خطبة الجمعة القادمة word pdf والمسموعة 13 مارس : مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة word pdf والمسموعة : مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء ، بتاريخ 18 من رجب لسنة 1441هـ ، الموافق 13 مارس 2020م.
حصرياً : تحميل خطبة الجمعة القادمة word : مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء
لتحميل خطبة الجمعة القادمة pdf : مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء
الخطبة المسموعة:
لقراءة الخطبة كما يلي:
الحمد لله رب العالمين ، القائل في كتابه الكريم : {وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} ، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمّدًا عَبدُه ورسوله ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
وبعد :
فإن لله (عز وجل) عبادًا اصطفاهم وخصهم بالشهادة ، حيث يقول تعالى : {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} ، ولشرف مسمى الشهادة تعددت معانيها ، فهم شهداء ؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى وملائكته (عليهم السلام) شهدوا لهم بالجنَّة ، ولأنَّهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وشاهدون لما أعدَّه الله سبحانه لهم من النَّعيم ، وشاهدون على صدق وعد الله تعالى إياهم ، وغير ذلك من المعاني الطيبة التي تزيد اللفظ شرفا ورفعة ، وتبين مكانة الشهداء عند ربهم ، يقول تعالى : }وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ{ .
وليس أدعى للأمل في رحمة الله من إنسان بذل روحه من أجل وطنه ، دافع عنه ، ومات من أجله ، فينال مرتبة الشهادة ، وهي تجارة رابحة لن تبور ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} ، فمقام الشهادة من أعلى المقامات عند الله تعالى .
والشهادة في سبيل الله تعالى أقسام ؛ أعلاها منزلة ، وأعظمها مكانة :
الشهاد في مواجهة العدو ؛ دفاعًا عن الوطن ، وابتغاء مرضاة الله (عز وجل) ، حيث يقول (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم) : (لَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلى اللَّه تعالى من قَطْرَتَين ، وأَثَرَيْنِ ؛ قَطْرَةُ دُمُوعٍ من خَشيَةِ اللَّه ، وَقَطرَةُ دَمٍ تُهرَاقُ في سَبِيلِ اللَّه تعالى ، وأما الأثران ؛ فأثر في سبيل الله تعـالى ، وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ منْ فَرَائِضِ اللَّه تعالى) .
وهناك ألوان من الشهادة لا تقل قدرًا ولا مكانة ؛ منها : كل من استشهد في حماية وطنه ، أو شيء من مقدراته ، أو بسبب عمله على رفعته ؛ كالشرطي الذي يحمي دور العبادة ، والذي يحمي السائحين الذين يأتون لبلادنا ، والذي يحمي الآثار ويحافظ عليها ، فيستشهد بسبب إخلاصه في عمله، وحرصه على أدائه على الوجه الأكمل ، وكل ما على شاكلة ذلك فهو في سبيل الله تعالى ، كالموظف العام الذي يحرص على صيانة المال العام ، فيستشهد بسبب ذلك .
وكذلك من قتل دفاعا عن نفسه ، أو عن غيره ، أو عن عرضه أو عرض غيره ، أو عن ماله ، أو مال غيره ، فهو شهيد.
يقول (صلى الله عليه وسلم) : (منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ) ، فكل هؤلاء يحافظون على بلادهم ومقدراتها ، ويحمون الأموال والأنفس والأعراض التي حرم الإسلام الاعتداء عليها ، وأمر بحمايتها ، والدفاع عنها ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ ؛ دَمُهُ ، وَمَالُهُ ، وَعِرْضُهُ) .
ولأن الشَّهادة منحة يَمنَحُها اللهُ (عز وجل) لأفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل ، فهم في أفضل المنازل يوم القيامة ، ومن ثمرات الشهادة : أنَّ الشهداء لا يشعرون بالموت وشدته ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ) ، ويأمنون من عذاب القبر وفتنته ، فقد قال رجل : يا رسول الله ، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إِلَّا الشَّهِيد؟ قال :
(كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً) ، ولا ينقطع عملهم الصالح أبدًا : يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ) ، ولهم جزيل الأجر ، وكريم العطايا ، فالشهيد ؛ “يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ” .
كما أن الشهيد يبعث يوم القيامة مكرمًا تفوح منه رائحة المسك ، يقول (صلى الله عليه وسلم) :
(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ- إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ) .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ .
* * *
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ سيدنا محمد ، وآله ، وصحبه ، والتابعين .
إخوةَ الإسلام :
إن شهداءنا الأبرار مخلدون في ذاكرة الأمة ؛ مثالا للتضحية ، والرجولة ، والشرف، والقدوة ، وشاء الله (عز وجل) أن يمنحهم الحياة الحقيقية الأبدية التي لا مثيل لها ، حيث يقول تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} ، يقول (صلى الله عليه وسلم) :
(أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً ، فَقَالَ : هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا : أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا ، قَالُوا : يَا رَبِّ ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى ، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا) .
على أن من سأل الله (عز وجل)الشهادة بصدق وإخلاص بلغه الله تعالى منزلتها.
يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) ، فمن كان همه حماية دينه ووطنه والحفاظ على مقدرات بلاده ، وقتل في سبيل ذلك ، فهو شهيد .
فهنيئًا لمن اصطفاه الله تعالى للشهادة ، فأكرمه برفقة الأنبياء والصديقين والصالحين , وأنعم بها من رفقة ، حيث يقول سبحانه : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} .
اللهم ارحم شهداءنا ، واحفظ مصرنا ، وسائر بلاد العالمين .
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة: مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء ، بتاريخ 18 من رجب لسنة 1441 هـ ، الموافق 13/3/2020 م.
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بنص الخطبة : مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء ، بتاريخ 18 من رجب لسنة 1441 هـ ، الموافق 13 من مارس لسنة 2020 م، أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
كما أن وزارة الأوقاف واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين.
وتؤكد تفهم الأئمة لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي ، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة 13 مارس 2020.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف