خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 م بعنوان : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 29 ربيع الآخر 1446هـ ، الموافق 1 نوفمبر 2024 م.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 م بصيغة word بعنوان : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 م بصيغة pdf بعنوان : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 م ، بعنوان : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ، الشيخ خالد القط
بتاريخ: 29 ربيع الثاني 1446هــ – 1 نوفمبر 2024م
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)) (60) سورة الأنفال
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
أما بعد
أيها المسلمون، فلقد دعانا الإسلام أن نكون أقوياء في كل شيء، أقوياء في أنفسنا، أقوياء في إيماننا بربنا وخالقنا، أقوياء في البنية الجسدية والاقتصادية والاجتماعية، أقوياء بين جميع الأمم التي نعيش معها، لأن أي أمة من الأمم ترغب أن تحيا حياة كريمة عزيزة أبية لابد وأن تكون قوية فتية بين جميع الأمم.
أيها المسلمون وكيف لأمة يعتريها الضعف والوهن! وكل أركان وعناصر الإيمان فيها كلها قوية، فالله قوى، قال تعالى ((إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡعَزِیزُ )) سورة هود 66، ورسل الله من صفاتهم القوة، قال تعالى على لسان ابنة شعيب في شأن نبي الله موسى ((قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا یَـٰۤأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَیۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡأَمِینُ)) سورة القصص 26، وأمين الوحى جبريل عليه السلام من صفاته أنه قوى، قال تعالى (( ذِی قُوَّةٍ عِندَ ذِی ٱلۡعَرۡشِ مَكِینࣲ )) سورة التكوير 20، كما أمر الله الانبياء بأخذ كتبهم بالقوة قال تعالى في شأن نبيه يحيى، ((یَـٰیَحۡیَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَـٰبَ بِقُوَّةࣲۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِیࣰّا)) سورة مريم 12، كذلك أمرت الأمم أن تأخذ كتبها بالقوة، قال تعالى في شأن أمة من الأمم ((خُذُوا۟ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُوا۟ مَا فِیهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)) سورة البقرة 63 .
أيها المسلمون، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نأخذ بكل أسباب القوة التي تجعلنا أمة قوية بين الأمم، قال تعالى ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)) سورة الأنفال 60.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ باللَّهِ وَلا تَعْجِزْ، وإنْ أَصابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذا وَكَذا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ. ))
أيها المسلمون، والمصدر الحقيقي للقوة هو الله سبحانه وتعالى، فالقوة المادية مهما بلغت فهي أمام قوة الله لا تساوى شيئاً قال تعالى ((وَیَـٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِ یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا وَیَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡا۟ مُجۡرِمِینَ )) سورة هود 52، ومن نظر إلى الصلاة كواحدة من العبادات، على سبيل المثال التي تقربنا إلى الله تعالى فإنه سيراها تقوى الإنسان روحيا وذلك بوقوفه بين يدي أحكم الحاكمين، وكذلك تقويه جسديا وذلك من خلال وضوئه ومشيه إلى الصلاة، وتقوى لدية كذلك معنى النظام والالتزام، وعلى هذا فقس كل انواع العبادات. ومن هنا يكمن قيمة ومكانة الإيمان بالله العلي العظيم ولذلك يروى بسند فيه مقال من حديثُ معاذِ بنِ جبلٍ: ((لو عرفتم اللهَ حقَّ معرفتِه لمشيتم على البحورِ ولزالت بدعائِكم الجبالُ))
أيها المسلمون، علينا أن نأخذ بكل الوسائل الحديثة والمتاحة التي من شأنها تعمل على قوة بناء الأمة، ففي أثناء المعارك مثلاً حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر ((سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ وَهو على المِنْبَرِ يقولُ: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٦٠]، أَلا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ)).
فالرمي على عهد رسول الله صلى، الله عليه وسلم ربما كان بالسهام ونحوها، ولكن ما ينبغي علينا كأمة أن نتوقف عند الرمي بالسهام وإنما ينبغي علينا أن نطور أنفسنا مع الوسائل الحديثة المتطورة في العصر الحديث.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
أيها المسلمون، إن أكبر ما يضعف ويشتت شمل أي أمة من الأمم هو التشرذم والتفرق والتنازع، وكم حذرنا القرآن الكريم عبر آيات كثيرة منه من هذا الأمر، ودعانا أن نكون يداً واحدة ، مثل قوله تعالى (( وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰنࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران 103]
وقال أيضاً ((وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ﴾ [آل عمران 105.
وقال أيضاً ((وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [الأنفال 46.
أيها المسلمون. إن القوة المادية ليست بمعزل عن قوة العلم والاقتصاد، ولله در القائل:
بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال.
ولذلك اهتم الإسلام بالبحث العلمي وبالعلم والعلماء، كما دعا إلى الجد والاجتهاد والعمل، قال تعالى ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) سورة فاطر (28) وقال ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)) سورة الملك (15)
تابع / خطبة الجمعة القادمة 1 نوفمبر 2024 : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
الخطبة الثانية
أيها المسلمون إن القوة الحقيقية تحدث عندما نصل الأرض بالسماء والدنيا بالآخرة وتتعلق القلوب بالقوى المتين، فقوة الله فوق كل شيء: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) “هود:66″، وقال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) “الحج:40” وقال تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) “المجادلة:21” وقد أمرنا سبحانه بإعداد العدة والأخذ بأسباب القوة كائنة ما كانت معنوية كانت أو مادية، فاعملوا جاهدين، وابذلوا أقصى ما في وسعكم من أجل عزة وقوة وطننا الغالي مصر .
حفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه وسوء
كتبه: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف