خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محروس حفظي
بتاريخ 6 جمادي الأولي 1446هـ ، الموافق 8 نوفمبر 2024م
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 6 جمادي الأولي 1446هـ ، الموافق 8 نوفمبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محروس حفظي :
(1) الماءُ أعظمُ النعمِ على الإطلاقِ.
(2) أسبابٌ تحجبُ نزولَ المطرِ مِن السماءِ.
(3) وسائلُ الحفاظِ على نعمةِ الماءِ في الإسلامِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
«وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ»
بتاريخ 8 جمادى الأولى 1445 هـ = الموافق 8 نوفمبر 2024 م
الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لكَ الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمّا بعدُ ،،،
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
(1) الماءُ أعظمُ النعمِ على الإطلاقِ:
إنَّ نعمَ اللهِ على الإنسانِ لا يَحدُّهَا حدٌ، ولا يُحصيهَا عَدٌ، ولا يُستثنَى مِن عمومِهَا أحدٌ، فهي نعمٌ عامةٌ، سابغةٌ تامّةٌ، ظاهرةٌ وباطنةٌ قالَ ربِّي سبحانَهُ: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، وقال أيضاً:﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾، ومِن أجلِّ هذه النعمِ “نعمةُ الماءِ”، فهو سرُّ الوجودِ، وأرخصُ موجودٍ، وأغلَى مفقودٍ، وأساسُ الحياةِ كما أخبرَ ربُّنَا المعبودُ: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ» (أحمد) .
لقد جعلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ- إنزالَ الماءِ بيدِه سبحانَهُ، لا بيدِ غيرِهِ، فهو القائلُ: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾، وهو مِن صورِ رحمةِ اللهِ بعبادِهِ، وقد يمسكُ رحـمتَهُ لحكمةٍ يعـلمُهَا سبحانَهُ ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، وقد وردَ ذكرُ لفظِ “الماءِ” في القرآنِ الكريمِ في “تسعٍ وخمسينَ آية، ووردَ لفظُهَا بمشتقاتِهَا أيضاً في أكثرِ مِن “مائةٍ وستينَ مرة”، وهذا يدلُّ على أهميةِ نعمةِ المياهِ وعظيمِ قدرِهَا في حياةِ البشريةِ، فلولا نعمةُ الماءِ لمَا كان في هذه الحياةِ إنسان، وما عاشَ حيوانٌ، وما نبتَ زَرْعٌ أو اخضرَّ شَجَرٌ، فمنهُ تشربُ، ومنه يخرجُ المرعى، وبهِ تُكسَى الأرضُ بساطاً أخضرَ، وتكونُ للناظرِ أجملَ وأسر، قالَ تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾، وبهِ يكونُ الاغتسالُ والوضوءُ والاستنجاءُ قال تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾، وشفاءٌ مِن الأمراضِ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ» (متفق عليه)، ولمَّا أصابتْ الحُمَّى رسولَ اللهِ ﷺ في آخرِ حياتِهِ أمرَ بسبعِ قربٍ لم تحلَّ أوكيتهُنَّ لتُراقَ عليهِ، عن علقمةَ بنِ عبدِ اللهِ المزنِي عن النبيِّ ﷺ قال: «أيّمَا أحدٍ منكُم أخذهُ الوردُ فليصبَّ عليهِ جرةَ ماءٍ باردٍ» (مسند الحارث) .
إنَّ مِن الخلقِ مَنْ تَعوَّدُوا وجودَ النعمةِ وأَلِفُوهَا، فهم تحتَ تأثيرِ هذا الإِلْفِ، وهذهِ العادةِ قد ينسونَ قدرَهَا؛ لأنّهَا دائماً حاضرةٌ بينَ أيديهِم، فينسونَ شكرَهَا، ونعمةُ الماءِ لو فقدتْ ولو لزمنٍ يسيرٍ، حينهَا يعلمُ العبدُ عظيمَ فضلِ اللهِ عليهِ، وأنَّ فقدَهَا جسيمٌ، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾، كذلك عذوبةُ الماءِ نعمةٌ فلو كان مِلحاً أُجاجاً، فمَن يستسيغُهُ وينتفعُ بهِ قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾، فهي نعمةٌ تستوجبُ شكرَ اللهِ وحمدَهُ، لذا كان الماءُ مِن النعيمِ الذي يُسألُ عنه العبدُ يومَ القيامةِ، قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾، ولقد كان ﷺ حفيًّا بنعمِ اللهِ يعظمُهَا ويشكرُهَا، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ، وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا» (أبو داود)، وقد دخلَ “ابنُ السمّاكِ على هارونَ الرشيدِ، وهارونُ يحكمُ ثلاثةَ أرباعِ الدنيا، فاستدعَى هارونُ ماءً في كوزٍ ليشربَ، قال ابنُ السمّاكِ: أسألُكَ باللهِ ألَّا تشربَ حتى أسألكَ، قال: سلْ، قال: باللهِ لو منعوكَ هذه الشربةَ، أكنتَ مفتديهَا بنصفِ ملكِكَ؟ قال: إيْ واللهِ، وإلّا فماذا يفيدُ الإنسانُ أنْ يموتَ وملكهُ وراءَهُ- فشربَ، قال: أسألُكَ باللهِ لو مُنعْتَ إخراجَ هذه الشربةِ، أتخرجُهَا بنصفِ ملكِكَ؟ قال: إيْ واللهِ، قال: لا خيرَ في مُلكٍ لا يُساوِي شربةَ ماءٍ وإخراجَهَا” أ.ه.
إنَّ الماءَ جندٌ مِن جندِ اللهِ، ورحمةٌ مِن رحماتِهِ، فلقد رحمَ اللهُ بالماءِ نوحًا ونجَّاهُ مِن قومِهِ على ظهرِ سفينةٍ، وحملَ موسَى الرضيعَ وهو في التابوتِ على مائِهِ، ورحمَ اللهُ بهِ موسى وقومَهُ لمَّا استسقُوه، ورحمَ بهِ رسولَنَا ﷺ وصحبَهُ الكِرامَ يومَ بَدْرٍ، وثبتَهُم وربطَ على قلوبِهِم قالَ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾، وعذَّبَ اللهُ بهِ أقوامًا، فأغرقَ بالماءِ قومَ نوحٍ لمَّا كفرُوا باللهِ وخالفُوا أمرَهُ، وأغرقَ بهِ فرعونَ وجندَهُ بعدَ تفاخرِهِ بالماءِ ﴿وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾، فأعلمَهُ اللهُ قدرَهُ ونجَّاهُ ببدنِهِ؛ ليكونَ للناسِ عبرةً، وأغرقَ سبأَ بالسيلِ العَرِمِ قال تعالى: ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ .
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 8 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
(2) أسبابٌ تحجبُ نزولَ المطرِ مِن السماءِ.
لتكملة الحطبة حمل ملف pdf من الأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف