خطبة الجمعة بعنوان : الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا ، للدكتور محمد حرز، بتاريخ 6 شعبان 1442هـ ، الموافق 19 مارس 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 مارس 2021م بعنوان : الحق في القرآن الكريم وتطبيقاته في حياتنا ، للدكتور محمد حرز:
أولاً: الحق كما جاء في القرآن والسنة .
ثانيًا: حقوق يجب صِيَانتُها
ثالثًا: وسائل الثبات على الحق.
أولاً: الحق كما جاء في القرآن والسنة.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 مارس 2021م كما يلي:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (الإسراء:81 ) وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ في دعائه (اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ) رواه النسائي وأحمد ,فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلي يوم الدين .
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [سورة آل عمران (102)
ثم أما بعد: (الحق في القرآن وتطبيقاته في حياتنا ) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا .
عناصر اللقاء
أولاً: الحق كما جاء في القرآن والسنة .
ثانيًا: حقوق يجب صِيَانتُها
ثالثًا: وسائل الثبات على الحق.
أولاً: الحق كما جاء في القرآن والسنة.
أيها السادة: لفظ الحق ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وثمانين ومائتي(283 ) موضعًا، جاء في أكثرها بصيغة الاسم، نحو قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ( (البقرة:119) ,وجاء في اثنين وعشرين موضعًا بصيغة الفعل، ومن ذلك قوله تعالى: (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) )فصلت:25.( وقد ورد الحق في القرآن والسنة بمعان متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر:
الحق هو الله جل وعلا والحق اسم من أسمائه الحسنى جل جلاله، وتقدست أسمائه قال تعالى( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )(الحج:62 ) قال تعالى : ( وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( (يونس: 30 ) وقال تعالى 🙁 فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )(المؤمنون: 116)
فالله عز وجل هو الحق وكل معبود دونه باطل فالله -عز وجل- هو الحق في ذاته وصفاته. فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت. قال تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ) (المؤمنون: 71 ( .
قال مجاهد وغيره: الحق هو الله عز وجل.
وفي الحديث الذي رواه الشيخان من حديث ابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبيُّونَ حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ ) ولقد خلق الله السماوات والأرض بالحق أي بالصدق, وطلب من الناس أن يبنوا حياتهم علي الصدق فلا يقولون إلا حقا ولا يعملون إلا حقًا .
والحق : القرآن الكريم ، والباطل : ما عداه من الكتب المحرفة والموضوعة ليخدعوا بها الأنام.، قال ربنا: (وَالَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحمَّد وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )(سورة محمد:2) فنبينا صلى الله عليه وسلم جاء بالحق أي القرآن قال ربنا:( بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)( سورة الصافات: 37 (
والحق : دين الاسلام ، والباطل: ما عداه من الأديان:( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)(الإسراء:81 (قال القرطبي: يعني دين الله الإسلام
.والحق : الصدق، والعدل ، والباطل : هو الكذب والزور والخديعة والبهتان، قال ربنا: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ( (الزمر:33 )قال الله: ( وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (سورة النور:25)
والحق : الموت ،قال ربنا: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (ق :19) والحق أنك تموت، وأنا أموت و الله حي لا يموت، والحق أن ترى عند موتك إما ملائكة الرحمة ، وإما ملائكة العذاب , والحق إما أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ذلك ما كنت منه تحيد تخاف وتهرب.
أيها السادة : الصراع بين الحق والباطل منذ أن دبت الحياة على ظهر الأرض , والصراع بين الحق والباطل سنة ربانية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل, ومهما انتفخ الباطل وانتفش فإنه زاهق ومهما انطوى الحق وضَعُف فإنه قادم , ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة ,وكلمة الحق : قذيفة ربَّانية في وجه الباطل، تُزلزل كيانه، وتحطم أركانَه، وتَقهره وتُهلكه، حتَّى يصل الهلاك إلى دماغه فيهلك ويتلف، والحق أبلج، والباطل لجلج. قال الله تعالى: (بل نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ((الأنبياء:18 ) .والحق ناطق ساحق ماحق، والباطل مخبط مخلط زاهق ، قال الله تعالى : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (الإسراء: 81)
وسيستمر هذا الصراع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن النصرة للحق، وللإسلام وأهله، قال الله : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)( التوبة33) و عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) : لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ(
ثانيًا: حقوق يجب صيانتُها
أيها السادة :إنَّ الحقوقَ في الإسلامِ مُصانَةٌ، والمؤمن الحقُّ هو من عَرَف الحقَّ والتزمَ بهِ وصانَه، فما أرسلَ اللهُ الرسلَ وأنزلَ الكتبَ إلاَّ لإحقاقِ الحقِّ وإقامَةِ العدلِ؛ فلا يُضَيَّعُ على صاحبِ حقًّ حقُه، بل يجبُ أداؤُه لَهُ بكلِّ أمانةٍ ودقَّةٍ، وبذلكَ يعمُّ الحب وينتشرُ الصفاء، وتنعدمُ البغضاءُ وينمحي الجفاءُ، قال ربنا: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (سورة الحديد:25 ) فهناك حقوق يجب أن تصان، منها على سبيل المثال لا الحصر :
حقُّ النفس والمال العِرْضِ؛ فالقتل وأخذ المال بطريق غير مشروع والخوض في أعْراضِ الناسِ جرائم نكراءُ ،وأفعال شَنعَاءُ، وقد أكّدَ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-على هذه الحقوق ووثَّقَها، وثبَّتَها وحقَّقَهُا، ففي خطبةِ الوداعِ في حجةِ الوداعِ قال:(( إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حرامٌ عليكم كحرمةِ يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا، ألا هل بلَّغْتُ؟)).
ومن هذه الحقوق التي يجب أن تصان حق الجوارِ، فمِنْ حقِّ الجارِ على جارِهِ الإحسانُ إليه، وتحمل الأذى منه وقد قَرن اللهُ عز وجل حقَّ الجارِ بتوحيده وطاعته جل شأنه، فقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ)، إنَّ الجارَ أقربُ الناسِ إلى جارِه، وهو أَعلمُ وأَدرى بأسرارِه وأخبارِه، فصيانةُ حقِّ الجارِ كمالُ إيمان ، وإهمالُه نقصان إيمانِ، يقولُ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ، قيل: مَنْ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه)) يعني شرَّه.
ومن هذه الحقوق التي يجب أن تصان: حق الوالدين فهو من أولى الحقوق والله تبارك وتعالي جعل الحق الثاني بعد حقه, وحق حبيبه r,حق الآباء فقال ربنا : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا )(سورة الإسراء : 23)
بل جعل الله شكره مقرونًا بشكر الوالدين فقال ربنا: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) (سورة لقمان) فالشكر لله علي نعمة الإيمان, والشكر للوالدين علي نعمة التربية .
ومن هذه الحقوق التي يجب أن تصان: حقوق العمال وأصحاب العملِ، فللعاملِ حَقُّه الذي يجبُ صيانتُه، وتلزمُ حمايتُه، قال صلى الله عليه وسلم- : ((أعطوا الأجيرَ أجرَه قبلَ أنْ يجفَّ عرقَه)) وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال النبي المختار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ أُعْطِيَ بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ الْعَمَلَ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ }
ومن هذه الحقوق التي يجب أن تصان: حق المال في إخراج الزكاة، وإعطاء كل ذي حق حقه قال الله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (سورة المعارج:24 ،25 )قال قتادة: الحقّ المعلوم: الزكاة ( وقال تعالى: ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
ومن هذه الحقوق التي يجب أن تصان: حقوق الميراث وبخاصة وأن الشكاوي تأتي إلينا ليلاً ونهارًا : يا شيخ تحدث عن أكلة المواريث، يا شيخ تحدث عن الرجل يجور في وصيته، يظلم في وصيته , لذا حذَّر الله كل إنسان من شأنه أن يعصي أمر مولاه ،ويتعد حدوده ،ويظلم البنات، ويأكل حقوق الأخوة والأخوات، قال ربنا : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) (سورة النساء ) قال أبو هريرة : نزلت هذه الآية في الرجل يختم حياته بالخاتمة السيئة فيخص بعض الورثة دون بعض ويحرم بعض الورثة دون بعض ,وعده الله بنار خالدًا فيها وله عذاب مهين. لأنها نزلت عقب آيات المواريث ) وكيف لا يكون كذلك ؟ والله تعالي وعده بالعذاب الشديد والعقاب الأليم، قال ربنا: (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا )(سورة الفجر : 19) فانتبه قبل فوات الأوان، وصحح ما فعلت من وصية خاطئة ، وقسمة جائرة ،وأعطي كُلَّ ذي حق حقه ومستحقه قبل فوات الأوان
الموت يأتي بغتة … والقبر صندوق العمل فاتقوا اللهَ –عباد الله : وأدّوا لكلِّ ذي حَقٍّ حقَّه، تَسْعَدُوا ويَسْعَدَ غيرُكم، ويَعُمّ نفعُكم وخيرُكم. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …………………… وبعد
ثالثًا: وسائل الثبات على الحق.
أيها السادة : كنا في حاجة إلى الثبات على الحق والدين واتباع هدي الني الأمين صلى الله عليه وسلم وبخاصة ونحن في مواسم الطاعات والخيرات ومن وسائل الثبات على الحق استغلال مواسم الطاعة وأيام النفحات في التقرب إلى الله , ونحن في شهر شعبان وسمي بذلك ؛ لتشعب الخير فيه ,وشعبان قنطرة لرمضان ,وشعبان بوابة لرمضان , وشعبان دورة تدريبية تأهيلية على الصيام والقيام والقرآن , وشعبان هو البيان الختامي للسنة كلها ترفع فيه الأعمال فعن أسامة بن زيد ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ؟ قال:” ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ“ رواه النسائي .
من وسائل الثبات على الحق :الإقبال على القرآن الكريم، فهو حبل الله المتين، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن عمل به. قال تعالى:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ )الفرقان: 32). وشعبان شهر القراء فكان بعض السلف إذا دخل شعبانُ أكبوا على مصاحفهم فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان.
ومن وسائل الثبات على الحق التزام شرع الله والعمل به، قال الله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ (إبراهيم: 27)
ومن وسائل الثبات على الحق: ذكر الله. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (الأنفال: 45)
ومن وسائل الثبات على الحق: الدعاء. قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ ) آل عمران: 8). وقال تعالى: ﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ (البقرة: 250)
ومن وسائل الثبات على الحق: صحبة العلماء والأتقياء والصالحين، (فالصاحب ساحب المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ) كما قال النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ,فالأخيار يدلون الناس على الخير، ويحذرون الناس من الشر. يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إِنَّ من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه” (سنن ابن ماجه).فما أحوجنا أيها الأخيار إلى اتباع الحق وإحقاقه والتواصي به فيما بيننا؛ استعدادًا للوقوف بين يدى الله جل وعلا؛ لنسعد في الدنيا، ونسعد في الآخرة
فالحق الحق تفلحوا ياسادة ,ولا يغرنك في طريق الباطـل: كثرة الهالكين. ولا يوحشنك في درب الحق: قلة السالكين؛ إنما يوزن النّهج الصحيح بالحق لا بالكثرة(قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) (سورة المائدة :100) , فالحق لا يوزن بالرجال، وإنما توزن الرجال بالحق، فاللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف