أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتورعمر مصطفي، بتاريخ 19 رمضان 1445هـ ، الموافق 29 مارس 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : أفضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م ، بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتورعمر مصطفي.

 

أولًا: تطهيرُ النفسِ مِن موانعِ الرحمةِ.

ثانيًا: ليلـــةٌ بعمــــرٍ.

ثالثًا: مفاتيحُ الفوزِ بليلةِ القدرِ.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م ، بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور عمر مصطفي ، كما يلي:

 

فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

19 رمضان 1445 هـ – 29 مارس 2024 م

الحمدُ للهِ المطَّلعِ على ظاهِرِ الأمْرِ ومكنونِه، العالمِ بسرِّ العبدِ وجهرهِ وظنونِه، المُتَفرِّدِ بإنْشَاءِ العالمِ وإبْداعِ فُنُونِه، المدبِّرِ لكلٍّ منهُمْ في حركتِه وسُكُوْنِه، أحْسَنَ كلَّ شَيْءٍ خَلق، وفتَقَ الأسماعَ وشقَّ الحَدَق، وأحْصَى عَدَدَ ما في الشَّجَرِ مِن وَرَق، مدَّ الأرْضَ ووضعَها وأوْسَعَ السماءَ وَرفعَها، وسَيَّرَ النجومَ وأطْلعهَا، في ظلمةِ اللَّيلِ ودُجُوْنهِ {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان: 11]، أحْمُدهُ على جودهِ وإحسْانِه، وأشْهدُ أنْ لا إِلهَ إِلّا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ في أُلُوهِيَّتِهِ وسُلْطانِه، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه المؤيَّدُ ببُرهانِه، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى صاحبهِ أبي بكرٍ في جميعِ شأنهِ، وعلى عُمرَ مقْلقِ كِسْرى في إيوانِه، وعلى عثمانَ ساهرِ ليْلِهِ في قرآنِه، وعلى عليٍّ قالعِ بابِ خيْبرَ ومُزَلْزِلِ حُصونِه، وعلى آلِهِ وأصحابه المجتهد كلٌ منهم في طاعةِ ربِّه في حركتِه وسكونِه، وسَلَمَ تسليمًا.

أولًا: تطهيرُ النفسِ مِن موانعِ الرحمةِ.

عبادَ الله: إنّنَا في هذه الأيام ِالمقبلةِ نستقبلُ العشرَ الأواخرَ مِن رمضانَ، وإنْ كان رمضانُ فيهِ مِن الخيراتِ والنفحاتِ ما فيهِ، فإنَّ هذه العشرَ كان النبيُّ ﷺ يخصُّهَا بمزيدٍ مِن الاجتهادِ، لِمَا لهَا مِن فضلٍ فيكفِي أنَّ فيها ليلةَ القدرِ، فعَنْ السيدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» (صحيح البخاري).

في هذه الأيامِ والليالي المباركةِ نتحرَّى ليلةَ القدرِ لنفوزَ بها، وننالَ أجرَهَا وثوابَهَا، فمَن أرادَ أنْ يفوزَ بها فليتهيأْ لاستقبالِهَا، عليهِ أنْ يطهرَ قلبَهُ وجوارحَهُ مِن موانعِ الرحمةِ والمغفرةِ، فهناك موانعُ تحجبُ الرحمةَ والمغفرةَ والنفحاتِ الربانيةَ، فلابدَّ مِن تطهيرِ النفسِ من هذه الموانعِ، فجميعُ المعاصِي تحجبُ وتمنعُ الرحمةَ، ولكنْ بعضُ المعاصِي أعظمُ وأشدُّ خطرًا مِن بعضٍ منهَا:

*العاقُّ لوالديهِ: محرومٌ مِن رحمةِ اللهِ وعفوهِ لأنَّ عقوقَهُ أحبطَ عملَهُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَقْبَلُ اللهُ لَهُمْ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً: عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ.(السنة لابن أبي عاصم).

فالعاقُّ مِن أهلِ الحرمانِ حتي في الأيامِ التي يعمُّ فيها الخيرُ ويشملُ اللهُ عبادَهُ بالعفوِ عن عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلا عَاقٌّ، وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ. (السنن الكبرى للنسائي).

فالوالدينِ طريقُكَ إلي مرضاةِ اللهِ أو سخطهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” رِضَا اللهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ (شعب الإيمان للبيهقي ).

*وقاطعُ الرحمِ: فإنَّهُ ضيّعَ علي نفسهِ خيرًا كثيرًا وأجرًا كبيرًا بقطيعتهِ قالَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ»(صحيح مسلم ).

*و المشاحنُ: هو الذي بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءٌ وقطيعةٌ وعداوةٌ بسببِ نفسهِ الأمارةِ بالسوءِ، فإنَّه محجوبٌ عن عفو اللهِ ومغفرتهِ ورحمتهِ في كلِّ الأوقاتِ التي يعمُّ فيها عفوُ اللهِ جميعَ العبادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: ” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا )(صحيح مسلم ) .

فهل تضيعُ صيامَكَ وقيامَكَ وتفوتُ علي نفسِكَ فرصةً لا تدرِي أتدركُهَا مرةً أخري أم لا ،عامل الناسَ بأخلاقِكَ التي تعلمتَهَا مِن رسولِ اللهِ ﷺ لا بأخلاقهِم السيئةِ، فأحسنْ إلي المحسنِ واعفُ عن المسيءِ تقربًا إلي اللهِ، قال اللهُ تعالي :{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)(فصلت).

*وشربُ الخمرِ: يكفِي شاربُهَا وساقيهَا وبائعهَا  وكلُّ مَن شاركَ فيهَا  حديثَ النبيِّ ﷺ عن ابْنَ عُمَرَ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ»(سنن أبي داود).

إنَّهَا فرصةٌ عظيمةٌ لِمَن أرادَ أنْ يتوبَ لعلَّ اللهَ أنْ يشملَهُ برحمتِهِ ومغفرتِهِ وينالَ الأجرَ والجزاءَ.

فلابُدَّ أنْ نزيلَ هذه الحجبَ التي تحجبُ عنَّا الرحمةَ، ونتخلصَ مِن هذه الموانعِ التي تمنعُ عنَّا فضلَ اللهِ ونحنُ نستقبلُ هذه الأيامَ المباركةَ التي كان ﷺ يجتهدُ فيهَا ويخصُّهَا بالاعتكافِ تحريًّا وطلبًا لليلةِ القدرِ.

 

ثانيًا: ليلـــةٌ بعمــــرٍ.

عبادَ الله: مِن أسبابِ المغفرةِ قيامُ ليلةِ القدرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »(صحيح البخاري) ، فيا لهَا مِن ليلةٍ عظيمةٍ يخرجُ منها المؤمنُ القائمُ المحتسبُ طاهرًا مِن ذنوبهِ كيومِ ولدتهُ أمهُ، ومِن فضلِ اللهِ علي عبادهِ المؤمنين أنْ جعلَ لهُم ليلةَ القدرِ عوضًا عن قصرِ أعمارِهِم، عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلاَ مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلاَةِ العَصْرِ، وَمَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ اليَهُودُ، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى العَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مِنَ العَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ بِقِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، قَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ: «هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟» قَالُوا: لاَ، قَالَ: «فَذَاكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ شِئْتُ»(صحيح البخاري).

فجعلَ  اللهُ تعالي التعبدَ فيها خيرًا مِن  التعبدِ  في ألفِ شهرٍ ليس فيها ليلةُ القدرِ قالَ تعالي :{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (3)(القدر).

فليلةُ القدرِ أفضلُ مِن ألفِ شهرٍ، بسببِ ما أُنزلَ فيها مِن قرآنٍ كريمٍ يهدِى للتي هي أقوم، ويخرجُ الناسَ مِن الظلماتِ إلى النورِ، وبسببِ أنّ العبادةَ فيها أكثرُ ثوابًا، وأعظمُ فضلًا مِن العبادةِ في أشهرٍ كثيرةٍ ليس فيها ليلةُ القدرِ، والعملُ القليلُ قد يفضلُ العملَ الكثيرَ، باعتبارِ الزمانِ والمكانِ، وإخلاصِ النيةِ، وحسنِ الأداءِ، وللهِ تعالى أنْ يخصَّ بعضَ الأزمنةِ والأمكنةِ والأشخاصِ بفضائلَ متميزةٍ.(التفسير الوسيط).

و{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي: تعادلُ مِن فضلِهَا ألفَ شهرٍ، فالعملُ الذي يقعُ فيها، خيرٌ مِن العملِ في ألفِ شهرٍ خاليةٍ منها، وهذا مِمّا تتحيرُ فيه  الألبابُ، وتندهشُ لهُ العقولُ، حيثُ مَنَّ اللهُ تباركَ وتعالى على هذه الأمةِ الضعيفةِ القوةَ والقوى، بليلةٍ يكونُ العملُ فيها يقابلُ ويزيدُ على ألفِ شهرٍ، عمرُ رجلٍ معمرٍ عمرًا طويلًا نيفًا وثمانين سنة.(تفسير السعدي).

فكلُّ ساعةٍ مِن ساعاتِهَا بل كلُّ دقيقةٍ بل كلُّ ثانيةٍ مِن ثوانِيهَا لها ثمنٌ، إنّ ليلةَ القدرِ هي العمرُ الحقيقيُّ للإنسانِ، فلا تقلْ عشتُ كمْ مِن السنواتِ بل قلْ مرتْ بي كم ليلةِ قدرٍ، فبعددِ ليالِي القدرِ التي مرتْ بك يكونُ عمرُكَ الحقيقي، فبكلِّ ليلةِ قدرٍ عمرٌ جديدٌ للمؤمنِ، فهي ليلةُ العمرِ، وإنْ شئتَ قَلْ ليلةً بعمرٍ.

عبادَ الله: إنَّ المحرومَ هو مَن حُرِمَ خيرَ هذه الليلةِ، مَن حُرِمَ فضلهَا وبركتهَا، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  ﷺ « قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ »(مسند أحمد).

ثالثًا: مفاتيحُ الفوزِ بليلةِ القدرِ

المفتاحُ الأولُ: معرفةُ فضائِلِهَا.

الفضيلةُ الأولى: أنَّ اللهَ أنزلَ فيها القرآنَ الذي به هدايةُ البشرِ وسعادتهُم في الدنيا والآخرةِ.

الفضيلةُ الثانيةُ: ما يدلٌّ عليه الاستفهامُ مِن التفخيمِ والتعظيمِ في قولهِ: {ومَا أدرَاكَ ما ليلةُ القدرِ}.

الفضيلةُ الثالثةُ: أنَّها خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ.

الفضيلةُ الرابعةُ: أنَّ الملائكةَ تتنزلُ فيها وهم لاينزلونَ إلّا بالخيرِ والبركةِ والرحمةِ.

الفضيلةُ الخامسةُ: أنَّها سلامٌ لكثرةِ السلامةِ فيهَا مِن العقابِ والعذابِ بما يقومُ بهِ العبدُ مِن طاعةِ اللهِ عزّ وجلّ.

الفضيلةُ السادسةُ: أنّ اللهَ أنزلَ في فضلِهَا سورةً كاملةً تُتْلَى إلى يومِ القيامةِ.

المفتاحُ الثاني: تحرِّيهَا ومراقبةُ علامتِهَا

عبادَ الله: ليلةُ القدرِ في العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ لقولِ النبيِّ ﷺ: «تحرُّوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ»(متفق عليه) ، وهي في الأوتارِ أقربُ مِن الأشفاعِ لقولِ النبيِّ ﷺ: «تحرُّوا ليلةَ القدرِ في الوترِ مِن العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ»( صحيح البخاري)،  وهي في السبعِ الأواخرِ أقربُ، لحديث ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما أنْ رجالًا مِن أصحابِ النبيِّ ﷺ أرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ في السبعِ الأواخرِ فقالَ النبيُّ ﷺ: «أرَى رؤياكُم قد تواطأتْ (يعني اتفقت) في السبعِ الأواخرِ فمَن كان متحرِّيهَا فليتحرَّهَا في السبعِ الأواخرِ»، (متفق عليه). وأقربُ أوتارِ السبعِ الأواخرِ ليلةُ سبعٍ وعشرين لحديثِ أُبيّ بنِ كعبٍ رضي اللهُ عنه أنَّه قال: «واللهِ لأعلمُ أي ليلةٍ هي الليلةُ التي أمرَنَا رسولُ اللهِ ﷺ بقيامِهَا هي ليلةُ سبعٍ وعشرين»( رواه مسلم).

المفتاحُ الثالثُ: الاجتهادُ فيها والإكثارُ مِن القيامِ وعدمُ تضييعِ لحظاتِهَا الثمينةِ

إنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالي أخفَى علمَهَا على العبادِ رحمةً بهم ليكثرَ عملُهُم في طلبِهَا في تلك الليالِي الفاضلةِ بالصلاةِ والذكرِ والدعاءِ فيزدادُوا قربةً مِن اللهِ وثوابًا، وأخفاهَا اختبارًا لهم أيضًا ليتبينَ بذلك مَن كان جادًا في طلبِهَا حريصًا عليها مِمّن كان كسلانًا متهاونًا، فإنَّ مَن حرصَ على شيءٍ جدَّ في طلبهِ وهانَ عليه التعبُ في سبيلِ الوصولِ إليهِ والظفرِ بهِ، وربَّمَا يظهرُ اللهُ علمَهَا لبعضِ العبادِ بأماراتٍ وعلاماتٍ يراهَا كما رأى النبيُّ ﷺ علامتَهَا أنَّه يسجدُ في صبيحتِهَا في ماءٍ وطينٍ فنزلَ المطرُ في تلك الليلةِ فسجدَ في صلاةِ الصبحِ في ماءٍ وطينٍ.

المفتاحُ الرابعُ: الإخلاصُ فيها واحتسابُ الأجرِ عندَ اللهِ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »(صحيح البخاري)

عبادَ الله: ليلةُ القدرِ يُفتَحُ فيها البابُ، ويُقربُ فيها الأحبابُ، ويُسمَعُ الخطابُ، ويُرَدُّ الجوابُ، ويُكتَبُ للعاملينَ فيها عظيمُ الأجرِ، ليلةُ القدرِ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، فاجتهدُوا رحمَكُم اللهُ في طلبِهَا، فهذا أوانُ الطلبِ، واحذرُوا مِن الغفلةِ ففي الغفلةِ العطبُ.

 

تولَّى العمرُ في سهوٍ .. . وفي لهوٍ وفي خسرِ

فيا ضيعةَ ما أنفقـ … ـتُ في الأيامِ مِن عمرِي

وما لي في الذي ضيعـ … ـتُ مِن عمرِي مِن عذرِ

فما أغفلنَا عن واجبـ … ـاتِ الحمدِ والشكرِ

أما قد خصنَا اللهُ ..     . بشهرٍ أيمَا شهرِ

بشهرٍ أنزلَ الرحمـ … ـنُ فيهِ أشرفَ الذكرِ

وهل يشبههُ شهرٌ ..        . وفيه ليلةُ القدرِ

فكم مِن خبرٍ صحّ … بما فيها مِن الخيرِ

روينَا عن ثقاتٍ أنّهـ … ـا تطلبُ في الوترِ

فطوبَى لأمرىءٍ يطلـ … ـبُهَا في هذه العشرِ

ففيهَا تنزلُ الأملاكُ … بالأنوارِ والبرِّ

وقد قال سلامٌ هي … حتى مطلعَ الفجرِ

ألا فادخروهَا إنَّـ … ـها مِن أنفَسِ الذخرِ

فكم مِن معتقٍ فيها … مِن النارِ ولا يدرِي

اللَّهُمَّ بلغنَا ليلةَ القدرِ ووفقنَا لقيامِهَا خيرَ قيامٍ واعنَّا فيها لصالحِ الأعمالِ، اللهم اجْعلْنَا من السابقينَ إلى الخيراتِ، الهاربينَ من المنكَرات، الآمنينَ في الغرفاتِ، مع الَّذِينَ أنعمتَ عليهم وَوَقَيْتَهُمْ السيئاتِ، اللَّهُمَّ أعِذْنا من مُضلاَّتِ الفتنِ، وجنبنا الفواحشَ ما ظهَرَ منها وما بطَن.

اللَّهُمَّ ارزُقْنَا شكرَ نعمتِك وحسنَ عبادتكَ، واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِك وولايتِك، وآتنَا في الدنيا حسنةً وفي الاخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفرْ لنَا ولوالِدِينا ولِجميعِ المسلمينَ برحمتك يا أرحمَ الرَّاحمين وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.

                                     وآخر دعوانا  أن الحمد لله رب العالمين

                                              كتبه راجي عفو ربه

                                        دكتور/ عمر مصطفي محفوظ

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »