خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 15 ربيع الآخر 1446هـ ، الموافق 18 أكتوبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ.
لتحميل خطبة الجمعة اليوم 18 أكتوبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ بصيغة word أضغط هنا
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي :
أولًا: تحريمُ الإسلامِ للسخريةِ مِن الخلقِ.
ثانيًا: علاجُ الإسلامِ لداءِ السخريةِ والاستهزاءِ بالخلقِ.
ثالثًا: آثرُ السخريةِ على الفردِ والمجتمعِ.
ولقراءة جزء (العنصر الأول فقط ولتكملة الخطبة من ملف pdf في الأعلي)، خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ
بتاريخ 15 ربيع الآخر 1446هـ = الموافق 18 أكتوبر 2024 م»
الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمَّا بعدُ ،،،
(1) تحريمُ الإسلامِ للسخريةِ مِن الخلقِ: كرّمَ الإسلامُ الإنسانَ مِن حيثُ إنَّهُ إنسانٌ بغضِّ النظرِ عن لونِهِ وجنسِهِ وعرقِهِ ودينِهِ، وساوتْ بينهُم جميعًا في أصلِ الخِلقةِ وأداءِ الحقوقِ والواجباتِ، وجعلتْ ميزانَ التفاضلِ التقوَى والعملَ الصالحَ، وأرستْ مبدأَ الوحدةِ الإنسانيةِ والأخوةِ البشريةِ، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ﴾، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ» (أحمد)، بهذا الفهمِ الرشيدِ تُحَدُّ الرذائلُ الإنسانيةُ؛ إذ يشعرُ الضعيفُ أنَّ ثمةَ مَن يحميهِ ويدافعُ عنهُ، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ:«أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟» قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ ﷺ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟» (ابن ماجه) .
إنَّ السخريةَ في واقعِ الأمرِ ضربانِ أحدهُمَا: حسيٌّ كالسبابِ والتراشقِ بالألفاظِ البذيئةِ، ثانيهُمَا: المعنويُّ مِن خلالِ غمطِ الناسِ واحتقارِهِم والتقليلِ مِن حالِهِم، وقد انتشرتْ ظاهرةُ السخريةِ بصورةٍ أوسع في هذا العصرِ عبرَ الفضاءِ المفتوحِ مِن خلالِ اقتحامِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعِي؛ إذ يقومُ البعضُ مِمَّن هُم خلفَ الشاشاتِ بممارسةِ السخريةِ الإلكترونيةِ بالآخرينَ دونَ الالتفاتِ إلى كمْ الضررِ الذي سيَلحَقُ بالشخصِ المستهزَى بهِ حيثُ تدمرهُ نفسياً ومعنوياً؛ ولذا حرّمَ الشارعُ الحكيمُ هذا الجُرمَ العظيمَ، فعن ابنِ عباسٍ أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» (ابن ماجه)؛ فحَرَّمَ دينُنَا الحنيفُ إيصالَ الأذَى للآخرينَ بأيِّ وسيلةٍ؛ فالسخريةُ حرامٌ شرعًا وعقلاً وطبعاً وعادةً.
لقد نهتْ آياتُ الكتابِ العزيزِ عن “السخريةِ” أو الاستهزاءِ أو الاحتقارِ فقالَ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ففي الآيةِ دليلٌ بيِّنٌ على وجوبِ الابتعادِ عن أنْ يعيبَ المسلمُ أخاهُ المسلمَ، أو يحتقرَهُ، أو يناديَهُ بلقبٍ سيئٍ، ويستثنَى مِن ذلكَ نداءُ الرجلِ بلقبٍ قبيحٍ في نفسِهِ لا على قصدِ الاستخفافِ بهِ، كما إذا دعتْ لهُ الضرورةُ لتوقفِ معرفتِهِ.
ولعلك تلحظُ – أخي الحبيب- دقةَ التعبيرِ القرآنِي هنا حيثُ لم يقلْ: «رجلٌ مِن رجلٍ»، «ولا امرأةٌ مِن امرأةٍ» بالإفرادِ؛ “لأنَّ مشهدَ الساخرِ لا يكادُ يخلُو مِمَّن يتلهَّى ويستضحكُ على قولِه، ولا يأتِى ما عليهِ مِن النهيِ والإنكارِ، فيكونُ شريكَ الساخرِ وتلوهُ في تحملِ الوزرِ، وكذلك كلُّ مَن يطرقُ سمعهُ فيستطيبُهُ ويضحكُ بهِ، فيؤدِّى ذلكَ- وإنْ أوجدَهُ واحدٌ- إلى تكثرِ السخرةِ وانقلابِ الواحدِ جماعةً وقوماً” أ.ه. (الكشاف للزمخشري) .
ثم جاءتْ السنةُ تؤكدُ على ذلكَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» (مسلم)، كما بينتْ السنةُ المطهرةُ أنَّ الذي يقدمُ على فعلِ ذلكَ إنّمَا هو متصفٌ بصفاتِ الجاهليةِ الأولَى، فعَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» (البخاري) .
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ
(2) علاجُ الإسلامِ لداءِ السخريةِ والاستهزاءِ بالخلقِ: وضعَ دينُنَا الحنيفُ علاجاً ناجعاً لهذهِ الظاهرةِ السلبيةِ، وبذلك قد سبقَ مؤسساتِ حقوقِ الإنسانِ وغيرِهَا مِمَّن يناهضُ هذا السلوكَ المنحرفَ، ومِن هذا العلاجِ ما يلي:
أولاً: غرسُ ثقةِ الطفلِ بنفسِهِ، وعدمُ التبعيةِ، ومراقبةُ سلوكِهِ منذُ نعومةِ أظفارِهِ: ليجتازَ هذا الفخَّ المهلكَ فيُتِمَّ مسيرَ حياتِهِ خاليًا مِن السخريةِ بالخلقِ، وقد حذَّرَنَا رسولُنَا ﷺ مِن التبعيةِ الغيرِ الصحيحةِ بحيثُ يكونُ المسلمُ كالريشةِ في مهبِّ الرياحِ تميلهَا حيثُ شاءتْ بل عليهِ أنْ يحكِّمَ عقولَهُ، ويميزَ بينَ ما يضرُّهُ وما ينفعُهُ، فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا» (الترمذي وحسنه)، وبالتالِي تنشىءُ شخصيةٌ قويةٌ لا يمكنُ بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ أنْ تنكسرَ أمامَ عادياتِ الحياةِ أو مسراتِهَا، بل لا يمكنُ أنْ تجعلَ مِن القدرِ مبررًا للرضَا بالضعفِ والاستكانةِ إلى الدونِ، أمَّا ضعيفُ النفسِ والعزيمةِ قد يُسلمُ نفسَهُ للأوهامِ والأباطيلِ، وينصاعُ للآخرينَ، ويحذُو حذوَهُم، وهذا غيرُ مرغوبٍ في شخصيةٍ يقعُ على عاتقِهَا خدمةُ دينِهَا ووطنِهَا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (مسلم) .
لقد عالجَ الرسولُ ﷺ داءَ السخريةِ في موقفٍ عمليٍّ حينمَا ضحكَ بعضُ الجالسينَ مِن دقةِ ساقِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ- رضي اللهُ عنه- وتأتِى الإجابةُ منهُ ﷺ؛ ليرفعَ مِن شأنِ صاحبِهَا أمامَ الساخرينَ منهُ، بل ويمنحُهُ الأوسمةَ والنياشين، ويجبرُ بخاطرِهِ، فعن ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ» (أحمد)، فقد يكونُ هذا المستَهزَءُ بهِ أفضلُ عندَ اللهِ منكَ فعن حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: “أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ” (البخاري) .
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ
ثانياً: التفكيرُ في عواقبِ السخريةِ والاستهزاءِ: تأملْ وتدبرْ وفكرْ في عاقبةِ ومآلِ السخريةِ والاستهزاءِ بالآخرينَ، ينبغِي للساخرِ أو المستهزئ أنْ يتقِي اللهَ، ويستحضرَ حرمةَ إيذاءِ الآخرينَ، والاعتداءِ عليهِم، وأنّهُ أولُ المتضررينَ بسخريتِهِ منهُم في دنياهُ وآخرتِهِ، كما ينبغِي لهُ أنْ يتصالحَ مع نفسِهِ ومع الناسِ، معتمِدًا- بعدَ عونِ اللهِ- على تصفيرِ همومِهِ، وكبحِ جماحِ طاقاتِهِ السلبيةِ، ومزاحمتهَا بالرضا والصبرِ والنقاءِ، وأنَّ الاستهزاءَ ما كان في شيءٍ إلّا شَانَهُ، ولا نُزِعَ مِن شيءٍ إلّا زَانَهُ، وأنَّ بحسبهِ مِن الشرِّ بسخريتِهِ أنْ يؤذِيَ أخاهُ المسلم، أو يَحقِرَه، أو يكونَ تجاهَهُ طعَّانًا لعَّانًا معتديًا أثيمًا، قد أسلَمَ قيادَهُ للشيطانِ الرجيمِ، واللهُ -جلَّ وعلا- يقولُ: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾، وقالَ سبحانَهُ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾، وقد بيّنَ ﷺ ما يترتبُ على هذا السلوكِ، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ: تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» (أبو داود) .
إنَّ هذا الذي يستهزىءُ بالآخرينَ ويسخرُ منهُم لمرضٍ أو علةٍ نزلتْ بهِم ألَا يعلمُ أنَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ- قادرٌ على أنْ يحولَ هذا البلاءَ إليهِ في لمحةِ عينٍ، فعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ» (الترمذي وحسنه)، ولذا حذَّرَ نبيُّنَا ﷺ أشدَّ التحذيرِ مِن تضليلِ “البصيرِ” عن طريقِهِ بقصدِ السخريةِ والضحكِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ» (أحمد)، فهذا وعيدٌ شديدْ، لِمَن اتخذَ العيوبَ الخِلقيةَ سببًا للتندرِ أو التلهِّي أو السخريةِ، أو التقليلِ مِن شأنِ أصحابِهَا، فصاحبُ العذرِ امتحنَهُ اللهُ؛ ليكونَ بيننَا واعظًا، شاهدًا على قدرةِ اللهِ – عزَّ وجلَّ- لا أنْ نجعلَهُ مادةً للتلهِي أو التسلِّي أو الاستهزاءِ.
إنَّ الحقَّ سبحانَهُ يخبرُنَا عن مصيرِ هؤلاء المجرمينَ الذينَ كانُوا في دارِ الفناءِ يضحكونَ ويستهزءونَ مِن المؤمنينَ، وإذا مرُّوا بهِم احتقرُوهُم، وقلّلُوا مِن شأنِهِم، وجعلُوهُم أضحوكةً وألعوبةً بينَ الخلقِ فيقولُ تعالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ * وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ﴾ .
ثالثاً: تقويةُ الوازعِ الدينِي في قلبِ المؤمنِ: ضَعْفُ الوازعِ الدينِي والإخفاقُ في التربيةِ على الخُلُقِ القويمِ مِن أعظمِ حصولِ السخريةِ والتقليلِ مِن الآخرينَ، ومَن يتأملْ حالَ المستهزئينَ بالخلقِ يجدْ أنْ أغلبَهُم قد جهلَ القيمَ الإسلاميةَ النبيلةَ التي تحولُ بينَهُم وبينَ هذا السلوكِ المقيتِ، والبعضُ الآخرُ لم يتلقَّ القدرَ الكافِي مِن التربيةِ القويمةِ التي تصدُّهُ عن إيذاءِ غيرهِ وإلحاقِ الضررِ بهِ، ومَن فقدَ ذلكَ طالَ أذاهُ كلَّ شيءٍ، ولحقَ ضررُهُ كلَّ حيٍّ وغيرِ حيٍّ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ
إنَّ الإيمانَ يمنعُ صاحبَهُ مِن الإساءةِ للآخرِ، والتعدِّي عليهِ، ويوجبُ عليهِ حفظَ حقِّهِ، وأنْ يراقبَ اللهَ في خلقِهِ، وأنْ يشتغلَ بعيوبِهِ عن عيوبِ الآخرينَ، قالَ سبحانَهُ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، وعَن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ» (الترمذي وحسنه)، وقَالَ ﷺ أيضاً: “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ” (البخاري) .
إنّنَا نحتاجُ إلى التسامحِ، ونشرِ ثقافةِ الاحترامِ المتبادلِ حيثُ أمرَنَا دينُنَا بالرفقِ بالخلقِ واحترامِهِم قالَ ﷺ: «أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَنْ لَا يَقِيلُ عَثْرَةً وَلَا يَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَلَا يَغْفِرُ ذَنْبًا أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ» (الحاكم وصححه)، وقد بالغَ الإسلامُ في حرمةِ الإنسانِ ولو بالنظرةِ قَالَ ﷺ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (شعب الإيمان) .
لو فكّرَ هذا الساخرُ مليّاً في عواقبِ سخريتِهِ، وأنّهَا قد تحجبُهُ عن الجنةِ لَمَا أقدمَ على هذا الخبثِ والمكرِ، فعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ» (مسلم).
القرآنُ الكريمُ يعلمُنَا أنَّ هذا الذي تسخرُ منهُ في الدنيا؛ لصلاحِهِ وإيمانِهِ مع عصيانِكِ، أو رثاثةِ ثيابِهِ، أو دماثِةِ هيئتِهِ، أو لفقرِهِ وضعفِ حالِهِ سينقلبُ عليكَ وبالاً وحسرةً وندامةً يومَ الحشرِ الأكبرِ، استمعْ إلى هذه الآياتِ التي تشفِي كلَّ مكلومٍ ومهمومٍ: ﴿رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ * قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ﴾، وفي مشهدٍ آخرَ مهيبٍ حينمَا يفقدُ أهلُ الضلالِ أهلَ الصلاحِ زعماً أنّهُم أحسنُ حالاً ومآلاً: ﴿وَقالُوا مَا لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ * أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ﴾.
(3) آثرُ السخريةِ على الفردِ والمجتمعِ: يكفِي قبحاً وسوءً أنَّ السخريةَ مِن صفاتِ المنافقينَ كمَا أخبرَ الحقُّ سبحانَهُ: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾، بل مِن صفاتِ أهلِ الإجرامِ قالَ سبحانَهُ: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، ولا يخفَى علينَا أنَّ للسخريةِ آثارًا سلبيةً مقيتةً على الفردِ والمجتمعِ، منها:
*أنّهَا تستوجبُ سخطَ اللهِ – عزّ وجلّ- وعقابَهُ الأليم؛ لأنَّ فيهَا ظلم للآخر، وانتهاك لحرمته، وسلب لكرامته التي اختصه الله بها، فاحذرْ – أيُّها الساخرُ- وتذكرْ قولَ الحقِّ: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ﴾ أَيْ: “إِنَّمَا كَانَ عملِي في الدنيا عملَ ساخرٍ مستهزىءٍ” .
*تهونُ دعائمَ المجتمعِ، وتضعفُ بناءَهُ، وتقوضُ أركانَهُ، وتجعلُ أفرادَهُ يحقدُ بعضُهُم على بعضٍ حيثُ يخاصمُ المسخورُ منهُ الساخرَ، ويتربصُ بهِ الدوائرَ، وبالتالِي لا يتحققُ فينَا قولُ النبيِّ ﷺ: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” (مسلم)، وقولُهُ أيضاً ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» (مسلم)، بل تجعلُ الساخرَ يبتعدُ عنهُ الخلقُ اتقاءَ سخريتِهِ قالَ ﷺ: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ» (البخاري).
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ
*ممرضةٌ للقلبِ، مميتةٌ للشعورِ والإحساسِ بالآخرينَ، ولا يفيقُ مرتكبيهَا إلّا بعدَ فواتِ الأوانِ، وهنا يبقَى هذا الحقُّ معلقاً حتى يتنازلَ عنهُ صاحبُهُ، وبالتالِي يصبحُ الساخرُ بعيداً عن ربِّهِ – سبحانَهُ- ناسياً ذكرَهُ – جل ّجلالُهُ- فيستولِي عليهِ الشيطانُ، ويصرفُهُ عن الطاعةِ إلى العصيانِ.
أخي الكريم: الناسُ لا يطلعونَ إلَّا على ظواهرِ الأحوالِ ولا علمَ لهُم بالخفياتِ، وإنّمَا الذي يزنُ عندَ اللهِ: خلوصُ الضمائرِ وتقوىَ القلوبِ، وعلمُهُم مِن ذلكَ بمعزلٍ، فينبغِي أنْ لا يجترئَ أحدٌ على الاستهزاءِ بمَن تقتحمُهُ عينهُ إذا رآهُ رثَّ الحالِ، أو ذَا عاهةٍ في بدنِهِ، أو غيرَ لبيقِ في محادثتِهِ، فلعلّهُ أخلصُ ضميراً وأتقَى قلباً مِمَّن هو على ضدِّ صفتِه، فيظلمُ نفسَهُ بتحقيرِ مَن وقَّرَهُ اللهُ، والاستهانةِ بمَن عظّمَهُ اللهُ، ولقد بلغَ بالسلفِ إفراطُ توقيهِم وتصونهِم، مِن ذلكَ: أنْ قالَ عمرُو بنُ شرجيل: «لو رأيتُ رجلًا يرضعُ عنزًا فضحكتُ منهُ: خشيتُ أنْ أصنعَ مثلَ الذي صنعَهُ»، وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: «البلاءُ موكلٌ بالقولِ، لو سخرتَ مِن كلبٍ لخشيتُ أنْ أحوَّلَ كلباً»، ولا تنسَ قولَ ربِّكَ: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾، “فالْهَمَّازُ بِالْقَوْلِ، وَاللَّمَّازُ بِالْفِعْلِ يَعْنِي يزدرِي الناسَ وَيَنْتَقِصُ بِهِمْ” .
إذا رأيتَ إنساناً يعملُ خيراً ولو قليلاً أو يفعلُ شيئاً ما لا تسخرْ منهُ أو تقللْ مِن قيمتِهِ، فقد يسبقُكَ إلى اللهِ وأنتَ لا تدرِي قالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، فقابلَهُم عَلَى سُوءِ صَنِيعِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِالْمُؤْمِنِينَ؛ لِأَنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جَنْسِ الْعَمَلِ، فَعَامَلَهُمْ معاملةَ مَن سخرَ منهُم انْتِصَارًا لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا، وَأَعَدَّ لهم فِي الآخرةِ عذاباً أليماً .
نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.
كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان د / محروس رمضان حفظي عبد العال
مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
نريد الخطبة word