خطبة الجمعة القادمة : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 9 جمادي الآخر 1445هـ ، الموافق 22 ديسمبر 2023م. 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بصيغة word بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ خالد القط

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ خالد القط

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م ، بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

“”””””””””””””””””””””””””

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) سورة آل عمران (102).

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.

أما بعد

أيها المسلمون، فإنه من يتدبر آيات القرآن الكريم فإنه سيجد الخطابات في القرآن الكريم متعددة ومتنوعة، فمثلاً يجد خطاباً عاماً يراد به عموم الناس، كقوله تعالى: {يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض} (فاطر:3). فالخطاب في الآية يشمل جميع الناس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأجناسهم وأديانهم، وأكثر خطابات القرآن الكريم من هذا النوع ، ومثله أيضاً (يا بنى آدم) فهو خطاب يشمل الجنس البشري كله، قال تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف (27)، ومثله أيضاً ((سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) وأيضاً ((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ)).

تابع / خطبة الجمعة القادمة : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

وتجد في القرآن الكريم خطابا يشمل رسل الله جميعاً كقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) سورة المؤمنون (51) كما نادى بعض الأنبياء بأسمائهم، مثل قوله تعالى ((يَا يَحْيَىٰ))، ((يَا زَكَرِيَّا))، ((يَا مُوسَى))، وخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)) وقال له أيضاً: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ))، كما تجد أيضاً خطاباً يخص أهل الكتاب كقوله تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ))، وقوله أيضاً ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب)) كما تلاحظ أيضاً خطاباً يخص بنى إسرائيل كقوله تعالى ((يا بني إسرائيل))، أو خطاب آخر يخص اليهود أيضاً قال تعالى ((قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا))، كما إنك تجد أيضاً في القرآن الكريم خطاباً للكافرين قال تعالى ((يَا  أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) سورة التحريم (7)، وقال أيضاً ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)).

أيها المسلمون، كما جاء الخطاب الخاص بفئة خاصة من عباد الله، ألا وهم المؤمنون، وهذا هو موضوع حديثنا اليوم، فقد نادى الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين، بإسناد الإيمان إليهم، وهو أرقى وأعظم ما ينتسب ويفتخر به المسلم، هذا الإيمان مشتمل على أركان يجب توافرها في الشخص حتى يطلق عليه لفظ مؤمن، كما قال تعالى ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) سورة  البقرة  (282).

تابع / خطبة الجمعة القادمة : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

كما جاء أيضاً ما يؤيد ذلك في السنة النبوية الشريفة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في حديث جبريل المشهور المعروف، كما في صحيح مسلم عن عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: ((بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا له يَسْأَلُهُ، ويُصَدِّقُهُ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قالَ لِي: يا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.))

أيها المسلمون فقد نادى الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين في القرآن الكريم بقوله ((يا أيها الذين آمنوا))، وهذا خطاب ينبغي علينا أن نتوقف عنده كثيراً، يقول الفخر الرازي رحمه الله أعْلَمْ أنَّ اللَّهَ تَعالى خاطَبَ المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في ثَمانِيَةٍ وثَمانِينَ مَوْضِعًا مِنَ القُرْآنِ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: وكانَ يُخاطِبُ في التَّوْراةِ بِقَوْلِهِ: ”يا أيُّها المَساكِينُ“ فَكَأنَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى لَمّا خاطَبَهم أوَّلًا بِالمَساكِينِ أثْبَتَ المَسْكَنَةَ لَهم آخِرًا حَيْثُ قالَ: ﴿وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والمَسْكَنَةُ﴾ [البقرة: ٦١].

وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّهُ تَعالى لَمّا خاطَبَ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالإيمانِ أوَّلًا فَإنَّهُ تَعالى يُعْطِيهِمُ الأمانَ مِنَ العَذابِ في النِّيرانِ يَوْمَ القِيامَةِ، وأيْضًا فاسْمُ المُؤْمِنِ أشْرَفُ الأسْماءِ والصِّفاتِ، فَإذا كانَ يُخاطِبُنا في الدُّنْيا بِأشْرَفِ الأسْماءِ والصِّفاتِ، فَنَرْجُو مِن فَضْلِهِ أنْ يُعامِلَنا في الآخِرَةِ بِأحْسَنِ المُعامَلاتِ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

ولهذا أيضاً أيها المسلمون، كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا، فأرعها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تنهى عنه. رواه البيهقي في شعب الإيمان.

ومن هذه النداءات على سبيل المثال:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ﴿١٠٤ البقرة﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ﴿١٥٣ البقرة﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ ﴿١٧٢ البقرة﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ﴿١٨٣ البقرة﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ﴿٢٠٨ البقرة﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ﴿٢٥٤ البقرة﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ ﴿٢٦٧ البقرة﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ ﴿٢٧٨ البقرة﴾

الخطبة الثانية

كذلك من تكريم الله لعباده المؤمنين أنه سبحانه وتعالى ناداهم في القرآن الكريم  بصيغتين أخرتين غير (يا أيها الذين) الأولى: هي قوله تعالى في سورة النور ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) سورة النور (31) وتلاحظ هنا أن هذه هي الآية أنها الآية الوحيدة التي حذف فيها حرف النداء وهو (الياء) وكذلك اسم الموصول (اللذين) وهو ينادى سبحانه وتعالى على المؤمنين وهناك توجيهات تم ذكرها في حذف حرف النداء وكذلك اسم الموصول، ولكن ما وقع في نفسى هنا، أن الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى التوبة إليه، فحذف حرف النداء هنا واسم الموصول فيه حث وتوجيه لنا على وجوب المسارعة بالتوبة قبل فوات الأوان فمقام الآية يدعونا إلى سرعة التوبة والإنابة إلى الله، فناسب ذلك حذف حرف النداء  .

تابع / خطبة الجمعة القادمة : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

وفى موقف آخر جاء النداء على المؤمنين في القرآن الكريم بصيغة فريدة بليغة بعينها وهي قوله تعالى ((فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا)) سورة الطلاق (10)، وكما قال علماء اللغة بأن الذين آمنوا في الآية الكريمة بدل من أولى الألباب، وأولو الألباب كما نعلم جميعاً هم أصحاب العقول، فيا له من ربط عجيب بديع من وصف أصحاب العقول الراجحة بالإيمان، وأن الإيمان قرين العقل، وأن المؤمن الحق هو الذي يعمل عقله فيما ينفعه في دينه ودنياه. وأن إهمال العقل وتنحيه جانباً لا يتأتى أبدا من المؤمنين صادقي الإيمان بالله.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

تابعنا علي الفيس بوك

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

للمزيد عن أخبار الأوقاف

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

للمزيد عن مسابقات الأوقاف