أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

بتاريخ 25 جمادى الآخرة 1446هـ/ 25 ديسمبر 2024م

خطبة الجمعة بعنوان: (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ للمفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بتاريخ 25 جمادى الآخرة 1446هـ/ 25 ديسمبر 2024م. 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

ولقراءة جزء من خطبة الجمعة القادمة 27 ديسمبر 2024م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ : كما يلي:

 

خطبة علمية جديدة، بعنوان: 

(المخدرات ضياع للإنسان) 

المخدرات بوابة الضياع 

كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟

 

للمفكر الإسلامي

الدكتور/ أحمد علي سليمان

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

 
الجمعة: 25 جمادى الآخرة 1446هـ/ 27 ديسمبر 2024م
 
هذه الخطبة كُتبت بشكل تجديدي وإثرائي؛ للإسهام في زيادة وعي السادة العلماء والخطباء والأئمة واطلاعهم على الجديد في الموضوع، من خلال العلوم الحديثة والمتخصصة، جنبًا إلى جنب مع الفكر الإسلامي المستنير، في محاولة للاقتراب من المشكلات الحياتية والإسهام في تقديم الحلول الناجعة لها، في إطار تحقيق أهداف خطبة الجمعة التي حددتها وزارة الأوقاف. وللسادة الأئمة والدعاة الاطلاع عليها ودراستها، واختيار ما يناسبهم منها… والله ولي التوفيق.
الحمد لله الذي أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وحذَّر من كل مسكر ومُفْتِر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدَنا محمدًا عبده ورسوله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين). 
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ، وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَقَيُّومُ السَّمَاوَاتِ، وَالْأَرْضِينَ.. 
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، إِمَامُ الْمُرْسَلِينَ، وَقَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ..
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلَاةً تُحْسِنُ بِهَا الأَخْلَاقَ، وَتُيَسِّرُ بِهَا الأَرْزَاقَ، وَتَدْفَعُ بِهَا المَشَاقَّ، وَتَمْلَأُ بِهَا الآفَاقَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، صَلَاةً دَائِمَةً مِنْ يَوْمِ خَلَقْتَ الدُّنْيَا إِلَى يَوْمِ التَّلَاقِ، وَاسْتُرْنَا وأولادَنَا وشَعْبَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَا عَزِيزُ يَا خَلَّاقُ.
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّكَ (ﷺ)، وَأَعِذْنَا بِهَا مِنْ شَرِّ أَنْفُسِنَا، ومِنْ شَرِّ الفِتَنِ مَا ظَهَرِ مِنْهَا ومَا بَطَن، وَاجْعَلْهَا لَنَا هُدًى وَفَتْحًا وَنُورًا وَبَرَكَةً؛ كَرَامَةً لِعَبْدِكَ وحَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (ﷺ، اللَّهُمَّ آمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
عِبَادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي المُقصِّرة بتقوى الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) (النساء: 131). 
فتَقْوَى اللهِ، زَادُ المُتَّقِينَ، وَنُورُ المُهْتَدِينَ، وَسَبِيلُ الفَوْزِ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمِ الدِّينِ.. أما بعد: 

تابع / خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

أيها المؤمنون: 

لقد أنعم الله علينا، بنِعَمٍ كثيرةٍ وفيرةٍ، لا تُحصى لا تُحد ولا تعد… فخيراتُه علينا مستمرة لا تنتهي ولا تنقطع ولن تنقطع، ولن تنحسر، بل هي باقية بقدر الله، ما دامت السماوات والأرض.
نِعَمُ الله وعطاياه وألوان مننه ورحمته متواترة متدفقة متنوعة متعددة في: أنواعها، وأشكالها، وصورها، وأنماطها الكثيرة، التي تُدهش العقول وتبهر الألباب… ومن ذلك: 
العقل البشري: من أعظم مظاهر الإعجاز الإلهي، وأحد أجل النِّعَم على الإنسان
العقل البشري هو أحد أعظم معجزات الله (عزَّ وجلَّ) في خلق الإنسان، فبه يمتاز الإنسان عن سائر المخلوقات، بقدرات لا مثيل لها في: التفكير، والإبداع، والتحليل، واتخاذ القرار. 
من أوجه الإعجاز الإلهي في خلق العقل: 
يقول الحق تبارك وتعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (الذاريات: 21)، في أنفسكم آيات كثيرة: السمع، والبصر، واللسان، والقلب، العقل …إلخ، وكلها عِبرة لكم، ودليل لكم، وآيات لكم تدلُّكم على وحدانية صانعكم (جل وعلا). فتعالوا بنا لننظر إلى بعض أوجه الإعجاز الإلهي في خلق العقل، وطريقة عمله، من منظور علمي، على النحو التالي: 
كيف يعمل الدماغ؟:
البنية المعقدة للعقل
 شبكة الأعصاب الفائقة: 
 مرونة الدماغ: 
الوظائف العقلية الخارقة
• الإبداع والتخيل: 
– العقل لا يقتصر على فهم الواقع، بل يبدع في خلق أفكار جديدة، وهو ما جعل الإنسان قادرًا على التطور عبر العصور.
• الذاكرة المتقنة: 
– يمتلك الدماغ قدرة فائقة على تخزين مليارات المعلومات في الذاكرة القصيرة والطويلة المدى، واسترجاعها عند الحاجة.
• التحكم في الجسم: 
– العقل ينظم عمل كل أعضاء الجسم من خلال الجهاز العصبي، مثل تنظيم ضربات القلب، التنفس، والهضم، ما يحفظ توازن الجسم بشكل مثالي.
 3. التوازن بين العقل والعاطفة
– العقل والعاطفة يعملان بتناغم مذهل يتيح اتخاذ قرارات عقلانية مع مراعاة المشاعر الإنسانية. هذا التكامل يعكس دقة التصميم الإلهي الذي يجمع بين المنطق والحدس.
 4. الإشارات القرآنية لإعجاز العقل
 العقل والتمييز بين الحق والباطل: 
 العقل وسيلة الإنسان للتمييز بين الصواب والخطأ، مما يعكس مسؤولية الإنسان كخليفة في الأرض. والعقل أداة أساسية للتفكر والتدبر. يقول تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (آل عمران: 191)، مما يحث على استخدامه لفهم مظاهر الإعجاز في الكون.
5. حدود العلم أمام العقل
 على الرغم من التقدم الهائل في علوم الأعصاب، يبقى العقل لغزًا محيرًا للعلماء، فلم يتمكنوا بعد من تفسير آلية ترجمة الأفكار والمشاعر إلى إشارات عصبية.
 6. الإعجاز في التكامل مع شتى أنحاء الجسد
الخمر والمسكرات والمخدرات
في منظور الإسلام

تابع / خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

معنى الخمر: 

الخمر في اللغة: هو كلُّ شراب خَامَرَ العَقَلَ فستره وغطى عليه. وقيل: كلُّ مُسكر خَامَرَ العَقَلَ وغطاه
يقال: “خمرت الإناء إذا غطيته”، ليمنع ما فيه من الظهور. 
وسمي خمار المرأة بذلك لأنه يُستخدم لتغطية الرأس ، إذ يرتبط المعنى بالستر والتغطية. 
وهكذا فالخمر له دلالات لغوية متعددة، مرتبطة بفكرة التغطية والستر، سواء كانت في الإناء أو العقل أو في سلوك الشخص، مما يبرز طبيعة التأثير السلبي للخمر على العقل والسلوك.
تعريف المسكرات: 
المسكرات هي المواد التي تُسْكِرُ العقل، أي تغطيه وتُفقده الوعي، أو تُغيّر حالة الإدراك. 
 في اللغة، تُعرَّف بأنها كل شراب أو مادة تُفقد الإنسان القدرة على التفكير السليم، أو يُغيّر الإدراك، وتؤدي إلى السكر والغباء. وتشير إلى كل شراب يسبب السكر.
وتشمل: جميع أنواع المشروبات الكحولية، والمواد المخدرة التي تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الفكر والإدراك والسلوك. 
تعريف المخدرات: 
* في لسان العرب لابن منظور: المخدرات هي ما يُخدِّر أو يُذهب الإحساس أو يُسبب النعاس، وهي تشمل الأفيون وما يشابهه من المواد.
وفي المعجم الوسيط: هي: “مواد تُستخدم لتخفيف الألم أو لتأثيرات مهدئة، أو لتغيير الحالة النفسية، وغالبًا ما تُسبب الإدمان.”
وقيل: هي مواد كيميائية تُستخدم بشكل غير قانوني أو طبي، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وتغير الحالة العقلية أو الجسدية للشخص، وتسبب تغييرات في الوعي والسلوك، وتؤدي إلى تأثيرات مختلفة مثل الاسترخاء، الهلوسة، أو تغيّر الوعي. 
أنواع المخدرات: 
تُصنَّف المخدرات إلى أنواع مختلفة، بما في ذلك: 
1. المخدرات الطبيعية: مثل الحشيش (القنب) والأفيون، وهي مستخلصة من نباتات.
2. المخدرات الاصطناعية: يتم تصنيعها كيميائيًّا.
3. المخدرات المنشطة: تؤدي إلى زيادة النشاط والطاقة.
4. المخدرات المهدئة: تستخدم لعلاج القلق والأرق.
   وتشمل المخدرات النباتية والكيماوية، والسائلة، والمسحوقة، والصلبة، هذه كلها من المخدرات، ومن الخمر بمعناه الواسع، لأنها تحجز العقل عن أداء مهمته، وصدق الله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة: 195)، كما أنها أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) (البقرة: 188).
الفروق: 

تابع / خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

1. الخمر:  هو نوع من المشروبات الكحولية، يتم تحضيره من تخمير الفواكه (مثل العنب)، ويؤثر على الجهاز العصبي، مما يسبب تغيرات في التفكير والسلوك.

2. المسكرات:  تشمل جميع المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، سواء كانت مشروبات كحولية مثل الخمر أو مواد أخرى، مثل بعض الأدوية المهدئة أو المنومة. تسبب تغييرات في الإدراك والسلوك.
3. المخدرات:  هي مواد تؤثر بشكل كبير على العقل والجسد، سواء كانت طبيعية (مثل الأفيون والقنب) أو اصطناعية. تسبب تغييرات في الوعي، وغالبًا ما تؤدي إلى الإدمان والمشكلات الصحية والنفسية.
باختصار: الخمر هو نوع من المسكرات، لكن المخدرات تشمل مجموعة أوسع من المواد التي تؤثر على العقل والجسم.
التدرج التشريعي
 من تجليات الرحمة الإلهية للإنسان
مراحل تحريم الخمر في الإسلام: 
تظهر تجليات الرحمة الإلهية بالإنسان من خلال التدرج التشريعات، ومنها: تحريم الخمر الذي حرمه الله على المسلمين في عدة مراحل، مما يعكس رعاية الله ورحمته لعباده في تغيير عاداتهم بشكل تدريجي؛ ليتمكنوا من التكيف والاستجابة لهذا التحريم، ذلك لأن الخمر كانت متأصلة في حياة العرب، وشيئا أساسيًّا لهم، ومن ثم لا يمكن أن يتركوها فجأة.
 ومن هنا كانت الرحمة الإلهية في التدرج في تحريمها شيئا فشيئا، بدء من أية النحل، ثم آية النساء، ثم آية البقرة، ثم آية (التحريم النهائي) في سورة المائدة.
 وقد بحثت كثيرًا عن المدى الزمني بين الآية الأولى والأخيرة من آيات مراحل تحريم الخمر الأربع، والتي توجت بتحريم الخمر نهائيًّا وبشكل قاطع في المرحلة الرابعة.
ومن خلال دراسة مكية الآيات ومدنيتها، فإن آية المرحلة الأولى في التدرج في التحريم نزلت في مكة (في أواخر العهد المكي)، في حين أن الآيات المتعلقة بالمراحل الثانية والثالثة والرابعة نزلت بالمدينة (في السنوات الأولى من الهجرة)، وأن المدى بين آية المرحلة الأولى، وآية المرحلة الرابعة والنهائية للتحريم، حوالي ستة أعوام تقريبا. 
الآية الأولى (النحل: 67) مكية في حين أن الآيات الثانية (النساء: 43) والثالثة (البقرة: 219) والرابعة (المائدة: 90) مدنية.
 والتقدير الذي قدمته بخصوص المدى الزمني بين الآيات (حوالي ست سنوات) تقدير قد يكون مقبولا، ولكن يصعب تحديده بدقة مطلقة، بسبب عدم تحديد تاريخ دقيق لنزول كل آية، ما يفتح المجال للبحث والنقاش حول تاريخ نزول الآيات. والله تعالى أعلى وأعلم.
ومن هنا نتعلم التدرج في حياتنا، انطلاقا من هذا المنهج الرباني الذي قرره العليم الحكيم، الذي حَرَّمَ الخمر على مراحل، وحَرَّمَ الربا على مراحل، وأمر بالصلاة على مراحل، وعلَّمنا التدرج الذي يُصلح للنفس البشرية ويُصلحها.
•وما سبق -وغيره- يوضح كيف أن الله رحيم بخلقه، يراعي طبيعتهم، ويُكرمهم بالتوجيه الصحيح نحو الخير والصلاح.

تابع / خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

ويمكن تلخيص مراحل تحريم الخمر في الإسلام في أربع مراحل: 

المرحلة الأولى: الإشارة إلى ضررها دون تحريمها – (سورة النحل آية: 67- مكية)
في هذه المرحلة، أشار الله (سبحانه وتعالى) إلى وجود شراب مُسكِر دون أن يُحَرِّمَه بشكل مباشر. يقول تعالى: (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل: 67).
المرحلة الثانية: التحذير من تناولها وقت الصلاة – (سورة النساء آية: 43 – مدنية)
في هذه المرحلة، جاء التحذير من الله (تعالى) إلى المؤمنين بشأن تناول الخمر وقت الصلاة. يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ…) (النساء: 43). 
المرحلة الثالثة: بيان أضرارها وذمها- (سورة البقرة آية: 219 – مدنية)
في هذه المرحلة، جاء بيان واضح من الله (سبحانه وتعالى) عن أضرار الخمر وذمها. يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ) (البقرة: 219).
المرحلة الرابعة: التحريم القطعي – (سورة المائدة آية: 90 – مدنية)
في هذه المرحلة، جاء التحريم القطعي والصريح للخمر من الله. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة: 90).
تحريم الخمر والمسكرات في السنة النبوية:
حذَّر النبي مِن كل ما يُفقد العقل أو يؤثر على سلامته، فقال (ﷺ): (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ خَمْرٍ حَرامٌ) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه) .
فالخمر اسمٌ لكلِّ ما يُوجَدُ فيه الإسكارُ، سواءٌ كان شَرابًا أو طَعامًا أو استنشاقًا ونحْوَ ذلك، وأنَّ كلَّ ما يُسكِرُ ويُذهِبُ العقلَ فقدْ حَرَّمه اللهُ (عزَّ وجلَّ) ونَهى عنه، قَليلِه وكَثيرِه.
وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: “لعَن رسولُ اللهِ (ﷺ) في الخَمْرِة عشَرةً: 
 عاصِرَها،
 ومُعتصِرَها، 
 وشارِبَها، 
 وحامِلَها،
 والمحمولةَ إليه، 
  وســـاقِيَها، 
  وبائِعَها، 
 وآكِلَ ثَمَنِها، 
 والمُشتَـرِيَ لها، 
والمُشتراةَ له” (أخرجه الترمذي – حسن صحيح).      وهكذا حرَّم الشَّرعُ الحنيف كلَّ أنواعِ الخمْرِ، وكلَّ ما يُذهَبَ العقلَ ويُغيَّبَه، كما حرَّم الأسبابَ والوَسائلَ المؤدِّيةَ إلى نشرِها، وهي بذاتِها محرَّمةٌ.
واللَّعنُ هنا بمعنى التَّحريمِ، والتَّحريمُ هنا يَشمَلُ عشَرةَ أمورٍ متعلِّقةٍ بها.
1- عاصِرِها: وهو مَن يقومُ بعصْرِها وصِناعتِها مِن أيِّ مادَّةٍ كانت.
2- مُعتصِرِها: هو مَن يَطلُبُ عَصْرَها مِن العاصِر، سواءٌ كان صاحِبَها أو أجيرًا عندَه يَحمِلُها فقط.
3- شارِبِها: وهو مُتعاطِيها.
4- حاملها: أي: النَّاقِلِ لها.
5- المحمولة إليه: أي: المنقولَةِ إليه.
6- ساقيها: وهو الَّذي يُقدِّمُها ويَصُبُّها للغيـرِ لِيَشرَبَها.
7- بائعها: وهو الَّذي يَبيعُ الخمْرَ.
8- آكل ثمنها: وهو مَن يأكُلُ مِن ثمَنِها مِن بيعِها، يأخذُ أُجرةً على عمَلِه وهو يَعلَمُ أنَّ مصدرَ المالِ مِن بَيْعِها، وهذا كلُّه مِن بابِ سَدِّ الذَّرائعِ والسُّبلِ أمامَ نشْرِ الخمْرِ؛ فلم يَترُكِ النَّبيُّ (ﷺ) بابًا يتعلَّقُ بها إلَّا وأغلَقه وحرَّمه؛ لأنَّ الخمْرَ أمُّ الخبائثِ وتدفَعُ إلى عمَلِ كلِّ المحرَّماتِ والموبقاتِ؛ فاشتدَّ التَّحريمُ في أمْرِها لذلك .
9- والمُشتَـرِيَ لها: هو من يقوم بشراء الخمر.
10- والمُشتراةَ له: هي الخمر التي يتم شراؤها لأجله.

تابع / خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

الحكم الشرعي للمخدرات: 

الخمر حرامٌ بالقرآن والسنة وإجماع المسلمين؛ قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة: 90)، وقوله: (فَاجْتَنِبُوهُ) آكد في التحريم؛ لأن هذا اللفظ يدل على تحريم الاقتراب من الخمور ومجالسها، فما بالُنا بشربها!
ومن السنة قوله (ﷺ): (كُلُّ مُسْكِرٍ خمرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ)، وقَالَ (ﷺ): (ما أسكرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ) (أخرجه السيوطي في الجامع الصغير – صحيح) .
وانعقد إجماع الصحابة على تحريم الخمر، وعلى أن العلة في التحريم الإسكار. 
فقد ثبت أن للخمر آثارًا وأضرارًا أدبية ومادية، وقد كرَّم الله الإنسان وفضَّله على سائر المخلوقات وأنعم عليه بنعمة العقل وجعله مناطًا للتكليف؛ وجعل حفظ العقل من مقاصد الشريعة الإسلامية التي أطلق عليها الفقهاء الضرورات الخمس؛ وهي: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال. 
ناهيك عن إفساد إنسانية الشارب وإهدار آدميته وكرامته، كما تفسد علاقته بأهله وأقاربه ومجتمعه وتحطُّ من شأنه وتقضي على حيويته وتصيب الجسم بالعلل؛ لما لها من تأثير ضارٍّ على المعدة والكبد، وتُذهب بأموال الشارب وممتلكاته
ومتى اختل العقل وفسد بشرب المسكرات انقطعت صلة شاربها بربه وابتعد عن عبادته؛ لأنها تورث قسوة القلب وتدنس النفس فلا يتذكر عظمة الله وقدرته. لهذا كانت الخمر صنوًا للشرك بالله ورجسًا من عمل الشيطان؛ كما وصفها القرآن الكريم في تلك الآية؛ لذلك حرَّم الإسلام الموبقات والمفسدات وكل ما يُذْهِبُ العقل أو يفسده من مطعوم أو مشروب، وفي مقدمة الموبقات المفسدات المهلكات أم الخبائث الخمر (دار الإفتاء المصرية: حكم شرب الخمر ودليل تحريمها) . 
حرب المخدرات:
تجار المخدرات.. مفسدون في الأرض:
فتنة المخدرات وأضرارها: 
أسباب انتشار المخدرات:
كيف تواجه الدول المخدرات: 
سبل العلاج: 
مخدرات العصر: 
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي وفقه الله: 
‏”فيه مخدرات عندنا الآن مخدرات غير المخدرات الممنوعة والمحرمة
– ال iPad مخدرات 
-الهاتف مخدرات 
-الإنترنت مخدرات
– الشاشة مخدرات 
-المجلات مخدرات مسلية يمكن أن تمضي ساعات طويلة ورائها دون أن تشعر!
 هذه الإنجازات أنا لي رأيي خاص فيها هي حيادية: 
🟢 يمكن أن تكون أدوات إلى الله 
🔴أو أدوات للبعد عن الله”.
لقد أصبحت وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف والشاشات والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. 
ومع ذلك، فإن هذا الاستخدام قد يتحول إلى “مخدر” يسلبنا أوقاتنا وعقولنا إذا لم نحسن التعامل معه. 
وهذه الوسائل حيادية حقًا، فهي أدوات يمكن أن تقرّبنا من الله إذا استُخدمت في طلب العلم، ونشر الخير، والتواصل مع الأهل والأصدقاء برحمة. 
لكنها قد تصبح أداة لإضاعة الوقت والابتعاد عن الله إذا أُسيء استخدامها. 
علينا أن نستشعر رقابة الله في استخدامنا لهذه الوسائل، ونسأل أنفسنا دائمًا: هل ما نفعله الآن يرضي الله؟ هل نستخدمها فيما يفيدنا دنيا وآخرة؟ فالوقت هو أمانة، وسيُسأل الإنسان يوم القيامة عن عمره فيما أفناه. 
لذلك، فلابد أن نجعل من هذه الأدوات وسائل تعيننا على طاعة الله، لا أن تكون سببًا في الغفلة عنه. 
وعلينا أن نتذكر دائما النبي (ﷺ): (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
وعليكم بملازمة الدعاء خاصة في أوقات الإجابة كثلث الليل الأخير، وأثناء السجود، ويوم الجمعة ؛ بأن يصلح أولادكم وأولادنا، وأن يهديهم إلى الطريق المستقيم، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان ( 74.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَجْمَعُ بِهَا رُوحَ الْمُصَلَّى عَلَيْهِ، بالْمُصَلِّي عَلَيْهِ.
•اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بن عبد الله، مَا ضَاقت إلا وفَرَّجها اللهُ.
•اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلَاةً تُنَوِّرُ بِهَا قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا وَدُرُوبَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ.

تابع / خطبة الجمعة : (المخدرات ضياع للإنسان) المخدرات بوابة الضياع: كيف نحمي أولادنا ومجتمعنا منها؟ د/ أحمد علي سليمان

نسأل الله السلامة لنا ولأولادنا، وأن يوفقنا للحفاظ على ديننا وهُويتنا ولغتنا، وأن يجعلنا ممن يخدمون لغة القرآن الكريم. 

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وأعنّا على حفظه وفهم مقاصده وخدمة لغته. اللهم احفظ هُويتنا وأمتنا من كل سوء. اللهم اجعل لغتنا العربية راية مرفوعة، ووفق أولادنا لتعلمها وإتقانها يا رب العالمين. 
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا. نسأل الله أن يوفقنا لرعاية أجيالنا، وأن يجعل أبناءنا قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة. 
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَجْمَعُ بِهَا رُوحَ الْمُصَلَّى عَلَيْهِ، بالْمُصَلِّي عَلَيْهِ.
وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة 
الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
 
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: 
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
 

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »