفي هذا العنصرِ نبيِّنُ أثرَ المعاصِي في زوالِ الأرزاقِ والبركاتِ.

فمِن المسلمِ بهِ أنَّ المعاصِي والذنوبَ مزيلاتُ النعمِ، وجالباتُ النقمِ، ومذهباتُ البركةِ، وموجباتُ اللعنةِ والهلكةِ، ورافعاتُ الأرزاقِ، ويدلُّ على ذلكَ قَولُ رَسُولِ اللَّهِ : ” إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ “( أحمد وابن ماجة والحاكم وصححه )، وشاهدهُ قولُهُ تعالَى في سورةِ النحلِ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل:112].

وصدقَ مَن قالَ:

إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا .. .. فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ

وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَاد .. .. فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ

إنَّ ما أحلَّ بالعبادِ والبلادِ مِن غلاءٍ ووباءٍ سببهُ ضعفُ الإيمانِ واليقينِ وكثرةُ المعاصِي والذنوبِ والآثامِ، فالمعاصِي والذنوبُ وارتكابُ المحرماتِ لهَا أثرُهَا السيئُ في حجبِ النعمِ والبركاتِ عامةً، وقد تضافرتْ نصوصُ القرآنِ والسنةِ وأقوالِ سلفِ الأمةِ في ذلك، فقد كان الحسنُ البصريُّ -رحمَهُ اللهُ- إذا رأَى السحابَ قال: في هذه واللهِ رزقُكُم، ولكنكُم تحُرمونَهُ بخطاياكُم وذنوبِكُم، قالَ تعالَى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]، فالرزقُ المطرُ، وما توعدونَ بهِ الجنة، وكلاهُمَا في السماءِ. ويقولُ أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه: إنَّ الحبارَي – نوعٌ مِن الطيورِ – لتموتُ في وكرِهَا مِن ظلمِ الظالمِ. وقالَ مجاهدٌ رحمَهُ اللهُ: إنَّ البهائمَ تلعنُ عصاةَ بنَي آدمَ إذا اشتدتْ السَنَةُ – أي : القحطُ – وأُمسِكَ المطرُ، وتقولُ : هذا بشؤمِ معصيةِ ابنِ آدمَ.

وما أجملَ مقولةَ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ: ” إِنَّ لِلْحَسَنَةِ ضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَنُورًا فِي الْقَلْبِ، وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ، وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ، وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ سَوَادًا فِي الْوَجْهِ، وَظُلْمَةً فِي الْقَبْرِ وَالْقَلْبِ، وَوَهْنًا فِي الْبَدَنِ، وَنَقْصًا فِي الرِّزْقِ، وَبُغْضَةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ ” . (الداء والدواء لابن القيم).

ولذلك كان المسلمون على تعاقبِ العصورِ والأزمانِ ينظرونَ إلى تأخرِ المطرِ وقحطِ السماءِ وجدبِ الأرضِ على أنَّهُ نوعٌ مِن العقوبةِ الإلهيةِ بسببِ الذنوبِ والمعاصِي والسيئاتِ فيبادرونَ إلى التوبةِ والإنابةِ إلى اللهِ، فقد خرجَ أهلُ دمشقٍ يستسقونَ وفيهم بلالُ بنُ سعدٍ فقامَ فقالَ: يا معشرَ مَن حضرَ ألستُم مقرينَ بالإساءةِ ؟ قالوا : نعم ، قال: اللهُمَّ إنَّكَ قلتَ: { ما علَى المحسنينَ مِن سبيلٍ }، وقد أقررنَا بالإساءةِ، فاعفُ عنَّا واسقنَا، فسُقِيَ الناسُ يومئذٍ بإذنِ اللهِ …

خَلِّ الذُنوبَ صَغيرَها……….. وَكَبيرَها فَهوَ التُقى

كُن فَوقَ ماشٍ فَوقَ أَر…..ضِ الشَوكِ يَحذُرُ ما يَرى

لا تَحقِرَنَّ صَغيرَةً ………….إِنَّ الجِبالَ مِنَ الحَصى

فعلَى كلِّ فردٍ مِن أفرادِ الأمةِ أنْ يبتعدَ عن المعاصِي والذنوبِ، وأنْ يتقِ اللهَ في عملِهِ حتى يباركَ اللهُ لهُ في رزقِهِ.

نسألُ اللهَ أنْ يصبَّ علينَا الخيرَ صبًّا وأنْ لا يجعلَ عيشنَا كدًّا.

       الدعاء،،،،                                                            وأقم الصلاة،،،،

  كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                             د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »