خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م “الفساد صوره ومخاطره” للشيخ كمال المهدي
خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م بعنوان : الفساد صوره ومخاطره ، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 14 ذو القعدة 1442هـ ، الموافق 25 يونيو 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م بصيغة pdf بعنوان : الفساد صوره ومخاطره ، للشيخ كمال المهدي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م بعنوان : الفساد صوره ومخاطره ، للشيخ كمال المهدي:
١- ماذا تعني كلمة فساد؟.
٢- أسباب انتشار الفساد.
٣-بعض من صور الفساد.
٤- كيف نواجه الفساد وطرق العلاج منه.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو 2021م ، بعنوان : الفساد صوره ومخاطره، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:-
أحبتي في الله :-حديثنا اليوم سيدور حول موضوع من الموضوعات الهامة ألا وهو (الفساد صوره ومخاطر).
فأعيروني آذانا صاغية وقلوبنا واعي.
أبدأ وأقول: كلمة الفساد كلمة صغيرة في مبناها كبيرة في معناها.. الفساد تعني الهلاك والدمار هلاك للأمم ودمار للمجتمعات. ضَياعٌ للأملاك، وضِيقٌ في الأرزاق، وسُقُوطٌ للأخلاق.
الفساد يُحوِّل المجتمع إلى غابَةٍ يأكُل القوي فيه الضعيف، وينقضُّ الكبير على الصغير، ويَقوَى القويُّ على قوَّته، ويضعُف الضعيف على ضعفه!. الفساد من الآفات التي أرهقت الأمم والشعوب، وهو السبب الرئيس في هلاك الأمم..
لكل هذه المخاطر والأضرار للفساد وغيرها الكثير نهى الله جل وعلا على الفساد وأمر أنبيائه بأن يحذروا أقوامهم من الفساد واتباع سبيل المفسدين.
قال تعالى:( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف ٥٦].
ولقد تكرَّرت عبارة: (وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة: ٦٠] على لسان الأنبياء في دعوتهم، قالها صالح عليه السلام لثمود: (فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[الأعراف: ٧٤]، وقالها شعيب عليه السلام وذكرها الله عنه ثلاث مرات؛ إحداها قوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[هود: ٨٥]، وقالها موسى عليه السلام لبني إسرائيل: (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[البقرة: ٦٠].
وقالها موسى عليه السلام كذلك مخاطبا أخاه نبيَّ الله هارون قائلاً له: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: ١٤٢]، وقالها مخاطبًا آلَ فرعون قال لهم: (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)[يونس: ٨١]. وها هم صالحوا البشر يخاطبون قارون قائلين له: ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [القصص :٧٧].
*ولقد رتب الله جل وعلا العقاب الشديد على من يفسد في الأرض عقوبات في الدنيا وعقوبات في الآخرة.
ففي الدنيا قال جل وعلا ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْض)[المائدة: ٣٣]، هذا جزاء من أفسد في الأرض التي أمر الله جل وعلا بإعمارها بطاعته جل وعلا والانشغال بذكره.
وأما العقوبة في الآخرة قال جل وعلا (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [سورة الرعد٢٥].
أحبتي في الله : لسائل أن يسأل ما هي أسباب انتشار الفساد في كل مكان.
** أول هذه الأسباب : ضعف الوازع الديني، وعدم مراقبة المولى عز وجل، وعدم استشعار أن الله يرى العبد، وأننا لم نصل إلى مرتبة الإحسان الذي هو أعلى مراتب الدين، أن يعبد المسلم ربه كأنه يراه.
ثانيها : هو فقدان الدور التربوي للأسرة، فكثير من الأسر تركت الحبل على الغارب للأبناء والبنات فلم يتربوا على المراقبة لله تعالى، ولم يقوموا بدورهم ومسؤوليتهم.
** ثالثها : هو عدم ترشيد وسائل الإعلام، فكثير من القنوات ووسائل الإعلام في بلاد المسلمين لم تقم بدورها في التوجيه والتربية؛ بل تهدم القيم والمبادئ وتنشر الرذيلة والعري والتبرج، فإلى الله المشتكى!.
رابعها : ذنوب العباد قال تعالى: (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) [الروم : ٤١].
وإن المتأمل يجد أن التحذير من الفساد جاء عاماً، ولم يخصص نوعاً من أنواع الفساد، وما ذاك إلا للتحذير من كل صور الفساد، حتى يبتعد المسلمون عن جميع الصور.
فالإفساد في الأرض له صور وأشكال وألوان مختلفة ومتعددة: ومما لا يختلف عليه اثنان، أن الفساد عم وطم في جميع المجالات، فأصبحنا نشاهد الفساد الاقتصادي والفساد الإداري والفساد الاجتماعي والفساد الأخلاقي والفساد الديني والفساد العلمي بجميع الصور.
فتعالوا بنا لنلقي نظرة سريعة على بعض صور الفساد التي نراها في مجتمعاتنا حتى نكون على حذر من الوقوع فيها.
فمن صور الفساد في الأرض الفساد المالي والإداري ومنه : انتشار السرقة والاختلاس والرشوة، والتربُّح من الوظيفة ؛ وإنفاق المال في الحرام؛ كبيع وشراء المخدرات والمسكرات فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي.
كذلك من صور الفساد في الأرض: التعدي على الأموال الخاصّة والعامّة: سواء بسرقة منه أو بإتلافه، ولهذا قال الله جل وعلا عن إخوة يوسف عليه السلام: (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) [يوسف: ٧٣].
فإلي كل من اتلف و دمر وسرق الأموال العامة أو الخاصة ولم يبالى بفعله تدبر هذا المصير بعد جهاد في سبيل الله، تدبر هذا المصير بعد شهادة في سبيل الله فيما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَامَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ إِلا الأَمْوَالَ، فَلَمْ نَغْنَمْ إِلا الأَمْوَالَ، وَالْمَتَاعَ، وَالثِّيَابَ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، يُقَالُ لَهُ: رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا أَسْوَدَ، يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ، فَتَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِوَادِي الْقُرَى بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ، فَأَصَابَهُ، فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَلا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا “، فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذَلِكَ، جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ “.النسائي قال الألباني صحيح.
كذلك من صور الفساد في الأرض السعي إلى الفرقة وتحزب الناس؛ فمن نظر إلى حال الأمة الآن يجدها فرقا وأحزابا وجماعات؛ و(كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم: ٣٢]؛ وكل يدعي لنفسه أنه المصلح، ولكن كما قال الله تعالى: ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ)[سورة البقرة: الآية ٢٢٠]، لذلك نهى الله عن الفرقة والتحزب، وأمر الله بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف: ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:٤٦]، ويقول جل وعلا -: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: ١٠٣]، فالله عز وجل أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف، فنشر الفرقة بين الناس بسبب الْحَسَبِ، أو النَّسَبِ، أو المذهبية وغيرها فيه فساد للمجتمع.
** كذلك من صور الفساد… الفساد الاجتماعي ومنه: السِّحر الذي انتشر بصورة غريبة في المجتمعات فقد سمى الله عز وجل فاعله مفسدًا فقال تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ) [يونس:٨١]، وسمى الله عمل السحرة والسحر بأنه عمل المفسدين، وذلك لما يترتب عليه من فساد الأسر والتفريق بين الزوجين وخراب البيوت.
كذلك من صور الفساد الاجتماعي: التقاطع في الأرحام وعدم وصلها قال الله تبارك وتعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) [محمد: ٢٢]. وإذا أردت أن تتحدث عن قطع صلة الأرحام في زماننا هذا فحدث ولا حرج.
** كذلك من صور الفساد: بخس الموازين والتطفيف بالكيل. قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام ( فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) [الأعراف: ٨٥].لقد أصبح الإنسان لا يجد السلعة الصحيحة، ولا يجد البضاعة الأصلية بسبب الفساد، وبسبب قلة الأمانة، وبسبب عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى.
** كذلك من صور الفساد. الفساد العلمي ومنه: الغش في الامتحانات في المدارس نعم والله هذا فساد ما بعده فساد فبسبب هذا الغش يخرج على المجتمع الطبيب والمهندس والمدرس والخطيب وغيرهم ممن لا يتقنون شيئا في مجالهم بسبب أنهم حصلوا على هذه المؤهلات بالغش فتجد دماراً في المجتمعات. .
أحبتي في الله: هذه هي بعض صور الفساد التي نراها في مجتمعاتنا وهناك الكثير من صور الفساد ولكن لا يتسع الوقت لذكرها.
وهنا يأتي السؤال: كيف نواجه هذا الفساد ونعالجه؟
علاج الفساد يكون بأمور: –
أولها: – بالتوعية بخطورة الفساد وبيان عاقبة المفسدين وذلك من خلال دور البيت والمدرسة والإعلام.
** ثانيها: – (عدم السّكوت عن الفساد ).
فالتصدي له فيه نجاة للمجتمع كله، وإهماله وعدم التصدي له فيه الهلكة للمجتمع كله فإن البلاء إذا نزل يعم الصالح والطالح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا) يعنى فكان قوم في أعلاها وقوم في أسفلها) فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ (يعنى فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا الماء مروا على الذين في أعلاها،) فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ” البخاري.
وقد قال صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَذَّبَ اللهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ” أخرجه أحمد في المسند.
ثالثها:- (أن نتعاون جميعا ونقوم بالتبليغ عن المفسدين ونرفع أمرهم ولا نتركهم ولا نجاملهم).
فينبغي علينا ألا نجامل أحداً إذا رأينا مفسداً يستغل الوظيفة أو المؤسسة يحتال، يرتشي، أو يجامل، أو يسرق، أو يفعل أي صورة من صور الفساد أن نبلغ عنه حتى لا ينزل بنا العذاب. فإن البلاء إذا نزل سينزل بنا جميعاً، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في محاربة الفساد والمفسدين فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : قالت: (إِنَّ قُرَيْشاً أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمِ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ»، ثُمَّ قَامَ، فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأَيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا.
ولما استعمل صلى الله عليه وسلم رجلا على صدقة كما ورد عن أَبى حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ: ( اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسْدٍ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْلتببِيَّةِ عَلَى صَدَقَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ” مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي، يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا) البخاري.
** وفي الختام: أقول لكم أحبتي في ينبغي علينا أن نحارب الفساد سراً وجهراً بجميع الصور وبجميع الوسائل، وأن لا نجامل، وأن نعد هذه كارثة ومصيبة قد تدمرنا جميعا.
***
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصالحين المصلحين وأن يجنبنا سبيل المفسدين وان يهدينا الصراط المستقيم ..
***
كتبه:- الشيخ/ كمال السيد محمود محمد المهدي.
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف