خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م بعنوان : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 22 ذو الحجة 1445هـ ، الموافق 28 يونيو 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م بصيغة word بعنوان : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م بصيغة pdf بعنوان : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م ، بعنوان : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
قوة الأوطان
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل فى كتابه العزيز ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) سورة فاطر (28).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فمما لا شك فيه أن كل إنسان سوى الفطرة يتمنى أن يكون وطنه دائما ً في تقدم وازدهار، وأن يتباهى بوطنه أمام الدنيا كلها، فما بالكم إذا كان الوطن أيها المسلمون هو مصر الغالية، التي أعلى الله قدرها وشأنها وقيمتها وشرفها بأن ذكرها تصريحاً وتلميحاً في كتابه الكريم مرات عديدة، يكفيك أيها الوطن الغالي أن رب العالمين لم يتجل على أرض إلا على أرضك أنت ((فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)) سورة الأعراف (143) نسأل الله أن يديم عزها ومجدها وتكون رايتها دائماً مرفوعة بين كل الأوطان.
أيها المسلمون، ولكن هناك دعائم وركائز أساسية تقوم عليها قوة وعماد أي وطن من الأوطان من هذه الركائز.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط
العلم، يُعتبر العلم هو أهم ركيزة لبناء وقوة الوطن وعزته وكرامته، فبالتسلح بالعلم يستطيع أبناء أي أمة أن يجتازوا كل المحن والعقبات والأزمات، ولله در أمير الشعراء شوقي حين قال:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم. لم يبن ملك على جهل وإقلال
كفاني ثراء أنني غير جاهل. وأكثر أرباب الغنى اليوم جهال.
ولذلك لا تعجب حين جاءت دعوة الإسلام إلى العلم، يكفي أن أول قرآن نزل على قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى العلم، قال تعالى ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) سورة العلق.
وأخرج ابن ماجة بسند حسن عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ)).
أيها المسلمون، من أهم الركائز لقوة الأوطان، المواطنة، وأسوتنا وقدوتنا في هذا الإطار هو أسعد الخلق وحبيب الحق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنذ أول وهلة من قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وسعى في توثيق هذا الأمر بإقامته وثيقه المدينة، لأن الفرقة بين أطياف الوطن الواحد والتميز بين الناس على اختلاف عقائدهم أو أجناسهم أو ألوانهم يقوض قوة أي وطن من الأوطان، قال تعالى ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) سورة آل عمران (103).
ولذلك يسعى أعداء الوطن فى الداخل والخارج دائماً على العمل على التفريق بين نسيج الوطن ولكن بفضل الله تتحطم طموحاتهم وأحلامهم الخبيثة وتذهب أدراج الرياح، لأن التلاحم والتناغم بين أبناء وطننا راسخ منذ أمد بعيد، وثابت ثبوت الجبال، وهل يضر السحاب نبح الكلاب؟ فسيبقى وطننا العزيز لحمة واحدة وجسداً واحداً رغم أنف كل حاقد على هذا الوطن.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط
ثالثاً: من أهم ركائز قوة الأوطان، العمل واستثمار الطاقات وأن يبذل المرء أقصى ما في وسعه من أجل رفعة وطنه ولذلك جاءت الدعوة فى الإسلام إلى العمل، قال تعالى ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)) سورة الملك (15).
وأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث المقدام بن معد كرب أن النبى صلى الله عليه وسلم ((ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ)).
وليس الأمر بمجرد العمل فقط وإنما إتقان العمل فعند السيوطي وغيره بسند حسن من حديث عائشة رضي الله أنه قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ)).
وإنما تكمن قوة أي وطن في أن يتبارى الجميع في بذل أقصى ما يملكون من أجل رفعة وقوة الوطن، وأنه ينبغي التصدي بكل صرامة في وجه كل مقصر في أداء واجبه تجاه وطنه أو كل مستغل لظروف المحتاجين، أخص بالذكر الذين يحتكرون أقوات الناس من أجل تحقيق مصالح شخصية.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 28 يونيو 2024م : قوة الأوطان ، للشيخ خالد القط
الخطبة الثانية
من أهم ركائز قوة الأوطان، القيم والأخلاق، ولله در أمير الشعراء شوقي حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
وقال أيضاً:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه…فقوم النفس بالأخلاق تستقم..
وقال أيضاً:
إذا أصيب القوم في أخلاقهم…فأقم عليهم مأتما وعويلا
ففساد الأخلاق، أيها المسلمون كفيل بأن يدمر أي أمة، وأن يعرقل أي تنمية، وأن يضعف الأوطان، ولذلك لا تعجب حين يؤكد الإسلام على قيمة الأخلاق في الإسلام.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الإمام أحمد وغيره من حديث أبى هريرة رضي الله عنه ((إنَّما بعثتُ لأتمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ)) وفى رواية صالح الأخلاق.
وعن أبى الدرداء ورجاله ثقات أنه قال صلى الله عليه وسلم ((لا يُوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ وإنَّ حُسْنَ الخُلُقِ ليبلُغُ بصاحبِه درجةَ الصَّومِ والصَّلاةِ)).
اللهم كما أحسنت خلقنا فحسن أخلاقنا واحفظ بلدنا من كل سوء
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف