خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 20 شعبان 1445هـ ، الموافق 1 مارس 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م ، بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا: فضائلُ مجالسِ العلمِ والذكرِ.
ثانيًا: الاستعدادُ لشهرِ رمضانَ.
ثالثًا: واجبُ الوقتِ قبلَ رمضانَ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م ، بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
مجالسُ العلمِ وتلاوة القرآن والاستعدادُ لرمضانَ
20 شعبان 1445 هـ – 1 مارس 2024 م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه الكريمِ: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} (البقرة )، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيّدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلهِ وأصحابهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
أولًا: فضائلُ مجالسِ العلمِ والذكرِ.
**عبادَ الله: إنَّ لمجالسِ العلمِ والذكرِ فضائلَ كثيرةً، فيكفِي الذاكرُ للهِ تعالَي فخرًا وشرفًا، أنَّ اللهَ يذكرُهُ ويثنِي عليهِ في الملأِ الأعلَى، وتتنزلُ على مجالسِ العلمِ والذكرِ الرحماتُ والنفحاتُ والبركاتُ.
** وخيرُ الأعمالِ وأزكاهَا وأعلاهَا قدرًا عندَ اللهِ تعالَى، ذكرُ اللهِ تعالَي، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. (سنن الترمذي).
فالذكرُ خيرُ ما يُكتسبُ مِن القرباتِ، وأولَى ما ترفعُ بهِ الدرجات، وهو أفضلُ مِن الصدقاتِ، ويعدلُ الجهادَ في سبيلِ ربِّ الأرضِ والسمواتِ.
فلمَّا كان للذكرِ هذا الفضلُ كانتْ لمجالسهِ الرفعةُ على بقيةِ مجالسِ الناسِ، فإنَّ مجالسَ ذكرِ اللهِ فيهَا حياةُ القلوبِ، وزيادةُ الإيمانِ، وزكاةُ النفوسِ، وسبيلُ السعادةِ والفلاحِ في الدنيا والآخرةِ.
**ومجالسُ العلمِ والذكرِ مجالسٌ تتنزلُ على أهلِهَا السكينةُ، وتغشاهُم الرحمةُ، وتحفُّهُم الملائكةُ، ويذكرُهُم اللهُ فيمَن عندَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».(صحيح مسلم).
**وهي مجالسُ المغفرةِ، وأهلُ هذه المجالسِ لا يشقَي بهِم جليسُهُم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ ” قَالَ: «فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» قَالَ: ” فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ ” قَالَ: ” فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ ” قَالَ: ” فَيَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟ ” قَالَ: ” فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا ” قَالَ: ” يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ ” قَالَ: «يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ» قَالَ: ” يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ” قَالَ: ” يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ ” قَالَ: ” يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ” قَالَ: ” يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً ” قَالَ: ” فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ” قَالَ: ” يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ” رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَرَوَاهُ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(صحيح البخاري).
ثانيًا: الاستعدادُ لشهرِ رمضانَ.
مَن أرادَ الفوزَ برمضانَ فعليهِ أنْ يستعدَّ لرمضانَ، فيستقبلهُ خيرَ استقبالٍ.
**بالتوبةِ النصوح:
فالتوبةُ النصوحُ، بمثابةِ التخليةِ قبلَ التحليةِ، التوبةُ الشاملةُ مِن جميعِ الذنوبِ صغيرِهَا وكبيرِهَا، التوبةُ مِن التقصيرِ والغفلةِ، فهي واجبُ الوقتِ، بل واجبُ العمرِ كلِّهِ، وقد أمرنَا اللهُ تعالَى بهَا في كتابهِ وسنةِ رسولِهِ ﷺ، كمَا قالَ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ (التحريم)، وقالَ تعالَى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (النور)، وعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».(صحيح مسلم).
نستقبلُ هذا الشهرَ العظيمَ وقد تخلينَا عن جميعِ الذنوبِ والمعاصِي، التي حرمتنَا الكثيرَ مِن الخيرِ، نفتحُ صفحةً جديدةً مع اللهِ تعالى بالتوبةِ والرجوعِ إليهِ سبحانَهُ.
**وطهارةُ القلبِ:
فكمَا طهرنَا جوارحَنَا مِن الذنوبِ، لابُدّ أنْ نطهرَ قلوبَنَا مِن جميعِ الآفاتِ القلبيةِ، علينَا أنْ نتفقدَ قلوبَنَا، قالَ اللهُ تعالَى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ (ق)، وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ ﷺ: (إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ ، وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ).(صحيح مسلم).
ذكرَ النبيُّ ﷺ كلمةً جامعةً لصلاحِ أعمالِ ابنِ آدمَ وفسادِهَا، وذلك كلّهُ بحسبِ صلاحِ القلبِ وفسادِهِ، فإذا صلحَ القلبُ صلحتْ إرادتُهُ، وصلحتْ جميعُ الجوارحِ، فلا يقدمُ إلّا إلى طاعةِ اللهِ واجتنابِ سخطِه، فقنعتْ نفسُهُ بالحلالِ عن الحرامِ.
**المحافظةُ على الفرائضِ وعلي رأسِهَا الصلواتُ الخمسُ في أوقاتِهَا:
فالصلاةُ هي أولُ شيءٍ يحاسبُ عليهِ العبدُ يومَ القيامةِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ. (سنن الترمذي).
ثالثًا: واجبُ الوقتِ قبلَ رمضانَ.
عبادَ الله: إنَّ الأنفسَ الذكيةَ الطالبةَ للمراتبِ العليِّة، هي المحافظةُ على مجالسِ العلمِ والذكرِ؛ لأنَّ بها تندفعُ الوساوسُ الشيطانيةُ، وتصحُّ المعاملاتُ والعباداتُ المرضيةُ، قالَ تعالَي: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (الكهف)، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ. (سنن الترمذي).
قال عطاءُ: مجالسُ الذكرِ هو مجالسُ الحلالِ والحرامِ، كيف تشترِي، كيف تبيعُ وتصلِّي، وتصومُ وتحجُّ، وتنكحُ وتطلقُ، وقال سفيانُ بنُ عيينةَ: لم يعطَ أحدٌ بعدَ النبوةِ أفضلَ مِن العلمِ والفقهِ في الدينِ، وقال أبو هريرةَ وأبو ذرٍ رضي اللهُ تعالى عنهما: بابٌ مِن العلمِ نتعلمهُ أحبّ إلينَا مِن ألفِ ركعةٍ تطوعًا.
عبادَ الله: إذا كان للعلمِ والذكرِ هذه الفضائلُ التي ذكرنَاها وغيرُهَا مِن الفضائلِ، فعلينَا ألّا نقصرَ فيها ولا نهملهَا وخاصةً مجالسُ الفقهِ، ونحن نستقبلُ هذا الشهرَ الكريمَ الذي نحتاجُ أنْ نتعلمَ ونتذاكرَ فيه فقهَ الصيامِ، عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. (صحيح البخاري).
نسألُ اللهَ أن يفقهنَا في دينهِ، ويرزقنَا العملَ بهِ، اللهُمَّ اعنَّا على ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ ربَّنَا هبْ لنَا مِن لدنكَ رحمةً إنّكَ أنت الوهاب، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه دكتور عمر مصطفي محفوظ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف