خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 15 ربيع الآخر 1446هـ ، الموافق 18 أكتوبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي :
أولًا: تحريمُ الإسلامِ للسخريةِ مِن الخلقِ.
ثانيًا: علاجُ الإسلامِ لداءِ السخريةِ والاستهزاءِ بالخلقِ.
ثالثًا: آثرُ السخريةِ على الفردِ والمجتمعِ.
ولقراءة جزء (العنصر الأول فقط ولتكملة الخطبة من ملف pdf في الأعلي)، خطبة الجمعة القادمة 18 أكتوبر 2024 م بعنوان : لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ
بتاريخ 15 ربيع الآخر 1446هـ = الموافق 18 أكتوبر 2024 م»
الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمَّا بعدُ ،،،
(1) تحريمُ الإسلامِ للسخريةِ مِن الخلقِ: كرّمَ الإسلامُ الإنسانَ مِن حيثُ إنَّهُ إنسانٌ بغضِّ النظرِ عن لونِهِ وجنسِهِ وعرقِهِ ودينِهِ، وساوتْ بينهُم جميعًا في أصلِ الخِلقةِ وأداءِ الحقوقِ والواجباتِ، وجعلتْ ميزانَ التفاضلِ التقوَى والعملَ الصالحَ، وأرستْ مبدأَ الوحدةِ الإنسانيةِ والأخوةِ البشريةِ، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ﴾، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ» (أحمد)، بهذا الفهمِ الرشيدِ تُحَدُّ الرذائلُ الإنسانيةُ؛ إذ يشعرُ الضعيفُ أنَّ ثمةَ مَن يحميهِ ويدافعُ عنهُ، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ:«أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟» قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ ﷺ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟» (ابن ماجه) .
إنَّ السخريةَ في واقعِ الأمرِ ضربانِ أحدهُمَا: حسيٌّ كالسبابِ والتراشقِ بالألفاظِ البذيئةِ، ثانيهُمَا: المعنويُّ مِن خلالِ غمطِ الناسِ واحتقارِهِم والتقليلِ مِن حالِهِم، وقد انتشرتْ ظاهرةُ السخريةِ بصورةٍ أوسع في هذا العصرِ عبرَ الفضاءِ المفتوحِ مِن خلالِ اقتحامِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعِي؛ إذ يقومُ البعضُ مِمَّن هُم خلفَ الشاشاتِ بممارسةِ السخريةِ الإلكترونيةِ بالآخرينَ دونَ الالتفاتِ إلى كمْ الضررِ الذي سيَلحَقُ بالشخصِ المستهزَى بهِ حيثُ تدمرهُ نفسياً ومعنوياً؛ ولذا حرّمَ الشارعُ الحكيمُ هذا الجُرمَ العظيمَ، فعن ابنِ عباسٍ أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» (ابن ماجه)؛ فحَرَّمَ دينُنَا الحنيفُ إيصالَ الأذَى للآخرينَ بأيِّ وسيلةٍ؛ فالسخريةُ حرامٌ شرعًا وعقلاً وطبعاً وعادةً.
لقد نهتْ آياتُ الكتابِ العزيزِ عن “السخريةِ” أو الاستهزاءِ أو الاحتقارِ فقالَ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ففي الآيةِ دليلٌ بيِّنٌ على وجوبِ الابتعادِ عن أنْ يعيبَ المسلمُ أخاهُ المسلمَ، أو يحتقرَهُ، أو يناديَهُ بلقبٍ سيئٍ، ويستثنَى مِن ذلكَ نداءُ الرجلِ بلقبٍ قبيحٍ في نفسِهِ لا على قصدِ الاستخفافِ بهِ، كما إذا دعتْ لهُ الضرورةُ لتوقفِ معرفتِهِ.
ولعلك تلحظُ – أخي الحبيب- دقةَ التعبيرِ القرآنِي هنا حيثُ لم يقلْ: «رجلٌ مِن رجلٍ»، «ولا امرأةٌ مِن امرأةٍ» بالإفرادِ؛ “لأنَّ مشهدَ الساخرِ لا يكادُ يخلُو مِمَّن يتلهَّى ويستضحكُ على قولِه، ولا يأتِى ما عليهِ مِن النهيِ والإنكارِ، فيكونُ شريكَ الساخرِ وتلوهُ في تحملِ الوزرِ، وكذلك كلُّ مَن يطرقُ سمعهُ فيستطيبُهُ ويضحكُ بهِ، فيؤدِّى ذلكَ- وإنْ أوجدَهُ واحدٌ- إلى تكثرِ السخرةِ وانقلابِ الواحدِ جماعةً وقوماً” أ.ه. (الكشاف للزمخشري) .
ثم جاءتْ السنةُ تؤكدُ على ذلكَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» (مسلم)، كما بينتْ السنةُ المطهرةُ أنَّ الذي يقدمُ على فعلِ ذلكَ إنّمَا هو متصفٌ بصفاتِ الجاهليةِ الأولَى، فعَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» (البخاري) .
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
نريد الخطبة word