أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025 م بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي بتاريخ 8 شعبان 1446هـ ، الموافق 7 فبراير 2025م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، بصيغة  word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025 م بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) ذمُّ الإسلامِ للكبرِ والمتكبرينَ.

(2) مخاطرُ التكبرِ وأضرارُهُ.

(3) الوسائلُ المعينةُ على تركِ الكبرِ والخيلاءِ.

(4) محاربةُ العنفِ ضدَّ المرأةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025 بعنوان: وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

 

 وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ

بتاريخ 8 شعبان 1446هـ = الموافق 7 فبراير 2025 م»

 

الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويُكافىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمَّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي

(1) ذمُّ الإسلامِ للكبرِ والمتكبرينَ:

 لقد جاءت الشريعةُ الغراءُ، بالترغيبِ في مكارمِ الأخلاقِ، والترهيبِ مِن سيئِهَا، وإنَّ التواضعَ للهِ ولعبادِهِ لهو خُلقُ الأنبياءِ – عليهم السلام- والأولياءِ والصالحين، ومِمّا يناقضُ التواضعَ وينافيهِ، الكِبرُ؛ ولذا قِيلَ: لبعضِهم: ما الكِبرُ؟ قال: “حُمْقٌ لم يَدْرِ صاحبُهُ أين يضعُه”، والكبرُ: استعظامُ الإنسانِ نفسَهُ، واستحسانُ ما فيهِ مِن الفضائلِ، والاستهانةُ بالناسِ واستصغارُهُم، والترفعُ على مِن يجبُ التواضعُ لهُ، وقد يكون الكبرُ سببًا في حرمانِ العبدِ مِن الجنةِ؛ لأنَّ الطاعةَ والعبادةَ طريقُ الجنةِ، والكبرُ يمنعُهَا، ويقودُ صاحبَهُ إلى المعصيةِ والرذيلةِ، ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾، وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:

«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ:«إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ» (مسلم).

فلا حرجَ أنْ تلبسَ الثيابَ الجميلةَ، وأنْ تعتنِيَ بمظهرِكَ مِن غيرِ خيلاءٍ، فذلك مِن الجمالِ المشروعِ إذا كان فيما أحلّهُ اللهُ بينمَا العجبُ والغرورُ الذي ينبعثُ مِن قلبِ العبدِ؛ فيعبرُ عنه اللسانُ والحالُ، ويظهرُ ذلك في مشيتِهِ أو حركاتِهِ أو مواقفِهِ، فلا يقبلُ النصيحةَ ولا يأخذُ بالمشورةِ؛ لأنّهُ ينظرُ إلى مَن أرشدَهُ إلى الصوابِ نظرةَ احتقارٍ وازدراءٍ، فيرى أنّهُ أقلُّ منهُ سناً، أو علماً، أو أقلُّ منه مالاً، أو أقلُّ منه أتباعاً، فيمنعُهُ غرورُهُ وكبرياؤهُ مِن قبولِ الحقِّ، فيفوتُهُ مِن الخيرِ الكثيرِ، ويجرُّ على نفسِهِ مِن الشرِّ الكثيرِ.

التكبر أول الذنوب والمعاصي

إنَّ التكبرَ كان أولَّ الذنوبِ والمعاصِي التي ارتكِبتْ في حقِّ اللهِ – سبحانَهُ-، وذلك حينمَا امتنعَ إبليسُ عن السجودِ لآدم: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾، فلا كبرياءَ لغيرِ اللهِ، فهو المتفردُ بالعظمةِ والجلالِ والكمالِ والعزةِ والكبرياءِ، قال سبحانَهُ: ﴿الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللَّهُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِى النَّارِ» (ابن حبان)، فإذا رأيتَ متكبراً فاعلمْ أنّهُ ينتحِلُ صفةً لا تليقُ بضعفِهِ وعجزِهِ وذلِّهِ وهوانِهِ، ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾، فهذه المنازعةُ قد تسببُ العقوبةَ في الدنيا قبلَ الآخرةِ، قال سيدُنَا ﷺ:

«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الخُيَلاَءِ، خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» (البخاري).

والجزاءُ مِن جنسِ العملِ، وكذلك يومُ القيامةِ قالﷺ:«يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الخَبَالِ» (الترمذي وحسنه)، فهذا جزاءُ التكبرِ، الذلُّ والصغارُ والإهانةُ.

الكبرَ داءٌ يُـذلُّ صاحبَهُ، ويُخزيَهُ

لا شكَّ أنَّ الكبرَ داءٌ يُـذلُّ صاحبَهُ، ويُخزيَهُ، ويَحجُبُه عن رحمةِ اللهِ ومحبتِهِ، ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾، وقالﷺ:

«لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثوْبَهُ خُيَلاَءَ» (البخاري).

كيف تتكبرُ على العبادِ وأنت بشرٌ مثلهُم، يعتريكَ مِن العيوبِ والآفاتِ والأسقامِ ما يعتريهم، والأيامُ دولٌ، ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، فربّمَا تغيرتِ الأحوالُ، وتقلبتْ بهذا الإنسانِ المغرورِ المتكبرِ، فيَذِلُّ بعدَ عزٍّ، ويفتقرُ بعدَ غنَى، ويعلُو عليهِ مَن كان يترفعُ عليهِ، فلِمَ الكبرُ والغرورُ؟! فعامِلْ الخَلقَ بِمَا تحبُّ أنْ يعاملوكَ بهِ بالتواضعِ، بالرفقِ واللينِ، فذاك دليلُ إيمانِكَ واستقامتِكَ، فعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (متفق عليه).

وأقبحُ حالاتِ التكبرِ أنْ يتكبرَ الإنسانُ مِن غيرِ سببٍ يدعوهُ للتكبرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ” (مسلم).

كُن متواضعًا، فبالتواضع يُرْفَعُ مقامُكَ، ويعلُو قدرُكَ، وتنالُ رضا اللهِ، وتكسبُ محبةَ الخلقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» (مسلم).

وأفحشُ صورِ الكبرِ وأقبحُهُ:

أنْ يتكبرَ مَن يجدُ مِن نفسهِ فضلاً على غيرِه؛ لطاعتِهِ وعبادتِهِ، فعن أبي هُرَيْرَةَ قال ﷺ: “كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟؛ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ” (أبو داود).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي

(2) مخاطرُ التكبرِ وأضرارُهُ:

الكبرُ داءٌ خطيرٌ، وشرٌّ مستطيرٌ، عواقبُهُ وخيمةٌ، ونتائجُهُ سيئةٌ في الدنيا والآخرةِ، مَن ابتُلِي بهِ قادَهُ إلى كلِّ سوءٍ، ومنعَهُ مِن كلِّ خيرٍ، فما مِن خُلقٍ ذميمٍ إلّا وصاحبُ الكبرِ مضطرٌ إليهِ؛ ليحفظَ كِبْرَهُ، ومَا مِن خُلقٍ محمودٍ إلّا وهو عاجزٌ عنهُ خوفاً مِن أنْ يفوتَهُ عزّهُ، وفيمَا يلي بيانٌ لبعضِ أضرارِ ومخاطرِ هذا الداءِ العظيمِ:

أولاً: الكِبْرُ سببٌ مِن أسبابِ هلاكِ الأممِ السابقةِ: فبكبرِهِم وعِنادِهِم طغُوا وتجبرُوا وظلمُوا وأفسدُوا، تمردُوا على خالقِهِم، واستنكفُوا عن عبادتِهِ، وقاتلُوا أنبياءَهُ ورسلَهُ، وصدُّوا عن سبيلِهِ، فحُقَّ عليهِمُ العذابُ، وجاءَهُم الهلاكُ، وحلَّ بهم الدمارُ، وجعلِهِم عبرةً لكلِّ متكبرٍ جبارٍ قالَ تعالَى: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ * وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، مُؤمِنٌ تَقِيّ، وَفاجرٌ شَقِيّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رجَالٌ فخْرَهُمْ بِأقوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فحْمٌ مِنْ فحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلاَن التِي تدْفعُ بأنْفِهَا النَّتْنَ»  (أبو داود).

ثانياً: الكبرُ سببٌ في الإعراضِ عن الحقِّ، والبعدِ عن دينِ اللهِ، والصرفِ عن آياتِهِ:

فالمتكبرُ لا يقبلُ الحقَّ، ولا ينتفعُ بآياتِ اللهِ، ولا تؤثرُ فيهِ موعظةٌ ولا نصيحةٌ قالَ سبحانَهُ: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ﴾، وقال: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.

ثالثاً: الكبرُ سببٌ في ورودِ النارِ وولوجِهَا: فليعلمْ المتكبرُ على اللهِ وعلى دينِهِ وعبادِهِ أنّهُ يجرُ،ّ نفسَهُ إلى عذابِ اللهِ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾، وقال سيدُنَا ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ» (مسلم).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي

(3) الوسائلُ المعينةُ على تركِ الكبرِ والخيلاءِ:

السبيلُ إلى تطهيرِ النفسِ مِن الكبرِ والغرورِ والخيلاءِ يتلخصُ في الآتِي:

أولاً: استحضارُ عظمةِ اللهِ في القلبِ، وأنَّ الكبرياءَ لا يكونُ إلّا لهُ سبحانَهُ، وليسَ لأحدٍ مِن المخلوقينَ أنْ يتصفَ بهِ: عن عوفِ بنِ مالكٍ أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقولُ في ركوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» (النسائي)، فالكبرُ خُلقٌ ذميمٌ، يبغضُهُ اللهُ ورسولُهُ ﷺ، ويردُّهُ كلّ صاحبِ عقلٍ سليمٍ، وفطرةٍ نقيةٍ، لا يليقُ بعاقلٍ، فضلاً عن مسلمٍ يرجُو لقاءَ ربِّهِ والدارَ الآخرةَ ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، وعن جابرٍ قالَ ﷺ:«إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «المُتَكَبِّرُونَ» (الترمذي).

ثانياً: تفكرْ في أصلِكَ أيُّهَا الإنسانُ:

وهل أصلُ الإنسانِ إلّا التراب، ثم مِن نطفةٍ قذرةٍ، فوُجودُهُ مسبوقٌ بالعدمِ، وقوتُهُ مسبوقةٌ بالضعفِ، وغناهُ مسبوقٌ بالفقرِ، قال تعالى مذكراً لهذا الإنسانِ بأصلِهِ حتى لا يصيبهُ كبرٌ ولا غرورٌ: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾؛ وقال سبحانه: ﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾، مرَّ الأميرُ المهلبُ بنُ أبي صفرةَ على مالكِ بنِ دينارٍ متبختراً، فقالَ له: “أمَا علمتَ أنّهَا مِشيةٌ يكرهُهَا اللهُ إلّا بينَ الصَّفينِ؟ فقال المهلَّبُ: أمَا تعرفُنِي؟ قال: بلى، أوَّلُكَ نُطفةٌ مَذِرَةٌ، وآخِرُكَ جيفةٌ قذرةٌ، وأنتَ فيمَا بينَ ذلكَ تحمِلُ العَذِرَةَ، فانكسرَ، وقال: الآن عَرَفْتَنِي حقَّ المعرفةِ”.

ثالثاً: اللجوءُ إلى اللهِ ودعائُهُ والتضرعُ إليهِ:

بأنْ يطهرَ القلبَ مِن الكبرِ، واللهُ جلَّ وعلا لا يردُّ مَن دعاهُ ولا يخيبُ مَن رجاهُ، فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: «… وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ» (مسلم)، ومَن كان على هذا الخُلُقِ الذميمِ فليداوِ نفسَهُ الأمارةَ بالسوءِ بخدمةِ الفقراءِ والمحتاجين، وبتركِ التعالِي عليهم، والالتزامِ بقَبولِ الحقِّ سواءٌ أكانَ صادراً مِن كبيرٍ أو صغيرٍ، أو جليلٍ أو حقيرٍ، وكان رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ، وهو سيّدُ المتواضعين وإمامُ المتقين عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:

«اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِينِ يَوْمَ القِيَامَةِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، يَا عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي المِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَةُ أَحِبِّي المَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ القِيَامَةِ» (الترمذي).

أخي الكريم: لا يتكبرُ أحدٌ إلا لِشُعورِهِ بالنقصِ في داخلِهِ؛ فالمتكبرُ ناقصٌ مهزوزُ الثقةِ بنفسِهِ، يرى أنَّ فيهِ عيبًا ونقصًا، لا يُزيلُهُ إلّا بإظهارِهِ للناسِ عكسَ ذلك، فَيَتَصَنَّعُ الغرورَ، فيرى أنّهُ بهذا قد كمُلَ، وهو عندَ الناسِ في غايةِ الحقارةِ والمقتِ.

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي

(4) محاربةُ العنفِ ضدَّ المرأةِ:

العلاقةُ الزوجيةُ يجبُ أنْ تكونَ قائمةً على المودةِ والرحمةِ ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، فالحياةُ لا تسيرُ على وتيرةٍ واحدةٍ، لذا يجبُ على الزوجينِ أنْ يتحملَ بعضهُمَا بعضاً، ﴿وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾، وينظرَا إلى الجانبِ المشرقِ في كلٍّ منهمَا، قَالَ ﷺ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» (مسلم)، وتأملْ قولَهُ تعالى: ﴿هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ﴾ تجد فيه معنًى لطيفاً دقيقاً – ما تعجزُ الأقلامُ عن رسمِهِ والألسنةُ عن وصفِهِ- لِمَا بينَ الرجلِ وزوجِهِ مِن شدةِ الاتصالِ، واستتارِ كلِّ واحدٍ منهما بصاحبِهِ، فاللباسُ كما يسترُ جسدَ الإنسانِ مِن تقلباتِ الحرِّ والبردِ، ومِن نظرِ الناسِ إليهِ.

فكذا الزوجُ والزوجةُ كلاهُمَا سترٌ للآخرِ مِن عواصفِ الحياةِ، وأمواجِ الفتنِ.

ومِن الحقوقِ التي أُسيءَ فهمُهَا لدي كثيرٍ مِن الرجالِ «القوامةُ» حسبمَا جاءَ في قولِهِ: ﴿الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ﴾، و«القوامةُ» تكليفٌ ومسؤوليةٌ، وليست تشريفاً وتكريماً للرجلِ، وليست أداةً للتسلطِ على المرأةِ وإذلالِهَا، والتقليلِ مِن كرامتِهَا وشأنِهَا – كما يعتقد-، وقد يلجأُ بعضُ الرجالِ إلى العنفِ ظنًّا منهم أنّهُم بذلكَ يحكمونَ السيطرةَ، ويسيرونَ أمورَ بيوتِهِم بالطريقةِ الُمثلَى، والحصولِ على زوجةٍ مطيعةٍ تحفظُ البيتَ والأولادَ، لكن هذا السلوكُ ليس مِن شأنِهِ إلّا أنْ يهدمَ بيوتًا، ويشردَ نساءً وأطفالاً، كما أنّهُ يتسببُ في انتشارِ الكثيرِ مِن الحالاتِ النفسيةِ والاضطراباتِ السلوكيةِ لدَى النساءِ والأطفالِ الذين يعيشونَ في وسطٍ ينتشرُ فيهِ العنفُ، وتسيِّرُ حياتَهُ العصَا.

إنَّ العنفَ ضدَّ المرأةِ يخالفُ كلَّ القيمِ والأعرافِ

ومِن المؤسفِ أنَّ هذا العنفَ ينهشُ في جسدِ كثيرٍ مِن الأسرِ

وظهرت مآسٍ تنبعثُ منهَا رائحةُ الألمِ والعذابِ

 وتشيرُ إلى الرضَا بالذلةِ والمهانةِ، فالمرأةُ تسعَى في معظمِ الحالاتِ لتحملَ ما لا يُطاقُ، إمَّا خوفًا على نفسِهَا مِن الأذى أو على عائلتِهَا وأطفالِهَا، ولهذا تأثيرهُ الكبيرُ عليهَا فقد تُصابُ بأمراضٍ عضويةٍ مختلفةٍ جراءَ الضغوطاتِ التي ترزحُ تحتهَ، ناهيكَ عن الأذَى البدنِي الذي قد يلحقُ بهَا.

إنَّ المتصفحَ لسيرةِ خيرِ البريةِ ﷺ يجدُ تجاوزَهُ وتغافلَهُ لأهلِ بيتِهِ، فقد كان يخفضُ الجناحَ لهم، ويلينُ الكلامَ، ويتركُ الإغلاظَ لهُم في القولِ، وهذا مِن أقوى أسبابِ الألفةِ، فتصورُ لنَا أنّهُ كان رؤوفاً رحيماً، لطيفاً رقيقاً، لا جباراً غليظاً عنيداً، كما تذكرُ تبسمَهُ ﷺ وتلطفَهُ لأهلِ بيتِهِ في غيرِ إهانةٍ أو ظلمٍ، ومعاونتهُ لهم شُئُونَ بيتِه، ومنازعتهُ ومراجعتهُ مِن لدن أهلِ بيتِهِ، ويكفِي أنْ نتأمَّلَ بعضَ مواقفِهِ: «اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النبي ﷺ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ – ابنته- عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَجَعَلَ النبيُّ ﷺ يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النبي ﷺ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرجُلِ ؟، قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي في سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي في حَرْبِكُمَا فَقَالَ النبي: قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا»(أبو داود).

فها هي رحمتُهُ ﷺ قد فاقت رحمةَ الأبِ الذي أرادَ أنْ يعاقبَهَا على خطئِهَا:

ولكن لرحمتِهِ بهَا ﷺ حجزَ عنهَا أباهَا!؛

فما أحوجنَا إلى هذا الخُلقِ الوافِي خاصةً في عصرٍ سادَ فيهِ العنفُ والخرسُ الأسرِي،

فلا ترى إلّا العبوسَ والتهجمَ، القسوةَ، ولغةَ التأفُّفِ!!

لقد أمرَ الشارعُ الحكيمُ الزوجَ بإحسانِ عِشْرةِ زوجتِهِ حتى جعلَ النبيُّ ﷺ معيارَ الخيريةِ في الأزواجِ، قائمًا على حُسْنِ معاملتِهِم لزوجاتِهِم، فقالَ ﷺ: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (الترمذي)؛ ولم يَرِد عن النبيِّ ﷺ أنّهُ قد أهانَ أو ضربَ أحدًا مِن زوجاتِهِ، فعن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ- رضي اللهُ عنهَا- قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله ﷺ شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا» (مسلم).

كما حَثَّ الشارعُ على الرِّفْقِ في معالجةِ الأخطاءِ فقال ﷺ: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (مسلم)؛ فالحياةُ الأسريةُ قائمةٌ على المشورةِ والتعاونِ المشتركِ بينَ الزوجينِ، تلك الأسرةُ هي التي ستنقلُ هذه المعاني القيمةِ إلى المجتمعِ مِن حولِهَا، فيسعدُ وينشأُ في حالةٍ يغلبُ عليهَا الرحمةُ والمعاملةُ بالمعروفِ، أمّا إذا اعتادت التسلطَ والتحكمَ فعادةً لا تقبلُ نصيحةً، ولا تهتدِي بمشورةٍ، ولا تقنعُ برأيٍ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، الدكتور محروس حفظي

ولذا شرعَ الإسلامُ «الطلاقَ» للرجلِ، و«الخلعَ» للمرأةِ حالةَ استحالةِ العشرةِ، وامتناعِ دوامِ الحياةِ بينهمَا، ﴿الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ﴾ كي يحفظَ الأسرةَ مِن الضياعِ والتشردِ، وقد أمرَ اللهُ – حالَ إنهاءِ رابطةِ الزوجيةِ – تذكرَ ما كان بينهما في سالفِ الأيامِ؛ لأنَّ هذا أدعَى لترقيقِ القلوبِ، وحفظِ ماءِ الوجوهِ، ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان   د / محروس رمضان حفظي عبد العال

مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »