خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 م بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 4 جمادي الآخرة 1446هـ ، الموافق 6 ديسمبر 2024 م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بصيغة word بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بصيغة pdf بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
لغة القرآن الكريم والحفاظ على الهوية
الشيخ خالد القط
بتاريخ4 جمادي الآخرة 1446هــ – 6 ديسمبر 2024م
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي و يميت ، وهو على كل شيء قدير ، القائل في كتابه العزيز (( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} {الشعراء:192-195}.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه ، وعلى اله وصحبه اجمعين ، حق قدره ومقداره العظيم .
أما بعد
أيها المسلمون ، فإن اللغة العربية هى أهم اللغات وأفضلها ، وأكرمها على الإطلاق ، ولم لا يكون ذلك ؟ وهى اللغة التى أختارها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة خير رسالة ، لخير رسول صلوات ربي وسلامه عليه . فاللغة العربية هى أمتن اللغات وأوضحها بيانا وأذلقها لسانا وأمدها رواقا وأعذبها مذاقا، ومن ثم فقد اختارها الله تعالى لأشرف رسالة ولخاتم أنبيائه، وجعلها لأهل سمائه وسكان جنته، وأنزل بها كتابه المبين، وهي لغة الإيجاز والبيان والإعراب والبلاغة والفصاحة.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون ، وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تؤكد على أن الله سبحانه وتعالى قد أختار لكتابه الكريم اللغة العربية مثل قوله تعالى (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) {يوسف : 2}
وقوله سبحانه: (( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا )) {طه : 113}
وقوله عز وجل: (( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا )) [الشورى : 7].
وقال : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ )) {الشعراء:195،194،1
واعلم أن مجموع ما ورد من ألفاظ العربية في وصف القرآن إحدى عشر آية تدل على شرف اللغة العربية، وهى دلالة لا ينكرها إلا مكابر أو جاحد.
أيها المسلمون، ويكفي اللغة العربية شرفاً وفخراً أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أوتى جوامع الكلم، فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً كالمودِّع فقال: «أنا محمد النبي الأمي [قاله ثلاث مرات] ولا نبي بعدي، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه)). وفى هذا السياق أيضاً ، أخرج البيهقي بسند صحيح ، من حديث، أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أُعطِيتُ فَواتِحَ الكَلِمِ وخَواتِمَه. قُلْنا: يا رسولَ اللهِ عَلِّمْنا مما عَلَّمَك اللهُ عز وجل، فعَلَّمَنا التشَهُّدَ)).
وهكذا ايها المسلمون ، فقد أعطي صلى الله عليه وسلم «فواتح الكلم» «أي البلاغة والفصاحة والتوصل إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات التي أغلقت على غيره ، فكان صلى الله عليه وسلم ، بأبى هو وأمى ، يبدأ كلامه بأعذب لفظ وأجزله وأفصحه وأوضحه ويختمه بما يشوق السامع إلى الإقبال على الاستماع مثله والحرص عليه. ولفظة «أعطيت» توحي بأن الله عز وجل منحه وميزه صلى الله عليه وسلم بهذه المزية، ولن يختار الله سبحانه وتعالى لنبيه إلا الكمال والعلو الذي تمثل في إحاطته التامة باللغة العربية وحسن فصاحته وبيانه.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون ، كذلك ، كم كان الصحابة رضوان الله عليهم حريصين أشد الحرص على اللغة العربية لما لها من أهمية كبيرة فى حياة المسلم ، ومن الآثار الدالة على عناية الصحابة باللغة العربية ، ما جاء عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: (( تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ )) . وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأشعري: (( أَمَّا بَعْدُ فَتَفَقَّهُوا فِي السُّنَّةِ، وَتَفَقَّهُوا فِـي الْعَرَبِيَّةِ، وَأَعْرِبُــوا الْقُـــرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِي ))
أيها المسلمون ، إن أعظم ما يحافظ على هوية أى أمة من الأمم ، ويعمل على ترابطها وتماسكها ، هو لغتها ، والقرآن الكريم ، هو خير ضمان وأمان للأجيال القادمة بأن تحتفظ بلغتها ، ومن ثم هويتها ، فعلينا أن نعمل جاهدين على أن يرتبط أبناؤنا وبناتنا بكتاب الله ، وأن نكون حريصين دائما على تحفيظهم له ، وذلك لأن ضياع هوية أى أمة من الأمم هو نذير بضياع الأمة ذاتها ،فاعتزوا وافتخروا بلغتكم ، التى هى لغة القرآن الكريم .
أيها المسلمون ، كم نحن فى نعمة عظيمة أننا ولدنا نتحدث اللغة العربية ، فلا نجد المعاناة التى يعانيها المسلمون غير العرب ، وهم يحاولون حفظ القرآن الكريم ، أو فهم معانيه ، وقد خبرت بنفسى مدى المعاناة التى يعانيها غير المسلمين العرب فى فهم دين الله ، مما يجعلك لا تملك نفسك أمام هذه النعمة إلا أن تشكر المولى عز وجل شكراً يليق به سبحانه وتعالى .
إن لغتنا العربية تشمل كثيراً من الألفاظ ربما لا تجد لها ترجمة فى أى لغة من لغات الدنيا ، فهى لغة ثرية بالألفاظ والمعانى ، ولذلك لا تعجب حين تجد أن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبرى والخالدة والتى تحدى بها الدنيا كلها هى كتاب الله تعالى قال تعالى (( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )) سورة الإسراء (88)
تابع / خطبة الجمعة القادمة 6 ديسمبر 2024 بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ خالد القط
الخطبة الثانية
وهكذا ايها المسلمون فإن اللغة العربية شرفها كبير وفضلها عظيم ، وما أروع ما ذكره الإمام ابن كثير فى تفسيره ، حين قال : لِأَنَّ لُغَةَ الْعَرَبِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَأَبْيَنُهَا وَأَوْسَعُهَا، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ؛ فَلِهَذَا أنزلَ أَشْرَفُ الْكُتُبِ بِأَشْرَفِ اللُّغَاتِ، عَلَى أَشْرَفِ الرُّسُلِ، ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) بِسِفَارَةِ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ، ( جبريل عليه السلام ) وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَفِ بِقَاعِ الْأَرْضِ، ( مكة المكرمة ) وَابْتَدَئَ إِنْزَالُهُ فِي أَشْرَفِ شُهُورِ السَّنَةِ وَهُوَ رَمَضَانُ، فَكَمُلَ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ .
وفى النهاية ما أروع قول القائل وهو يبين قيمة ومكانة الذى يتحدث اللغة العربية الصحيحة مقارنة بعيره .
اللحن يُصلــح من لسـان الألكـن
والمـرء تعظِّـمه إذا لـم يـلـحـن
ولحن الشريف محطة من قدره
فتراه يسقط من لحاظ الأعيـن
وترى الدنـي إذا تكلـم معـربـــــاً
حاز النهايـة بـاللسـان المعـلــن
وإذا طلبـت مـن العلـوم أجـلَّهــا
فأجلُّها منــها مـقيــم الألـســن
نسأل الله تعالى أن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
تعليق واحد