أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ: 20 صفر 1444هـ – الموافق 16 سبتمبر 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م ، للدكتور محروس حفظي : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م ، للدكتور محروس حفظي : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م ، للدكتور محروس حفظي : حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة: حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) حثُّ الإسلامِ على صلةِ الأرحامِ .

(2) كيف نصلُ أرحامَنَا .  

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:

 

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

١- حثُّ الإسلامِ على صلةِ الأرحامِ:

إنَّ صِلةَ الرَّحمِ مِن أعظمِ وسائلِ القربِ التي يتقربُ بها العبدُ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ ، والأمرُ بها جاءَ في القرآنِ الكريمِ والسنَّةِ النبويَّةِ.• قالَ اللهُ تعالَى: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 21]، ونبهنَا اللهُ عزَّ وجلَّ أنّ قطيعةَ الرحمِ تجلبُ الغضبَ والطردَ مِن رحمتهِ التي وسعتْ كلَّ شيءٍ قالَ تعالَى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]، وفي هذه الآيةِ الكريمةِ قالَ الإمامُ الطبريُّ: “هؤلاءِ الذين يفعلونَ هذا، يعني: الذين يفسِدُون ويقطعَون الأرحامَ الذين لعنَهُم اللهُ، فأبعدَهُم مِن رحمتهِ فأصمَّهُم، بمعنى: فسلبَهُم فَهْمَ ما يسمعُون بآذانِهِم مِن مواعظِ اللهِ تعالَى في تنـزيلِهِ، ﴿ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾؛ بمعنى: وسلبَهُم عقولَهُم، فلا يتبيَّنون حُججَ اللهِ سبحانَهُ، ولا يتذكَّرون ما يرونَ مِن عِبَرهِ وأدلَّتِهِ” (تفسير الطبري).

كما حثَّ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم على صلةِ الأرحامِ، وعظَّمَ مِن حرمتِهَا، وبيَّنَ  أنَّها تجلبُ خيري الدنيا والآخرةِ فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ خلَقَ الخلْقَ، حتى إذا فرغَ مِن خلقِه قالتِ الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائذِ بكَ مِن القطيعةِ، قال: نعَم، أمَا تَرضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ؟ قالتْ: بلى يا ربِّ، قال: فهو لكِ))، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((فاقرؤُوا إنْ شِئتُمْ: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ﴾ (متفق عليه) .

إنَّ الإنسانَ الذي يقطعُ رحمَهُ ، ويجافِي أهلَهُ ، ويسعَى جاهداً في البعدِ عنهم  سيرى أثرَ ذلك في حياتهِ قبلَ مماتهِ، إذ الجزاءُ مِن جنسِ العملِ فعن نفيعِ بنِ الحارثِ الثقفِي أبي بكرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((مَا مِن ذنبٍ أجدرُ أنْ يعجِّلَ اللَّهُ لصاحبهِ العُقوبةَ في الدُّنيا مع ما يدَّخرُ لهُ في الآخرةِ – مِن البغيِ، وقطيعةِ الرَّحمِ))؛ (الترمذي) .

لقد علّقَ نبيُّنَا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم كمالَ الإيمانِ على حسنِ صلةِ الأرحامِ فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ تعالى عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: (مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَهُ، ومَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليصِلْ رحمه، ومَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقلْ خيرًا أو ليصمتْ) البخاري ، وبيّنَ في كثيرٍ مِن الأحاديثِ الصحيحةِ أنَّها سببُ دخولِ الجنةِ عن عبدِاللهِ بنِ سلَام رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((يا أيُّها النَّاس، أفشُوا السَّلام، وأطعِمُوا الطَّعامَ، وصِلُوا لأرحامَ، وصَلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلُوا الجنَّةَ بسَلامٍ) (ابن ماجه)   .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

 2-كيفَ نصلُ أرحامَنَا:

إنَّ معرفةَ كيفيةِ صِلةِ الرَّحمِ مِن الأمورِ المهمَّةِ للسَّعي التي ينبغِي أنْ يسعَى الإنسانُ بكلِّ سبيلٍ يؤدِّي إلى تحقُّقِهَا، وجنيِ ثمارِهَا، وفيمَا يلي بيانٌ لبعضِ تلك الوسائلِ التي ينبغِي على المسلمِ اتباعهَا:

أولًا: صِلةُ الرحمِ مع مَن قطعَهَا:

لقد وضعتْ السنَّةُ النبويةُ قاعدةً جليلةً في صِلةِ الأرحامِ فعن عبدِاللهِ بنِ عمروٍ رضي اللهُ تعالى عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((ليس الواصِلُ بالمُكافِئ، ولكنَّ الواصلَ الَّذي إذا قُطِعتْ رَحِمُه وصلَها))؛ (البخاري)، وفي هذا الحديثِ تبيانٌ عظيمٌ للحثِّ على صِلةِ الرَّحمِ والوفاءِ بحقِّهَا، فمَن يصل مَن وَصَلَهُ فهو مكافئٌ لهذه الصِّلةِ، ولكن مَن يصِل الرَّحمَ مع مَن قطعَهَا فهو حقًّا يَعرفُ قدرَ وفضيلةَ صِلةِ الرَّحمِ، ويجاهدُ نفسَهُ ابتغاءً لمرضاةِ اللهِ تعالى، فالمسلمُ يصِلُ جميعَ الأرحامِ دونَ اعتبارٍ لنزعاتِ النَّفسِ أو مواقفِ الغيرِ تجاهَ بناءِ صلةِ الرحمِ.

ثانيًا: الصدقةُ على ذوي الأرحامِ:

تجِبُ النَّفَقةُ على المُقتَدِرِ، لكُلِّ ذي رَحِمٍ فقيرٍ عاجِزٍ عن الكَسبِ، وهذا مَذهَبُ الحَنَفيَّةِ، والحَنابِلةِ، وهو قَولُ طائِفةٍ مِنَ السَّلَفِ، واختيارُ ابنِ حَزمٍ وغيرِهِم مِن أهلِ العلمِ والفضلِ قال تعالى: “وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه” و عن سلمانَ بنِ عامرِ الضبي رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقةَ على المسكينِ صدقةٌ، وعلى ذي الرَّحمِ اثنتان: صدَقةٌ وصِلةٌ))؛ (النسائي).

وهذه الصدقةُ عظيمةٌ إذا كان أقاربُهُ في حاجةٍ ملحةٍ إلى تلك الصدقةِ ، عن حكيمِ بنِ حزامٍ رضي اللهُ تعالى عنهُ قالَ: قالَ النبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلم: ((إنَّ أفضلَ الصدقةِ الصَّدقةُ على ذي الرحِمِ الكاشحِ)) رواه أحمد، فيجبُ على المسلمِ أنْ يحفظَ ماءَ وجهِ الغيرِ مِن صِلةِ الأرحامِ وغيرِهِم، وأنْ يحرصَ على سرِّيَّةِ الصدقةِ، وأنْ يكونَ السبيلُ لذلك شكرًا للهِ تعالى على نعمِهِ، وطلبًا للثوابِ، وخوفًا مِن العقابِ، ومَن وفَّى بهذه المطالبِ فسيجدُ ما يسرُّهُ في الدنيا والقبرِ والآخرةِ.

قالَ الامامُ النوويُّ : “صلةُ الرحمِ هى الإحسانُ إلى الأقاربِ على حسبِ الواصلِ والموصولِ، فتارةً تكونُ بالمالِ وتارةً تكونُ بالخدمةِ وتارةً تكونُ بالزيارةِ والسلامِ وغيرِ ذلك”

ثالثًا: الدعاءُ بظهرِ الغيبِ:

مِن ينابيعِ الخيرِ الدعاءُ بظهرِ الغيبِ لكلِّ مسلمٍ ولِمَن لنا بهم صِلةُ رحمٍ، وبالأخصِّ الوالدين؛ وذلك لما لهُم مِن حقٍّ عظيمٍ علينَا، فالدعاءُ بظهرِ الغيبِ مستجابٌ بفضلِ اللهِ تعالى، فعن صفوانَ بنِ عبدِاللهِ بنِ صفوانَ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قدمتُ الشامَ، فأتيتُ أبا الدَّرداء في منزلهِ فلم أجدْه، ووجدتُ أمَّ الدَّرداء، فقالت: أتريدُ الحجَّ، العامَ؟ فقلتُ: نعم، قالت: فادعُ الله لنا بخيرٍ؛ فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ: ((دعوةُ المسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ، مُستجابةٌ، عندَ رأسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ، كلَّما دعا لأخيهِ بخيرٍ، قال الملَكُ الموكلُ بهِ: آمينَ، ولكَ بمِثلٍ))؛ (مسلم)، فلنحرصْ على ملازمةِ الدعاءِ لمَن لنا بهم صلةُ رحمٍ، ومَن ثابرَ على ذلك نالَ الوعدَ العظيمَ بالاستجابةِ.

رابعاً: صلةُ الأرحامِ على الطاعاتِ:

إنَّ مِن أعظمِ سبلِ الوفاءِ بحقِّ صِلةِ الرحمِ الدلالةَ على الطاعاتِ بالنصحِ المبذولِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، وهذا دأبٌ للمسلمِ في كلِّ حياتهِ، ويتأكَّدُ ذلك مع مَن لنا بهم صِلةُ رحمٍ، عسى أنْ يكونَ ذلك سببًا للنجاةِ، ويتولَّدُ عن هذه المنهجيةِ اغتنامُ كنزٍ عظيمٍ، وهو أجرُ الدلالةِ على الخيرِ، فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((إنَّ الدالَّ على الخيرِ كفاعلِهِ) ” رواه الترمذي”.

تابع خطبة الجمعة القادمة

خامساً: التواصِي مع الغيرِ بصلةِ الرحمِ:

إنَّ التواصِي مع الغيرِ بصلةِ الرَّحمِ مِن أبوابِ صلةِ الرحمِ العظيمةِ، وبثِّ الخيرِ في نفوسِ الناسِ، فالبعضُ لهم تجاربٌ حميدةٌ في هذا الشأنِ، فيتَّصلَ ببعضِ أقاربهِ بغرضِ الزيارةِ لغيرهِم مِن ذَوي صِلةِ الرحمِ، وفي هذا تجبُ الإشارةُ إلى ضرورةِ حثِّ الأقاربِ على تفعيلِ هذه الصِّلةِ، مِن الآباءِ والأمهاتِ، والإخوةِ والأخواتِ والزوجاتِ، وحتى الأطفالِ الصغارِ، يتمُّ تنشئتُهُم لمتابعةِ هذا النَّهجِ لنيلِ أجرِ الدلالةِ على الخيرِ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ وملائكتَه وأهلَ السَّموات والأرض، حتى النَّملةَ في جُحرِهَا، وحتى الحوتَ – لَيُصَلُّونَ على معلِّم النَّاسِ الخيرَ) “رواه الترمذي” .

سادسا: حلُّ النزاعاتِ بينَ ذوي الأرحامِ:

إنَّ الإصلاحَ بينَ الناسِ، وحلَّ النزاعاتِ، وإشاعةَ طمأنينةِ النفسِ، ونبذَ العداوةِ – مِن أُسسِ الأخلاقِ الحميدةِ في الإسلامِ، قال اللهُ تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]. وعن أبي الدرداءَ قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((ألا أُخبِرُكم بأفضلَ مِن درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟))، قالوا: بلى، قال: ((صلاحُ ذاتِ البَيْنِ؛ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ))؛ (الترمذي)، والسعيُ للإصلاحِ يكونُ بالحكمةِ لنَزعِ فتيلِ الغضبِ مِن المواقفِ، وبذرِ المحبَّةِ والتآلفِ، مع إعطاءِ الحقوقِ وتحقيقِ المصلحةِ الشرعيةِ لجميعِ الأطرافِ.

سابعا: توثيقُ الصلةِ بالأرحامِ بكلِّ سبيلٍ:

المستقرىءُ لنصوصِ الشريعةِ الإسلاميةِ يتبيَّنُ له وصايا أهلِ العلمِ في السَّعي الحثيثِ لتوثيقِ الصِّلةِ بالأرحامِ؛ وذلك بكلِّ طريقٍ مشروعٍ، مثل الزيارةِ، والسؤالِ، والدعمِ المالِي والمعنوِي، وذلك بلا تَعالٍ وبكلِّ مودَّةٍ وإخلاصٍ، وليكنْ الهدفُ العظيمُ والأجرُ الكريمُ نُصبَ عينَيْ كلِّ مسلمٍ يقدرُ الفضلَ حقَّ قدرهِ، مَن وصلَ الرَّحمَ وصلَهُ اللهُ الكريمُ، فكلُّ البشرَى والفلاحِ لمَن وصلَهُ اللهُ مَلِكُ الملوك.

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ : “قالَ القرطبيُّ: الرَّحِمُ التي توصَلُ: عامَّةٌ وخاصةٌ، فالعامَّةُ: رحِمُ الدِّينِ، وتجبّ مواصلتُهَا بالتواددِ والتناصحِ، والعدلِ والإنصافِ، والقيامِ بالحقوقِ الواجبةِ والمستحبةِ، وأمَّا الرحمُ الخاصَّةُ: فتزيدُ للنَّفقةِ على القريبِ، وتفقُّدِ أحوالِهِم، والتغافُلِ عن زلَّاتِهِم”؛ فتح الباري (10 / 418).

ثامناً: أمورٌ مُعِينَةٌ على الوصلِ:

1- التفكرُ في الآثارِ المترتبةِ على الصلةِ: فإنَّ معرفةَ ثمراتِ الأعمالِ وحسنِ عواقبِهَا مِن أكبرِ الدواعِي إلى فعلِهَا والسعيِ إليه فعن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((مَن سرَّه ُأنْ يُبسَطَ لهُ في رزقِه، وأنْ يُنسأَ لهُ في أثرِه، فليَصِلْ رَحِمَهُ) (متفق عليه) .

فصلةُ الأرحامِ لا تزيدُ في أجلِ ورزقِ الإنسانِ زيادةً حقيقةً، ولكنَّها تباركْ فيهما ، ويعظمُ نفعهمَا ، ولربمَا اقتدَى به أولادُهُ مِن بعدهِ وكلُّ مَن رآهُ فيكونَ قد أثرَّ في هؤلاءِ تأثيرًا إيجابيًا فيكونَ له مثلُ أجورِهِم؛ لأنَّه تسببَ فيها قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلم: « مَن أعانَ على خيرٍ فلهُ مثلُ أجرِ فاعلهِ» (رواه مسلم) فيكونَ عمرُهُ بذلك مباركًا لكثرةِ ثوابهِ عندَ اللهِ تعالى.

تابع خطبة الجمعة القادمة

2- النظرُ في عواقبِ القطيعةِ: وذلك بتأملِ ما تجلبهُ القطيعةُ مِن همٍّ وغمٍّ وحسرةٍ وندامةٍ ونحو ذلك، فهذا مما يعينُ على اجتنابِ ذلك.

٣-مقابلةُ إساءةِ الأقاربِ بالإحسانِ: فهذا مما يُبقِي على الودِّ ويهَوِّنُ على الإنسانِ مايلقاهُ مِن إساءةِ أقاربهِ، فيقبلُ أعذارَهُم إذا أخطأُوا واعتذرُوا، ويصفحُ عنهم وينسَى معايبَهُم حتى ولو لم يعتذرُوا: فهذا مما يدلُّ على كرمِ النفسِ وعلوِّ الهمةِ فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رجلًا جاءَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقالَ: إنَّ لي قرابةً أصلهُم ويقطعونِي وأحسنُ إليهم ويسيئونَ إليَّ وأحلمّ عنهم ويجهلونَ عليَّ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلم: « لئن كنتَ قلتَ فكأنَّمَا تسفهُم الملَّ، ولا يزالُ معكَ مِن اللهِ ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك» (رواه مسلم) ، والملُّ هو الرمادُ الحار .

وها هو الصديقُ رضي اللهُ عنه يضربُ أروعَ الأمثلةِ في تحملِ الأقاربِ حيثُ كان رضي اللهّ عنه ينفقُ على ابنِ خالتِهِ “مسطحِ بنِ أثاثة” لأنُّه كان فقيرًا، ولما كان حديثُ الإفكِ عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي اللهُ عنها تكلمَ عنها ابنُ خالتهِ مع مَن تكلمُوا في حقِّهَا، فلمَا بلغَ ذلك أبابكرٍ قطعَ عليه النفقةَ وهذا في نظرِنَا أقلّ ما يمكنُ فعلُهُ، ولكنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى أنزلَ في ذلك قرآنًا كريمًا ليسطرَ لنا مثلًا عظيمًا في حسنِ التعاملِ الاجتماعِي بينَ الناسِ فنزلَ قولُهُ تعالَى {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، قالَ أبوبكرٍ رضي اللهُ عنه: بلى!! أي بلى أُحبُّ أنْ يغفرَ اللهُ لي وأنْ يعفوَ عنِّي، فردَّ أبوبكرٍ رضي اللهُ عنه النفقةَ التي كان يُنفقُهَا على ابنِ خالتهِ رغمَ ماكان منهُ في حقِّ أمِّ المؤمنين رضي اللهُ عنها، فأنظرْ أخي الكريم إذا كنتَ قاطعًا لرحمِكِ ما السببُ فمهمَا كان السببُ فعادةً لا يرقَى إلى مثلِ السببِ الذي قطعَ بسببهِ أبوبكرٍ النفقةَ على ابنِ خالتهِ ورغمَ ذلك أنظرْ كيف كان الردُّ القرآنيُّ على ذلك.

أخي الحبيب: صلْ رحمَك، وأبقِ على الودِّ، واحفظْ العهدَ، وأنثرْ المحبةَ والسعادةَ والسلامَ،  وأَعْطِ مَن حرمَك وأعفُ عمَّن ظلمَك، وللهِ درُّ القائل:

كُنْ كالنخيلِ عن الأحقادِ مرتفعًا  *** بالطوبِ يُرمَى فيعطِي أطيبَ الثمرِ

نسألُ اللهَ أنْ يرزقَنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلاد ِالعالمين، وأنْ يوفقَ ولاةَ أُمورنَا لما فيه نفعُ البلادِ والعبادِ .

كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »