أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، للشيخ أحمد دهشان

خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، للشيخ أحمد دهشان ، بتاريخ 9 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 31 مارس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بصيغة word بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، للشيخ أحمد دهشان

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بصيغة pdf بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، للشيخ أحمد دهشان

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م ، بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس ، للشيخ أحمد دهشان ، كما يلي:

الصومُ وأثرُهُ في تربيةِ النفسِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي النبيِّ الأمين ﷺ وبعدُ:

الإنسانُ مزدوجٌ مركبٌ مِن عنصرين، عنصرٌ ماديٌّ طينيٌّ هو جسمُهُ، وعنصرٌ ربانيٌّ روحانيٌّ هو نفسُهُ الإنسانيةُ وروحهُ الآدميةُ التي هو بها على الحقيقةِ إنسانٌ، ونفسيتهُ الناطقةُ التي قيلَ فيها:

أقبلْ على النفسِ واستكملْ فضائلَهَا………. فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ

وقد جعلَ اللهُ لكلِّ مركّبٍ مِن هذين العنصرينِ غذاؤَهُ فالعنصرُ الماديُّ غذاؤهُ الطعامُ والشرابُ،  وأمَّا العنصرُ الروحيُّ الربانيُّ فلهُ غذاؤهُ مِمّا يرتقِي بهِ إلي ربِّ الأرضِ والسماءِ، فجعلَ اللهُ القرآنَ غذاءً وشفاءً، ورمضانُ هو شهرُ الروحِ؛ لأنَّ القرآنَ نزلَ فيهِ، قالَ تعالي ( ‌شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ) [البقرة: 185]

تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس

 وحينمَا تستقرأُ هذه الآيةَ المباركةَ تجد العلاقةَ الوثيقةَ بينَ القرآنِ والصومِ، فالقرآنُ والصيامُ منهجانِ وافيانِ لإصلاحِ الفردِ والمجتمعِ ودواءٌ شافٍ للعلةِ وأمراضهِ

قَالَ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ – : إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . يَدَعُ طَعَامَهُ  وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي)، فحينمَا يدعُ المسلمُ الطعامَ والشرابَ والجماعَ طواعيةً، طاعةً للهِ – تعالي – وامتثالًا  لأمرهِ فإنَّهُ بذلك يعلُوا علي غرائزهِ ورغباتهِ، ويشعرُ بسعادةٍ ربانيةٍ؛ لأنَّه قد ارتقَي بنفسهِ، وسمَا بها عن مرتبةِ البهائمِ والأنعامِ، التي لا تكفُّ عن تلبيةِ حاجاتِ أجسامِهَا استجابةً لغرائزِهَا، أمِّا المؤمنونَ الطائعونَ فلسانُ حالِهِم يقولُ ( سمعنَا وأطعنَا) ولذلك كان أجرُ الصائمِ عظيمًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

وعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ، فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس

فالصيامُ هو منهجٌ كاملٌ لتربيةِ النفسِ وتهذيبِهَا؛ لأنَّه يضعفُ شرَهِ الماديةِ وحدتهَا ويوهنُ تسلطهَا علي الجسمِ ليتركَ الفيوضاتِ للروحِ، لذلك وصفَهُ النبيُّ ﷺ كعلاجِ النفوسِ المفتونةِ فقالَ ﷺ لهؤلاء (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.)

أي وقايةٌ، وقد أخذَ اللهُ علي نفسهِ عهدًا بأنَّ مَن يتقيهِ لا يتركهُ في مآزقِ الحياةِ وضغوطِهَا، ولكن يخرجُهُ مِن مأزقهٍ ويفرجُ همَّهُ قالَ تعالي: (‌وَمَن ‌يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا) وقالَ تعالي: (‌وَمَن ‌يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا ٤).

وصومُ رمضانَ يهذبُ النفسَ ويعلمُهَا الصبرَ؛ لأنَّ النبيَّ ﷺ سماهُ شهرَ الصبرِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: شَهْرُ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ.

وقد صحِّ عن سيدِنَا عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ (الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ: وَالْيَقِينُ الْإِيمَانُ “). فمَن عاشَ بالصبرِ والشكرِ فقد أُوتي الإيمانَ كلَّهُ.

ويعتبرُ الصيامُ مِن أعظمِ العباداتِ التي يتحققُ بها الصبرُ، فمَن امتنعَ عن المباحاتِ وصبرَ علي الطاعةِ فيكونُ ذلك باعثًا لتقويةِ النفسِ والابتعادِ عن المحرماتِ والكبائرِ بقيةَ العامِ، ولكونِ الصبرِ والإخلاصِ أعظمُ فوائدِ الصيامِ اختصَّ اللهُ -تعالي – بمضاعفةِ أجرهِ بغيرِ حصرٍ لعشرةِ أضعافٍ أو سبعِ مئةٍ كما وردَ في مضاعفةِ أجرِ الأعمالِ الأُخرَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ، فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس

والصيامُ يحققُ معنَي الإحسانِ، وهو أعلي مراتبِ العبوديةِ للهِ تعالَي وأكملُ مراتبِ الدينِ، كما جاء في حديثِ جبريل (الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)، فالصيامُ مِن العباداتِ التي لا يطلعُ عليهَا أحدٌ غالبًا؛ لأنَّ الإنسانَ يستطيعُ أنْ يأكلَ ويشربَ خلسةً دونَ أنْ يراهُ أحدٌ، فالصيامُ عبادةٌ لا مجالَ فيهَا للرياءِ، والصيامُ مِن أعظمِ الغاياتِ (وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ ‌مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ) [البينة: 5]

وإذا قَوِيَ الإحسانُ وتمكنتْ المراقبةٌ مِن قلبِ المؤمنِ كان ذلك بابًا لتهذيبِ نفسهِ ووقايتِهَا مِن جميعِ الشهواتِ والآثامِ والبعدِ عنهَا كما جاءَ في الحديثِ (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).

فالصومُ جنةٌ أي وقايةٌ؛ لأنَّ الإنسانَ مادامَ مراقبًا ربَّهُ في أحوالهِ جاعلًا إياهُ أمامَ عينيهِ فإنَّه يكرهُ الخروجَ مِن مقامِ الإحسانِ بعداوةِ الخلقِ أو التعدِّي عليهم بضربٍ أو سبٍّ أو غيبةٍ أو نميمةٍ، فإنَّ القلبَ إذا صانَهُ العبدُ عن التعلقٍ بغيرِ اللهِ كان العبدُ مصونًا مِن الشهواتِ ورعوناتِ النفسٍ.

يقولُ سيدِي بنُ عطاءٍ رحمَه اللهُ ( كما لا يحبُّ العملَ المشتركَ لا يحبُّ القلبَ المشتركَ، العملُ المشتركُ هو لا يقبلُهٌ، والقلبُ المشتركٌ لا يقبلُ عليهِ).

وللصيامِ أثرٌ في تقويةِ الصلاتِ بينَ الناسِ والمحبةِ وصلةِ الأرحامِ بينَ المؤمنينَ جميعِهِم، ولهذا اقترنَ إطعامُ الطعامِ مع صلةِ الأرحامِ في حديثِ النبيِّ ﷺ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 31 مارس 2023م بعنوان : الصوم وأثره في تربية النفس

وجعلَ النبيُّ ﷺ إطعامَ الطعامِ سببًا في دخولِ الجنةِ، عن هَانِئِ بْنِ شُرَيْحٍ َقالَ : قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُوجِبُ لِي الْجَنَّةَ، قَالَ: عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْكَلَامِ وَبَذْلِ الطَّعَامِ .

وقد وردتْ السنةُ بالحثِّ علي الاجتماعِ علي الطعامِ وفضلهِ وأثرهِ في حصولِ البركةِ وهذا ما يكونُ في رمضانَ، عنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيٍّ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ، قَالَ : تَجْتَمِعُونَ عَلَى طَعَامِكُمْ أَوْ تَتَفَرَّقُونَ؟ قَالُوا: نَتَفَرَّقُ قَالَ: اجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ.

فالصيامُ غايتُهُ العظمَي تحقيقُ التقوَى، وبتحقيقٍ التقوَى يتحققُ صلاحُ كلِّ شيءٍ.

 نسألُ اللهَ تعالي أن يتقبلَ منّا الصلاةَ والصيامَ والقيامَ، وأنْ يجعلنَا مِن المقبولين ومِن عتقاءِ هذا الشهرِ الكريم. آمين

الشيخ/ أحمد عبدالعاطي دهشان

واعظ وعضو لجنة الفتوي( منطقة وعظ الشرقية)

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »