خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م : الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م بعنوان : الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، للشيخ خالد القط، بتاريخ 15 شوال 1444هـ ، الموافق 5 مايو 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م ، بعنوان : الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الحفاظُ على الأوطانِ مِن صميمِ مقاصدِ الأديانِ
“””””””””””
الحمدُ للهِ الحنانِ المنانِ، ذى المنةِ والإحسانِ، سبحانَهُ وتعالى خلقَ الإنسانَ، وجعلَ الحفاظَ على الأوطانِ مِن صميمِ مقاصدِ الأديانِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، القائلُ فى كتابهِ العزيزِ { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} سورة النساء (66). وأشهدُ أنّ سيدنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهّمّ صلِّ وسلّمْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ حقَّ قدرهِ ومقدارهِ العظيم.
أمّا بعدُ
فيا أيُّها المسلمون: إنَّ ارتباطَ الإنسانِ وحبَّهُ لوطنهِ أمرٌ فُطرتْ وجُبلتْ عليه النفوسُ السويةُ، والقلوبُ السليمةُ، ولم لا يكونُ الإنسانُ مرتبطًا ومتعلقًا قلبهُ بوطنهِ؟ وقد شهدَ مسقطَ رأسهِ، وغذّيَ مِن خيراتهِ، وشربَ مِن مائهِ، إنّهُ الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ أيُّها المسلمون، يظلُّ الإنسانُ مرتبطًا بترابِ وطنهِ منذْ مسّتْ أقدامُهُ ترابَ وطنهِ، وحتى تفارقَ روحُهُ جسدَهُ، وما أروعَ قولَ الأصمعِي حينَ قالَ: (إذا أردتَ أنْ تعرفَ وفاءَ الرجلَ ووفاءَ عهدهِ، فانظرْ إلى حنينهِ إلى أوطانهِ، وتشوُّقهِ إلى إخوانهِ، وبكائهِ على ما مضَى مِن زمانهِ).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م
أيُّها المسلمون: ولِمَا نذهبُ بعيدًا، وأمامنَا نموذجٌ ومثالٌ حيٌّ يجسدُ الحبَّ الجارفَ للأوطانِ، والانتماءَ الصادقَ، وهو ما عبّرَ عنهُ نبيُّنَا مُحمدٌ ﷺ يومَ خروجهِ مِن مكةَ، ومَا أدراكَ ما مكةُ بالنسبةِ للحبيبِ مُحمدٍ ﷺ، مكةُ الموطنُ والمولدُ والحبُّ الصادقُ، ولذا ما أشدَّ وأقسَى لحظةَ الفراقِ على قلبِ رسولِ اللهِ ﷺ، مِمّا جعلَ لسانَهُ يترجمُ ويعبرُ عن هذا الحبِّ بهذه الكلماتِ، التى تهزُّ القلوبَ مِن أعماقِهَا، ولنتركْ الحديثَ هنا لهذا الصحابِيِّ الجليلِ الذى رأى رسولَ اللهِ بعينيهِ فى هذا الموقفِ العصيبِ، فعندَ الترمذيِّ بسندٍ صحيحٍ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عديٍّ بنُ الحمراءِ ((رأيتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ واقفًا على الحزوَرةِ فقالَ: واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ. )) ، وفى روايةٍ أُخرى بسندٍ صحيحٍ عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهمَا قالَ ((قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ لمكَّةَ ما أطيبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأحبَّكِ إليَّ ولولا أنَّ قومِي أخرجونِي مِنكِ ما سكنتُ غيرَكِ ))، وهنا أيُّها المسلمون نزلَ أمينُ الوحيِّ جبريلُ على قلبِ الحبيبِ مُحمدٍ ﷺ بكلماتٍ مِن لدنْ ربِّ العالمين كانتْ بردًا وسلامًا على قلبِ رسولِ اللهِ، وكان فى طياتِهَا البشرياتُ لرسولِ اللهِ ﷺ باللقاءِ مرةً أُخرى، نزلَ، قولُهُ تعالَى { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.} سورة القصص (85).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م
* أيُّها المسلمون: لقد وردتْ آياتٌ كثيرةٌ فى القرآنِ تشيرُ إلى مدَى حبِّ وارتباطِ الإنسانِ بوطنهِ، كقولِهِ تعالى: (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)) سورة النساء (66)، وقالَ جلَّ جلاله: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. )) سورة الحج (39).
أيُّها المسلمون: لوطنِنَا دَيْنٌ وحَقٌّ فى أعناقِنَا، وذلك ما دامتْ قلوبُنَا تنبضُ بالحياةِ، ولم لا يكونُ ذلك؟ والوطنُ هو مصرُ الغاليةُ، حفظَهَا اللهُ مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وعلينَا أنْ نعملَ جاهدين، ونبذلَ أقصَى ما في وسعِنَا مِن أجلِ رفعتِهَا والمحافظةِ عليهَا.
* أيُّها المسلمون: إنّ المحافظةَ والانتماءَ للوطنِ ليس شعاراتٍ ترفعُ ولا عباراتٍ تُرددُ، ولا كلماتٍ نتغنّى بها، وإنّما يتطلبُ منا العملَ والاجتهادَ بجدٍ وإخلاصٍ، والتضحيةَ بكلِّ ما يملكُ الإنسانُ فداءً لرفعةِ وطنهِ، حتى لو كان الثمنُ هو روحُ الإنسانِ، وهى أعزُّ وأغلَى ما يملكُ، وكم رأينَا ونرى بأعينِنَا أبطالًا وجنودًا كرامًا، نراهُم وقد ضحّوا بأغلَى وأعزِّ ما يملكونَ فداءً لبلدِهِم ولوطنِهِم، لذا جعلَ الإسلامُ الشهادةَ مِن أجلِ الأرضِ والعرضِ كتفًا بكتفٍ مع مَن يموتُ شهيدًا مِن أجلِ دينهِ، فقد أخرجَ الترمذيُّ بسندٍ حسنٍ مِن حديثِ سعيدِ بنِ زيدٍ بنِ عمرٍو بنِ، نفيلٍ قولَ النبيِّ ﷺ: ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ ).
* والمحافظةُ على الوطنِ تستدعِي مِن كلٍّ منّا أنْ يبذلَ أقصَى ما فى وسعهِ مِن أجلِ إتقانهِ لعملهِ، إرضاءً لربِّهِ وضميرهِ، وفى نفسِ الوقتِ مِن أجلِ رفعةِ وطنهِ وعلوِّ شأنهِ، وحتى ينالَ العبدُ حبَّ ورضَا اللهِ سبحانَهُ وتعالَى، فعن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م
* والمحافظةُ على الوطنِ يستدعِي منّا أنْ نحافظَ على ممتلكاتِ الوطنِ وثرواتِهِ الطبيعيةِ التى حبَاهُ اللهُ بها، وعدمَ التعدّي عليهَا، وأنّ المواطنين جميعًا شركاءُ فى ذلك، ولا يجوزُ لشخصٍ أنْ يعتدِى على حقوقِ غيرهِ مثل الطرقِ العامةِ والمصالحِ والمنافعِ العامةِ، فقد أخرجَ الإمامُ أحمدُ وغيرهُ بسندٍ صحيحِ قولَ النبيِّ ﷺ (المسلِمونَ شُركاءُ في ثلاثٍ ، في الكَلَإِ ، والماءِ ، والنَّار).
* أيُّها المسلمون: ومِن هذا المنطلقِ واجبٌ على كلِّ مسلمِ أنْ يحافظَ على المرافقِ العامةِ للوطنِ ويضبطَ الاستهلاكَ، وينبغِى أنْ يتعاملَ مع المرافقِ العامةِ وكأنَّهَا تخصُّهُ شخصيًّا، وأنَّه يتعاملُ معها كمَا يتعاملُ مع مرافقِ بيتهِ مِن حيثُ المحافظةِ على الكهرباءِ والماءِ وغيرهِمَا.
أيُّها المسلمون: ولا يفوتُنِى فى هذا المجالِ أنْ أشيرَ إلى بعضِ الناسِ ضعيفِي النفوسِ، منعدمِي الضميرِ، قليلِي الدينِ، الذين يحتكرونَ أقواتِ المواطنين، ويستغلون حاجاتِ الناسِ مِمّا يؤدّى بدورهِ إلى اصطناعِ العراقيلِ والمعوقاتِ والتي مِن شأنِهَا تحولُ دونَ تقدمِ أيّ أمةٍ مِن الأممِ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 5 مايو 2023م
الخطبة الثانية
إنَّ حبَّ الإنسانِ لوطنهِ وتعلقَهُ بهِ وتضحيتَهُ مِن أجلهِ والحفاظِ عليهِ لا يتوقفُ على كونِ الإنسانِ غنيًّا أو فقيرًا، صغيرًا أو كبيرًا، ولكن دعْكَ مِن هؤلاءِ الذين يعلقونَ حبَّهُم وانتمائَهُم لوطنِهِم بمدَى انتفاعِهِم منهُ، إنَّ أصدقَ تعبيرٍ ينطبقُ على هؤلاءِ هو قولُ اللهِ تعالَى ((فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)) سورة التوبة (58).
وَلِي وَطـَـنٌ آلَيْتُ أَلاَّ أَبِيعَـهُ وَ أَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرَ مَالِكا
عَهِدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنِعْمَةِ قومٍ أصبحـوا في ظِلالكا
حفظَ اللهُ مصرَ مِن كلِّ سوءٍ وشرٍّ، وأدامَهَا علينَا نعمةً، ودامتْ مصرُ آمنةً مطمئنةً.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف