أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 9 صفر 1445هـ ، الموافق 25 أغسطس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب، بصيغة word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) حثُّ الإسلامِ على ضرورةِ التكاتفِ عندَ الأزماتِ.

(2) قضاءُ الحاجاتِ مِن صفاتِ الأنبياءِ – عليهمُ السلامُ – والصحابةِ الكرامِ.

(3) بعضُ ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الخلقِ في الدنيَا والآخرةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

خطبة بعنوان: «قضاءُ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ»

بتاريخ 9 صفر 1445 هـ = الموافق 25 أغسطس 2023 م

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لكَ الحمدُ كمَا ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمَّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م

(1) حثُّ الإسلامِ على قضاءِ الحاجاتِ عندَ الأزماتِ:

لقد فاضلَ اللهُ بينَ عبادِهِ في الشرفِ والجاهِ، والعلمِ والعبادةِ، وسخرَ بعضَهُم لبعضٍ ليتحققَ الاستخلافُ، وتُعمرَ الأرضُ قال تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـاتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً﴾، وفي شكوَى الفقيرِ ابتلاءٌ للغنِيِّ، وفي انكسارِ الضعيفِ امتحانٌ للقويِّ، وفي توجُّعِ المريضِ حكمةٌ للصحيحِ، ومِن أجلِ هذه السنةِ الكونيةِ جاءتْ السنةُ الربانيةُ بالحثِّ على التعاونِ بينَ الناسِ، وقضاءِ حوائجِهِم، والسعيِ في تفريجِ كروبهِم، وبذلِ الشفاعةِ الحسنةِ لهُم، تحقيقًا لدوامِ المودةِ، وبقاءِ الألفةِ، وإظهارِ الأخوةِ؛ لأنَّ الإنسانَ حياتُهُ لا تسيرُ على وتيرةٍ واحدةٍ، ومِن سننِ اللهِ الكونيةِ أنْ ينزلَ على البشرِ مِن وقتٍ لآخرٍ بعضَ الأزماتِ والمحنِ؛ ليختبرَهُم حسبمَا قال: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾، ودينُنَا الحنيفُ أرشدَنَا أنْ نقفَ بجوارِ بعضِنَا البعض وقتَ البلايَا والحاجاتِ، قَالَ رَسُول اللهِ ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وشبك أصابعه (متفق عليه)؛ وصورُ التعاونِ وقضاءِ الحاجاتِ كثيرةٌ ومتنوعةٌ لا تقفُ عندَ حدٍّ معينٍ، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِ وَلتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾، ومنها التعاونُ المعنويُّ والماديُّ وها هو رسولُنَا يوجهنَا إلى حسنِ التعاطفِ والترابطِ فيمَا بينَنَا، فعَنْ أَنَسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ» (الْبَزَّار، وَإِسْنَاده حَسَنٌ)، وقال ﷺ:«مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ» (مسلم)، وهناكَ بعضُ الخلقِ انتكستْ فطرتُهُم، وضاعتْ إنسانيتُهُم، وفقدُوا وطنيتَهُم، فباتُوا لا يشعورونَ بمَن حولَهُم، فملأَ الجشعُ والطمعُ قلوبَهُم، وحبُّ الذاتِ والأنانيةِ نفوسَهُم، وهؤلاءِ نسُوا أنَّ المالَ في ذاتِهِ وسيلةٌ إلى الانتفاعِ بهِ، وليس منفعةً بذاتِهِ فأنتَ لا تلبسُ الدنانيرَ إذا عريتَ، ولا تأكلُهَا إذا جعتَ، ولا تقيكَ حرَّ الشمسِ، وبردَ الشتاءِ، ولكنَّهَا وسيلةٌ إلى تحقيقِ ذلك، وعلى العكسِ فهناكَ صاحبُ الضميرِ الحيِّ، والإيمانِ القويِّ، والوطنيةِ الحقيقةِ لا المزيفةِ الذي يسعَى في تحقيقِ مصالحِ الناسِ، ويقدمُ يدَ العونِ لهُم، ويسدُّ خُلتَهُمْ، فَحُقَّ له أنْ يُحشرَ في أعلَى عليين مع النبيينَ والصديقينَ قال ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (الترمذي).

     إنَّ مساعدةَ الآخرينَ مِن الفقراءِ والمحتاجين، ومشاركتَهُم لهمومِهِم، والتخفيفَ مِن آلامِهِم مِن أعظمِ أبوابِ الخيرِ على الإطلاقِ، ولعلَّ البعضَ قد يغفلُ عن مثلِ هذه الأعمالِ، وينشغلُ بغيرِهَا مِن العباداتِ كالصلاةِ والصيامِ، ويتقاعسُ عن مساعدةِ غيرِهِم، ويعتقدُ أنَّهَا لا تعودُ عليهِ بالنفعِ العظيمِ كالعباداتِ المفروضةِ، قالَ ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ» (ابن ماجه)، ومِن المصائبِ عندَ ذوي الهممِ عدمُ قصدِ الناسِ لهُم في حوائجهِم يقولُ حكيمُ بنُ حزامٍ – رضي اللهُ عنه-: “ما أصبحتُ وليس على بابِي صاحبُ حاجةٍ إلّا علمتُ أنَّها مِن المصائبِ” أ.ه.

إنَّ بعضَ هذه الأفعالِ قد تعدلُ ثوابَ المجاهدِ في سبيلِ اللهِ الذي قد يظنُّ البعضُ أنَّه مقصورٌ على شهيدِ المعركةِ فقط، قال ﷺ:«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ – وَأَحْسِبُهُ قَالَ – وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ» (متفق عليه)، ألا فليسارعْ الإنسانُ في تحصيلِ أبوابِ الخيرِ، ولا يحرمْ نفسَهُ منها، يقولُ إبراهيمُ بنُ أدهمٍ: “مَن لمَ يواسِ الناسَ بمالِهِ وطعامِهِ، وشرابِهِ، فليواسهِم ببسطِ الوجهِ، والخلقِ الحسنِ” أ.ه.

ومِن أجلِ سدِّ حوائجِ الناسِ الأصليةِ حثَّ الإسلامُ على تعجيلِ الزكاةِ والإكثارِ مِن الصدقاتِ؛ لأنَّ هذا يقوِّي الترابطَ والتكاتفَ، ويسدُّ الحاجاتِ الضرورية؛ إذ لا يصحُّ شرعًا ولا عرفًا أنْ يستحوذَ على المالِ فئةٌ معينةٌ فلا تنظرْ إلى غيرِهَا، والمسلمونَ جميعًا كالجسدِ الواحدِ إذَا اشتكَى منهُ عضوٌ تأثرَ باقِي جسدِهِ، فعَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (مسلم)، وقد رغّبَ ربُّنَا في غيرِ آيةٍ على الإنفاقِ في وجوهِ الخيرِ المتنوعةِ فقالَ: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، ولذا أجازَ الفقهاءُ وقتَ حلولِ الأزماتِ تعجيلَ دفعِ الزكاةِ إلى مستحقيِهَا متَى بلغَ المالُ النصابَ المقررَ شرعًا حتّى يتحققَ المغزَى والمقصدُ منهَا وهو سدُّ حاجةِ الفقيرِ والسائلِ، وهذا ما أفتَى بهِ رسولُنَا ﷺ فعَنْ عَلِيٍّ «أَنَّ العَبَّاسَ بْن عَبْد الْمُطَّلِب سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ» (صححه الحاكم والذهبي) .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م

(2) قضاءُ الحاجاتِ مِن صفاتِ الأنبياءِ – عليهمُ السلامُ- والصحابةِ الكرامِ:

إنَّ نفعَ الناسِ والسعي في كشفِ كروبِهِم مِن صفاتِ الأنبياءِ والرسلِ – عليهمُ السلامُ-، فالكريمُ يوسفُ -عليه السلامُ- مع ما فعلَهُ إخوتُهُ مِن مكرٍ وحسدٍ لكنَّهُ جهزَهُم بجهازِهِم، ولم يبخسْهُم شيئًا منهُ قالَ ربُّنَا: ﴿وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ * وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾، وموسَى -عليه السلامُ- لَمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أمةً مِن الناسِ يسقونَ، ووجدَ مِن دونِهم امرأتينِ مستضعفتين، رفعَ الحجرَ عن البئرِ وسقَى لهُمَا حتى رويتْ أغنامُهُمَا دونَ أنْ ينتظرَ مقابلًا لفعلِهِ هذا معهمَا قالَ سبحانَهُ: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ مَا خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ .

وسيدُنَا مُحمدٌ ﷺ تقولُ السيدةُ خديجةُ – رضي اللهُ عنها- في وصفِهِ قبلَ الإسلامِ لَمَّا جاءَهَا يرجفُ فؤادُهُ مِن غارِ حراء «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ» (متفق عليه)، فمَن يتأملْ هذه الصفاتِ الخمسَ يجدْ أنَّ الجامعَ المشتركَ بينهَا هو “قضاءُ حوائجِ الناسِ”، وفي الإسلامِ بلغَ ﷺ مِن خيرِهِ العميمِ ونفعِهِ للناسِ أنْ كان كمَا أخبرَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ … لَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ أَوِ الْمِسْكِينِ، فَيَقْضِيَ حَاجَتَهُ» (ابن حبان) بل كانَ أشرفُ الخلقِ ﷺ إذا سُئِلَ عن حاجةٍ لم يردَّ السائلَ عن حاجتِهِ فعن أنسٍ قَالَ: “مَا سُئِلَ ﷺ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ” (مسلم) .

وعلى هذا سارَ الصحابةُ الكرامُ فقد كان مِن أخلاقِهِم – رضي اللهُ عنهم – قضاءُ الحوائجِ والإيثارُ وعدمُ الضنِّ والبخلِ على الآخرينَ بما يملكونَهُ ولو بأقلِّ القليلِ؛ ولذَا مدحَهُم اللهُ على هذا فقالَ: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ حتى إنَّ الواحدَ منهُم كانَ يجلسُ ساعاتٍ وساعاتٍ في قضاءِ مصالحِ الناسِ فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلاَةُ العَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قِيَامًا، وَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ» (البخاري)، بل جعلَ سيدُنَا معاويةُ رضي اللهُ عنهُ رجلًا مختصًا ب”حوائجِ الناسِ” قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الحَاجَةِ، وَالخَلَّةِ، وَالمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ، وَحَاجَتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ»، فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ” (أحمد، وسنده صحيح) .

وانظر في هذا الأنموذجِ الذي قلَّمَا يجودُ الزمانُ بمثلِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ يَضُمُّ – أَوْ يُضِيفُ – هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتٌ لِلصِّبْيَانِ، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْلِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْلَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، وَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ، وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: لَقَدْ ضَحِكَ اللَّهُ – أَوْ: عَجِبَ – مِنْ فَعَالِكُمَا، فأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾» (البخاري) .

إنَّ المتهربَ مِن إخراجِ زكاتِهِ التي تعينُ على سدِّ فاقةِ الخلقِ أو الذي يمنعُ مالَهُ عن الخلقِ خاصةً فيمَا يحتاجُونَهُ مَن أشياءَ ضروريةٍ كالغذاءِ والدواءِ والكساءِ ليعلمَ أنَّهُ مهمَا حقّقَ مِن ربحٍ وكسبٍ إلّا أنَّهُ إلى زوالٍ وفناءٍ؛ لأنَّهُ ركنَ إلى مالِهِ، فملأَ بهِ جيبَهُ، وغزَّىَ بهِ بطنَهُ، وصارَ عبدًا لهُ، قالَ تعالَى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾، ولذا دعَا عليهِ رسولُنَا بالخيبةِ والخسرانِ قال ﷺ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» (البخاري) .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م

(3) بعضُ ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الخلقِ في الدنيا والآخرةِ:

في قضاءِ حوائجِ الخلقِ لذةٌ وراحةٌ لا يذوقُهَا إلّا مَن عرفَهَا وباشرَهَا ووقفَ عليهَا، وقد دلّتْ النصوصُ على بعضِ تلك الثمراتِ منهَا:

أولًا: الساعِي لقضاءِ الحوائجِ موعودٌ بالإعانةِ، مؤيدٌ بالتوفيقِ، منفوحٌ بالنصرِ والفلاحِ: قالَ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ وقال ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» (مسلم) .

يقولُ الإمامُ النوويُّ: (وَفِيهِ فَضْلُ قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ وَنَفْعِهِمْ بِمَا تَيَسَّرَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ مَالٍ أَوْ مُعَاوَنَةٍ أَوْ إِشَارَةٍ بِمَصْلَحَةٍ أَوْ نَصِيحَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَفَضْلُ السِّتْرِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَفَضْلُ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ وَفَضْلُ الْمَشْيِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ الِاشْتِغَالُ بِالْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ بِشَرْطِ أَنْ يُقْصَدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ تعالى وان كَانَ هَذَا شَرْطًا فِي كُلِّ عِبَادَةٍ لَكِنَّ عَادَةَ الْعُلَمَاءِ يُقَيِّدُونَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ بِهِ لِكَوْنِهِ قَدْ يَتَسَاهَلُ فِيهِ بَعْضُ النَّاسِ وَيَغْفُلُ عَنْهُ بَعْضُ الْمُبْتَدِئِينِ) أ.ه المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 17/ 21 .

ثانيًا: بذلُ المعروفِ والإحسانُ تُحسنُ الخاتمةُ، وتُصرفُ ميتةُ السوءِ: فعن أنسٍ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «المعروفُ إلى الناسِ يقِي صاحبهَا مصارعَ السوءِ، والآفاتِ، والهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا هُم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ» (ابن حبان)، فقضاءُ حوائجِ الضعفاءِ ومساندةُ ذوِي العاهاتِ والمسكنةِ نفعٌ في العاجلِ والآجلِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» (مسلم)، ومَن للضعفاءِ والأراملِ واليتامَى بعدَ اللهِ سبحانَه؟! بدعوةٍ صالحةٍ منهُم مستجابةٍ تسعدُ أحوالُك، والدنيا محنٌ، والحياةُ ابتلاءٌ، فالقويُّ فيها قد يضعفُ، والغنيُّ ربَّما يُفلسُ، والسعيدُ مَن اغتنمَ قوتَهُ في خدمةِ الخلقِ أجمعين، يقولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «مَنْ مَشَى بِدَيْنِهِ إِلَى غَرِيمِهِ يَقْضِيَهُ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ هَدَى زُقَاقًا فَلَهُ بِهِ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَعَانَ ضَعِيفًا عَلَى حَمْلِ دَابَّةٍ فَلَهُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنِ الطَّرِيقِ فَلَهُ صَدَقَةٌ» (إسناده ثقات) .

ثالثًا: قضاءُ حوائجِ الناسِ يعتبرُ مِن أعظمِ العباداتِ، وأجلِّ القرباتِ إلى اللهِ، ويورثُ محبتَهُ سبحانَهُ، ويُؤمَّنُ فاعلُهُ مِن الفزعِ الأكبرِ: قال ﷺ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ – يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا – وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ» (الطبراني) .

رابعًا: تشفعُ لصاحبِهَا حتى تدخلَهُ الجنةَ: عن أنسٍ مرفوعًا: “أنَّ رجلًا مِن أهلِ الجنَّةِ يُشرفُ يومَ القيامةِ على أهلِ النَّارِ، فيُنادِيهِ رجلٌ مِن أهلِ النّارِ، يا فلان، هل تعرفنِي؟ فيقولُ: لا واللهِ ما أعرِفُكَ، مَن أنت؟ فيقولُ: أنَا الذي مررتَ بي في دارِ الدُّنيَا، فاستسقيتنِي شَربةً مِن ماءٍ، فسقيتُكَ، قال: قد عرفتُ، قال: فاشفعْ لِي بهَا عندَ ربِّك، قال: فيسألُ اللهَ، ويقولُ: شفِّعنِي فيهِ، فيُأمرُ بهِ، فيُخرجُهُ مِن النارِ” (قال العراقي: “رواه أبو يعلى بسند ضعيف وله عنده إسنادان أحدهما: حسن بألفاظ أخر”) .

أخِي الكريم: مَن منعَ المعروفَ أو حثَّ الناسَ على عدمِ فعلِهِ فهو على خطرٍ عظيمٍ قالَ ﷺ: ” ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ …، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: اليَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ” (البخاري)؛ ليكونَ الجزاءُ مِن جنسِ العملِ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023 م

وعلى أصحابِ الأموالِ وذوِي الغنَى والثراءِ أنْ يتفقدُوا حوائجَ المحتاجين، وقد بيَّنَ رسولُنَا ﷺ حالَ المجتمعِ عندمَا يُمنَعُ حقُّ المالِ فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ» (الطَّبَرَانِي، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، فانظرْ كيفَ يكونُ حالُ الأممِ عندمَا تأكلُ حقَّ الفقيرِ والمسكينِ، فالإسلامُ لا يريدُ مِن أتباعِه أنْ يعيشُوا في دائرةٍ منغلقةٍ على أنفسِهِم متغافلينَ واجبَهُم تجاهَ المحتاجين، ولذا مَن يفعلُ ذلك معرضٌ لسخطِ أحكمِ الحاكمِين، واستمعْ إلى هذا المشهدِ القرآنِي- الذي يجعلُ الولدانَ شيبًا- حيثُ جاءَ على لسانِ المتقين – على سبيلِ التحسيرِ لهؤلاءِ المجرمين- ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾، فها هُم قد اعترفُوا وأقرُّوا بأنَّ الإلقاءَ بهِم في جهنَّم إنَّما كان بسببِ عدمِ إطعامِ الجائعِ، وتركِ كسوتِه، بل يزيدُ اللهَ الأمرَ إيضاحًا فيجعلُ في رقبةِ كلِّ موحدٍ بهِ حقًّا للمسكينِ أنْ يحضَّ غيرَهُ على إطعامِهِ والاهتمامِ بهِ، ويجعلُ تركَ هذا الحضِّ مِن لوازمِ الكفرِ والتكذيبِ بيومِ الوعيدِ ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ﴾ .

أخي الحبيب: اقضِ الحوائجَ ما استطعتَ، وتذكرْ أنّ ما بكَ مِن نعمةٍ فإنَّمَا أنعمَ اللهُ بهَا عليكَ لتنفعَ الخلقَ، فإنْ أنتَ فعلتَ أتمَّ عليكَ نعمتَهُ، وزادَكَ منهَا، فعن أَبِي مُوسَى قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ» (البخاري)، وإنْ أنتَ بخلتَ ذهبتْ عنكَ نعمةُ اللهِ قالَ ﷺ: «إنّ للهِ أقوامًا اختصَّهُم بالنعمِ لمنافعِ العبادِ، يقرهُم فيهَا ما بذلوهَا، فإذا منعوهَا نزعهَا منهُم فحولهَا إلى غيرهِم» (الطبراني)، وقال ﷺ: «ما مِن عبدٍ أنعمَ اللهُ عليهِ نعمةً فأسبغَهَا عليهِ، ثم جعلَ مِن حوائجِ الناسِ إليهِ، فتبرمَ، فقد عرّضَ تلكَ النعمةَ للزوالِ» (الطبراني، سنده جيد) .

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّه أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ يوفقَ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

                                  كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال

                       مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »