خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل : كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي
بتاريخ 12 شوال 1446هـ ، الموافق 11 أبريل 2025م

خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل 2025 م بعنوان : كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي بتاريخ 12 شوال 1446هـ ، الموافق 11 أبريل 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : كلمة أنا نور ونار.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : كلمة أنا نور ونار، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : كلمة أنا نور ونار ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل 2025م بعنوان : كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي :
(1) الإنسانُ مخلوقٌ عاجزٌ ضعيفٌ.
(2) “أنَا” مصدرُ الخيرِ والنورِ، والبشرِ والحبورِ.
(3) “أنَا” منبعُ الآثامِ والشرورِ، والشقاءِ والغرورِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل 2025م بعنوان:كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
كلمةُ (أنَا) نورٌ ونارٌ
بتاريخ 12 شوال 1446هـ = الموافق 11 أبريل 2025 م»
الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويكافِىُء مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمّا بعدُ ،،،
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل : كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي
(1) الإنسانُ مخلوقٌ عاجزٌ ضعيفٌ:
العبدُ مهما ملكَ مِن أسبابِ القوةِ، ونالَ مِن وسائلِ القدرةِ، فهو مخلوقٌ ضعيفٌ عاجزٌ، ذو جهلٍ كبيرٍ وإنْ برعَ في حسنِ التصوُّراتِ والفهومِ والعلومِ، قال تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾، وقال سبحانه:﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾، فالإنسانُ مليءٌ بالعيوبِ والهفواتِ، فلا يليقُ بهِ وهذه حالُهُ أنْ يرى لنفسِهِ السلامةَ مِن نقصٍ وعيبٍ، وأنْ يبدوَ بالفخرِ والعُجْبِ، أوردَ الإمامُ النوويُّ في كتابِهِ: “الأذكار”: أنّهُ قِيلَ: إنَّ “قسَّ بنَ ساعدةَ وأكثمَ بنَ صيفِي اجتمعَا، فقال أحدهُمَا لصاحبِهِ: كم وجدتَ في ابنِ آدمَ مِن العيوبِ؟ فقال: هي أكثرُ مِن أنْ تُحصَى، والذي أحصيتُهُ ثمانيةَ آلافِ عيبٍ، ووجدتُ خصلةً إنْ استعملَهَا سترتْ العيوبَ كلَّهَا، قال: ما هي؟ قال: حفظُ اللسانِ” (الأذكار).
إنَّ الإنسانَ الذي يُحِبُّ الثناءَ على نفسِهِ، والتحدُّثَ عن فضائِلِه، ويرى أنّهُ أحسنُ مِن غيرِهِ في قُدْراتِهِ وصفاتِهِ، وأنّهُ قد خلا مِن العيوبِ، ومتى وصلَ المرءُ إلى هذه الحالِ، فهذا مِن جهلِهِ بشخصِهِ، وقلةِ معرفتِهِ بحالِهِ؛ إذ لو فتشَ هذه المغرورُ في حالِهِ لمَا أثنَى على نفسِهِ، ولا رأَى لهَا الرقيَّ على غيرِهِ، ولا وجدَ ما يدعوهُ إلى تعييبِ سواهُ والهزءِ بهِ، أمّا لو أنّهُ نظرَ في القرآنِ الكريمِ لانقشعَ هذا الغبارُ وذلك العجبُ والكبرُ، فيشرقُ النورُ والضياءُ على حياةِ صاحبِهِ، وقد حذرَنَا اللهُ – سبحانه- مِن هذا الداءِ فقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾، وقال سبحانه: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾. قال المفسرون: “فلا تنسبُوهَا إلى زكاءِ العملِ وزيادةِ الخيرِ وعملِ الطاعاتِ أو إلى الطهارةِ مِن المعاصِي، ولا تثنُوا عليهَا واهضموهَا، فقد علمَ اللهُ الزكيَّ منكُم والتقيَّ أوَّلاً وآخراً قبل أنْ يخرجَكُم مِن صلبِ آدمَ، وقبلَ أنْ تخرجُوا مِن بطونِ أمهاتِكُم”. أ.ه.
المسلمُ الحقُّ مأمورٌ بالتواضعِ للخَلْقِ، وتركِ الكبرِ عليهِم، فقد قال اللهُ سبحانه: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾؛ وعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» (أبو داود)، وعبدُ اللهِ بنُ عمرَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ، يقولُ: «ما مِن رجلٍ يتعاظمُ في نفسِهِ ويختالُ في مشيتِهِ إلَّا لقَي اللهَ وهو عليهِ غضبانٌ» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي)، فالعبدُ مأمورٌ إذا عملَ عملًا صالحًا، وكان له سبقٌ إلى البرِّ وخبيئةٌ مِن الخيرِ، ألَّا يُظهِرَ ذلكَ للخلقِ إنْ أمكنَ إخفاؤُه؛ ليكونَ ذلكَ أدعَى إلى الإخلاصِ والقبولِ، والاستمرارِ، وأبعدَ عن الرياءِ والعجبِ والانقطاعِ، قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ» (مسلم).
إنَّ العبدَ حين ينأى عن الأنَا وتزكيةِ نفسِهِ بمدحِهَا، والفخرِ بمزاياهَا، واستصغارِ غيرِهَا بالنظرةِ الدونيَّةِ إليهِم، ويبعدهَا عن التكبُّرِ على الآخرينَ، فإنّهُ بذلكَ يصفُو عملُهُ مِن شوائبِ الإحباطِ، وتزكُو نفسُهُ مِن الغرورِ والإعجابِ، ويستمرُّ في الصعودِ على سلّمِ الترقِّي والصفاءِ، والاستمرارِ على الخيرِ والعطاءِ، ويتربَّعُ حُبُّهُ وإجلالُهُ على قلوبِ الخلقِ، فتثنِي عليهِ ألسنتُهُم، وتبتهجُ برؤيتِهِ عيونُهُم، ويعلُو شأنُهُ عندهُم، بينمَا صاحبُ الأنَا يصيرُ مبغوضًا لدى الخلقِ، دنيَّ المكانةِ في قلوبِهِم، مكروهَ البقاءِ في مجالسِهِم، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: “مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلَّا فِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، فَإِذَا تَوَاضَعَ قِيلَ لِلْمَلَكِ: ارْفَعْ حِكْمَتَهُ، وَإِذَا تَكَبَّرَ قِيلَ لِلْمَلَكِ: ضَعْ حِكْمَتَهُ” (الطبراني وإسناده حسن).
أيّها المخلوقُ الضعيفُ: اعرفْ قدرَ نفسِكَ، وحقيقتَهَا، واعترفْ لنفسِكَ بضعفِهَا وعجزِهَا، وإيّاكَ واحتقارَ الآخرين، والتباهِي عليهم وانتقاصَهُم، بل احترمْ الخلقَ، واعرفْ قدرَهُم، واحملْهُم على أفضلِ المحاملِ، وظُنَّ بهم خيراً؛ فأكْرَمُ الناسِ في الدينِ ذوو التقوى، وأحسنُ الناسِ في تصورِ ذوي الفهومِ هم أهلُ العلمِ والأخلاقِ الحميدةِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل : كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي
(2) “أنَا” مصدرُ الخيرِ والنورِ، والبشرِ والحبورِ:
كلمةُ “أنَا” قد تكونُ مصدرَ خيرٍ وبركةٍ ونورٍ على قائلِهَا، والمقولِ لهُم، وذلك إذا كان هناك غرضٌ صحيحٌ للحديثِ عن ذلك، مِن أجلِ مصلحةٍ مشروعةٍ مِن غيرِ أنْ يصحبَ ذلك كِبْرٌ للنفسِ واحتقارٌ لسواهَا، قال الإمامُ النوويُّ: (اعلمْ أنّ ذكرَ الإنسانِ محاسنَ نفسِهِ ضربانِ: مذمومٌ ومحبوبٌ، فالمذمومُ أنْ يذكرَهُ للافتخارِ، وإظهارِ الارتفاعِ والتميُّزِ على الأقرانِ وشبهِ ذلكَ، والمحبوبُ أنْ يكونَ فيهِ مصلحةٌ دينيةٌ، وذلك بأنْ يكونَ آمرًا بمعروفٍ، أو ناهيًا عن منكرٍ، أو ناصحًا أو مشيرًا بمصلحةٍ، أو معلمًا، أو مؤدبًا، أو واعظًا، أو مذكِّرًا، أو مصلحًا بينَ اثنينِ، أو يدفعَ عن نفسِهِ شرًّا، أو نحوَ ذلك، فيذكرُ محاسنَهُ ناويًا بذلك أنْ يكونَ هذا أقربَ إلى قبولِ قولِهِ، واعتمادِ ما يذكرُهُ، أو أنَّ هذا الكلامَ الذي أقولُهُ لا تجدونَهُ عندَ غيرِي فاحتفظُوا بهِ، أو نحو ذلك، وقد جاءَ في هذا المعنى ما لا يُحصَى مِن النصوصِ) أ.ه.
فلفظُ “أنَا” استعملَهَا سيدُنَا يوسفُ – عليهِ السلامُ- لمَّا رأَى مِن نفسِهِ أهليةَ القيادةِ والكفاءةِ فقالَ حكايةً عنهُ: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، قال أهلُ العلمِ: فإنْ قِيلَ: كيف مدحَ نفسَهُ بهذا القولِ، ومِن شأنِ الأنبياءِ والصالحينَ التواضع؟ فالجوابُ: “أنّهُ لمَّا خلَا مدحُهُ لنفسِهِ مِن بغيٍ وتكبرٍ، وكان مرادُهُ بهِ الوصولَ إِلى حقٍّ يقيمُهُ، وعدلٍ يحييهِ، وجورٍ يبطلُهُ، كان ذلك جميلاً جائزاً، فهذه الأشياءُ، خرجت مخرجَ الشكرِ للهِ، وتعريفَ المستفيدِ ما عندَ المفيدِ، وفي هذا دلالةٌ على أنّهُ يجوزُ للإنسانِ أنْ يصفَ نفسَهُ بالفضلِ عندَ مَن لا يعرفهُ، وأنّهُ ليس مِن المحظورِ”. (زاد المسير لابن الجوزي).
لقد كانت “أنا” هنا موضعَ بركةٍ ونورٍ على أهلِ هذه البلدِ “مصرَ” حيثُ عبرتْ إلى برِّ الأمانِ، وتجاوزتْ الأزماتِ والصعاب، فلولا “أنَا” على لسانِ يوسفَ الصديق – عليهِ السلامُ- لمَا وقعَ ذلكَ كلُّهُ ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾.
ونجدُ سيدَنَا هود – عليهِ السلامُ- حين رموهُ قومهُ بالسفهِ، قد استخدمَ “كلمةَ “أنَا”؛ فعبرَ عن مضمونِ الجملةِ النافيةِ لهُ بمَا يقتضِي الثبات، فقالَ: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ﴾ أي: لم يزلْ النصحُ مِن صفتِي، وليس هو تكسبتهُ بل غريزةٌ فيَّ، وقد بلوتمونِي فيهِ قبلَ الرسالةِ، وإظهار هذه المقالةِ دهراً دهيراً، وزماناً طويلاً؛ وجيءَ بالجملةِ الإسميةِ دلالةً على الثباتِ والاستمرارِ، وإيذاناً بأنَّ مَنْ هذا حالُهُ لا يحومُ حولَهُ شائبَةُ السفاهةِ والكذبِ.
فتأملْ هذا الردَّ الحكيمَ مِن هودٍ – عليهِ السلامُ- على قومِهِ حيثُ بيّنَ لهُم أنّهُ مصدرُ النورِ والخيرِ، وحكايةُ اللهِ- عزَّ وجلَّ- ذلك، تعليمٌ لعبادِهِ كيفَ يخاطبونَ السفهاءَ، وكيفَ يغضونَ عنهُم ويسبلونَ أذيالَهُم على ما يكونُ منهُم، فهو استعملَ “الأنَا”؛ ليفصحَ عن وظيفتِهِ وطبيعَةِ رسالتِهِ، وأنّهَا تقتضِي ألّا يكذبَ عليهِم أو يخدعَهُم- فإنَّ الرائدَ لا يكذبُ أهلَهُ-، فما أجابوهُم بهِ مِن الكلامِ الصادرِ عن الحلمِ والإغضاءِ، وتركِ المقابلةِ بمَا قالُوا لهُم مع علمهِم بأنّ خصومَهُم أضلُّ الناسِ وأسفهُهُم- في إجابتِهِم هذه أدبٌ حسنٌ، وخلقٌ عظيمٌ ينبغِي التزامُهُ والعملُ بهِ مع الخلقِ – خاصةً مع المخالفِ أو المعاندِ؛ لنكونَ مصدرَ أمانٍ وطمأنينةٍ للجميعِ.
أخي الكريم: ليس كلُّ مَن قال: “أنَا”، فهو بالضرورةِ قد وقعَ في داءِ الأنانيةِ أو الغرورِ، كلّا، فقد يتحدثُ المرءُ عن نفسِهِ لحاجةٍ، لا كبرًا ولا مفاخرةً، وإنَّمَا مِن بابِ الاقتداءِ بهِ، أو للتحدثِ بنعمةِ اللهِ عليهِ: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، والميزانُ في ذلك مقصدُ القلبِ، وما يكنّهُ الصدرُ لا يعلمهُ إلّا علامُ الغيوبِ، وفي محكمِ التنزيلِ: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ﴾، ولذا قد قالَ خيرُ البشرِﷺ يومَ حنينٍ:«أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» (متفق عليه)، وقال ﷺ:«أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلَا فَخْرَ» (الترمذي وحسنه).
وقد حَسُنَ قولُ كلمةِ “أنَا” على لسانِ مِن قالَ: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾، وقولُ: ﴿وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾ استجابةً لأمرِ سليمانَ – عليهِ السلامُ- حينمَا استشعرَ وجوبَ القيامِ بمهمتِهِ في الردِّ على بلقيس، وكذا قولِ الساقِي حينمَا سمعَ رؤيَا الملكِ: ﴿أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ﴾ سعيًا منهُ في تفسيرِ مُعضِلةٍ ألمتْ بأهلِ مصرَ، ففي هذا كلِّهِ استحضارٌ للأمانةِ، وتغليبٌ للمصلحةٍ العامَّةِ، فكانت كلمةُ “أنَا” محلّاً للنصرِ والفلاحِ، والعبورِ إلى برِّ الأمانِ، وتجنبِ ويلاتِ الحربِ والفقرِ والهلاكِ.
وهذا الأعرابيُّ الذي لم يخصصْ أحداً بالرحمةِ إلّا رسولَ اللهِ ﷺ، ونفسَهُ، فكان قولُهُ مدفوعاً بهذهِ الأنانيةِ المفرطةِ، فخلصَهُ منهَا ﷺ؛ ليصلَ إلى حالةِ القوةِ والاتحادِ، فعن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي صَلاَةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا» يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ» (البخاري).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 11 أبريل : كلمة أنا نور ونار ، للدكتور محروس حفظي
(3) “أنَا” منبعُ الآثامِ والشرورِ، والشقاءِ والغرورِ:
كلمةُ “أنَا” قد تحملَ في طياتِهَا لغةَ الغرورِ، ونزعةَ التباهِي، ولهجةَ النكرانِ، ومنطقَ الجحودِ، تلك اللفظةُ التي تجعلُ الإنسانَ لا يرَى إلّا نفسَهُ، ولا يهتمُّ إلّا بذاتِهِ، ترَى هذا النوعَ مٍن الخلقِ مصابًا بداءِ العظمةِ، هائمًا في عالمِ الأنانيةِ، إنّهَا الكلمةُ التي استخدمَهَا إبليسُ في المحاجةِ والمعاندةِ، فقالَ على لسانِهِ: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾، فقد ظنَّ إبليسُ في تصورِهِ أنَّهُ وُجِدَ مخلوقٌ جديدٌ علّمَهُ اللهُ الأسماءَ كلَّهَا، واستخلفَهُ في الأرضِ، وأسجدَ لهُ ملائكتَهُ، فهنا حصلت الغيرةُ، ووقعَ الحسدُ مِن إبليسَ، وبرزت “الأنَا” مصحوبةً بلفظِ الخيريةِ، مستخدماً قياساً فاسداً ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾، وهذا الردُّ منهُ يدلُّ على عصيانِهِ لأمرِ ربّهِ، وعدمِ الرضَا بحكمِهِ، وسوءِ أدبِهِ مع خالقِهِ، فنظرَ اللعينُ إلى أصلِ العنصرِ ولم ينظرْ إلى التشريفِ العظيمِ، وهو أنَّ اللهَ خلقَ آدمَ بيدِهِ، ونفخَ فيهِ مِن روحِهِ، وكان قياسُهُ فاسداً؛ لأنَّ النارَ ليست أشرفَ مِن الطينِ، فإنَّ الطينَ مِن شأنِهِ الرزانةُ والأناةُ والتثبتُ، وهو محلُّ النباتِ والنموِّ، والزيادةِ والإصلاحِ، وإنَّ النارَ مِن شأنِهَا الإحراقُ والطيشُ والسرعةُ، ولهذا خانَ إبليسُ عنصرَهُ، ونفعَ آدمُ عنصرَهُ بالرجوعِ والإنابةِ والاستكانةِ والانقيادِ لأمرِ اللهِ.
قالَ الإمامُ الألوسي: (وقد أخطأَ اللعينُ حيثُ ظنَّ أنَّ الفضلَ كلَّهُ باعتبارِ المادةِ، وما درَى أنّهُ يكونُ باعتبارِ الفاعلِ، وباعتبارِ الصورةِ، وباعتبارِ الغايةِ، بل إنَّ ملاكَ الفضلِ والكمالِ هو التخلِّي عن الملكاتِ الرديةِ، والتحلِّي بالمعارفِ الربانيةِ) أ.ه.
إنَّهَا الكلمةُ التي رددَهَا فرعونُ الطاغيةُ، وتباهَى بهَا ورددَهَا كثيرةً فقالَ حكايةً عنه: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾، وقـال أيضاً في ادعاءِ أفضليتِهِ على موسى – عليهِ السلامُ-: ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾.
إنَّ الناظرَ في القرآنِ الكريمِ يجدُ أنَّ لفظَ “الأنَا” الذي صدرَ عن كبرٍ وغرورٍ وعنجهيةٍ، يكونُ مصيرُ قائلِهِ الهلاكَ والبوارَ والخسرانَ في الدنيا والآخرةِ، قال حكايةً لِمَا تفوهَ بهِ صاحبُ الجنتينِ – مِن ألفاظٍ تدلُّ على غرورِهِ وبطرِهِ – حينمَا قالَ لصاحبِهِ وهو ظالمٌ لنفسِهِ: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾، وهذا شأنُ المطموسينَ المغرورينَ، تزيدُهُم شهواتُ الدنيا وزينتُهَا بطراً وفساداً في الأرضِ، وما أصدقَ قولَ قتادةَ- رضى اللهُ عنه-: «تلك- واللهِ- أمنيةُ الفاجرِ: كثرةُ المالِ وعزةُ النفرِ».
وتلك الكلمةُ “أنَا” استشربهَا قارونُ في نفسِهِ حيثُ نسبَ غناهُ وثراءَهُ لنفسِهِ وقوتِهِ: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾، فتلك اللفظةُ يدلُّ على أنَّ قارونَ كان قد بلغَ الذروةَ في الغرورِ والطغيانِ وجحودِ النعمةِ حيثُ زعمَ أنَّ هذا المالَ الذي بينَ يديهِ جمعَهُ بمعرفتِهِ واجتهادِهِ، مع أنّهُ يعلمُ- حقَّ العلمِ عن طريقِ التوراةِ وغيرِهَا، أنَّ اللهَ قد أهلكَ مِن قبلِهِ مِن أهلِ القرونِ السابقةِ عليهِ مَن هو أشدُّ منهُ في القوةِ، وأكثرُ منهُ جمعاً للمالِ واكتنازِهِ، فلَمَّا تمادَى قارونُ في بغيهِ، ولم يستمعْ لنصحِ الناصحينَ، غيبَهُ اللهُ في الأرضِ هو ودارُهُ، وأذهبهمَا فيهَا إذهاباً تاماً، ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾، فكانت “الأنَا” ناراً حرقت صاحبَهَا ومَن حولَهُ – عياذاً باللهِ-؛ ولذا قطعَ الشارعُ الحكيمُ ما مِن شأنِهِ إذكاءَ معنَى الكِبرِ، والإعجابِ بالنفسِ الذي يُفضِي إلى مُراعاةِ مصلحَتِهَا على حسابِ الغيرِ، فعن جَابِرٍ قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ البَابَ، فَقَالَ:«مَنْ ذَا» فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: «أَنَا أَنَا» كَأَنَّهُ كَرِهَهَا (البخاري).
إنَّ قائلَ هذه الكلمةِ “أنَا” يظنُّ أنّهُ وحدَهُ على الصوابِ وغيرهُ على خطأٍ وبطلانٍ، هو وحدهُ الحاضرُ بينمَا مَن حولَهُ غائبٌ نكرةٌ لا قيمةَ لهُ، هو الأقدرُ والأجدرُ، والأنقَي، وتلك عقيدةُ اليهودِ الذينَ يظنونَ – كذباً- “أنّهُم شعبُ اللهِ المختار” ﴿نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾، تلك الكلمةُ “نحن” جعلتهُم يسعونَ في الأرضِ فساداً، ﴿كُلَّما أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾، فكانوا مصدرَ الآثامِ والشرورِ في الكونِ كما يحدثُ الآنَ، فانظرْ كيف كانت “الأنَا” مبرراً لأفعالِهِم الدنيئةِ المنافيةِ للإنسانيةِ ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾؛ وتلك مزاعمٌ فاسدةٌ؛ إذ حسبُوا أنّهُم آلهةٌ في الأرضِ، مع أنَّ اللهَ بشّرَ أهلَ الإيمانِ مِن المؤمنينَ بأنَّ الغلبةَ ستكونُ لهُم قال سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾، ولذا لم يخلُ زمانٌ مِن الأزمنةِ إلّا وقد سلطَهُ اللهُ على هؤلاءِ اليهودِ، فأذاقَهُم العذابَ الشديدَ، ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ﴾.
أخي الحبيب: نحن بحاجةٍ أنْ نربيَّ أنفسنَا وأبناءنَا على هضمِ النفسِ، وهجرانِ الغرورِ والأنانيةِ!! حتى لا تغترَّ النفسُ بعدَ ذلكَ وتبطر!! نحن بحاجةٍ أنْ نزرعَ في حياتِنَا المعانِي المضادةَ للأنَا مِن التواضعِ والإيثارِ، والكرمِ والبذلِ، ونفعِ الغيرِ!! فمجتمعٌ تتجذرُ فيهِ هذه الأخلاقياتُ جديرٌ أنْ يسودَ بينَ أفرادِهِ التوادُّ والتآلفُ، والمحبةُ والتعاطفُ؛ لأنَّ هضمَ النفسِ خلقٌ نبيلٌ، وسلوكٌ جميلٌ، هو سجيةُ الصالحينَ الأتقياء، وهو مؤشرٌ على صلاحِ النفسِ، وإرادةِ الدارِ الآخرةِ ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
إنّهُ لن ينجحَ وطنٌ كلُّ واحدٍ فيهِ لا يعرِفُ إلّا كلمةَ “أنَا”، ولا يرَى فيهِ إلّا نفسَه، فالمُجتمعُ يشتركُ جميعُ أفرادِهِ في رِعايةِ ما يُصلِحُهُ، واتِّقاءِ كلِّ ما يُفسِدُه، بالنظرِ إلى الصالِحِ العامِّ فيُجلَبُ، وإلى الفسادِ العامِّ فيُتَّقَى، بل لا تقومُ قائمةُ المُجتمعاتِ دونَ أنْ يتحقَّقَ فيهَا الشعورُ بالآخرين، واستِحضارُ حقوقِهِم التي أوجبَهَا اللهُ عليهِم، قال الحبيبُ ﷺ: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا» (البخاري)، فلو غلبَ الأَثَرَة والأنا؛ وقالوا: “ما لَنا وما لَهم”؟! لهلَكَ الجميعُ؛ إذ لا مقامَ لحبِّ الذاتِ فيما تقتضِي المواقفُ أنْ يكونَ مصلحةً عامَّةً للوطنِ الواحِدِ، فما أحوجنَا إلى التكاتفِ والتآزرِ خاصةً في هذه المرحلةِ الراهنةِ مِن عمرِ الأمةِ الإسلاميةِ؛ لأنْ تسقطَ الأممُ في هاويةِ المذلةِ إذا صغرتْ همةُ رجالِهَا، والعاجزُ لا يُرجَى لدفعِ مُلمةٍ، ولا يؤملُ في النهوضِ بهمةٍ، كمَا أنّهُ ليس مِن العقلِ ولا مِن الحكمةِ استعادةُ الأحزانِ، والتعثرُ في عقباتِهَا، وتبادلُ كلماتِ اللومِ وآهاتِ التحسرِ، فما كان ذلك مِن أخلاقِ الأقوياءِ، ولا مِن مسالكِ ذويِ العزةِ والأنفةِ، وأباةِ الضيمِ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزّىً لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾، فالتجردُ مِن “الآنَا” يعلمُ العدوُّ أنَّ جندنَا يُلبِّي نداءَ الوطنِ، وفي أي لحظةٍ يقدمُ روحَهُ فداءَ ترابِ بلدِهِ، بهذا تبقَى الأممُ وتسودُ، وفي التضحيةِ حياةٌ لآخرين، إذ لا يحفظُ البيتَ إلّا صاحبُهُ، ولا يحفظُ الدارَ إلّا بانيهَا.
وما أعظمَ هديَ نبيِّنَاﷺ، وهو يُرشِدُ أمَّتَهُ ألا يُقابِلُوا الأنَا بمثلِهَا، وإنّمَا أرشدَهُم إلى ما تسمُو بهِ النفسُ، ويتحقَّقُ بهِ صالِحُ الأمةِ، وهوﷺ لا يدلُّ إلّا إلى الخيرِ، فعن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ» (البخاري)، وفي روايةٍ: «فاصبِرُوا حتى تلقَونِي».
اللهُمَّ فرِّجْ همَّ المهمومين، ونفِّسْ كربَ المكرُوبِين، اللهُمَّ انصُرْهُم على عدوِّكَ وعدوِّهِم عاجِلاً غيرَ آجلٍ يا ذَا الجلالِ والإكرامِ، اللهُّمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا، واحفظْ بلدَنَا مِصْرَ، واجعلْهَا سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، وفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.
كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان د / محروس رمضان حفظي عبد العال
مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف