خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، الشيخ خالد القط
بتاريخ 1 شعبان 1446هـ ، الموافق 31 يناير 2025م
خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 م بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، الشيخ خالد القط بتاريخ 1 شعبان 1446هـ ، الموافق 31 يناير 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بصيغة word بعنوان: الحال أبلغ من المقال ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بصيغة pdf بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 24 يناير 2025 بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الحال أبلغ من المقال
الشيخ خالد القط ، بتاريخ 1 شعبان 1446 هـ – 31 يناير 2025
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) سورة الأحزاب (21).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن وعظ الناس وإرشادهم وتوجيههم إلى الخير، بالأفعال والأحوال أبلغ ألف مرة ومرة من تأثير الأقوال في المخاطبين، ولذلك قيل (تأثير الفعل من واحد في ألف واحد، أقوى من تأثير القول من واحد في ألف واحد).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بعنوان : الحال أبلغ من المقال، الشيخ خالد القط
والقول أيها المسلمون، هو أحد وسائل تعبير الإنسان عما في نفسه، ولكن القول وحده ليس كافياً لإظهار حقيقة هذا الشخص والتعبير عنه، ولكن فعل الإنسان وأحواله هو أصدق تعبير عن حقيقة الإنسان. بل إن أفعال الإنسان وأحواله تكون أدعى لكل من يراه أن يتبعه ويقتدى به مقارنة بالأقوال، وقى السنة المطهرة أكبر دليل على ذلك، ففي يوم الحديبية، وبعدما فرغوا من كتابة وثيقة الصلح طلب رسول الله من المسلمين أن ينحروا ويحلقوا ولكن لم يقم أحد منهم وأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم طلبه ثلاث مرات ولم يفعلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فذكر لها ما حدث من المسلمين فقالت رضي الله عنها: يا نبي الله، أتحب ذلك أخرج ولا تكلم أحدا حتى تنحر بدنك (ذبيحتك) وتدعو حالقك، فخرج رسول الله وفعل بمشورتها ، رضي الله عنها ، فما كان من المسلمين إلا أن نحروا وحلق بعضهم لبعض، وفى هذا المشهد أكبر دليل على تأثير الفعل والحال عن المقال .
أيها المسلمون، لقد ذمّ الله في القرآن الكريم أناساً، تخالف أفعالهم وأحوالهم أقوالهم، ويخالف ظاهرهم باطنهم، قال تعالى ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)) سورة البقرة (44)، وقال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)) سورة الصف (2).
ولله در القائل
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ
هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى
كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا
فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، الشيخ خالد القط
أيها المسلمون، لقد كان الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، صلى الله عليه وسلم أكبر برهان ودليل، على مدى تأثير الحال عن المقال، فكل من رآه وتعامل معه عن قرب صلى الله عليه وسلم، لم يتمالك نفسه، أمام شخصية عظيمة قد تجسدت فيها كل الأخلاق الفاضلة، والقيم الرفيعة، والرحمة بالناس، وغيرها الكثير والكثير من الصفات العظيمة التي لا تجدها إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصدق الله العظيم حين قال: ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) سورة الأحزاب (21)، وما أروع وصف عائشة رضي الله عنها حين وصفت خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ((سُئِلَتْ عائشةُ عن خُلُقِ رسولِ اللهِ ﷺ، فقالت: كان خُلُقُهُ القرآنَ)).
بأبي أنت وأمي يا حبيبي. يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم كان صلى الله عليه وسلم، يدخل في الصلاة يريد أن يطيل فيها، فيسمع بكاء الصبي فيتجوز في الصلاة رحمة بالصغير وبأمه، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إنِّي لَأَدْخُلُ في الصَّلاةِ، فَأُرِيدُ إطالَتَها، فأسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فأتَجَوَّزُ ممّا أَعْلَمُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ مِن بُكائِهِ)).
بل قمة العظمة تتجسد في شخص الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، على قدره ومقداره العظيم، انظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو يشارك أصحابه بنفسه حتى في أشق الأعمال وأصعبها، فلم يكتف فقط بمجرد الوعظ والكلام، وذلك يوم الخندق ليكون أروع مثل في أن الإنسان لا يكتفى بمجرد الكلام، ولكن مشاركته الشريفة صلى الله عليه وسلم، كان لها أكبر الأثر في نفوس المشاركين في هذه الغزوة، ولنترك الحديث للبراء بن عازب ليلتقط لنا هذه الصورة الحية، من ساحة غزوة الخندق.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، الشيخ خالد القط
ففي الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ((كانَ النبيُّ ﷺ يَنْقُلُ التُّرابَ يَومَ الخَنْدَقِ، حتّى أغْمَرَ بَطْنَهُ، أوِ اغْبَرَّ بَطْنُهُ، يقولُ: واللَّهِ لَوْلا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنا، ولا تَصَدَّقْنا ولا صَلَّيْنا، فأنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنا، وثَبِّتِ الأقْدامَ إنْ لاقَيْنا، إنَّ الأُلى قدْ بَغَوْا عَلَيْنا، إذا أرادُوا فِتْنَةً أبيْنا ورَفَعَ بها صَوْتَهُ: أبيْنا أبيْنا)).
ولكن أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مم يكون العجب، ونحن تتحدث عن أشرف وأكرم خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تعجب إذاً.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 يناير 2025 بعنوان : الحال أبلغ من المقال ، الشيخ خالد القط
الخطبة الثانية
””””‘”””‘
أيها المسلمون، لقد أمرنا الإسلام بالتسامح، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، ولا شك أن هذه أمور تستجلب رضا الله عز وجل، قال تعالى ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) سورة آل عمران (134).
وليعلم كل مسلم أن الجزاء من جنس العمل، فكما تعفو عن الناس، سيعفو عنك رب الناس، وكما تسامح خلق الله سيسامحك الخالق، قال تعالى ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة النور (22).
فالتسامح أيها المسلمون هو سمة المسلم فى كل أحواله، ففي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرى، وإذا اقْتَضى).
ولنعلم أيها المسلمون أن الحياة دائماً بحاجة الى رجل متسامح سهل لين ليس بفظ ولا غليظ أسوة وقدوة بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء وشر بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين ، ويا أرحم الراحمين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
