خطبة الجمعة القادمة 27 نوفمبر 2020م : الهجرة الشرعية وحفظ النفس ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 27 نوفمبر 2020م : الهجرة الشرعية وحفظ النفس ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 12 من ربيع الثاني 1442هـ – 27 نوفمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 نوفمبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : الهجرة الشرعية وحفظ النفس:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الهجرة الشرعية وحفظ النفس ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الهجرة الشرعية وحفظ النفس ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الهجرة الشرعية وحفظ النفس : كما يلي:
” الهجرة الشرعية وحِفْظُ النَّفْسِ “
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في سلطانه وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً رسول الله اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أمابعد فيا عباد الله:”وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا”(الشمس:7- 10).
أيها الناس:”إن حفظ النفس وصيانتها من مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة،ويرى جمهور الفقهاء أن الشريعة الإسلامية تدورأحكامها حول حماية خمس أمور هي أمهات لكل الأحكام الفرعية، وتسمى بالضروريات الخمس وهي:”حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ العرض، وحفظ العقل”.
فالإسلام يربي هذه النفس على الربط بين ذكر الله وعبادته، والسعي لمصالحه في هذه الحياة، على أن تكون هذه المصالح نفسها عوناً على ذكر الله وجانب الله فيها مرعي، وعلى أن لا تكون مصالح الدنيا سبباً في إغفال ما يربي النفس ويزكيها ويسمو بها ويطهرها .
إخوةالإسلام:”وليس هناك فرق بين الحفظ والصيانة،فمعنى حفظ النفس من كل مكروه أنك تصون النفس من كل مكروه، فالحفظ والصيانة يؤديان نفس المقصد. فالمطلوب منك أخي المسلم أن تحفظ نفسك من الهلاك والدمار لأن الهدف من إبقاءالفرد سليماً كي ينجزالمهمةالتي أوكلت إليه وهي عمارةالكون والاستخلاف في الأرض وعبادته وحده سبحانه:”وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”(الذاريات/56).
حفاظ الإسلام علي النفس”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد حافظ الإسلام على النفس البشرية وحرم قتلها بغير حق وأنزل أشد العقوبة بمرتكب ذلك قال تعالى:”وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”(الأنعام:151)،
وحفظ النفس أيضاً بتحريم الانتحار حيث قال تعالى:”وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”(النساء:29).ولما وضع الإسلام هذه الحدود والديات من أجل احترام النفس والمحافظة عليها والبعد عن التفكير بالثأر أو الاعتداء أو أي جريمة من هذا النوع، كما أنها تزرع العدالة وحب القصاص بين الناس.
وبكل أسف نجد الكثير من فتياتنا وفتياننا يهملون حفظ الصحة فيغرقون في لهو موهوم من الشراب والدخان والسهر وهي كلها آفات اجتماعية تلحق الضرر بالنشء والشباب وتضر الأمة جمعاء حيث تنهدم الصحة وتُنهك الأجساد وتُقتل النفس وكل ذلك يقود إلى تخلف المجتمع وانحلاله وتقصيره من لعب دوره الحضاري فيحتل مركزاً متأخراً بين الأمم والشعوب.
الهجرة غير الشرعية قتل للنفس”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله:” وعندما نري البعض من الشباب يحاول الهجرة إلي بلاد الغرب عن طريق غير شرعي فيركب مركباً شراعياً ليعبر به البحر ويعرض نفسه للغرق وهو بهذا يقتل نفسه ويزهق روحه ..وإزهاق النفس الواحدة بعد انهاكها كأنما هي إزهاق النفس الإنسانية جمعاء وان إحياءها بحكم إحياء الناس جميعاً فالمحافظة على النفس سليمة فاعلة في المجتمع من تعاليم الإسلام الأساسية:”مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”(المائدة/32).
المحافظة علي النفس من الأمراض”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها الناس:” وكما حرص الإسلام علي عدم إزهاق النفس بأي طريقة كذلك حرص علي المحافظة علي النفس وصيانتها من الأمراض الجسدية والنفسية..وكل أمراض النفوس من حسد وكراهية وغرور وكبر وشره وطمع وعدوانية وسلبية وغيرها كل هذه الأمراض هي التي تفتك ببني الإنسان وتسبب اضطراب معيشته، ولكن لا تجد من يتخصص في علاجها ووصف الدواء لمرضاها!
مرض الحقد والحسد:”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله :”ونقف اليوم مع أخطر تلك الأمراض الفتاكة وهو مرض الحقد والحسد.. وهو أسوأ من كورونا ,لأنه مرض عضال نفسي وجسدي إذا أصيب به أحد دمره ولايزال به حتى يقضي عليه بسبب غله وحقده وسفاهته”
والحقد لوذهبنا به إلي معامل التحاليل لتبين من عناصره ما يلي:
أولاً: الكراهية الشديدة والبغض العنيف.
وثانياً: الرغبة في الانتقام وإنزال السوء بمن يكرهه الحاقد.
وثالثاً: تخزين العنصرين السابقين في قرارة النفس وتغذيتهما بالأوهام والتصورات والاسترجاعات المختلفة للمشاهد، مع مثيرات جديدة للكراهية والرغبة في الانتقام.
وينتج عن هذه التحاليل ثمانية أشياء:
– تمني زوال النعمة عمن تحقد عليه.- والتشمت به إذا أصابه البلاء.- ومهاجرته ومصارمته وإن طلبك.- والإعراض عنه استصغاراً له.- والتكلم بالكذب والغيبة وإفشاء السر وهتك الستر في حقه.- ومحاكاته استهزاء به وسخرية منه.- وإيذائه وإيلامه بما يؤذي ويؤلم بدنه من ضرب،وسخرية واستهزاء.. وغيره.- والتمنع من حق من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة..
وكما جاء في الدعاء المأثور”اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر عيناه ترياني، وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أذاعها”(الطبراني).
عباد الله:”إن الغِلَّ والحقد والحسد وما شابَهها من الصفات السوداء للنفس البشرية هي مصادر الشَّرِّ في المجتمع الإنساني. وهى في الوقت ذاته عوامل هدم وقضاء على الفرد والمجتمع معًا. فالفرد الحَقُود لا يعرف البناء بل طابَعه السلبيَّة ومحاولة تحطيم مَن هو أحسن منه وضعًا أو حالاً بعد أن يحطِّم نفسَه هو. والمجتمع الذي يَشيع فيه خُلق الحِقد لا يعرف الوحدة ولا يصل يومًا ما إلى التماسُك. وكل ما له من عمل هو تبادُل التمزُّق حتى الفناء كمجتمع أو كأمّة. الحقد مرض خطير، ومرض متفش في هذا الزمان، وكثير من الناس يحقدون على بعضهم البعض. وعنه صلى الله عليه وسلم قال :”دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد،والبغضاء هي الحالقة،لا أقول:تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين”(أحمدوالترمذي).
والحقد بين المسلمين -كما ذكرنا- من مآسينا في هذا العصر.
وتحقَّق للرسول الكريم في دنياه بزوال الحقد من نفسه ما يتحقَّق للمؤمنين في آخرتهم من صفاء النفوس بعد زوال غُمّة الغِلِّ والحقد عنها على نحو ما جاء في قول القرآن في وصف نعيم المؤمنين:”ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلينَ”(الحجر: 47).
وبزوال الحقد من النفس تزول همومُها وأحزانها، تلك الهموم والأحزان التي من شأنها أن تُثقل الكاهل وتُنقِض الظَّهر من فرط عِبئِها وثقلها وهذه النتيجة هي التي يُشير إليها قول الله جل شأنه في السورة نفسها:”ووَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ”.
كما أن الذي تصفو نفسه ويحب الآخرين معه في أمَّته بدلاً من أن يحقد عليهم يُصبح عالي الهِمّة والشأن في قومه. وذلك ما جاء في خطاب الرسول الكريم من قوله تعالى:”ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”(الشرح: 2ـ4).
فالحقد رذيلة بين رذيلتين؛لأن له ثمرة الغضب،ويتولد من أي شيء؟.
الحقد داءٌ دفين ليس يحمله***إلاجهول مليء النفس بالعلل
مالي وللحقد يشقيني وأحمله *** إني إذن لغبي فاقد الحيل
سلامة الصدرأهنأ لي ومركب*** المجد أحلى لي من الزلل
الخطبة الثانية :”
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فياجماعة الإسلام
فالشفاء من الحقد نعمة من الله -سبحانه وتعالى:”وليس أهنأ في الحقيقة، ولا أطرد لهمومه، ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب بريء من وسواس الضغينة وثوران الأحقاد، ومستريحاً من نزعة الحقد الأعمى، فإن فساد القلب بالضغائن داء عياء، وما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش كما يتسرب الماء من الإناء المثلوم.
قال صلي الله عليه وسلم:”لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا”(البخاري، ومسلم).
وأسلم علاج لهذه الأمراض هو تصحيح الإيمان بالله والسير على نهجه ،والعمل على الوصول إلى درجةالتقوى ،ونيل مقام المراقبة،فإن لم يخش المرء ربه،فإنه لا خير فيه ،ولا ينتظر منه شيء،بل لن يكون له دافع عن ترك المحرمات ،فليداوم الحاسد على دواء الخشية من الله،وليكثر من الدعاء أن يخفف الله عنه ماهو فيه من البلاء، وليرض بما قسم الله تعالى له من النعم،وليعلم أن الشر والخير كلاهما فتنة ،فليحمد الله على كل حال ،وليستغفر الله تعالى مما شاب قلبه.
وقال صلي الله عليه وسلم:”والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا،ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم”(مسلم).
وقد حرم الله على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء؛ كما قال تعالى:إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ(المائدة/91).وامتن على عباده بالتأليف بين قلوبهم؛ كما قال تعالى:”وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”(آل عمران/103).
ولهذا المعنى حرم المشي بالنميمة.فقال صلي الله عليه وسلم”لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ”. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وأقم الصلاة
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف