خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، الشيخ خالد القط
بتاريخ 22 شعبان 1446هـ ، الموافق 21 فبراير 2025م

خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 م بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، الشيخ خالد القط بتاريخ 22 شعبان 1446هـ ، الموافق 21 فبراير 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بصيغة word بعنوان: إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بصيغة pdf بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغِلْ فيه برِفقٍ
الشيخ خالد القط ، بتاريخ 22 شعبان 1446 هـ – 21 فبراير 2025
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((َكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ )) سورة البقرة( 143 ).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، الشيخ خالد القط
أما بعد
أيها المسلمون، فإن ديننا الإسلامي الحنيف، لهو دين وسط لا إفراط فيه ولا تفريط.
ولا يعرف التطرف ولا الغلو
بل هو دين السلام والسماحة واليسر، قال تعالى:
((وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ)) سورة البقرة (143).
فبالوسطية بُعث نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعليها ربى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه، الذين حملوا هديه، فأناروا العالم، وملكوا القلوب قبل أن يملكوا البلاد.
ولذا كانت بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منة أنعم الله بها علينا ، وعلى الدنيا كلها، قال تعالى :
(( لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ بَعَثَ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِین ) ) [سورة آل عمران آية: 164]، كما كانت رسالته صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، قال عز وجل (وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ) [سورة الأنبياء آية: 107].
وهكذا كانت رسالته صلى الله عليه وسلم مبنية على التيسير وعدم التشديد على الناس
وأن الغلو والتطرف في الدين أمر مرفوض في الشريعة الإسلامية .
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، الشيخ خالد القط
أيها المسلمون، والحديث الذي معنا اليوم، والذي هو محور حديثنا، حيث يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ((إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغِل فيهِ برفقٍ فإنَّ المُنبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقى)) ومعنى قوله: إن هذا الدين متين” أي: صلب شديد، فأوغلوا: أي سيروا فيه برفق، ولا تحملوا على أنفسكم ما لا تطيقونه، فتعجزوا وتتركوا العمل.
وقال الغزالي رحمه الله: أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج، وأنه إذا توغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا، وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه. والمنبتُّ هو الذي انقطع به السير في السفر وعطلت راحلته ولم يقض وطره، فلا هو قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره، أي دابته التي يركبها لينتفع بها فيما بعد. وهكذا من تكلف من العبادة ما لا يطيق، ربما يملُّ ويسأم، فينقطع عما كان يعمله.
أيها المسلمون
وقد جاءت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية بالدعوة إلى التيسير والتحذير من الغلو والتشديد على عباد الله، مثل قوله تعالى:
((مَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیَجۡعَلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ حَرَجࣲ وَلَـٰكِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَكُمۡ وَلِیُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَیۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [المائدة 6].
وقال أيضاً ((وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَ ٰهِیمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا لِیَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِیدًا عَلَیۡكُمۡ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِیرُ﴾ [الحج 78].
وقال ((فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیر)) سورة هود 112.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، الشيخ خالد القط
أيها المسلمون، كذلك فإن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مليئة بالنصوص التى تدعوا إلى التيسير، وتحذر من التشدد والغلو مثل، فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ.)) وفى الصحيحين أيضاً من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((دَخَلَ النبيُّ ﷺ فَإِذا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بيْنَ السّارِيَتَيْنِ، فَقالَ: ما هذا الحَبْلُ؟ قالوا: هذا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقالَ النبيُّ ﷺ: لا، حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشاطَهُ، فَإِذا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ.)). وفى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ. قالَها ثَلاثًا.)).
أيها المسلمون
نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك
وهنا نتذكر صلاة التراويح
ونرى مدى حرصه صلى الله عليه وسلم الشديد على أمته بأن لا تفرض عليهم هذه الصلاة
وهذا من باب التخفيف على الأمة والبعد بها عن أي صورة من صور التشدد
وذلك حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة مرات معدودة ، مرتين أو ثلاث
ثم ترك ذلك خشية أن تفرض علينا، صلوات ربي وسلامه عليه
فقد أخرج الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها :
((أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ صَلّى ذاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلّى بصَلاتِهِ ناسٌ، ثُمَّ صَلّى مِنَ القابِلَةِ، فَكَثُرَ النّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثّالِثَةِ أَوِ الرّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضانَ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 فبراير 2025 بعنوان : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ ، الشيخ خالد القط
الخطبة الثانية
أيها المسلمون
فإن المشاركة فى العمل الخيري والمسابقة إليه، أمر دعانا إليه الإسلام، قال تعالى:
((فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰتِۚ أَیۡنَ مَا تَكُونُوا۟ یَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِیعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [البقرة 148].
وقال أيضاً ((وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة 2].
كما يدعونا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن نكون لحمة واحدة، جسدا واحداً يتألم المرء منا لألم أخيه، ويكون دائما عونا ً وسنداً لكل محتاج، ففي الصحيحين من حديث، النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم:
((مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكى منه عُضْوٌ تَداعى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمّى)).
فنحن في هذه الأيام في أمس الحاجة أن يتكاتف الجميع
وان لا يتوانى فرد من أفراد الوطن في العمل على أي عمل من شأنه يعود بالنفع على أبناء وطننا الغالي مصر.
حفظ الله مصر من كل سوء، ورفع رايتها في العالمين.
كتبه: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف