خطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : اغتنام مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ : 23 ذو القعدة 1440هـ – 26 يوليو 2019م

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : اغتنام مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح ، وعناصرها:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : اغتنام مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : اغتنام مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : اغتنام مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح : كما يلي:

عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة : اغتنام مواسم الطاعات والخيرات للشيخ عبد الناصر بليح  :

 

 

خطبة الجمعة القادمة 1 ذو الحجة اغتنام مواسم الطاعات والخيرات

الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات ، ليغفرَ لهم الذنوب ويجزل لهم الهبات ، أحمده سبحانه وأشكره وفق من شاء من عباده لاغتنامها فأطاعه وأتقاه، وخذل من شاء فأضاع أمره وعصاه .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أَتاه رَجُلُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قال صلى الله عليه وسلم:”مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمله”(الترمذي). اللهم صلاة وسلاماًعليك ياسيدي يارسول وعلي آلك وصحبك والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد :

 

فياجماعة الإسلام حديثنا إليكم اليوم عن اغتنام مواسم الطاعات والخيرات .. يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:”إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا”(الطبراني).

قيمة الوقت :

عباد الله:
إن المشكلة تكمن في عدم معرفة قيمة الوقت، الوقت سريع التقضي، أبي التأتي، لا يرجع مطلقاً، والعاقل هو الذي يفعل ما يغتنم به وقته، قال بعض أهل العلم: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ثم ليس فقط انتهاز العمر بالطاعات، واغتنام الأوقات بالعبادات، وإنما يقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، وهذه مسألة تحتاج إلى فقه، اغتنام الوقت في أفضل ما يمكن تحتاج إلى فقه.. وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم ” نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصِّحَّة والفراغ”(البخاري).

ويقول الحسن البصري :

“ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود.. إلى يوم القيامة”..”إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك”..!

ولقيمة الوقت ربط المولي عز وجل جميع أركان الإسلام بوقت معين ومحدد ليلفتنا إلي قيمة الوقت فالصلاة لاتصح إلي بدخول الوقت :” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”(النساء/103). والزكاة لاتؤدي إلا في وقت معين حال عليها الحول أو وقت حصاده:” كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ “الأنعام/141). والصيام له شهر معلوم :” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ..(البقرة/185). وقال تعالي:” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ..”(البقرة/187).

وفريضة الحج قيضت بوقت معين أيضاً:”الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”(البقرة/197).

مواسم الطاعات:

عباد الله : إنَّ من فضل الله تعالى ونعمه الجليلة على عباده أن هيأ لهم المواسمَ العظيمة والأيامَ الفاضلة لتكون مغنمًا للطائعين وميدانًا لتنافس المتنافسين، ومن أعظم هذه المواسمِ وأجلِها ما شهد النبيُ بأنها أفضلُ أيام الدنيا على الإطلاق، ألا وهي أيامُ عشر ذي الحجة.

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي قال: “ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ” يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! قَالَ: “وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”(البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة).

حقًا إنها أيام مباركة خير أيام الدهرأقسم الله جل وعلا بها، والإقسام بالشيء دليل على أهميته وجلالة قدره، قال الله تعالى:

“وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ”(الفجر: 1، 2). قال ابنُ عباس رضي الله عنهما وغيرُ واحد من السلف والخلف: إنها عشرُ ذي الحجة. قال ابنُ كثير: “وهو الصحيح”.

والنبي إنما حث فيها على العمل الصالح لفضلها وعظيم نفعها، ولشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، وشرف المكان أيضًا وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام، ولأن فيها يوم عرفة ويوم النحر، وفيها الأضحية والحج، قال الحافظ في فتح الباري: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره” اهـ.

وسُئل ابنُ تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان: أيُهُما أفضلُ؟ فأجاب: “أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر في رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة” اهـ.

لذا لا غرو ولا جرم أن يحرص السلف الصالح على اغتنامها والعمل فيها، فقد كان سعيدُ بن جبير رحمه الله -وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق- إذا دخلت العشرُ اجتهدَ اجتهادًا حتى ما يكاد يُقدر عليه”(الدارمي بإسناد حسن).

أخي المسلم” إن إدراك عشر ذي الحجة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد، يَقْدُرُها حقَّ قدرها الصالحون المشَمِّرون، وإن واجب المسلم استشعارُ هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة، وذلك بأن يخص هذا العشرَ بمزيد عناية وأن يجاهد نفسه بالطاعة، قال أبو عثمانَ النهديُ رحمه الله عن السلف: كانوا يعظمون ثلاثَ عشراتٍ: العشرَ الأخيرَ من رمضان، والعشرَ الأول من ذي الحجة، والعشرَ الأول من المحرم.
وإن من فضل الله على عباده كثرة طرق الخير وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط للمسلم ويبقى ملازمًا لطاعة ربه وعبادته.

الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عزوجل في هذه العشر

أيها الناس: عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها وعظم قدرها وحث رسوله على العمل فيها لها وظائف وأعمال، ومن تلكم الأعمال والوظائف:

1- الصيام:

فيسنُ للمسلم أن يصومَ تسعَ ذي الحجة؛ لأن النبي حث على العمل الصالح فيها، والصيامُ من أفضل الأعمال الصالحة، وقد ورد ما يدل على صيامها من حديث هُنَيدَة بنِ خالدٍ عن امرأته قالت: حدثتني بعضُ أزواج النبي أن النبي كان يصومُ عاشوراءَ وتسعًا من ذي الحجة وثلاثةَ أيام من كل شهر”(أحمد وأبو داود).
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يصومها، وكذلك مجاهد وغيرهما من العلماء, وأكثر العلماء على القول بصيامها؛ ولذا قال النووي رحمه الله: “صيامها مستحبٌ استحبابًا شديدًا” اهـ.

وأما ما اشتهر عند العوام من صيام ثلاث ذي الحجة يعنون بها اليوم السابع والثامن والتاسع فهذا التخصيص لا أصل له ولا دليل عليه.

2- التكبيرُ والتهليلُ:

يَجهرُ به الرجال، والمرأةُ تخفضُ به صوتها، فعن ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: “مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَل فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ”(أحمد والطبراني ).

قال البخاري رحمه الله: “وكان عمرُ يكبرُ في قبته بمنى فيسمعه أهلُ المسجد فيكبرونَ ويكبرُ أهلُ الأسواقِ حتى ترتج منى تكبيرًا، وكان ابنُ عمرَ يكبرُ بمنى تلك الأيام وخلفَ الصلواتِ وعلى فراشه وفي فسطَاطِه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعها”، وقال: “وكان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ رضي الله عنهما يخرجان الى السوق فى أيام العشر يكبران لايخرجان إلا لذلك”

فحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هجرت في هذه الأيام، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح، تكبِّر في المسجد وفي بيتك وفي السوق وفي طريقك، وذكِّر به أهلك، وعوِّد أولادك على ذلك.
3- الإكثار من الأعمال الصالحة عمومًا؛ لأن العمل الصالح محبب إلى لله تعالى في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة كما قال النبي :

“ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ”، وهذا يعني فضل العمل فيها وعظيم ثوابه، فعلى المسلم أن يعمر وقته في هذه العشر بالإكثار من الطاعات: قراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.

ومن الأعمال الصالحة الصلاة، فيستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات، عن ابنِ مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: “الصلاة على وقتها”، قلت: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين”، قلت: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”(متفق عليه). وعن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: “عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة”(مسلم).

الخطبة الثانية:

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله : ومن الأعمال الصالحة التي يغتنمها المسلم في هذه الأيام

#يوم عرفة من الأيام الفاضلة والعظيمة:

لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، وهو يوم عيد لأهل الموقف، ويستحب صيامه لأهل الأمصار. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على هذه الأمة، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولهذا جعله الله تعالى خاتمة الأديان، لا يقبل من أحد دينًا سواه.
عن عمرَ رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أي آيةٍ؟ قال: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا”(المائدة/ 3). قال عمرُ: عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي وهو قائم بعرفة يوم الجمعة”(البخاري ومسلم).وهذا الرجلُ الذي سأل عمر رضي الله عنه هو كعبُ الأحبار كما جاء في رواية الطبري، وفيها أيضًا: نزلت في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال:

“ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء” رواه مسلم. قال ابنُ عبدُ البر: “وهذا يدلُ على أنهم مغفورٌ لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم” اهـ.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله : “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثًا غبرًا”(أحمد).

فهذه الأحاديث تدلُ على فضل يوم عرفة وأنه من الأيام الفاضلة التي تجاب فيها الدعوات وتقال العثرات:

فعلى المسلم أن يحرصَ على العمل الصالح لا سيما في هذا اليوم العظيم من ذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ وصلاةٍ وصدقةٍ؛ لعله أن يحظى من الله تعالى بالمغفرة والعتق من النار، فقد ذكر ابنُ رجب رحمه الله في اللطائف أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين.

وعلى المسلم أن يحرصَ على صيام يوم عرفة، فقد خصه النبي بمزيد عناية، حيث خصه من بين أيام العشر، وبيّن ما رُتب على صيامه من الفضل العظيم، فقد ورد عن أبي قتادةَ الأنصاري رضي الله عنه أنَ رسولَ الله سُئلَ عن صوم يوم عرفة فقال: “يكفر السنة الماضية والسنة القابلة”( مسلم).

وهذا إنما يستحب لغير الحاج، وأما الحاج فلا يسن له صيام هذا اليوم، وفطره أفضل تأسيًا برسول الله ، فقد وقف بعرفة مفطرًا:

فعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أن ناسًا اختلفوا عندها يوم عرفة في رسول الله ، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح من لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه”(البخاري ومسلم). ولأن المفطر أقوى على الدعاء من الصائم لا سيما في شدة الحر.وللدعاء يوم عرفة مزية على غيره، فإن النبي قال: “خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي:

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”(مالك والترمذي). قال ابنُ عبد البر: “وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره… وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وفيه أيضًا أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله” اهـ.

فليحرص المسلم المقيم على الدعاء في هذا اليوم العظيم اغتنامًا لفضله ورجاء للإجابة والقبول، وليدع لنفسه ووالديه وأهله وللإسلام والمسلمين، وإذا صام هذا اليوم ودعا عند الإفطار فما أقرب الإجابة وما أحرى القبول! فإن دعاء الصائم مستجاب، وعلى المسلم أن يكثرَ من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي اختاره الله لهذه الأمة وأكمله في هذا اليوم العظيم.

الحج

وإن من أفضل ما يعمل في هذه العشر المباركة حج بيت الله الحرام، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب إن شاء الله من قول النبي : “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”( البخاري ومسلم ).

فدونكم -عباد الله- هذه الفضائل والأعمال، فاغتنموها، وإياكم والتواني والكسل، ولنعلم أن لله جل وعلا نفحات في أيامه، فلنهتبل الفرصة ولنستكثر من الحسنات؛ عل الله جل وعلا أن يعفو عن زلاتنا وسيئاتنا.فبادر – أخي المسلم – إلى اغتنام هذه الأيام الفاضلة المباركة بالأعمال الصالحة وكثرة الاجتهاد، فإنه ليس لما بقي من عمرك ثمن، وتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أن الحرص على العمل الصالح في هذه الأيام المباركة هو في الحقيقة مسارعةٌ إلى الخير ودليل على التقوى، قال تعالى:”ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”(الحج: 32).

 

 

_____________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »