خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 بعنوان : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 17 رجب 1446هـ ، الموافق 17 يناير 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 بصيغة word بعنوان: التحذير من خطورة التكفير ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 بصيغة pdf بعنوان : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 بعنوان : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
التحذير من خطورة التكفير
الشيخ خالد القط
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ)) سورة البقرة.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى أله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط
أما بعد
أيها المسلمون، فإن ديناً يدعو إلى السلم الاجتماعي، والتسامح بين البشر، وأن تسود المودة والرحمة بين الناس جميعاً، ونزع ما من شأنه أنه يوغر الصدور ويدمر النفوس، لهو دين عظيم نشرف بأننا ندين به، ونفخر بالانتماء لسيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم الذي حذّر وجرّم أيما تحذير من خطر رمى الناس بالكفر والفسق، لأن تفشى مثل هذه الأفكار الهدامّة المغلوطة هى بمثابة سوس ينخر فى عظام الأمة، أو بمثابة سرطان خبيث يسرى فى عضد الأمة يريد تفريق كلمتها، وشق صفها، وتمزيق وحدتها، وتشويه صورتها بين كل الأمم.
أيها المسلمون، دعونا نخاطب هؤلاء المكفرين الذين يحملون هذه الأفكار الهدامة، من ذا الذى أعطاكم الحق لتحكموا على خلق الله، بأن هذا مؤمن، وهذا كافر، هذا صالح، وهذا طالح، أما علمتم أنكم بذلك أنتم تنازعون الله فى حق من حقوقه، فهو جل وعلا فقط هو الذى يعلم ما فى نفوس وضمائر الخلق، قال تعالى ((وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)) سورة البقرة (220).
أيها المسلمون، أي ظاهرة تنشأ في الحياة، خاصة إذا كانت ظاهرة خطيرة، كظاهرة التكفير التي معنا اليوم، ينبغى علينا بداية فهم أهم الأسباب التي تؤدى إلى انتشار مثل هذه الظاهرة، ويمكن إرجاع أسباب هذه الظاهرة لأمرين اثنين، أولهما، الغلو والتطرف فى دين الله، إضافة إلى الجهل وعدم الفهم المستنير لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقد نهى الإسلام عن الغلو فى الدين، قال تعالى ((فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) [هود: 112]، وأخرج النسائى وغيره بسند صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((وإيّاكم والغُلوَّ في الدِّينِ فإنَّما هلك من كان قبلكم بالغُلوِّ في الدِّينِ)) وفى صحيح مسلم، من حديث عبد الله بن مسعود يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ. قالَها ثَلاثًا)).
ولذلك كانت الشريعة الإسلامية دائماّ ما تدعو إلى التوسط والاعتدال وتنهى عن الإفراط والتفريط، قال تعالى ((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ)) سورة البقرة (143.
وقال الشاعر:
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد .. .. كلا طرفي قصد الأمور ذميم .
أما عن الأمر الثانى وهو الجهل بحقيقة هذا الدين العظيم ، فإن هؤلاء الذين يفهمون الدين فهماً سطحياً ، ويفهمون نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة على غير مرادهما ، وكانهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه ((يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مع صَلاتِهِمْ، وصِيامَكُمْ مع صِيامِهِمْ، وعَمَلَكُمْ مع عَمَلِهِمْ، ويَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون، كم كان الحبيب المصطفى، والنبى المجتبى صلى الله عليه وسلم، حازماً وصارماً في وجوه هؤلاء حتى يرجعوا إلى رشدهم وصوابهم، فقد أخرج الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم ((أَيُّما رَجُلٍ قالَ لأخِيهِ: يا كافِرُ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما)).
بل شَبَّه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حال الذي يكفر الناس تماماً حاله بمن يرتكب كبيرة من أعظم الكبائر وهي القتل العمد، حيث قال صلى الله عليه وسلم، كما هو مخرج فى الصحيحين من حديث ثابت بن الضحاك: ((مَن حَلَفَ بغيرِ مِلَّةِ الإسْلامِ فَهو كما قالَ، قالَ: ومَن قَتَلَ نَفْسَهُ بشيءٍ عُذِّبَ به في نارِ جَهَنَّمَ، ولَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، ومَن رَمى مُؤْمِنًا بكُفْرٍ فَهو كَقَتْلِهِ)).
أيها المسلمون، إن رمى الناس بالكفر جريمة كبيرة، ينبغى على كل مسلم موحد بالله أن ينأى بنفسه عنها، فقد حدث على عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أحدهم أساء الفهم وأخطأ فى تقدير الأمر وهو فى لحظة قتال فى سبيل الله، كانوا فى سرية خرجت للجهاد فى سبيل الله، ونترك الحديث هنا لابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يحدثنا كما فى صحيح البخاري: ﴿قالَ ابنُ عَبّاسٍ: كانَ رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ له، فَلَحِقَهُ المُسْلِمُونَ، فَقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فَقَتَلُوهُ وأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ، فأنْزَلَ اللَّهُ في ذلكَ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)) سورة النساء (94.
قال القرطبي في تفسيره والَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُ وَهُوَ فِي سِيَرِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَمُصَنَّفِ أَبِي دَاوُدَ وَالِاسْتِيعَابِ لِابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ الْقَاتِلَ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، وَالْمَقْتُولُ عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، من الأمور التي حاربها الإسلام، بكل قوة وحزم، الغش بكل صوره وأشكاله، فالإسلام دين واضح وصريح يدعو إلى الوضوح والصراحة وعدم التدليس على الناس قال تعالى ((وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ (1) ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ (4) لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ (5) يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (6) سورة المطففين.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 يناير 2025 : التحذير من خطورة التكفير ، للشيخ خالد القط
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنّا، ومَن غَشَّنا فليسَ مِنّا. )) .
اللهم فقهنا فى ديننا واهد شبابنا واحفظ مصرنا الحبيبة بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف