أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 30 جماد الثاني 1445هـ ، الموافق 12 يناير 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بصيغة word بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بصيغة pdf بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م ، بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: مكانةُ الصـــلاةِ في الإســـــــلامِ.

ثانيًا: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.

ثالثًا: الدرةُ المفقــــودةُ (زينةُ الباطنِ).

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م ، بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (جمالُ المظهرِ والجوهرِ)

30 جمادي الآخرة 1445 هـ –  12 يناير 2023 م

الموضوع

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الذي زيَّنَ الأبدانَ باللباسِ، والقلوبَ بالإيمانِ، والأعمالَ بالتقوي، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهدُ أنَّ سيدنَا مُحمدًا  عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيّدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر 

أولًا: مكانةُ الصـــلاةِ في الإســـــــلامِ.

*عبادَ الله: إنَّ للمسلمِ أعداءً كثيرينَ وعلي رأسِهِم وفي مقدمتِهِم الشيطانُ والنفسُ الأمارةُ بالسوءِ وكذلك شياطينُ الإنسِ، وهؤلاء لا يريدونَ لك الخيرَ دائمًا، فبعدُكَ عن اللهِ هو سبيلُهُم وغايتُهُم، لذلك يوسوسونَ لكَ لتتركَ الصلاةَ، التي جُعِلَتْ ميزانًا للإيمانِ في قلبِ العبدِ، وهي الملجأُ في الكروبِ ، فينبغِي أنْ نعلمَ ما جعلَ اللهُ للصلاةِ مِن مكانةٍ وما أعدَّ مِن عقابٍ لتارِكِهَا والمتهاونِ فيهَا، ليكونَ ذلك عونًا لنَا كي نحافظَ عليهَا :

*الصلاةُ أعظمُ أركانِ الإسلامِ بعدَ الشهادتينِ لا تسقطُ عن المكلفينَ بحالٍ إلَّا إذَا غابَ مناطُ التكليفِ ألَا وهو العقلُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: ” رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ، أَوْ يُفِيقَ “ (سنن ابن ماجه).

*وقرنَ اللهُ تعالَي الصلاةَ بالتوحيدِ والإيمانِ، قالَ تعالي: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}(البقرة)، { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}(البينة)، بل سمَّي اللهُ الصلاةَ إيمانًا، قال تعالَي :{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}(البقرة). أيْ صَلَاتكُمْ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَلْ يُثِيبُكُمْ عَلَيْهِا.( تفسير الجلالين).

*وأوّلُ العباداتِ وأوّلُ واجبٍ بعدَ التوحيدِ الصلاةُ، عن مُعَاذٍ رضي اللهُ عنه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، وقَالَ: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ»(صحيح مسلم).

*ومفتاحُ قبولِ الأعمالِ بعدَ التوحيدِ الصلاةُ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، قَالَ فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.(سنن الترمذي).

*عبادَ اللهِ قرنَ اللهُ تركَ الصلاةِ بالتهاونِ فيهَا والانشغالِ عنهَا والتكاسلِ بالكفرِ والنفاقِ في عدةِ آياتٍ، وتوّعدَ فاعلَ ذلك بالعذابِ الأليمِ، فلنحذرْ مِن تركِهَا أو التهاونِ فيهَا، قالَ تعالَي: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)}(النساء)، وقالَ أيضًا: { وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)}(التوبة)، فمِن صفاةِ أهلِ النفاقِ التكاسلُ عن الصلاةِ والتهاونِ فيهَا، فكانَ عقابُ فاعلُ ذلكَ أليمًا وشديدًا، قالَ تعالَي: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)}(مريم)، وقالَ تعالَي في سورةِ المدثرِ: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)}(المدثر).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر 

ثانيًا: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.

*عبادَ الله: إنَّ العربَ في جاهليتِهِم كانوا يطوفونَ بالبيتِ عراةً ويقولونَ بأنَّهُم لا يعبدونَ إلهَهُم في ثيابٍ عصوهُ فيهِ، فأبطلَ اللهُ ذلك، قالَ تعالَي :{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}(الأعراف)، إنَّ هذه الآيةَ الكريمةَ ردٌّ على المشركينَ فيمَا كانُوا يعتمدونَهُ مِن الطوافِ بالبيتِ وهم عراةٌ، كمَا روي عن ابنِ عباسٍ، قال : كانُوا يطوفونَ بالبيتِ عراةً الرجالُ والنساءُ ، الرجالُ بالنهارِ، والنساءُ بالليلِ ، وكانتْ المرأةُ تقولُ:

اليومُ يبدُو بعضُهُ أو كلُّهُ … وما بدَا منهُ فلا أُحلُّهُ

فقالَ اللهُ تعالَى: { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ }، قال العوفيُّ عن ابنِ عباسٍ: كان رجالٌ يطوفونَ بالبيتِ عراةً، فأمرَهُم اللهُ بالزينةِ، والزينةُ اللباسُ، وهو ما يوارِي السوأةَ، وما سوَى ذلك، فأُمرُوا أنْ يأخذُوا زينَتَهُم عندَ كلِّ مسجدٍ.(مختصر تفسير ابن كثير).

*عبادَ الله: إنَّ سترَ العورةِ  فطرةٌ في الإنسانِ، قالَ تعالَي: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}(الأعراف)، غرَّهُمَا إبليسُ، فأكلَا مِن الشجرةِ التي نهاهُمَا اللهُ عن الاقترابِ منهَا، فلَمَّا أكلَا منهَا انكشفتْ لهمَا عوراتُهُمَا، وزالَ ما سترهُمَا اللهُ بهِ، فأخذَا يضعانِ بعضَ ورقِ الجنةِ على عوراتِهِمَا لمَّا انكشفتْ، فسترُ العورةِ فطرةٌ إنسانيةٌ (التفسير الميسر).

 *والشيطانُ لا يريدُ لنَا السترَ ويجتهدُ في ذلك، قالَ تعالَي: { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) }(الأعراف)، يا بنِي آدمَ لا يخدعنَّكُم الشيطانُ، فيزينَ لكُم المعصيةَ، كما زيَّنَهَا لأبويكُم آدمَ وحواء، فأخرجَهُمَا بسببِهَا مِن الجنةِ، ينزعُ عنهُمَا لباسَهُمَا الذي سترَهُمَا اللهُ بهِ؛ لتنكشفَ لهُمَا عوراتُهُمَا.(تفسير السعدي).

فكشفُ العوارتِ جاهليةٌ محضةٌ وليستْ مِن التحضرِ في شيءٍ، وانحدارٌ بالإنسانيةِ، وطاعةٌ للشيطانِ، فنزلتْ الآيةُ علاجًا لِمَا كانُوا عليهِ، وكذلك لِمَا يستحدثُ مِن مثلِ هذه الأفكارِ.

*عبادَ الله: أولُ زينةٍ يتزينُ بهَا العبدُ سترُ العورةِ، ولكنَّ  الزينةَ لا تقفُ عندَ حدِّ سترِ العورةِ فقط، فهذا قدرٌ واجبٌ، بل تزيدُ علي ذلك مِمّا يُتنزيّنُ بهِ مِن اللباسِ والطهارةِ والطيبِ، فالعبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.

* فمِن السنةِ استحبابُ التجملِ عندَ الصلاةِ، وخاصةً في يومِ الجمعةِ، ويومِ العيدِ، ولبسُ أجملِ الثيابِ ومِن أجملِ الثيابِ اللونُ الأبيضُ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ: يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ “(سنن أبي داود).

*والطيبُ مِن الزينةِ وكذلك السواكُ؛ لأنَّهُ مِن تمامِ ذلك، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ»(صحيح البخاري). (يستَّنُ) يستاكُ مِن الاستنانِ وهو دلكُ الأسنانِ بالسواكِ. (يمسُّ طيبًا) يتطيبُ.

*ومِن زينةِ الصلاةِ إذا صلَّي في ثوبٍ واحدٍ أنْ يجعلَ طرفيهِ علي عاتقيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ»(صحيح البخاري)، (وعاتقيهِ) مثنَّى عاتقٍ وهو ما بينَ المنكبِ والعنقِ ، والمعروفُ بالكتفِ، و(ليس علي عاتقيهِ منهُ شيءٌ)قال العلماءُ: حكمتُهُ أنَّهُ إذا تزيّنَ بهِ ولم يكنْ علي عاتقِهِ منهُ شيءٌ لم يأمنْ أنْ تنكشفَ عورتُهُ، بخلافِ ما إذا جعلَ بعضَهُ علي عاتقِهِ؛ ولأنَّهُ قد يحتاجُ إلي إمساكِهِ بيدهِ أو يديهِ، فيشغلُ بذلك، ولا يتمكنُ مِن وضعِ اليدِ اليُمنَى علي اليسرَى، فتفوتُ السنَّةُ، والزينةُ المطلوبةُ في الصلاةِ، قالَ اللهُ تعالَي: {خذُوا زينَتِكُم عندَ كلِّ مسجدٍ} وجمهورُ العلماءُ: أنَّ هذا النهيَ للتنزيهِ، لا للتحريمِ، فلو صلَّي في ثوبٍ واحدٍ ساترٍ لعورتِهِ ليس علي عاتقِهِ منه شيءٌ صحتْ صلاتُهُ مع الكراهةِ .(شرح الطيبي على مشكاة المصابيح )، و عن أبي  هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنهُ، قال :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ»(صحيح البخاري).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 12 يناير 2024م بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” جمال المظهر والجوهر 

ثالثاً : الدرةُ المفقــــودةُ (زينةُ الباطنِ).

*عبادَ الله: إنَّ الزينةَ زينتانِ، زينةُ الظاهرِ وزينةُ الباطنِ : قالَ تعالَي: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }(الأعراف)، إنَّ الزينةَ اسمٌ لِمَا يُتجمّلُ بهِ ظاهرًا وباطنًا، فمِن زينةِ الظاهرِ قالَ تعالي: { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }(الكهف)، ومِن زينةِ الباطنِ قال تعالي: { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ }(الحجرات)، والمسجدُ اسمٌ للمكانِ الذي يُسجَدُ فيهِ للهِ  ثم صارَ علمًا علي بيوتِ اللهِ التي تُقامُ فيها الجماعةُ، والمعنَي يا بنِي آدمَ عليكُم أنْ تتزينُوا في ظواهرِكُم وبواطنِكُم إذا أقبلتُم إلي المساجدِ؛ توقيرًا للهِ تعالَي المسجودِ لهُ.

*و زينةُ الباطنِ درةٌ و الدُّرّةُ واحدةُ الدُّرِّ، وهي اللؤلؤةُ العظيمةُ الكبيرةُ، وزينةُ الباطنِ بالخشوعِ والخضوعِ للهِ، وحضورُ القلبِ وسلامتُهُ درةٌ مفقودةٌ عندَ كثيرٍ مِن المصلين، لذلك لا تأتِي الصلاةُ بثمارِهَا، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا»(سنن أبو داود). ينصرفُ مِن صلاتِهِ وما كُتِبَ لهُ عشرُ ثوابِهَا لمَّا أخلَّ بالخشوعِ والخضوعِ للهِ تعالَي.

*عبادَ الله: إنَّ القلبَ محلُّ نظرِ الربِّ سبحانَهُ وتعالَي، فعلينَا أنْ نهتمَّ بهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»(صحيح مسلم).

اللهُمَّ أعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ  برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين،  وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخرُ دعوانَا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »