خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 6 جماد أول 1446هـ ، الموافق 8 نوفمبر 2024 م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بصيغة word بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بصيغة pdf بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة دزء من خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م ، بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ
“””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)) سورة الأنبياء 30.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى اله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أما بعد
أيها المسلمون، فقد أنعم الله علينا نعماً عديدة لا نحصى عددها، ولا نطيق شكرها، ومن أعظم هذه النعم على الإطلاق، نعمة الماء، الماء الذى هو سر الحياة، فبه تقوم الحياة، وبعدمه تنعدم الحياة، إن وجده الإنسان وحصل عليه فكل ما سواه يسير ويهون، وإن سلب من الإنسان أو حبس عنه، فلا يفصله عن الموت إلا مجرد أنفاس معدودة، ودقائق محدودة، فالماء من أعظم ما خلق الله عز وجل بل من أولها في الوجود، وقد جعله الله أصل الحياة، قال تعالى ((وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ )) سورة الأنبياء (30)، وقال سبحانه (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45]. وقد ورد ذكر كلمتي “ماء، والماء” في القرآن الكريم “تسع وخمسين مرة، وورد ذكر الماء في كلمات أخرى “ماءك، ماءها، ماؤكم، ماؤها” أربع مرات، وبذلك يكون الماء ورد ذكره في القرآن الكريم في ” ثلاث وستين ” مرة.
أيها المسلمون وحين تطالع حديث القران الكريم عن الماء، فإنك ستجد القران الكريم وقد تحدث عن الماء من عدة محاور، مثل:
أن الله سبحانه وتعالى ينزل الماء بحساب وميزان ومقدار لا يعلمه إلا هو، جل في علاه، وكذا سبحانه وتعالى يخص بالماء مكاناً وأرضاً وأناساً دون غيرهم لحكم لا يعلمها الا هو. قال تعالى ((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18]. فتأمل هنا قوله (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ) بحكمة وتدبير؛ لا أكثر فيغرق ويفسد، ولا أقل فيكون الجدب، ولا في غير أوانه فيذهب هباء منثورا بلا فائدة، فيا لها من آية عظيمة لمن يعتبر ويتعظ، وتأمل أيضاً فى الآية قوله تعالى
(فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) فيا له من تصوير بديع من الخلاق العظيم، فما أشبهه، وهو مستكن في الأرض بماء النطفة، وهو مستقر في الرحم، (فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ) كلاهما مستقر هنالك بتدبير الله لتنشأ عنه الحياة، ويا له من ربط ماتع وبديع بين المائين. فكل منهما أصل في الحياة.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
(وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ)؛ فيغور في طبقات الأرض البعيدة بكسر أو شق في الطبقات الصخرية، التي استقر عليها، فحفظته، أو بغير هذا من الأسباب، فالذي أمسكه بقدرته قادر على تبديده وإضاعته، إنما هو فضل الله على الناس ونعمته. ولهذا يلفت القران الكريم أنظارنا إلى نعمة إمساكه الماء فلا يغور في الأعماق، فمن غير الله يمسكه؟ قال تعالى ((وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)) سورة الحجر (22)، وقال أيضاً في هذا المعنى ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ)) سورة الملك (30).
أيها المسلمون، كما أشار القرآن الكريم إلى قدرة الله وعظمته وهيمنته على الكون بإنزاله الماء من السحاب، وجعله عذباً حتى يستطيع المخلوقات شربه، فمن غير الله يملك ذلك؟ قال تعالى ((أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) [الواقعة: 68‑70]. فهذا هو الماء الذي هو أصل الحياة وعنصرها الذي لا تنشأ إلا به كما قدر الله، ترى فما دورك أيها الإنسان؟ دورك هو أن تشرب هذا الماء، ولكن الذي أنشأه من عناصره، والذي أنزله من السماء، فهو الله سبحانه، وهو الذي قدر أن يكون عذبا فكان، ولو شاء الله لجعله أجاجا مالحا لا يستساغ، أو لا ينشئ حياة، فكيف بنا نشكر الذي صنع لنا كل ذلك؟
أيها المسلمون، كما بين الله سبحانه وتعالى من خلال آيات القران الكريم أن المطر هو مصدر جميع مياه الأرض، قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)) [الزمر: 21]. كما أن هناك ارتباطا ً وثيقاً بين الزراعة والماء، وأن ماء المطر أو الماء عموماً هو أهم عنصر يجب توفره للنشاط الزراعي، قال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [الأنعام: 99].
تابع / خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أيها المسلمون، وحين ننظر بأعيننا إلى الماء الموجود على الأرض، فإننا سنجد أن الله سبحانه وتعالى لحكم عظيمة بديعه، قد خلق الماء على هيئات وأشكال متنوعة فمنه ما يجري على وجه الأرض كالأنهار، ومنه ما هو مستقر فوق ظهرها كالبحار، ومنه ما يستقر في باطن الأرض كالمياه الجوفية، ومنه ما هو كائن في الآبار، ومن رحمته سبحانه أن جعل فيه العذب والمالح الأجاج، وجعل العذب وهو مياه الأنهار يجري حتى لا يتعفن كذلك، ولا يتعفن ما يموت فيه من الحيوانات وغيرها، ولذلك أيضاً دعانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المحافظة على طهارة ونظافة المياه، وأن من يلوث الماء هو آثم ومتعد لحدود الله، ففي صحيح مسلم، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ((عَنْ رَسولِ اللهِ ﷺ أنَّه نَهى أنْ يُبالَ في الماءِ الرّاكِدِ)).
كما بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه أن أمر الماء يخص جميع الناس، وأن الناس جميعاً شركاء فيه، فعند أبى داوود وغيره بسند صحيح أنه قال صلى الله عليه وسلم ((المسلِمونَ شُرَكاءُ في ثلاثٍ: في الكلأ، والماءِ، والنَّارِ)).
كما أوصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على الماء وعدم الإسراف فيه حتى لو كان المسلم يتوضأ، فقد أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ((أنَّ النَّبيَّ ﷺ مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، لابد أن يكون الجميع على وعى تام وتقدير للمسؤولية، لهذه المرحلة الحرجة، التي تتعلق بالمياه، فكل قطرة ماء لها ثمنها ولها قيمتها ولها أثرها وتأثيرها، وهنا أهيب بكل الذين يعبثون بالمياه ولا يقدرون الأمور تقديرها، كهؤلاء الذين يرشون الشوارع بالمياه أو الذين يقومون بغسل سياراتهم بالمياه المعدة للشرب، أو حتى الطرق التقليدية في ري الأراضي الزراعية، لابد من التطور والري بالطرق الحديثة، ينبغي على الجميع أن يقوم بدوره حتى نحافظ على هذه النعمة العظيمة.
وإن كنا على ثقة ويقين، بإذنه تعالى، بأن الله حافظ مصر من كل سوء، وأنه لن يضيعنا أبداً، ولكن ينبغي المحافظة على كل قطرة ماء، فكم هو ثمين هذا الماء؟ وكم من نعم لا يشعر بأهميتها وقيمتها كثير من الناس، وصدق رب العزة حيث قال ((وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)) [الأنبياء: 30]. ولهذا أيها الأحباب، فلولا الله أولاً، ثم الماء الذي خلقه سبحانه وتعالى ما كان الإنبات ولا النبات ولا الحياة.
اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين
كتبه: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف