خطبة الجمعة القادمة 11 سبتمبر 2020م : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة 11 سبتمبر 2020م : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 23 من محرم 1442هـ – 11 سبتمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : تقدير المصلحة وتنظيم المباح :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : تقدير المصلحة وتنظيم المباح ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : تقدير المصلحة وتنظيم المباح : كما يلي:
” تَقْديرُ الْمَصْلَحَةِ وَتَنْظِيمُ الْمُبَاحِ”
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيقول الله تعالى:”وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”(هود:117).
عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن “تقديرالمصلحة وتنظيم المباح”وهوموضوع شائك شرحه يطول ولكن سنكتفي بالحديث عن ثلاثةعناصرفقط اختصاراً..
المصلحة؟ومن هو المصلح؟ومتى نشعر بتطبيق وتنفيذ المصلحة العامة؟
أولاً:” ماهي المصلحة؟
عباد الله:”والمصلحة ضد المفسدة، والمراد بالمصلحة ـ كما قال أهل الأصولـ:هي المنفعة أووسيلتها التي قصدها الشارع الحكيم لعباده من حفظ دينهم ونفوسهم وعقولهم ونسلهم وأموالهم.
فهي تطلق على المنفعة ذاتها، كما تطلق على وسائلها المفضية إليها،مما هو داخل ضمن مقاصد الشريعة الإسلامية،قال صلى الله عليه وسلم:”خيرالناس أنفعهم للناس”(الطبراني).فمتى ما كان الإيمان قويًّا، ومتى ما كان الرقيب متنبهًا، كان للمسلم همة وقوة إيجابية تحضه علي فعل الخيرات وترك المنكرات..والعمل علي رقي ورفعة نفسه ووطنه.
عباد الله :” من هو المصلح ؟
قال تعالي:”وَمَاكَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”(هود:117).
ولم يقل صالحون إنما قال مصلحون، فهل هناك فرق بين المصلح والصالح؟
نعم هناك فرق بين صالح ومصلح :”فالصالح صلاحه بينه وبين ربه،أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره.
والصالح خيره لنفسه وتحبُه الناس . والمصلح خيره لنفسه ولغيره وتعاديه الناس.. لماذا ؟
معنا مثالاً :”الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة أحبه قومه لأنه صالح ولكن لما بعثه الله تعالى صار مصلحًا فعادوه وقالواساحر كذاب مجنون..
:”لَقَدْجِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ”(الزخرف/78)
ما السبب ؟لأن المصلح يصطدم بصخرة أهواء من يريد أن يصلح من فسادهم ولذا أوصى لقمان ابنه بالصبرحين حثه على الإصلاح لأنه سيقابل بالعداوة قال تعالي:”يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْعَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”( لقمان/17)..
قال أهل الفضل والعلم:”مصلحٌ واحدٌ أحب إلى الله من آلاف الصالحين،لأن المصلح يحمي الله به أمة،:”فرجل ذوهمة يحي الله به أمة”والصالح يكتفي بحماية نفسه.
لذلك نبي الله شعيب لما أمر قومه:”قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ”ونهاهم:”وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ” ماذا قالوا؟:”قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ..
“ولكنه ذكرهم”إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّابِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”(هود/87-88).
إخوة الإيمان والإسلام:” الصالح لاينجي نفسه ومن معه في حالة انتشارالفسادوتوقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكركما قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنِ اقْلِبْ مَدِينَةَ كَذَا وَكَذَا عَلَى أَهْلِهَا!!قَالَ:”إِنَّ فِيهِ عَبْدَكَ فُلَانًا لَمْ يَعْصِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ؟!قَالَ:اقْلِبْهَا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ،فَإِنَّ وَجْهَهُ لَمْ يَتَمَعَّرَ لِي سَاعَةً قَطُّ “( الطبراني والبيهقي).
أماالمصلح ينجي الله به القرية بأكملها من الهلاك:”وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”(هود:117).
عباد الله :”متى نشعر بتطبيق وتنفيذ المصلحة العامة؟
نشعر بتطبيقِ وممارسةِ المصلحة العامة عندما نراها تطبَّقُ على الآخرين.وعندما نراها تطبَّق علينا.. وأهمُّ ما يمكنُ أنْ نعرفَه عن تقدير المصلحةِ العامة ةتنظيم المباح :هو أن القيمةَ الحقيقيةَ للمصلحةِ العامةِ تساوي مجموعَ قيمِ المصالحِ الخاصةِ التي تحققُها لأفرادِها. والذي يعارضُ المصلحةَ هو المفسدةُ. فالمفسدةُ العامةُ تعارضُ المصلحةَ العامةَ في المقابل.
ومعنا أمثلة كثيرةعلي ذلك منها سرقة المرأة المخزومية وأرادوا أن يشفع فيها أسامة بن زيد ورفض الرسول وقال :” لقدهلك من كان قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشربف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد.. والذي نفسي بيده لوأن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها”(البخاري ومسلم).
لذلك:”عمر بن الخطاب كان المسجد الحرام على عهده قد أتاه سيل جارف عرف بسيل ” أم نهشل ” نسبة إلى سيدة جرفهاالسيل،وقد اقتلع السيل مقام إبراهيم من موضعه الحالي فقام عمربرد الحجر إلى مكانه،ولم يكن بالمسجد جدران تحيطه ،إنما كانت الدور تحيطه من كل مكان،فضاق على الناس المكان فاشترى عمرالبيوت القريبة من الحرم وهدمها،وقد رفض البعض أن يأخذ ثمن البيت،وامتنع أخرون عن البيع، فوضعت أثمان بيوتهم في خزانة الكعبة حتى أخذوها فيما بعد،ثم أحاط المسجد بجدار قصير، فهؤلاء الذين أرادوا مصلحتهم الخاصة بعدم هدم بيوتهم قام عمربن الخطاب ونظم الكعبة وما حولها وقال لهم إنما”نزلتم على الكعبة فهَو فناؤها ، ولم تنزل الكعبة عليكم” وهذا هو التنظيم الذي نقصده ونريده في جميع مصالحنا العامة, حتي نعلم تقدير المصلحة وتنظيم المباح..أقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم أوكما قال..
الخطبة الثانية:”
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فلازلنا نواصل الحديث حول تقديرالمصلحة وتنظيم المباح..
عباد الله:”أليس هناك الكثيرممن تعدي علي حرمة الطريق العام أوحرم النيل وطرح البحر وأرض أملاك الدولة والوقف وهومال الفقراء والأرامل واليتامي والمساكين,وعندما تتعارض مصلحته الخاصة مع العامة يقف بكل بجاحة وكأنه ماله أومال أبيه ورثه كابرعن كابر ..
ياأمةالإسلام:”أليس كل هذه المخالفات وغيرها تحتاج إلي تنظيم ووقفةرجل واحد كي ترد الحقوق إلي أصحابها وكي تعيدنا إلي سماحة وعدالة دينناالبهيج؟
:”أليس منا رجل رشيد يقف ويقول لقد وجب علي ولي الأمر أو من ينوب عنه التنظيم من أجل الصالح العام ولاتأخذهم رأفة في دين الله ..لأن التعدي على المصالح العامة تعدٍّ على حقوق المجتمع بأكمله، وضرريلحق بالجميع، بل هو في الحقيقة جريمة في حق المجتمع لما له من آثار سلبية خطيرة..
ولا نبالغ في القول أن ذلك أصبح مشكلة متلازمة مع الكثير منا وهو لايدري أن خير الناس أنفعهم للناس وأن الله عز وجل يكافأ المسلم علي فعله الخير ففي الحديث القدسي :”يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَغَيْرَذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ”(مسلم).وختاماً:”فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”(الزلزلة/7-8).
اللهم ردنا إليك رداًجميلاً..
اللهم لاتعاملنا بمعاملة السفهاءبيننا..
وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف